ماذا لو استطعنا تحويل الصحارى إلى أراضٍ زراعية؟

لن يبقى المزيد من الصحارى الواسعة والقاحلة لأنها ستتحول إلى أراضٍ زراعية خضراء خصبة.

كيف سنضفي الحياة على الصحراء؟ وكم سيكلف هذا التغيير؟ وكيف سيدمر هذا الإجراء غابات الأمازون؟

مع تزايد التعداد السكاني وتراجع الأراضي الزراعية، حان الوقت لابتكار تقنيات زراعية جديدة لتغطية الصحارى التي تشغل ثلث مساحة الأرض، والتي تعد من أكثر النظم البيئية جفافاً على الكوكب إذ يتلقى كل منها أقل من 25 سم من الأمطار كل عام، لذلك لا بد من تحويل هذه الأراضي القاحلة إلى أراضٍ زراعية مفيدة.

ولكن هل يمكن أن يؤدي تحويل نظام بيئي بأكمله إلى أزمة مناخية أكبر؟

إن زراعة أي شيء في هذه الرمال أمر صعب لأن بعض الصحارى يمكن أن تفقد ما يصل إلى 33 مرة من المياه أكثر مما تتلقاه، يحدث هذا من خلال عمليات التبخر والنتح، لذلك إن كنت ترغب في تحويل الصحارى إلى أراضٍ زراعية ستحتاج إلى التفكير في طريقة تجعل الأرض تحفظ كمية أكبر من المياه، وبالبحث عن طريقة فعالة لخلط كميات صغيرة جداً من الطين في التربة وجدنا الطين النانوي، عبارة عن جزيئات صغيرة جدًا من الطين أصغر 500 مرة من خصلة شعر واحدة. إذا أحاطت طبقة من هذا الطين بكل جزيء من الرمل فسوف تسمح للماء والمواد المغذية بالالتصاق.

وجدت الاختبارات أن هذه العملية قللت من استخدام المياه بنسبة 47% خلال 40 يومًا فقط في الإمارات العربية المتحدة، إذ تمكنا من زراعة البطيخ في قطعة أرض قاحلة من الرمال، والمكونان الوحيدان اللذان تحتاجهما هما الماء والطين، شيئان قام المزارعون بإضافتهما إلى التربة منذ آلاف السنين.

الطين الكثيف يحتاج إلى جهد كبير في العمل، يمكنك أيضاً تعطيل النظم البيئية تحت الأرض عن طريق إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون أو حتى إنشاء عازل مقاوم للماء على السطح، إذا أضفت هذا السائل النانوي إلى أنظمة الري المائي مثل الرشاشات سوف يصل إلى الجذور.

إذا نجحت العملية، فستحتفظ رمال الصحراء الآن بالمزيد من المياه، من ذلك يمكن تحويل الصحراء بأكملها إلى تربة صحية مثمرة.

إن كنت تهدف إلى استصلاح جميع الصحاري على الأرض ستحتاج إلى الكثير من الطين والماء، وسيكون ذلك حوالي 6.7 كوادريليون لتر (1.7 كوادريليون جالون) من الماء، وهذا ما يقارب نصف حجم المياه في بحيرة سوبيريور أكبر البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية.

هل يمكن أن تتعامل ميزانيتك مع فاتورة بقيمة 336 تريليون دولار؟ هذا ما سيكلفه رش كل الصحارى، ويمثل أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للعالم، كما يجب تكرار هذه العملية كل خمس سنوات.

الجانب الإيجابي:

-سنتمكن من زراعة المزيد من الطعام وتغيير الحياة في المزارع والقرى المحيطة بالصحراء.

-لا مزيد من العواصف الرملية أو الترابية التي تغلق الطرق والسكك الحديدية.

الجانب السلبي:

-قد نفقد غابات الأمازون المطيرة بأكملها، لماذا؟

لأن الأمازون بمثابة مصفاة الكربون إذ يمتص ثاني أكسيد الكربون وذلك يساعد في مكافحة تغير المناخ، كما أنه يطلق الأكسجين الذي نحتاج إليه.

ما الرابط بين الأمازون وتحويل الصحراء إلى أراضٍ زراعية؟

تلتقط الرياحُ الرمالَ من أكبر الصحارى الحارة على الأرض وتعبر المحيط الأطلسي على طول الطريق إلى أمريكا الجنوبية، وفي طريقها إلى الأمازون تلتقط جزيئات الغبار الرطوبة ثم تتساقط فوق الأمازون على شكل مطر، وهذا المزيج من الرمل والماء يعمل كسماد أيضاً.

قد يؤدي تحويل الصحارى إلى اللون الأخضر إلى اضطراب عملية الإخصاب هذه لدرجة أننا قد نفقد غابات الأمازون المطيرة إلى الأبد وستكون هذه أخباراً سيئة بالنسبة للمناخ بسبب اختلال التوازن البيئي للأرض.

قد لا تكون جميع النباتات التي نزرعها على أرض مستصلحة حديثاً كافية لمنع الأزمة، ليس فقط في الأمازون ولكن عبر الكوكب بأسره، ويعتبر الطين النانوي السائل مجرد فكرة واحدة للمساعدة في تحقيق النمو الزراعي المستدام لبيئات الكوكب القاسية، ولكن كل تطور في مكان واحد قد يكون تأخراً في مكان آخر.

  • ترجمة: تالا رسلان
  • تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
  • المصادر: 1