ماذا لو قفزت مظليًا من محطة الفضاء الدولية ISS؟

تطفو محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 410 كيلومتر (245 ميل) عن الأرض، ماذا لوكنت هنا وسقطت فجأة وكان عليك العودة للأرض بمظلة؟ ماذا سيحدث؟

إذا كان هذا الشيء ممكنًا؟ كم ستصل سرعة انتقالك عند القفز من هذا العلو؟

ماذا سيحصل عند وصولك إلى الأرض؟

أعلى قفزة مظلية في العالم حدثت من ارتفاع 38 كيلومتر عن الأرض. وصل المظلي إلى سرعة تصل تقريبًا إلى 1300 كيلومتر في الساعة (834 ميل في الساعة)، وكان في سقوط حر لما يقرب من أربع دقائق وعشرين ثانية.

القفزة التي نتحدث عنها من المحطة الدولية ISS ستكون أعلى 10 مرات من هذه، ماذا سيحدث لك بمجرد أن تقفز؟

حسنًا، بمجرد أن تقفز، لن يكون سقوطًا بسيطًا باتجاه الأرض، لأن المحطة الفضاء الدولية تتحرك بسرعة تصل إلى 27600 كيلومتر في الساعة (17150 ميل في الساعة)، وهذا أسرع 30 مرة من الطائرة التجارية تقريبًا.

إذا كانت المحطة الفضاء الدولية تتحرك بهذه السرعة، فسوف تفعل ذلك أيضًا!

لذلك بدل أن تتجه مباشرة نحو الأرض، سوف تطوف حولها بينما تتحرك بتلك السرعة الكبيرة، ومن المحتمل أن تدور حولها لسنوات قبل أن تبدأ سرعتك بالتباطؤ لسرعة كافية لتسقط نحو الأسفل.

سوف نعطيك حقيبة نفاثة مزودة بوقود كافٍ لإيقاف تلك السرعة. أفضل بكثير أليس كذلك؟

ولكن هذه القفزة المظلية لن تكون سهلة فقط لأننا قللنا من سرعتك. بفضل قوة الجاذبية الأرضية ستتجه نحو سطح الأرض بدلًا من الدوران حولها.

بأخذ النظر لوزن جسمك، ستتحرك بسرعة تصل إلى 2000 كيلومتر في الساعة عند سقوطك عموديًا باتجاه الأرض، في هذا السرعة ستختبر ما يعادل ست مرات من قوة التسارع G-Forces.

خلال أعلى قفزة مظلية، شعر المظلي المشارك فيها بأربعة مرات من قوة الG، وهذا مشابه لما يشعر فيه الراكب في عربة سكة الموت، يشعر طيار المقاتلة النفاثة 6 مرات من قوة التسارع عند تحليقه بطائرته النفاثة، ولكن يتدرب الطيار لمدة طويلة وتحدث هذه القوة لمدة قصيرة جدًا، التعرض المفاجئ لمثل هذه القوة بدون تدريب مسبق سيشعرك كأنها أجمل رحلة تشويق مررتها في حياتك.

وهذه ستكون مجرد البداية لسرعتك، عند مرورك خلال الغلاف الجوي للأرض، سيستمر زخمك بالتزايد، وسوف تتحرك بسرعة كبيرة تجعلك تضغط الهواء المار أمامك وسيؤدي ذلك لارتفاع درجة حرارة الهواء إلى درجة حرارة عالية تصل إلى 1600 مْ (2900 فهرنهايت).

كلما زاد تقدمك نحو الأرض، ستشعر بقوة جي أكثر وأكثر، وهذا ثمانية أضعاف ما تشعر به على الأرض بالعادة، هذا النوع من الطاقة سيفقدك الوعي على الأرجح، وستنفجر أوعيتك الدموية، وستتحرك أعضائك في جميع أنحاء جسمك.

سيكون الألم كبير جدًا، ولكن إذا صمدت قليلًا، ستبدأ سرعتك بتباطؤ عند زيادة كثافة الهواء مما يعطيك المزيد من المقاومة. إذا تمكنت بطريقة ما أن تستيقظ في هذا الوقت وعلى ارتفاع 2500 متر 8200) قدم) فوق مستوى سطح البحر، يمكنك عندها أن تنشر مظلتك.

يمكنك الان التمتع بمناظر الطبيعية وأنتَ تهبط نحو الأرض. عند هبوطك تذكر فقط أن تحصل على المساعدة الطبية العاجلة، إذ من المحتمل أن لديك نزيفًا داخليًا وربما بعض العظام المكسورة نتيجة ضغط الجاذبية التي مررت به.

  • ترجمة: عمران كاظم حسين
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1