متجوّلٌ يلقى حتفه في وادي الموت بعد ساعاتٍ من إجراءه مقابلةً صُحفيّة
الارتفاعات الخطرة
توفي متجوّلٌ يبلغ من العمر 71 عامًا في وادي الموت بولاية كاليفورنيا بعد ساعاتٍ فقط من إجراء مقابلةٍ مع صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) حول رحلته.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز في متابعةٍ للأمر، توفّي الشخص الذي قابلته مؤخرًا، والذي يُدعَى ستيفن كاري، في الأسبوع الماضي بعد انهياره إثر أسبابٍ مرتبطةٍ بالحرارة في أكثر الأماكن سخونةً على وجه الأرض حسب ما يعتقد المسؤولون.
فقد كانت تكتسح وادي الموت، كما الحال في بقيّة البلاد، موجة حرٍّ شديدةٌ هذا الصيف مع استمرار تغيّر المناخ بإلحاق الضرر به.
ففي وقتٍ مبكّرٍ من صباح وفاته الأسبوع الماضي، أجرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقابلةً موجزةً مع كاري لمقالةٍ عن الحرارة المتزايدة في صحراء جنوب كاليفورنيا الشهيرة بكونها الحارقة، في أثناء جلوسه تحت لافتةٍ معدنيّةٍ توفّر كما لاحظت الصحيفة في متابعتها الظلّ الوحيد القريب.
قال المتجوّل وهو جالسٌ فوق قمة زابريسكي بوينت الصحراوية: “إنّها حرارةٌ جافّة.. كلّ شيءٍ حارٌّ هنا”.
كان ذلك أبعد ما يكون عن الاستخفاف بالأمر؛ فقد ارتفعت درجة الحرارة خلال الأسبوع الذي مات فيه المتجوّل إلى ما يقارب من 126 درجة، وهي درجة شديدة الحرارة حتى بالنسبة لوادي الموت.
ما ترك بعده
قالت ريما أرملة كاري للصحيفة: “إنّ هذا النوع من التجوّل الخطير كان مماثلًا لما كنتُ أخشاه في زواجنا الذي دام 29 عاماً”.
وأضافت أرملة المتنزّه البالغة من العمر 76 عامًا: “لقد تحدّث عن وادي الموت لمدّة أسبوعٍ على الأقلّ أو أكثر”.
وعلى الرغم من أنّها أعربت عن مخاوفها بشأن درجات الحرارة المسجلّة هناك في الأسابيع الأخيرة، إلّا أنّ كاري أصرّ على الذهاب، وفعل ذلك دون إخبار زوجته، التي كانت تتوقّع عودته إلى المنزل في تلك الليلة.
“ظننتُ أن ذلك الوغد غادر فجأةً لأنّه يعلم أنّه لمن الصعب عليّ أن أسمح له بالرحيل”.
يبدو أنّ كاري أصيب بعدوى حشرات الهواء الطلق بعد زواجه من ريما في عام 1994، وكان ينصب خيمةً في فناء سكنه الخلفيّ أو يتسلّق جبل لوكنز، قمّة جبال سان غابرييل بالقرب من منزله في حي لوس أنجلوس في صن لاند توجونغا.
وقالت للصحيفة: “كان يسعد دائمًا عندما يكون هناك في الخارج نائمًا تحت النجوم.. كانت تلك متعته”.
إنّ إتمام كاري رحلته ذهابًا وإيابًا من أخدود وادي الموت الذهبي إلى نقطة زابريسكي يمنح بعض الاطمئنان لأرملته، إذ إنّها لا تزال ملتاعةً من شدّة الحزن.
قالت: “كان من المفترض أن نشيخ معًا، ونجلس على كراسينا الهزّازة على الشرفة”.
- ترجمة: هبة الزبيبي
- تدقيق لغوي: غفران التميمي
- المصادر: 1