يبدو أن إناث الضفادع تتظاهر بالموت تجنبًا للتزاوج

تجنبًا لتجمع أعداد كبيرة من هذه البرمائيات -والذي يحدث عادةً عند التزاوج- تتخذ بعض الإناث إجراءات صارمة، ووفقًا لبحث نُشر في الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول في مجلة المجتمع الملكي للعلوم المفتوحة، فإن إناث الضفادع الأوروبية الشائعة تبقى ساكنة وتتظاهر بالموت لصدّ الشركاء المحتملين.

في هذه الدراسة، قام فريق من متحف التاريخ الطبيعي في برلين-ألمانيا بوضع ضفدع ذكر داخل صندوق مع أنثى كبيرة وأخرى صغيرة وسجلوا سلوك التزاوج.

لاحظوا 54 حالة للإناث التي تم إمساكها من قبل الذكور، إذ إنّ 83% حاولن تدوير أجسادهن، وأطلقت 48% أصواتًا شبيهةً بالصرير والهمهمة، و33% أظهرن حالة من الجمود (عدم الحركة)، ويحدث ذلك عندما يقوم الضفدع بمدّ وتصليب ذراعيه ورجليه ليظهر بأنه ميت.

وتميل هذه الظاهرة للحدوث بالتوازي مع الدوران وإصدار الأصوات، يُعد استخدام تلك التكتيكات معًا أكثر شيوعًا لدى الإناث الأصغر حجمًا من تلك الكبيرة.

وبشكل مثير للاهتمام شوهِدَ هذا السلوك الغير اعتيادي منذ قرون مضت، ووجدت كتابًا كُتب في عام 1758 من قِبل ‘Rösel von Rosenhoff’ والذي شرح هذا السلوك، ولكن لم يتم ذكره مجددًا، المؤلفة المشاركة بالدراسة ‘Carolin Dittrich’ أفادت لمجلة الغارديان قائلةً: “اعتُقدَ سابقًا أن الإناث غير قادرات على الاختيار أو الدفاع عن أنفسهن ضد هذا الإجبار، بينما يظهر الآن أنّه خلال تجمعات التكاثر الكثيفة هذه فإنّهن يمتلكن القرار”.

ويضيف الفريق: “إنّ هذا السلوك يمكن أن يكون وسيلة لاختبار قوة وتحمل الذكر، إذ يمكن لهذه السمات أن تُعزز فرص بقائهم، وهناك حاجة إلى عيناتٍ أكثر لمعرفة ما إذا كانت الإناث الأصغر حجمًا أكثر نجاحًا في الهروب”.

يتم استخدام هذا الأسلوب من قبل حيوانات أخرى أيضًا كوسيلة لتجنب التعرض للافتراس.

يشير مصطلح ‘لعب الأبوسوم’ إلى تكتيك يستخدمه حيوان الأبوسوم في أمريكا الشمالية الموجود في الولايات المتحدة وكندا عندما يتعرض هذا الحيوان الجرابي للتهديد من قبل حيوان مفترس، فإنه يقلب نفسه على ظهره ويكشف عن أسنانه ويُسيل لعابه ويفرز سائلًا ذو رائحة كريهة جدًا من غدده الشرجية للخروج من الخطر.

بط الخشب الأمريكي الشمالي والبط البري الملون يسقطُ أرضًا على الفور عند مهاجمته من قِبل الحيوانات المفترسة.

في تجربة أجريت عام 1975، تظاهرت 29 من أصل 50 بطة برية بالموت عندما هاجمهن الثعالب الحمراء، إذ بقيت البطات بلا حراك لفترة حتى تم إعادتها إلى ملجأ الثعلب وانتظرت حتى وقت لاحق للهروب، ولكن سرعان ما علمت الثعالب المخضرمة أنها بحاجة للقضاء على البطّ الذي كان يتظاهر بالموت.

رغم كونها واحدة من أشرس الحيوانات المفترسة، إلا أن أنواعًا متعددة من أسماك القرش والراي اللاسع أبدت عدم القدرة على الحركة.

فأسماك القرش الليمونية تستلقي على ظهرها وتظهر صعوبة في التنفس ورعاشٍ عرضي عند مواجهة الخطر.

كما أنّ أسماك الحمار الوحشي تفعل ذلك أيضًا بل وتبقى بلا حراك عندما يتم نقلها.

ذكور العناكب التي تقدم هدايا الزواج تبدي سلوكًا مختلفًا للتظاهر بالموت يدعى ‘ثاناتوسيس’ وهو عبارة عن جزء من طقوس المغازلة التي تبدأ قبل التزاوج مع إناث العناكب الوحشية.

في تجربة أُجريت عام 2006، كان الذكور يتساقطون موتى عندما تقترب منهم الأنثى باهتمام، عند الولوج بهذا السلوك يسقط الذكور أرضًا ساكنين تمامًا، بينما يحتفظون بالهدية التي أمسكوها ولفوها بالخيوط مسبقًا، فعندما تأكل الأنثى الهدية يبدأ الذكر بالتحرك بحذر ليبدأ بعدها الجماع.

  • ترجمة: منهل زريقة
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1