يقبعُ ثمنٌ غالٍ وراء حرية عدم ارتداء حمالة صدر
يوجد تأثيرٌ للجاذبية على الأثداء، ولكن قد يوجد آثارٌ صحيةٌ أيضاً للتخلص من حمالات الصدر.
بالإضافة إلى تحديات الرقص وفيديوهات المقالب، أصبح التيكتوك (TikTok) موطناً لبعض الصيحات الغريبة، بدءًا من وضع منتجات تنظيف الملابس في مياه الشرب إلى إغلاق الفم بشريطٍ أثناء النوم. وأمّا عن آخر صيحة، فهي أمرٌ يستطيع أي شخصٍ يملك أثداءً أن يفهمه: تحرير الأثداء.
انتشر هاشتاغ «بدون حمالة صدر» على الإنترنت، مع أكثر من 670 مليون ذكر على منصات التواصل الاجتماعي. يقوم مستخدمو التيكتوك بنشر فيدوهات حول شعورهم بالتحرُّر من عدم اضطرارهم إلى ارتداء ملابس داخلية مقيِّدة وغير مريحة. وقد يختار البعض عدم ارتداء حمالة صدرٍ لأنها قد تتعارض مع ملابسهم، فيلجؤون إلى براليت (bralettes) وهي حمالات صدر مريحة أكثر وبدون أسلاك أو حشوات، أو إلى كنزات تغطي الصدر فقط كروب توب (crop tops).
لا يُعدُّ عدم ارتداء حمالات الصدر بدعةً جديدةً، إذ يقوم حوالي 25 بالمئة من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية بخلع حمالات الصدر فور وصولهن إلى المنزل، و52 بالمئة يقومون بذلك خلال أول ثلاثين دقيقة. ولكن يوجد فرقٌ كبيرٌ بين خلع حمالة الصدر لعدة ساعاتٍ مقابل الامتناع عن ارتدائها على الإطلاق. إذ أنه قد يغيُّر غياب سلك حمالة الصدر جسمك مع مرور الوقت.
يقول «جاكوب فرايمان- Jacob Freiman»، وهو جرَّاح تجميلي في عيادة CG للجراحة التجميلية في فلوريدا: «ارتداء حمالة الصدر هو أمرٌ شخصيٌّ بحت، ولكن يجب إدراك أنه يوجد عواقبٌ لذلك. في حال كنت تفكرين مليًا في إقصاء حمالات الصدر من حياتك كليًا، ينصح بعض الأطباء بأخذ التأثيرات الإيجابية والسلبية بعيدة الأمد على صدرك وظهرك وجلدك بعين الاعتبار».
تتكون الأثداء من دهون وأربطة، إذ تتمدَّد أنسجة الجلد ويفقد الجلد مرونته مع التقدم بالعمر. يشرح «ستيفن آي بي- Steven Ip»، وهو جرَّاح تجميلي في كاليفورنيا قائلًا: «تبدو أثداؤك في سنوات شبابك أكثر كثافةً وذو شكل أكثر وضوحًا، ولكن مع التقدم بالعمر تفقد الألياف التي تحملها وتبقيها بهذا الوضع المرتفع القدرة على الصمود». وكنتيجة لذلك ولقوى الجاذبية الأرضية، تتدلَّى الأثداء بشكل طبيعي عبر السنين. إذ أن الدعم المقدم من حمالة الصدر قادرّ على أقل تقدير أن يؤخِّر من هذه التغيُّرات.
كما توجد أيضًا عوامل أخرى تؤثر على ترهلات الثدي، يقول فرايمان بأن العوامل الجينية قد تكون الأكثر أهمية، لأن بعض الأشخاص يولدون مع جلدٍ مشدودٍ أكثر من غيرهم، وأما بعض العوامل الأخرى التي قد تؤثر على مرونة الجلد، فقد تكون الإنجاب، التدخين، وخسارة الكثير من الوزن.
يلعب حجم الثدي دورًا مهمًا أيضًا. بالنسبة ل آي بي، يُعدُّ الامتناع عن ارتداء حمالات الصدر مشكلةً أقل تأثيرًا على النساء ذوات الثدي صغير الحجم، واللواتي يملكن جلدًا مشدودًا وكتلةً أقل على صدرهن. ولكن يصبح التخلص من دعم حمالات الصدر مشكلةً لدى النساء اللواتي يملكن أثداءً كبيرة الحجم. يضيف فرايمان: «لا تستطيع الأثداء كبيرة الحجم أن تقاوم قوى الجاذبية لوحدها، ومن المنطقي أن تتعرض للترهُّل أكثر بدون حمالة صدر».
قد يسبب الامتناع عن ارتداء حمالات الصدر لدى النساء اللواتي يملكن أثداءً كبيرة ألمًا في منطقة أعلى الظهر، الرقبة والأكتاف. وفي هذه الحالة يقول آي بي، بأنهن قد يلجأن إلى وضعية الأحدب للتعويض عن الوزن في صدورهن. وفي هذه الوضعية، يقوم الشخص بتقديم كتفَيه نحو الأمام، ويحني عموده الفقري مقوِّسًا الجزء العلوي من الظهر، وتكون النساء في هذه الحالة أكثر عرضةً للإصابات خلال ممارسة الأنشطة الجسدية. يقول فايمان بأن الامتناع عن ارتداء حمالات الصدر الرياضية سيؤدي في النهاية الى تمدُّد النُّسج الداعمة حول الأثداء.
من جهةٍ أخرى، هناك بعض الفوائد للتخلص من طبقة ملابسٍ إذا كنت ترتدين حمالة صدر غير مناسبة لقياسك.
يقول «سين أورموند-Sean Ormond»، وهو طبيب إدارة ألم في Atlas Pain Specialists في أريزونا، بأن عدم ارتداء حمالات الصدر قد يساعد في التخلص من آلام الظهر والرقبة والاكتاف، لأنه يخفِّف الضغط على هذه المناطق. في حال ارتداء قياسٍ غير مناسب، قد تسبب حمالة الصدر انقباض تدفُّق الدم إلى الأثداء، وزيادة الانتفاخ والألم. وفي النهاية، قد تحبس الحمالات العرق، وهذا ما قد يسبب أحيانًا تهيُّج الجلد وظهور البثور. يشرح أورموند قائلًا:«التخلص من حمالات الصدر قد يساعد في إبقاء الثديين أكثر جفافًا وبرودةً».
وفي النهاية، إن القرار يعود لكِ في حال أردت الاستمرار في ارتداء حمالة صدرٍ أم لا. لكن عليكِ أن تضعي في اعتبارك ما إذا كنتِ ستظلين سعيدةً بقرارك هذا بعد 10 أو 15 عامًا من الآن.
- ترجمة: كريم عبد الرحمن
- تدقيق علمي ولغوي: خلود يوسف
- المصادر: 1