تنام هذه البطاريق الرائعة أكثر من 10 آلاف مرة كل يوم!

يعد أخذ غفوة لبضع ثوانٍ علامة واضحة على النعاس بالنسبة للبشر، ولكن يمكن أن يصبح أمرًا خطيرًا في بعض الأحيان، عند قيادة السيارة مثلاً.

وجدت دراسة جديدة نُشرت يوم الخميس أن طيور البطريق المُلجم (شريطي الذّقن) تغفوا آلاف المرات خلال اليوم الواحد، وتتراكم احتياجاتها اليومية من النوم لأكثر من 11 ساعة على دفعات قصيرة، والتي يبلغ متوسط كل منها أربع ثوانٍ فقط.

وفقًا لمؤلفي هذه الورقة البحثية في مجلة ‘Science’، يبدو أنّ هذه الطيور غير القادرة على الطيران طورت هذه السمة بسبب حاجتها إلى البقاء يقظة على الدوام.

وخلافًا للافتراضات السابقة، يقول الباحثون: “تُظهر النتائج أن فوائد النوم يمكن أن تتراكم بشكل تدريجي لدى بعض أنواع البطاريق على الأقل”.

سُميت طيور البطريق المُلجم بهذا الاسم نسبة إلى الشريط الأسود الرفيع من الريش الذي يمتد من الأذن إلى الأذن، والتي قد تكون أكثر أنواع البطاريق وفرة.

يقدر عدد هذه البطاريق 8,000,000 زوج متكاثر تقريبًا، وتتمركز بشكل رئيسي في شبه جزيرة أنتاركتيكا وجزر جنوب المحيط الأطلسي.

عند بدء موسم التعشيش يبقى أحد زوجي البطريق بجانب البيوض لحراستها من الطيور المفترسة، مثل: (طائر الكركر)، بينما يكون الشريك الآخر بعيدًا في رحلات البحث عن الطعام التي قد تمتد لعدة أيام.

يتوجب عليها أيضًا الدفاع عن أعشاشها من البطاريق المعتدية الأخرى التي تحاول سرقة مواد العش، وعند عودة شريك البطريق، يقوم الزوجان بتبادل الأدوار.

زرعَ فريق من مركز أبحاث علم الأعصاب في ليون بقيادة ‘بول أنطوان’ ليبوريل أقطابًا كهربائية ضمن 14 طائرًا في مستعمرة في جزيرة الملك جورج في ديسمبر عام 2014.

سجّل الباحثون النشاط الكهربائي في عضلات الدماغ والرقبة، واستخدموا مقاييس التسارع ونظام تحديد المواقع العالمي ‘GPS’ لدراسة حركة الجسم وموقعه.

تمكن الفريق من تحديد العديد من الخصائص المميزة لهذه الطيور، وذلك من خلال تسجيلات الفيديو والمراقبة المباشرة لعدة أيام.

كانت طيور البطريق تنام أثناء وقوفها أو استلقائها لاحتضان بيوضها، وكان يبلغ متوسط استمرار هذه الغفوات 3,91 ثانية، أي أنها تنام أكثر من 10000 آلاف مرة في اليوم.

تحصل البطاريق التي تنام على المحيط الخارجي للمستعمرة على نوبات نوم أعمق وأطول من تلك التي تنام في المركز؛ ويعود السبب وراء ذلك إلى الضوضاء الزائدة والتصادمات الجسدية التي تحدث في وسط المستعمرة، أو إلى زيادة خطر سرقة مواد العش.

بالرغم من أنهم لم يستطيعوا تحديد ما إذا كانت البطاريق تحصل على فوائد النوم، ولكن نجاح طيور البطريق في التكاثر دفعهم للاعتقاد بأن هذا هو الحال، إذ توفر لحظات نوم الخلايا العصبية فرصة للراحة والتعافي.

في المقابل، إن الحالات التي تؤدي إلى تجزئة النوم عند البشر، مثل: (انقطاع التنفس أثناء النوم)، لها تأثيرات على الوظيفة الإدراكية، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل: (مرض الزهايمر).

كتب العالمان ‘كريستيان هاردينغ’ و’فلاديسلاف فيازوفسكي’ في تعليق لهما: “إن ما نعتبره غير طبيعي عن البشر، قد يكون طبيعيًا تمامًا عند الطيور أو الحيوانات الأخرى في ظل ظروف مختلفة على الأقل”.

  • ترجمة: غزل عزام
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1