ماهو الالتهاب

الالتهاب هو استجابة الجسم تجاه الإصابات والأذيات، كما يساعد على شفاء الجروح، وله دورٌ في الأمراض المزمنة.

يعتبر الالتهاب جزءًا أساسيًا من رد فعل الجهاز المناعي على الإصابات الجسدية والإنتانات أو السموم.

وهو طريقة الجسم للتعافي وإصلاح الأنسجة المتضررة والدفاع عن نفسه ضد الأجسام الغريبة التي تهاجمه كالفيروسات والبكتيريا. فلولا الالتهاب لتفاقمت الجروح ولأصبحت الإنتانات مميتة.

هناك نوعان رئيسيان من الالتهاب هما الالتهاب الحاد والالتهاب المزمن.

الالتهاب الحاد، هو استجابة فورية، تكون عادةً مفيدة وتنتهي مع انتهاء الهجمة. أما إذا لم يُعالج الالتهاب الحاد فقد يتحول إلى التهاب مزمن ويسبب مشاكل صحية.

يرتبط الالتهاب المزمن بأمراض معينة كأمراض القلب والجلطات، كما له دور في بعض أمراض المناعة الذاتية كالتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية.

الالتهاب الحاد

يُعتبر خط الدفاع الأول في الجسم، وهو استجابة موضعية قصيرة الأمد، أو بمعنى آخر وأكثر دقة، تكون التأثيرات في المكان الذي بدأ فيه الهجوم.

حدد جيلان، عالم من القرن الثاني خمس علامات أساسية للالتهاب الحاد هي: الاحمرار والتورم والحرارة والألم وفقدان وظيفة العضو المصاب.

يقول دكتور سكوت ووكر طبيب العائلة الممارس في مشفى غونيسون فالي: “في حالة الالتهاب الحاد، تتمدد الأوعية الدموية ويزداد تدفق الدم وتتجمع كريات الدم البيضاء في المنطقة المصابة لتحفيز عملية الشفاء، هذه الاستجابة هي التي تجعل المنطقة حمراء اللون ومتورمة”.

كما قال د. ووكر لlive science: “تفرز الأنسجة المصابة أيضًا مواد كيميائية تدعى السيتوكينات (إشارات الطوارئ)، التي تجذب الهرمونات والعناصر الغذائية إلى مكان الإصابة لإصلاح المشكلة”.

إضافةً إلى ما سبق، تُشكل طليعة المركبات الالتهابية التي تدعى البروستاغلاندينات الخثرات الدموية، والتي تساعد على شفاء الأنسجة المصابة وتُحفز الشعور بالألم. كما تسبب ارتفاع الحرارة الذي يساعد على قتل العوامل الممرضة. ويتراجع الالتهاب الحاد تدريجيًا مع شفاء الجسم، كما يستمر عادةً حوالي عشرة أيام من بدء الهجمة إذا كان رد فعل الجسم منظم بدقة.

الالتهاب المزمن

يحدث الالتهاب المزمن عندما لايعالج الالتهاب الحاد بشكل كامل. ويطلق عليه أيضًا اسم الالتهاب المستمر منخفض الدرجة، لأنه ينتج مستويات ثابتة ومنخفضة من الالتهاب في جميع أجزاء الجسم، ويدل عليه الارتفاع البسيط لواسمات الجهاز المناعي الموجودة في الدم أو الأنسجة. وقد يستمر هذا النوع من الالتهاب الجهازي لعدة شهور أو سنوات، كما قد يتطور ويسبب الأمراض.

قد يُحفز تهديد ما داخل جسم الإنسان المستويات المنخفضة من الالتهاب، حتى وإن لم يكن هناك مرض ليهاجمه أو أذية ليشفيها، وقد يشير ذلك في بعض الأحيان إلى استجابة الجهاز المناعي.

نتيجة لذلك، تتجمع كريات الدم البيضاء في منطقة معينة من الجسم، دون أن تفعل شيئًا، لذا، قد تبدأ بمهاجمة الأعضاء الداخلية أو الأنسجة والخلايا السليمة، وهكذا قد يؤدي الالتهاب إلى أمراض المناعة الذاتية.

يستمر الالتهاب المزمن الناجم عن الحساسية أو التدخين أو الإفراط في شرب الكحول بهدوء ويتفاقم تدريجيًا. ورغم أنّ هذا المستوى المنخفض من الالتهاب المزمن ليس لديه أعراض مميزة، إلا أنه يمكن للأطباء إجراء اختبار البروتين المتفاعل سي (CRP) وهو واسم التهابي في الدم، ويدل على شدة الالتهاب. فعلى سبيل المثال، تشير المستويات المرتفعة من CRP إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.

بالإضافة لذلك، فإن النظام الغذائي ونمط الحياة والبيئة المحيطة لها دور في تطور الالتهاب المزمن. لذا، من الضروري اتباع نمط حياة صحي للسيطرة على الالتهاب.

أمراض قد يسببها الالتهاب

لاتزال الأبحاث جارية لفهم تأثيرات الالتهاب المزمن على الجسم وآلياته، ومن المؤكد أن له دور في تطور العديد من الأمراض.

أمراض القلب والسكتات الدماغية

تقول إحدى النظريات أنه عندما تبقى الخلايا الالتهابية في الأوعية الدموية، فإن ذلك يزيد من تراكم اللويحات، التي ينظر إليها الجسم كأجسام غريبة، ويحاول إزالتها من الدم المتدفق عبر الشرايين. فإذا أصبحت اللويحات غير مستقرة وانفجرت، قد يؤدي ذلك إلى تشكل الجلطات الدموية التي تمنع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ مسببةً نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

السرطان

يعتبر السرطان مرضًا آخرًا مرتبطًا بالالتهاب المزمن. فقد يسبب الالتهاب المزمن مع مرور الوقت خللًا في DNA وبالتالي بعض أشكال السرطانات.

على سبيل المثال، يكون خطر إصابة الأشخاص الذين لديهم أمراض التهابية مزمنة في الأمعاء مثل داء كراون أعلى بسرطانات الكولون والمستقيم.

الأدوية المضادة للالتهاب

معظم الالتهابات المزمنة ليس لها علاج، ورغم هذا، يساعد عدد كبير من الأدوية الموصوفة والأدوية التي تُباع دون وصفة في تخفيف أعراض الالتهاب. ومن أشهر الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية هي مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية NSAIDs ومنها: الأسبرين والنابروكسين والإيبوبروفن.

تعمل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على تثبيط أنزيم يدعى سيكلوأوكسيجيناز المسؤول عن إنتاج البروستاغلاندينات.

كما يوجد أدوية أخرى تخفف الألم ولكن ليس لها تأثير على الالتهاب كالباراسيتامول (الأسيتامينوفين).

وتعمل الستيروئيدات القشرية مثل الكورتيزون والبريدنيزون على ضبط الاستجابة المناعية وقد توصف في بعض الحالات الالتهابية مثل الربو والتهاب المفاصل الرماتويدي. فهي تساعد في حالات الربو على تقليل الالتهاب والتورم في الشعب الهوائية. ورغم أنها أدوية فعالة إلا أنها تسبب تأثيرات جانبية غير مرغوبة كارتفاع ضغط الدم وتقلبات المزاج وزيادة الوزن. لذا من الأفضل استشارة الطبيب أو الأخصائي قبل تناول أي دواء.

  • ترجمة: سنى صهيوني
  • تدقيق علمي ولغوي: عهد محروقة
  • المصادر: 1