ما نعرفه عن حبوب منع الحمل YCT-529 للرجال

بدأ الباحثون في اختبار حبوب منع الحمل غير الهرمونية الأولى من نوعها للرجال هذا الأسبوع، ويعتبر هذا الأمر خطوة واعدة لوسائل منع الحمل الذكرية، إذ واجهت الطرق الهرمونية السابقة تحدياتٍ مثل الآثار الجانبية العديدة وتقليل إنتاج الحيوانات المنوية.

بدأت الشركة المصنعة YourChoice Therapeutics هذا الأسبوع في المرحلة الأولى من تجربة حبوب منع الحمل اليومية للرجال، المعروفة باسم YCT-529، التي تشمل مشاركين بريطانيين.

وعلى عكس حبوب منع الحمل الأنثوية، إنّ YCT-529 هو مثبط غير هرموني لمستقبل ألفا حمض الريتينوئيك (RAR-alpha)، أي أنه يمنع ارتباط فيتامين A بمستقبلاته، ويوقف إنتاج النطاف.

لقد وجدت دراسات سابقة أن عوز فيتامين A قد يؤدي إلى العقم، وذلك لأنه ضروريٌ لعملية تكاثر الذكور وإنتاج الحيوانات المنوية والحفاظ على صحة الجهاز التناسلي الذكري.

أظهر اختبار هذه الحبوب على ذكور الفئران خلال التجارب قبل السريرية فعالية بنسبة 99% في منع الحمل، وكانت قابلة للعكس بنسبة 100% دون أيّة آثار جانبية، إذ استعادت الفئران خصوبتها مرة أخرى بعد أربعة إلى ستة أسابيع من التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.

تتراوح نسبة الرجال المستعدين لتناول حبوب منع الحمل الذكرية بين 34% إلى 82.3%، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021 ونشرت في مجلة Journal of Sex Research.

متى يمكن أن تتوفر حبوب منع الحمل للرجال؟

لا يزال التوقيت غير واضحٍ حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تنتهي التجربة السريرية في يونيو/حزيران 2024.

ثمنٌ غالٍ

وفقًا لدراسة نشرت في تقارير أمراض النساء والتوليد الحالية، تتراوح القيمة التسويقية لوسائل منع الحمل الذكرية الجديدة بين 40 إلى 200 بليون دولار، على فرض أن حجم السوق يبلغ 10 ملايين رجل في الولايات المتحدة و50 مليون رجل في جميع أنحاء العالم.

اقتباس هام

صرّحت الباحثة في حبوب منع الحمل ومؤسسة معاهد اكتشاف وتطوير العلاجات Gunda Georg: «العالم جاهزٌ لوسائل منع الحمل الذكرية، وتقديم وسيلة منع حمل خالية من الهرمونات هو ببساطة الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به نظراً لما نعرفه عن الآثار الجانبية التي عانت منها النساء لعقود من الزمن من حبوب منع الحمل التقليدية».

مقدمة رئيسية

وفقًا للمعهد الوطني للصحة، ورغم أن نصف حالات الحمل تقريبًا في جميع أنحاء العالم تكون غير مقصودة، فإن خيارات وسائل منع الحمل الوحيدة المتاحة للرجال هي الواقي الذكري وقطع القناة الدافقة.

تكمن مشكلة ابتكار طرق جديدة لتحديد النسل في أن الرجال ينتجون حوالي 1000 حيوان منوي في الثانية (أي ما يعادل الملايين في اليوم الواحد)، بينما تنتج النساء بويضة واحدة شهريًا.

أوصت منظمة الصحة العالمية بإيقاف المرحلة الثانية من دراسة سريرية لحبوب منع الحمل الذكرية عام 2016، وذلك بعد ظهور الكثير من الآثار الجانبية وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة علم الغدد الصم والاستقلاب.

إذ أبلغ المشاركون الذين استخدموا الحقن الهرمونية عن معاناتهم من التقلبات المزاجية وحب الشباب والاكتئاب والتفكير في الانتحار، كالآثار الجانبية لحبوب منع الحمل الأنثوية. كانت النتائج الأولية لحقن الذكور واعدة، إذ بدا أن الدواء فعال بنسبة 96% في منع الحمل. وكان جل تحديد النسل الهرموني أول وسيلة منع حمل للرجال تصل إلى المرحلة الثالثة من التجارب في عام 2022 إذ قلل إنتاج الحيوانات المنوية إلى أقل من مليون حيوان منوي في الميليلتر مقارنة ب 15 إلى 200 مليون حيوان منوي في الميليلتر. ولا تزال التجارب مستمرة على حبوب منع الحمل الهرمونية للذكور، التي تسمى «dimethandrolone undecanoate»، رغم أن دراسة سابقة أُجريت عام 2019 قد وجدت أنها آمنة وفعالة مع عدم وجود آثار جانبية خطيرة.

هناك عدة أنواع من وسائل منع الحمل الأنثوية، بما في ذلك الحبوب واللصاقات والأجهزة داخل الرحم IUD والحلقات، التي تتراوح فعاليتها بين 71% إلى 99%. ورغم فوائدها، إلا أن هناك العديد من المخاطر الصحية المرتبطة مع استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية وفقًا لموقع Healthline، وتشمل الآثار الجانبية؛ التقلبات المزاجية والخثرات الدموية وتغيرات الوزن والتخريش المهبلي والصداع النصفي. وأشارت الأبحاث الحديثة إلى أن النساء اللاتي يستخدمن أيّة نوع من وسائل منع الحمل الهرمونية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.