بعثة الشاهين الحاملة للرفات البشرية، لن تصل إلى القمر
Peregrine هي أول مركبة فضاء أمريكية تحاول الهبوط بهدوء وأمان على سطح القمر منذ 50 عامًا، أطلقتها الشركة الأمريكية الخاصة Astrobotic Technology من كاب كانافير- فلوريدا، على متن صاروخ فولكان في تمام الساعة 2:18 صباحًا، بتوقيت شرق الولايات المتحدة EST، في 8 كانون الثاني، يبلغ وزنها 1.3 طن (أي 1.2 طن متري) وكان من المقرر أن تهبط على سطح القمر في 23 شباط، وتصبح بذلك أول مركبة تصل إلى القمر بهبوط مضبوط وسلس، لتنشر على القمر خمس حمولات تابعة لناسا كلفت وكالة الفضاء 108 مليون $ لإيصالها و15 تجربة أخرى، ولترصد الظروف على سطح القمر إذ كانت محملة أيضًا بأجهزة لقياس مستويات الإشعاع، والجليد السطحي، والحقول المغناطيسية، لجمع بيانات عن موارد القمر ودراسة المخاطر المحتملة للاستيطان البشري، بالأضافة إلى رفات بعض المساهمين في مجال الخيال العلمي كالكاتب آرثر سي كلارك Arthur C. Clarke ومؤلف مسلسل Star trek جين رودينبيري Gene Roddenberry وزوجته ماجيل باريت Majel Barrett.
ولكنها لن تكمل مهمتها، إذ أكدت الشركة عدم وجود أي فرصة للهبوط السلس، وستبقى مركبة peregrine عالقة في الفضاء بسبب تسرب مادة مؤكسِدة بعد ستة ساعات من بداية انطلاقها، إذ أَبلغ المهندسون عن شذوذ تقني، وحددوا أن تسرب الوقود هو السبب المحتمل لذلك، تفترض شركة Astrobotic أن سبب هذا التسيير الشاذ للمركبة هو فشل إعادة إغلاق صمام موجود بين ضاغط الهيليوم والمؤكسِد بعد التشغيل أثناء التهيئة، وكتب ممثلو الشركة في بيانٍ لهم: “أدى ذلك إلى اندفاع الهيليوم عالي الضغط وهذا ما زاد الضغط في خزان المؤكسِد حتى تجاوز الحد التشغيلي له، وبالتالي تمزق الخزان.”.
كما صرحوا في بيانٍ آخر: “التسرب يعني عدم وجود أي فرصة بعد الآن للهبوط السلس على القمر، ومع ذلك، لا يزال لدينا ما يكفي من الوقود لمواصلة تشغيل المركبة كسفينة فضائية”، ولإصلاح الخلل، وضمان الهبوط كان من الضروري إعادة توجيه محرك المركبة من جديد، وإطلاق رشقات دافعة يتم التحكم فيها لإبطاء الهبوط، أما بالنسبة للوضع الحالي للمركبة، فقد أكد الفريق أن ما تبقى حوالي 35 ساعة للاندفاع الذاتي في توجيه المركبة، وبمجرد انتهاء طاقة البطارية، ستصبح المركبة قبرًا طافٍ.
أما الآن، وبعد التخلي عن جزء الهبوط القمري للبعثة، صرحت الشركة بأنها ستحاول الحفاظ على المركبة مشحونة للمساعدة بتوفير بيانات للبعثات المستقبلية.
أدت ناسا دور العميل فقط في هذه الشراكة، أي لم يكن لها أي دور مهم في تصميم المركبات الفضائية أو في التخطيط للبعثة، وبالتالي على الشركة التعويض في حال فشل المهمة، وبمحاولة للتعديل قالت وكالة الفضاء أنها ستوقف التكاليف، وتزيد سرعة التطوير، وتشجع الأفكار الجديدة، وكان رد ناسا على ذلك بأنها من الممكن أن تتساهل مع بعض إخفاقات البعثة.
لم تكن Peregrine المحاولة الوحيدة لإرسال الرفات البشرية للقمر، ويمكننا ذكر رحلة الفضاء التذكارية Celestis Voyagerوالمعروفة أيضًا باسم رحلة الجرأة Enterprise، والتي أُطلقت أيضًا من صاروخ فولكان، وكان من المقرر أن تبحر إلى الفضاء العميق، حاملةً رماد أكثر من 200 شخص، من بينهم طاقم عمل مسلسل الخيال العلمي الكلاسيكي Star trekنيشيل نيكولز، وجيمس دوهان، وديفوريست كيلي الذي لعب دور شخصية Nyota Uhura ومعهم مونتغومري سكوت والدكتور ليونارد مكوي، تم تخزين هذه الرفات جنبًا إلى جنب مع عينات من الحمض النووي DNA لرؤساء الولايات المتحدة، جورج واشنطن، ودوايت أيزنهاور، وجون إف كينيدي.
وفي النهاية، كانت ولا تزال فكرة وضع الرفات على سطح القمر مثيرة للجدل، وأشهر المعارضين لها رئيس قبيلة نافاجو، بو نيغرين، إذ أرسل رسالة مفتوحة إلى ناسا ووزارة النقل الأمريكية DOT، قائلًا فيها: “إنزال رفات بشرية على سطح القمر سيكون بمثابة تدنيس للفضاء المقدس”.
- ترجمة: ريتا ابراهيم
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1