لماذا يقوم بعض الشركاء بالإغراء والهجر؟

ولماذا لا يزال يرغب أولئك الذين هُجِروا أن ينقذوهم؟

  1. يشعر الشركاء المهجورون بالشك في أنفسهم غالباً ويلومون أنفسهم على انتهاء العلاقة.
  2. لا تنتهي هذه العلاقات دفعة واحدة، بل من خلال العديد من الغيابات والأعذار غير المبررة.
  3. يمكن لشركاء الإغراء والهجر أن يختفوا لأنهم قد نالوا شبعهم من توسلات الشريك الآخر.

كنت معالجة للعلاقات على مدار اكثر من أربعة عقود، رأيت ألماً كبيراً وإحباطاً وتعذيباً لدى أولئك الذين وقعوا في حب أشخاصٍ يغرون، ويأسرون، ثم يغادروهم دون أن يتركوا أثراً.

هؤلاء الشركاء المهجورون ليسوا فقط محرومين ومشتتين فحسب، بل يملؤهم الشك بأنفسهم أيضاً، وغالباً ما يلقون اللوم على أنفسهم على انتهاء العلاقة. بدا الارتباط مثالياً ومليئاً بالنشوة ويتخطى أي شيء عرفوه أو شعروا به على الإطلاق. ما الخطأ الذي ارتكبوه؟

يحدث الكثير من الارتباك، لأن هذه العلاقات لا تنتهي دفعة واحدة. هناك العديد من حالات الغياب غير المبررة، والأعذار المتعددة، والوعود بسلوكيات جديدة حيث يستمر هؤلاء الشركاء في السحر، وإعادة الاتصال، ثم يختفون من جديد مراراً وتكراراً.

في مرحلة ما، يصبح رعب الخسارة إلى الأبد حقيقة عندما يختفي عنهم شركاء الإغواء والهجر.

لأي سبب من الأسباب، فقد شبعوا من معاناة الشريك الآخر وتوسلاته، ولم يتمكنوا من تقديم أي أسباب مشروعة لسلوكياتهم، أو انتقلوا للتو إلى سلوكيات جديدة وأكثر صعوبة.

وذلك عندما يأتي إليّ ضحاياهم الثكالى، مكسورين ويائسين.

يصف العديد من المتخصصين هؤلاء المفترسين الغراميين بأنهم اضطراباتُ شخصيةٍ نرجسيةٍ أو نوباتٌ تقود هؤلاء الأشخاص لمراحل الطفولة. ربما يتوقون إلى العلاقة الحميمة بينما يشعرون في الوقت نفسه بالرعب من الوقوع في الفخ. ربما يبحثون عن الشريك المثالي ولكنهم يهدرون جهودهم.

بالنسبة للأشخاص الذين يُطمئَنون وُيتخلى عنهم بالتناوب، لا يهم لماذا يفعلون ما يفعلونه.

إنهم يحاولون يائسين أن يفهموا ما حدث، ولماذا يمكن لأي شخص عبّر عن هذا الحب العميق أن يستخدمهم فقط. يشعرون أنهم لا يستطيعون الشفاء دون فهم، وقطع اللغز غير كافية على الإطلاق.

من المثير للدهشة، أنني عندما أسألهم عما إذا كانوا نادمين على وجودهم في العلاقة، يشعر الكثيرون بالحرج من الاعتراف بأنهم لم يرغبوا أبدًا في تفويت هذه التجربة فحسب، بل من المحتمل أن يحاولوا مرة أخرى إذا عاد هذا الشخص إلى حياتهم وبقي فيها. إنهم لا زالوا محاصرين في وهمٍ ليس لديهم أي سيطرة عليه.

كيف يمكن لأي شخص معرفة الشخص الذي يقوم بالإغراء والهجر في وقت مبكر بما فيه الكفاية، كي لا يقع في هذه الهاوية المؤلمة عاطفياً؟ وما الذي يحتاجون إلى مواجهته بشأن أنفسهم للحفاظ على عدم المشاركة في ذلك.

الخصائص المشتركة لحبيب يغري ويهجر:

1. الكاريزما: غالباً ما تكون هذه العلاقة المفترسة آسرة للغاية. يمكنهم أن يطوقوا الآخر في تجارب جنسية منتشية، وتخيلات رومانسية عن الحب الأبدي، ووعود بالسلامة الكاملة. إنهم يضعون شركائهم على قواعد العشق ويمكنهم بطريقة ما إقناعهم بأنهم لن يسقطوا أبداً.

2. قصص مقنعة من الإيذاء مدى الحياة: غالباً ما يدعي هؤلاء السحرة المقنعون قصصاً مؤلمة بشكل لا يصدق عن كيفية خيانتهم من الآخرين، وحطموا قلوبهم، واستغلوا مواهبهم، وتخلصوا منهم. لقد كانوا يبحثون عن شخص لن يؤذيهم أبداً ويقنعون ضحيتهم الجديدة بأنهم “هذا الشخص”.

3. تصديق قصصهم الخاصة: بعد تكرار نفس القصص حول مدى روعتهم وكيف يقع اللوم دائماً على الآخرين، فإنهم يصدقونها، حتى لو كانت مبالغات أو تخيلات من المحتمل ألا تحدث أبداً في كيفية طرحها.

4. الوعود التي لا تتوافق مع السلوك: بشكل عفوي ومقنع، يوافقون على توافرهم ولكنهم يظهرون بشكل متقطع، تاركين شركائهم يتساءلون دائماً عما إذا كانوا سيأتون أم لا. قائمة أعذارهم هي دائماً طلبات غير متوقعة من الآخرين لا يمكن التنبؤ بها، وعجز كارثي في التواصل.

5. التلاعب بالعقول: يمكنهم إقناع شركائهم غير الآمنين بأنهم لم يسمعوا بشكل صحيح، أو توقعوا شيئاً غير معقول، أو طلبوا أكثر مما ينبغي. “إذا كانوا حقاً الأشخاص المناسبين، فسوف يفهمون ولن يتحدوا سلوكهم أبداً”.

6. قطع إمكانية الوصول إلى الآخرين: ولضمان عدم إنقاذ ضحاياهم من قبل الأصدقاء والعائلات المعنيين، فإنهم يضمنون الوقت والولاء مقدماً ويدفعونهم إلى الشك في مخاوف الآخرين.

بفرض أنهم يريدون نوع العلاقة التي وعدوا بها. في هذه الحالة، يجب أن يؤمنوا تماماً بقيمة العلاقة فوق كل شيء آخر، حتى لو بدا الفشل ظاهراً.

7. مهاجمة نقاط الضعف والاحتياجات: إنهم يعدون شركائهم أولًا بأنهم لن يشعروا أبداً بالوحدة مرة أخرى، وسيتم الاعتناء بهم دائماً، ولن يتم التخلي عنهم أبداً إذا استمروا في تصديق ما يقال لهم من دون تساؤلات. وبعد ذلك، عندما يرغب هؤلاء المفترسون بالانسحاب، فإنهم يهاجمون هذا الشريك لأنه يعتمد عليهم “ومحتاج للغاية ومتحكم”.

الخصائص المشتركة لضحايا عشاق الإغراء والهجر:

1. الرومانسيون المتشددون: الأشخاص الذين انتظروا حياتهم كلها من أجل الشخص المثالي الذي سيحبهم دون قيد أو شرط وإلى الأبد؛ هم الأكثر عرضة لهؤلاء الشركاء الإغراء والجهر. عادةً ما يكون هؤلاء الأشخاص قد استُغِلوا في علاقات سابقة لأنهم قدّموا كثيراً.

2. السماح للآخرين بتحديد احترام الذات والقيمة الشخصية: لقد حددوا قيمتهم دائماً من خلال اعتقادات الآخرين عنهم ولم يجدوا أبداً شخصاً أحبهم بشكل كامل من قبل.

كما أن الاتصال الجنسي هو أيضاً شيءٌ لم يختبروه من قبل وربما لن يختبروه مرة أخرى.

يجب على ذلك الشخص أن يشعر بنفس مشاعرهم. وإلا، كيف يمكن أن يبدو الأمر مثالياً جداً؟

3. مصدومون: هناك صدمة دائماً بسبب الهجر والرفض في ماضيهم، خاصة من قبل مربية الطفولة التي تناوبت على وضعهم في أماكن مرموقة ثم رفضهم، أو أنهم شاهدوا ذلك بين الآخرين. تعود الصدمة عندما يُسقطون الأمل على هذا الشريك، في أنه هذه المرة لن يتم التخلي عنهم مرة أخرى بنفس الطريقة.

4. تقديم “كل شيء” في العلاقات: إنهم يريدون الكثير من الحب والمحبة لدرجة أنهم غالباً لا يكونوا حذرين في إجراء تقييم فعال قبل إعطاء العلاقة كل شيء في البداية، إنهم يريدون أن يصدقوا أن كل ما يخبرهم به الشريك عن أنفسهم صحيح.

5. الرغبة في “إنقاذ” المفترس: لطالما أرادوا أن يكونوا الشخص الذي يمكنه إنقاذ شخصٍ رائعٍ وإشفاءه من خسائر الماضي غير العادلة. لشعورهم بأن عمق حبهم سوف يتغلب على كل شيء، فإنهم يعيدون التواصل في كل مرة يعود فيها المفترس بوعود متجددة “أعذار مشروعة”، واعترافات جديدة للحب الأبدي. عندما يختفون إلى الأبد، ويظلون في غياهب النسيان، يصبح الحزن لا يطاق.

  • ترجمة: ريتا معلا
  • تدقيق علمي ولغوي: ريتا معلا
  • المصادر: 1