الأدوية المشابهة لدواء أوزمبيك قد تساعد في السيطرة على إدمان الكحول والمخدرات

طُوّر دواء سيماغلوتيد (اوزمبيك، ويغوفي، ريبلسوس) لمعالجة السكري، وهو يعمل من خلال تحفيز إنتاج الأنسولين ليبقى سكر الدم بالمستوى الطبيعي.

وقد ازداد وصف هذا الدواء لإنقاص الوزن مع أنه نال الموافقة لهدف مختلف.

مؤخرًا، يوجد اهتمام متزايد لاستخدام مختلف كليًا وهو علاج الإدمان.

نقلًا عن المرضى الخاضعين للعلاج بسيماغلوتيد بهدف إنقاص الوزن فإنه يقلل الشهية للطعام، وكذلك يقلل بشكل مفاجئ الرغبة بشرب الكحول أو تدخين التبغ أو تناول أدوية أخرى.

لكن، هل يعد هذا البحث مؤكِّدًا لذلك؟

أظهرت دراسات أجريت على الحيوان نتائج إيجابية بأن السيماغلوتيد يعمل على مستقبلات غلوكاغون مشابه للببتيد 1 ويعرف بأنه ناهض GLP-1.

وأظهرت دراسة أجريت على الفئران والقرود بأن ناهضات GLP-1 تستطيع أن تقلل استهلاك الأدوية والمخدرات بما فيها الكحول والنيكوتين والكوكايين والأفيونات.

وقد أجري مايزيد عن 30 دراسة وبحثًا ودراسة ماقبل سريرية، أظهر معظمها نتائج إيجابية في إنقاص الرغبة في استهلاك العقاقير أو الكحول.

وركزت أكثر من نصف هذه الدراسات على تعاطي الكحول بشكل خاص.

ومع ذلك، فإسقاط هذه الدراسات من الحيوانات على البشر يعد تحديًا كبيرًا. ومع أن هذه النتائج واعدة، لايزال الوقت مبكرًا لنقول إن كان ذلك آمنًا وفعالًا لدى البشر الذين يعانون الإدمان على الكحول أو النيكوتين أو أي عقار آخر.

ماذا عن البحث لدى البشر؟

أجريت دراسة عشوائية واحدة فقط على الكحول، وقد أجريت على 127 شخصًا ولم يلاحَظ أي فرق لدى الذين تناولوا دواء Exenatide وهو ناهض للGLP-1، والبلاسيبو أو الدواء الوهمي في تقليل استهلاك الكحول في أكثر من 26 أسبوعًا.

في الحقيقة، انخفض استهلاك جميع المشاركين في الدراسة للكحول.

مع ذلك، أجرى الباحثون تحليلًا لمعرفة تأثير الشرب وعلاقته بالوزن ولاحظوا انخفاض الشرب أكثر لدى الناس الذين يعانون السمنة مع إدمان المشروب.

أما الذين كان BMI لديهم أقل من 30، فمع تقليل تناول الكحول لديهم، إلا أنه يعود للازدياد بعد 4 أسابيع تقريبًا من تناول الدواء، مع زيادة تحمل الشرب الثقيل مقارنة بالذين تناولوا الدواء الوهمي.

لم يلاحَظ فرق كبير بين المجموعتين فيما يتعلق بمعدل الشرب أو تقليل الرغبة بتناوله.

و خلال 12 أسبوعًا، وجد الباحثون بأن ناهض GLP-1 دولاغلبتين لم يساعد في تقليل التدخين.

ومع ذلك، فالناس الذين تناولوا هذا الدواء انخفض لديهم معدل تناول الكحول 29% أكثر من الذين تناولوا الدواء الوهمي، وكذلك فإن قرابة 90% من الخاضعين للدراسة كانوا يعانون السمنة.

دراسات قليلة بحثت في ناهضات GLP-1 قصيرة الأمد وكانت تأثيراتها غير واضحة تجاه الكوكايين والأفيونات.

يوجد العديد من الدراسات السريرية حاليًا حول علاقة ناهضات GLP-1 وإدمان الكحول والمخدرات.

وبينما نترقب الدراسات، لايزال من الصعب تفسير النتائج المتضاربة.

وهذه الاختلافات في نتائج العلاج قد تكون من الاختلافات الفردية التي تؤثر في الإدمان، بما فيها مشاكل الصحة العقلية والجسدية.

دراسات جديدة على شريحة أوسع من الناس ستشرح لنا أكثر عن ناهضات GLP-1 وطبيعة عملها تجاه الإدمان.

كيف تعمل هذه الأدوية تجاه الإدمان؟

لاتزال الآلية الدقيقة غامضة، ولكن مع ذلك لوحظ بأنها تخفض الاستهلاك وكذلك الرغبة بتناول الأدوية والعقاقير.

و أظهرت الدراسات على الحيوانات بأن ناهضات GLP-1 خفضت الرغبة بتناول الكوكايين والأفيونات.

يتضمن ذلك جزءًا أساسيًا من دائرة المكافأة العقلية، المخطط البطيني، فقد بيّنت التجارب أنه إذا أُعطيَت هذه الأدوية مباشرة في المنطقة، أظهرت انخفاض الرغبة لدى الفئران تجاه مادتي الأوكسي كودون والكوكايين، ربما عبر تقليل تحفيز الدوبامين الناتج عن المخدرات.

باستخدام محاكاة العقل البشري، يمكن للتجارب إثارة الرغبة من خلال إظهار صور مرتبطة بالكحول.

قلّل ناهض GLP-1 إكسيناتيد نشاط الدماغ في الاستجابة للكحول.

أظهرت الأبحاث انخفاض نشاط الدماغ في المخطط البطيني ومناطق الحاجز الدماغي التي تربط المناطق التي تنظم المشاعر مثل اللوزة الدماغية.

لاتزال الدراسات على البشر غير واضحة تمامًا حول تأثير الأدوية المباشر في تقليل الرغبة بتناول الكحول أو المخدرات.

هل هذه الأدوية آمنة للاستخدام في علاج الإدمان؟

أظهرت الدراسات أمان ناهضاتGLP-1 لدى البالغين الأصحاء والسكريين والذين يعانون البدانة، وذلك على الرغم من تأثيراتها الجانبية الهضمية بالإضافة للتسبب بآلام الرأس، وبينما يرغب.

البعض في الحصول على الأثر الجانبي في تخفيض الوزن إلا أن الآخرين خاصة ممن يعانون انخفاض الوزن لايودون ذلك.

بالإضافة إلى ذلك فإن عددًا قليلًا فقط من الدراسات أجريت على البشر المدمنين، وكذلك فإن بعض الآثار الجانبية قد تكون غير مرغوبة.

فقد وجد مؤخرًا ارتباط استخدام ناهضات GLP-1 بحدوث نادر لتخرب بنكرياسي، والكحوليون لديهم ارتفاع خطر حدوث هذا التأثير.

الأدوية الأخرى المتوفرة حاليًا لعلاج الإدمان أيضًا لاتزال في طور التحديث بما فيها ناهضات GLP-1، ولانزال بحاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة الأخطار المحتملة والفوائد لناهضات GLP-1 على حياة المدمنين.

لاتزال تأثيرات هذه الأدوية على الإدمان تحت التجربة، فمثلًا فقط 3% من الأستراليين المدمنين وصفت لهم أدوية مثل نالتريكسون، أو أكامبروسات، ديسولفيرام.

ولانزال بحاجة للتأكد من أن هذه الأدوية متوفرة ويغطيها التأمين الصحي من أجل وصفها.

يعد الابتكار المستمر في علاج الإدمان أمرًا ضروريًا أيضًا. يقود فريقنا الأبحاث نحو أدوية فردية وفعالة أخرى لإدمان الكحول، بينما يبحث آخرون في علاجات إدمان النيكوتين وغيرها من المخدرات.

  • ترجمة: سنى صهيوني
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1