القطط تقتل عددًا هائلًا من الأنواع في جميع أنحاء العالم

القطط المنزلية هم رفقاء محبوبون للبشر، ولكن دراسة جديدة تُظهر النطاق الواسع للأنواع التي تفترسها القطط عندما تُترك لتتجول بحرية.

غالبًا ما تهيمن الأنواع الغريبة مثل الثعابين والشبوط الآسيوي وضفادع القصب على نقاش الأنواع الغازية. ومع ذلك، فإن القليل من الغزاة البيولوجيين قد أحدثوا قدرًا كبيرًا من الدمار البيئي مثل أحد رفاقنا المحبوبين: القطط.

رغم حجمها الصغير ومظهرها الذي يمكن تداوله في الميمات، فإن القطط المنزلية (Felis catus) هي آلات قتل متكاملة، مسلحة بمخالب قابلة للسحب، وأنياب حادة، ورؤية ليلية. وهذه الحيوانات المفترسة القوية ليست صعبة الإرضاء. مع نشر البشر للقطط حول العالم على مدار ال9.000 سنة الماضية، فإن هذه القطط الشرسة -والتي يُحتمل أنها استُئنست قبل آلاف السنين في الشرق الأدنى- أرهبت الكائنات المحلية في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

أضاف فريق من الباحثين مؤخرًا جميع الأنواع إلى قائمة هؤلاء الغزاة. وفي بحث نشر يوم الثلاثاء في مجلة Nature Communications، جمع الفريق قاعدة بيانات لأكثر من 2000 نوع وقع ضحية للقطط المنزلية التي تتجول بحرية. ما يقرب من 350 من هذه الأنواع هي موضع اهتمام للحفاظ عليها، والعديد منها انقرض بالفعل. يقول المؤلف الرئيسي للدراسة كريستوفر ليبشيك، عالم البيئة في جامعة أوبورن: «لا نعرف حقًا أي حيوان ثديّ آخر يأكل هذه الأنواع المختلفة العديدة». «إنه تقريبًا مثل الأكل العشوائي؛ إنهم يأكلون كل ما هو متاح».

بسبب ارتباطها الوثيق بالبشر، أصبحت القطط من أكثر الحيوانات انتشارًا على وجه الأرض. باعتبارها حيوانات آكلة لحوم خالصة والتي تفتقر إلى القدرة على معالجة المواد النباتية، فإن القطط المنزلية والقطط البرية تتجول دائمًا بحثًا عن فريسة للصيد أو جيف لتقتات عليها.

يتتبع الباحثون أذواق القطط الغازية منذ أكثر من قرن. ومع ذلك، دار معظم هذا العمل حول النظم البيئية في مناطق مدروسة جيدًا، مثل أمريكا الشمالية وأستراليا. وتركز العديد من هذه الجهود أيضًا في المقام الأول على طعام القطط المعروف والأكثر شيوعًا، مثل الثدييات الصغيرة والطيور.

وللمساعدة في سد الثغرات المفقودة، حلل ليبتشيك وفريقه أكثر من 530 ورقة علمية وكتابًا وتقريرًا يمتدون لأكثر من 100 عام، وهي أكبر قاعدة بيانات للنظام الغذائي للقطط حتى الآن. ثم نظموا الفرائس المختلفة حسب المجموعات التصنيفية للحصول على فكرة عن أنواع الحيوانات التي تستهدفها القطط القاتلة.

وكشف الباحثون عن 2083 نوعًا مختلفًا تستهلكها القطط.

وكان العديد من هذه الحيوانات عبارة عن طيور (981 نوعًا)، أو زواحف (463 نوعًا)، أو ثدييات (431 نوعًا)، بالإضافة إلى حشرات (119 نوعًا)، وبرمائيات (57 نوعًا)، ومجموعات تصنيفية أخرى. على الرغم من أن الفرائس الشائعة مثل الفئران والجرذان والعصافير والأرانب كانت مُمثلة على نطاق واسع في الأدبيات العلمية، إلا أن الفريق وجد أيضًا دليلًا على وجود قطط تتغذى على طرائد أكثر إثارة للدهشة مثل السلاحف البحرية الخضراء وطيور الإيمو وحتى الماشية المحلية.

قارن الباحثون قاعدة بياناتهم الجديدة مع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لتحديد حالة الحماية لكل نوع. ووجدوا أن 347 نوعًا موثقًا استهلكتها القطط مدرجة على أنها مهددة بالانقراض أو مهددة (بما في ذلك بعض الأنواع المهددة بالانقراض أو المهددة بالانقراض بشدة) أو المنقرضة. العديد منها عبارة عن طيور صغيرة وثدييات وزواحف مستوطنة في الجزر التي تفتقر إلى الحيوانات المفترسة الطبيعية الشبيهة بالقطط، مما يعني أن الفرائس ساذجة وغير قادرة على الدفاع نسبيًا.

تم تصنيف أحد عشر نوعًا مستهلكًا للقطط مسجلة في الدراسة، بما في ذلك غراب هاواي (Corvus hawaiiensis)، وطائر السمان النيوزيلندي (Coturnix novaezelandiae)، والجرذ الأرنب أبيض القدم (Conilurus albipes)، على أنها منقرضة في البرية أو منقرضة.

تقول سارة ليج، عالمة البيئة البرية في جامعة تشارلز داروين في أستراليا، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة: «تؤكد الدراسة أن القطط هي المفترس العام الأكثر تنوعًا على الإطلاق». تدرس ليج تأثير القطط في الحياة البرية الأسترالية وتقول إنها واحدة من أخطر التهديدات للتنوع البيولوجي في القارة. وتضيف: «تستمر القطط في التسبب في انخفاض عدد سكانها، وسيكون المزيد من الانقراض أمرًا لا مفر منه إذا لم نتمكن من التحكم بالقطط». «الحيوانات البرية الأصلية في أستراليا غير مستعدة لمقاومة الافتراس من قبل مفترس متنوع ولديه معدل تكاثر سريع نسبيًا».

ومن المثير للقلق أن ليبتشيك يعتقد أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة بشأن القطط متحفظة. يقول: «لدينا فكرة عن ما يأكلونه، ولكننا نعتقد أنهم يأكلون أكثر بكثير».

على سبيل المثال، على الرغم من أن الحشرات لا تشكل سوى أقل بقليل من 6% من الأنواع المعروفة التي أكلتها القطط، إلا أنه يعتقد أن هذا الرقم من المحتمل أن يكون أقل من المقدر بسبب صعوبة التعرف على بقايا الحشرات في معدة القطط وفضلاتها، مقارنة بالعثور على الريش أو عظام الثدييات هناك.

من المحتمل أيضًا أن يؤدي التحيز الجغرافي للأدبيات التي عاينها الباحثون إلى تعتيم إجمالي الأنواع المستهلكة. وهيمنت الحيوانات الأصلية في تلك القارات على قاعدة البيانات، نظرًا لأن غالبية الدراسات حول النظام الغذائي للقطط أُجريت في أستراليا أو أمريكا الشمالية. يعتقد ليبكزيك أن الأبحاث المستقبلية لفهم التأثير البيئي للقطط في مناطق التنوع البيولوجي في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا ستكشف عن عدد كبير من المخلوقات المعرضة للخطر والتي ينتهي بها المطاف في بطن القطط.

رغم أن القائمة الجديدة قد لا تكون كاملة بعد، الا أن ليبتشيك يأمل أن توفير تحليل عميق لما تأكله القطط الحرة سيساعد دُعاة الحفاظ على البيئة وصانعي السياسات في مكافحة غزو القطط. يقول ليبتشيك: «القطط مشكلة يمكننا حلها»، خاصةً إذا مُنعت الحيوانات من التجول بحرية عبر النظم البيئية المحلية. في نهاية المطاف، يجب على الناس أن يكونوا أصحاب حيوانات أليفة مسؤولين».

  • ترجمة: سحر محمود
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1