
ثمان طرق لتجنّب السكتة الدماغية
بصفتي ممرضة في العناية العصبية المركّزة، شهدت بأمّ العين الآثار المفاجئة والمدمرة التي تخلفها السكتة الدماغية على الناجين منها وعلى مقدمي الرعاية لهم.
وبعد عملي كممرضة، أصبحت باحثة اختصاصية في السكتات الدماغية. فلا بد أن تكون الوقاية منها من أولويات الصحة العامة، لضعف الوعي العام بعوامل خطرها.
إذ تعدّ السكتة الدماغية السبب الأول للوفاة أو الشلل في إنكلترا، بالرغم من أن فرص الوقاية منها كبيرة.
وغالبًا ما نعتقد أن السكتة الدماغية تصيب كبار السن فقط، ورغم أنّ خطر الإصابة بها يزيد مع التقدم في العمر، إلا أنها قد تحدث في أي عمر كان. ولكن في الواقع، يتزايد حدوث السكتة الدماغية بين من هم دون سن 55 عامًا.
إنّ عوامل الخطر التي كانت شائعة لدى كبار السن، كارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة والسكري والتدخين والخمول إضافةً إلى الطعام غير الصحي، باتت تُلحظ بازدياد لدى الشباب.
كما تتضمن عوامل الخطر الأخرى التي سببها نمط الحياة إدمان الكحول أو الإفراط بالشرب، كذلك تعاطي المخدرات الترفيهية كالأمفيتامينات والكوكايين والهيرويين.
بالإضافة إلى وجود عوامل لا يمكن تغييرها، كالعمر والجنس والأصول وتاريخ العائلة بالإصابة بالسكتة والحالات المرضية الموروثة. فعلى سبيل المثال: تُعدّ المرأة في كل الأعمار أكثر عرضةً من الرجال للإصابة بالسكتات الدماغية، كما أنّ احتمالية وفاتها بسبب السكتة أعلى.
ومن عوامل الخطر للإصابة عند المرأة: الحمل واستخدام وسائل منع الحمل (ولا سيما المدخنات) فضلًا عن بطانة الرحم الهاجرة وفشل المبيض المبكر (قبل بلوغ سن 40) وانقطاع الطمث المبكر (قبل سن 45) والعلاج بالإستروجين للمرأة المتحوّلة جنسيًا.
وقد يزيد التشوّه الوعائي الوراثي كتمدّد الأوعية الدماغية (وهو ضعف في جدار الشريان) من احتمالية خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية.
إلا أنّ بعض عوامل الخطر أسبابها اجتماعية أكثر من كونها بيولوجية. فقد توصّلت الدراسات إلى أنّ الأفراد ذوي الدخل والمستوى التعليمي المنخفض هم أكثر عرضةً للإصابة بالسكتة الدماغية، ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل مجتمعة.
كما يشيع لدى هؤلاء الأفراد اتّباع نمط حياة غير صحي كالتدخين وتناول الكحول بإفراط بالإضافة إلى الخمول.
وقد أظهرت الدراسات أيضًا أنّ هؤلاء الأفراد لا يتلقون الرعاية الصحية الكافية مثل أولئك ذوي الدخل المرتفع.
وبغضّ النظر عن المخاطر البيولوجية والاجتماعية، ثمة طرق يمكن اتّباعها الآن للتقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
الطرق الثمانية الأساسية
1- التوقف عن التدخين: تتضاعف احتمالية الإصابة بالسكتة عند المدخنين منها عند غير المدخنين، لأن التدخين يتسبب بتلف جدران الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب وانخفاض في مستويات الأوكسجين.
كما يجعل التدخين الدم أكثر لزوجة فيزيد من تكوّن الجلطات وانسداد الأوعية الدموية ومن ثمّ الإصابة بالسكتة الدماغية.
2- مراقبة ضغط الدم: يُتلف ضغط الدم المرتفع جدران الأوعية الدموية الأمر الذي يؤدي إلى إضعافها ويجعلها أكثر عرضةً للتمزّق أو الانسداد، كما يتسبب بحدوث الجلطات التي قد تنتقل إلى الدماغ وتمنع تدفّق الدم وبالتالي حدوث السكتة الدماغية.
فإذا كان عمرك فوق 18 عامًا، ينبغي عليك فحص ضغط الدم بانتظام، وفي حال ظهور إشارات لارتفاع ضغط الدم المبكر، فلا بد من إجراء تغيير في نمط الحياة الذي تعيشه للتقليل من خطر الإصابة.
3- مراقبة نسبة الكوليسترول: وفقًا لجمعية السكتة الدماغية البريطانية، يرتفع معدل الإصابة بالسكتة الدماغية إلى ثلاثة أضعاف ونصف فيما إذا اجتمع ارتفاع ضغط الدم مع ارتفاع الكوليسترول.
لذا ينبغي أن يكون استهلاك الكوليسترول بحدود 7% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، وذلك من خلال تقليل استهلاك الدهون المشبعة الموجودة في الوجبات الدسمة والزبدة والجبن ومنتجات الألبان كاملة الدسم. كما يحافظ النشاط البدني والوزن الصحي على إبقاء الكوليسترول ضمن معدله الطبيعي.
4- مراقبة سكر الدم: يزيد ارتفاع السكر في الدم من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، لأن ارتفاع السكر يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية مما يسبب الجلطات الدموية التي تنتقل إلى الدماغ.
وتُعدّ ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأطعمة المتوازنة الغنية بالألياف وشرب كميات وفيرة من الماء بالإضافة إلى المحافظة على الوزن الصحي والتحكم بالتوتر وسائل كفيلة لخفض سكر الدم.
5- الحفاظ على وزن صحي: يعتبر الوزن الزائد من العوامل الرئيسية لخطر الإصابة بالسكتات، إذ يرتبط بحدوث واحدة من كل خمس حالات تقريبًا، ويزيد نسبة الإصابة إلى 22%.
وترفع البدانة تلك النسبة إلى 64%، ومن مضاعفاتها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري من النوع الثاني وكلها أعراض تزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
6- اتباع حمية البحر المتوسط الغذائية: من الطرق التي تضمن تناول وجبة متوازنة غنية بالألياف وتحافظ على الوزن الصحي حمية البحر المتوسط. فقد أثبتت الدراسات أنّ هذا النظام يقلل من حدوث السكتة الدماغية ولا سيما عند تدعيمها بالمكسرات وزيت الزيتون.
7- النوم جيدًا: تتراوح فترة النوم التي يحتاجها الجسم بين 7 إلى 9 ساعات يوميًا، فقلة النوم ترفع ضغط الدم وهو عامل خطر يمكن تعديله لأن ارتفاعه يزيد من احتمالية السكتة.
كذلك النوم الزائد يزيد من احتمالية الإصابة، فالحفاظ على النشاط قدر الإمكان يضمن الحصول على نوم كافٍ ومتوازن.
8- الحفاظ على النشاط: تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS بتجنّب الجلوس لمدة طويلة، والحرص على ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أو تلك عالية الشدة لمدة 75 دقيقة أسبوعيًا.
وينبغي توزيع هذه التمارين بالتساوي على أربعة أو خمسة أيام أسبوعيًا، أو يوميًا. عادةً، يجب ممارسة تمارين تقوية العضلات أكثر من يومين أسبوعيًا.
والخبر السار أنه بالرغم من آثار الإصابة بالسكتة المدمّرة والمُغيّرة لمسار الحياة، إلا أنه يمكن الوقاية منها. فاتّباع هذه التغييرات الثمانية البسيطة في نمط الحياة، يمكنه التقليل من خطر الإصابة وتعزيز صحة القلب والدماغ معًا.
- ترجمة: آيات حبيب
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1