هل أصبت بكوفيد ولكن دون ظهور أي أعراض؟ إذاً قد تمتلك هذه الطفرة الجينية

يرتبط متغير شائع في جينات الجهاز المناعي بفرص أعلى لتفادي الأعراض عند الإصابة ب SARS-CoV-2.

20% على الأقل من الأشخاص الذين يصابون بفايروس SARS-CoV-2 لا يشعرون بالمرض أبداً. حدد العلماء الآن طفرة جينية مرتبطة باحتمالية أكبر لتفادي الأعراض أثناء الإصابة.

قد تعطي هذه الطفرة ميزة لصالح الخلايا المناعية للأشخاص الذين تعرضوا مسبقاً لفيروسات كورونا الموسمية المسببة لنزلات البرد الشائعة. هذه الدفعة الإضافية تعني أن الجهاز المناعي يمكنه تعقب وتدمير فايروس SARS-CoV-2 بسرعة قبل فقدان السيطرة بمحاولة الدفاع ضد العامل الممرض، قالت جيل هولينباخ، عالمة المناعة والجينات في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، والتي شاركت بكتابة التقرير. تم نشره في التاسع عشر من يوليو في مجلة Nature.

يقول جين-لورينت كاسانوفا، أخصائي مناعة الأطفال في جامعة روكفيلير في نيويورك أن الدراسة تستحق التصفيق حيث أظهر الباحثون علاقة بسيطة ولكنها أقوى من أي ارتباط لجين شائع نُشر عن COVID-19.

المحظوظون

سلطت العديد من الدراسات التي تستكشف العلاقة بين الجينات وخطر COVID-19 الضوء على كيفية التسبب بالمرض الشديد أو الوفاة. تقول هولينباخ إن هذه دراسات مهمة، لكن معظم الأشخاص المصابين بSARS CoV-2 يعانون من نوبة خفيفة من المرض.

للكشف عن الأشخاص المصابون إصابة لا عرضية، استفاد مؤلفو الدراسة من قاعدة بيانات المتبرعين بنخاع العظام وسجلوا ما يقارب 30000 شخص. قد بلغ المشاركون عن أي اختبارات SARS-CoV-2 إيجابية وأية أعراض. من ضمن أكثر من 1400 مشارك ثبتت اصابتهم خلال فترة الدراسة والتي استمرت لمدة 15 شهراً وأجريت قبل توافر اللقاحات على نطاق واسع، كان 136 مشارك دون أعراض.

ثم نظر الباحثون إلى أي ارتباط بين الأشخاص المصابون إصابات لا عرضية والتباينات في جينات HLA والتي ترمز بروتينات تتواجد على أسطح معظم خلايا الجسم. تظهر هذه البروتينات أجزاء من الغزاة المحتملة لجهاز المناعة، مما يدفع المدافعين الخلايا التائية إلى العمل ضد الغزاة.

وجد المؤلفون أنه يوجد ارتباط بين الإصابة اللاعرضية وطفرة HLA حملها حوالي 10% من أشخاص الدراسة. كان حاملو هذه الطفرة أكثر عرضة مرتين للبقاء بدون أعراض مقارنة بالأشخاص الذين لا يحملون هذه الطفرة وأما الحاملين لنسختين من هذا الجين كانوا أكثر عرضة بثمانية مرات. تقول هولينباخ: “لقد أذهلنا حجم التأثير.”.

أجرى الباحثون التحليلات الرئيسية على المشاركين الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من البيض، لأنه لم يكن لديهم عدد كافٍ لتحليل[NA1] الأشخاص من المجموعات العرقية الأخرى كما كتبوا. وجد المؤلفون أيضًا أدلة على الارتباط لدى الأفراد السود، لكن النتيجة أقل وضوحًا لدى الآسيويين والأسبان، كما يقولون.

ذاكرة الخلايا المناعية

لفهم كيف يساعد المتحور على تجنب الأعراض، ركز العلماء على تآثره مع الخلايا التائية. حصل الفريق على الخلايا التائية التي تم جمعها قبل الجائحة من الأشخاص الحاملين للمتحور الحامي. ولأن الخلايا لم تتعرض لفيروس SARS-CoV-2، لم يكن لها أي ذاكرة للفيروس. حتى حينها، الخلايا التائية باشرت بالهجوم عندما عرض بروتين HLA جزءاً من بروتين سبايك لفيروس SARS-CoV-2.

وجد الباحثون أن هذا الجزء مشابه بنيوياً لأجزاء بروتينات سبايك من فيروسات كورونا الموسمية. وهذا التشابه يمكّن الخلايا التائية المتعرضة لفيروسات كورونا الموسمية المتسببة بنزلات البرد الشائعة من التعرف على وإثارة رد فعل مناعي تجاه فيروس SARS-CoV-2 اسرع من الخلايا التي لم تتعرض له مسبقاً.

يفترض العلماء أنه، مقارنة بمتغيرات HLAالأخرى، فإن بروتين HLAالمتحور أفضل في عرض جزء بروتين سبايك لفيروس SARS-CoV-2 بطريقة تجعله يشبه إلى حد كبير أجزاء من فيروسات كورونا الموسمية، مما يحفز استجابة أقوى مضادة لفيروس كورونا.

تقول ماري كارينجتون، أخصائية علم الوراثة المناعية في مختبر فريدريك الوطني لأبحاث السرطان في ماريلاند إن مساهمة المتحور في فرص الإصابة بعدوى دون أعراض هي نتيجة مهمة. تقول كارينجتون إن النتائج قد تساعد أطباء اللقاحات على تطوير جيل ثان من لقاحات COVID-19 والتي لا تقلل من شدة المرض فحسب، بل تمنع الأعراض أيضًا.

  • ترجمة: ناديا أبوسمره
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1