كيف تبدو صحيا في الستينات من عمرك؟

يعيش الأفراد البالغ عمرهم ستين عاماً اليوم مدة أطول من الأجيال السابقة، وهذا السؤال طرحناه على الخبراء حول كيف يمكن لهؤلاء أن يعدون أنفسهم بشكل أفضل.

على مدار المائة عام الأخيرة، تزايدت نسبة الأفراد البالغ عمرهم خمسة وستين عاماً أو أكثر على نحو سريع، إذ تزايد عدد هذه المجموعات بشكل أسرع بمقدار خمس أضعاف عن إجمالي الكثافة السكانية في الفترة بين 1920 و2020. ويعزى السبب الرئيسي وراء هذا النمو الهائل إلى جيل طفرة المواليد البالغ من العمر خمس وستين عاماً والذين يعيشون اليوم مدة أطول من الأجيال السابقة.

أوضحت د/أنجيلا ستانفورد، مقدمة رعاية وأستاذ مساعد بطب المسنين جامعة سانت لويس، أنه «ثمة شيء هائل نستهين به بالنسبة للأفراد في الستينات من أعمارهم هو أنهم يمرون بفترة تغيير. فقد يكون البعض منهم متقاعدا ويتساءل كيف يمكنه أن يستغل وقته الجديد بصورة أفضل مع وجود ديناميكيات عائلية متغيرة تظهر مع الأطفال البالغين أو ظهور تحديات صحية جديدة»، منوهة أنه «يعيد الكثير النظر فيما يرغبون حول ما سيبدو عليه مستقبلهم، فقد أجرينا حواراً مع الخبراء حول الصحة في الستينات وكيف يمكن إعدادها بصورة أفضل».

ما هي علامات الشيخوخة الطبيعية التي تظهر عندما تصبح في الستينات من عمرك؟

لا يعد كبر السن متشابها بالنسبة لكل شخص حتى لو بلغ فردان نفس العمر، قد يكون لكل من صحتهما وإمكانية العيش لمدة أطول رأي آخر. وأفادت «جينيفر شراك»، مديرة مركز جونز هوبكنز للشيخوخة والصحة «نحن جميعاً أكثر عرضة للأشياء مع تقدمنا في السن، إلا أن الحالة الصحية تتباين من فرد لآخر. فيمكنك أن ترى شخصين يبلغان من العمر خمس وستين عاماً؛ لكن أحدهما نشيط للغاية، بينما يعاني الآخر ظروفاً صحية متعددة، وهنا يصعب التصديق أن الاثنين يبلغان من العمر ذاته.

ومع تقدمنا في العمر، ثمة تغيرات بدنية ومسائل صحية معينة أصبحت أكثر شيوعاً؛ إلا أن الجينات واختيار المرء لأسلوب حياته، وكذلك الظروف التي يعيش فيها تؤثر بالإجماع في الشيخوخة.

ذكر « إرنست غونزاليس»، أستاذ مساعد ومدير مركز الابتكار للصحة والشيخوخة في جامعة نيويورك، أنه توجد متغيرات ذات صلة بحقيقة أن «الشيخوخة المبكرة تحدث في بيئة يسودها الضغط والتمييز العنصري على الصعيدين الهيكلي والفردي».

كيف يتغير جسمك في الستينات من عمرك؟

صرحت «شراك» أن الأفراد البالغين من العمر ستون عاماً، قد يسيرون ببطئ قليلاً وقد تتعدد أسباب ذلك لكنها تشمل فقدان التوازن، أو الشعور بالألم، أو ضعف الاتصال بين الدماغ والساقين. وقد تلاحظ أعراض آلام المفاصل عند الأفراد الذين تزداد أعمارهم عن ستين عاماً، وتشتمل على حدوث تيبس عند الاستيقاظ، أو التورم، أو الشعور باحتكاك العظام ببعضها، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام عن الرجال، والتي يمكن أن تتطور بعد انقطاع الطمث الذي يزيد احتمالية الإصابة بقلة النسيج العظمي نتيجة لارتباط إفراز هرمون الاستروجين بسرعة فقدان العظام، ونحو 27% من السيدات البالغة أعمارهن خمسة وستين عاماً أو أكثر هن الأكثر تأثرا بذلك مقارنة ب6% من الرجال.

يصبح الجهاز المناعي أقل فاعلية في تدهور تدريجي يسمى الشيخوخة المناعية وهذا عامل خطر للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر إذ يستغرق الجسم وقتاً أطول لمكافحة هذه العدوى. بالإضافة إلى تغير العينين مع تقدمنا في العمر حيث تكون حدقة العين لشخص في الستينات من عمره أصغر من تلك لآخر في العشرينات من عمره؛ مما يصعب أن يرى في الأضواء الخافتة.

ما التغيرات التي تحدث في الذاكرة عند بلوغنا سن الستين؟

أوضحت «سانفورد» أن ضعف الذاكرة يعد حالة شائعة مع تقدمنا في العمر، ومن المتوقع أيضاً أن تصبح سرعة المعالجة أبطأ، والقيام بمهام متعددة أصعب، والحاجة إلى مزيد من التكرار لتعلم أشياء جديدة، كما أن السير باتجاه غرفة ما ونسيان سبب ذهابك إياها والتذكر أخيراً طبيعي؛ لكن إذا لم تتذكر دخولك إلى غرفة ما بحثاً عن شيء ما في مكانه الأول، فهذا أقل شيوعاً وربما يثير القلق. وإذا كنت قلقاً بشأن ضعف الذاكرة، فأفضل شيء يمكنك القيام به هو التحدث مع طبيبك المختص لإجراء اختبارات مسح للضعف الإدراكي، والتدهور الإدراكي، والخرف.

كيف يمكن للشيخوخة أن تؤثر على أنماط النوم؟

غالبا ما تتغير أنماط النوم مع تقدمنا في العمر ويعاني الأفراد فوق عمر ال60 عاماً بشكل متكرر من اضطرابات النوم، ويعد الأرق شكوى شائعة، وأوضحت الدراسات أنه 40% ل50% ممن فوق الستين عاماً يشكون صعوبة في النوم، وأشارت بعض الأبحاث إلى أن بعض أفراد هذه المجموعة يستيقظون كثيراً بمعدل يعادل 150 مرة في الليلة الواحدة (للحظات)، وقد ترتبط اضطرابات النوم بالحالات المرضية، أو العقاقير، أو العوامل الحياتية كالإجهاد – على سبيل المثال. ويرجع سبب آخر محتمل إلى متلازمة مرحلة النوم المتقدمة التي يمكن أن تحدث للبالغين الكبار التي تشعرهم بالنعاس والاستيقاظ مبكراً. ويتجنب من يعانون اضطرابات النوم القيلولة أثناء النهار، وإنما يتمرنون ويبتعدون عن الأنشطة التحفيزية كمشاهدة التلفاز – على سبيل المثال، أو استخدام الهاتف الذكي قبل النوم، ويمكن أن يكون الالتزام بأوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ مفيداً وإن أرغمت نفسك على النوم والاستيقاظ.

ما هي الفحوصات الصحية التي يجب أن تجريها بانتظام عندما تبلغ الستينات من عمرك؟

فحص الدم والضغط: أوردت «شراك» أنه من المهم إجراء فحص الدم بانتظام؛ لأن هذه الفحوصات ترشد طبيبك عن حالتك الصحية وتمهد له الطريق لتتبع علامات الظروف الصحية المختلفة. ففي المملكة المتحدة، يحق للذين تبلغ أعمارهم من أربعين إلى أربعة وسبعين عاماً ممن لا يعانون من مشكلات صحية مسبقاً أن يخضعوا لفحوصات الخدمة الوطنية الصحية بالمجان التي تشتمل على تقييمات عدة منها فحوصات الدم، والكوليسترول، وخطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة القلبية.

وأوصى فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي (USPTF)، وهو مجموعة تطوعية تضم الخبراء المحليين، أن الأفراد فوق عمر خمسة وستين عاماً يجب أن يخضعوا سنوياً لفحوصات ضغط الدم والكشف عن سرطان القولون والمستقيم، كما أوصى أيضاً المعهد القومي للقلب والرئة والدم أنهم يجب أن يخضعوا سنوياً لفحوصات الكوليسترول.

سرطان القولون والمستقيم: ينصح فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي البالغين ما بين عمر خمسة وأربعين عاماً وخمسة وسبعين عاماً بأن يخضعوا لفحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم. وفي المملكة المتحدة، ترسل الدعوات للأفراد التي تتراوح أعمارهم ما بين الستين إلى أربعة وسبعين عاماً للخضوع إلى فحوصات مشابهة كل عامين.

السكري: أوصى فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي بإجراء فحوصات كشف عن مرحلة ما قبل السكري ومرض السكري من النوع الثاني كل ثلاثة أعوام للأفراد من سن خمسة وثلاثين عاماً إلى سبعين عاماً، كما يحق للأفراد فوق خمسة وستين عاماً ممن يعانون السكري من النوع الأول أو الثاني في المملكة المتحدة أن يخضعوا لفحص العين السكري، وكما أوضحت «شراك» مكررة بقولها أنه «يمكنك أن ترى شخصين يبلغان من العمر خمسة وستين عاماً؛ لكن أحدهما نشيط للغاية، والآخر يعاني ظروفاً صحية متعددة…..».

تصوير الثدي بالأشعة السينية وفيروس الورم الحليمي البشري: يجب أن تخضع النساء التي تتراوح أعمارهن من خمسة وخمسين عاماً إلى خمسة وسبعين عاماً لفحوصات تصوير الثدي بالأشعة السينية كل عام إلى عامين وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية؛ لكن إذا بلغن خمسة وستين عاماً، يجب أن يخضعن للكشف عن سرطان عنق الرحم مع إجراء فحص آخر للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري كل ثلاثة إلى ستة أعوام. ويجرى فحص الكشف عن سرطان عنق الرحم في المملكة المتحدة للسيدات البالغة من العمر خمسين إلى أربعة وستين عاماً، في حين يجرى كشف الثدي للسيدات التي تتراوح أعمارهن من خمسين إلى سبعين عاماً.

كثافة العظام: ينصح فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي السيدات البالغات من العمر خمسة وستين عاماً أو أكثر السيدات أن يخضعن لفحص كثافة العظام التي تنخفض أثناء فترة انقطاع الطمث.

بالنسبة للمدخنين: يشجع مكتب الولايات المتحدة للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة الرجال على التحدث إلى مقدمي الخدمات الطبية لإجراء كشف عن تمدد الأوعية الدموية بالشريان الأبهر البطني، لاسيما في المدخنين، كما أن على المدخنين سابقاً أن يجروا كشفاً اضافيا عن سرطان الرئة، وفي المملكة المتحدة تقدم الخدمات الصحية الوطنية لهؤلاء الرجال فحوصات للكشف عن تمدد الأوعية الدموية بالأبهر البطني عند بلوغهم سن الخمسة وستين عاماً.

البروستاتا: تتضمن فحوصات البروستاتا فحصًا رقميًا لكل من المستقيم والدم وهو ما يعرف باختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) وهو بروتين تنتجه غدة البروستاتا؛ لكن إذا زادت مستوياته فإنها تشير إلى الإصابة بسرطان البروستاتا دون التأكد من ذلك بإجراء تشخيص لها؛ لذا أوصى فريق عمل الخدمات الوقائية الأمريكي الرجال ما بين الخمسة وخمسين عاماً إلى تسعة وستين عاماً أن يتحدثون إلى الأطباء المختصين عن الفوائد المحتملة لإجراء هذه الفحوصات، ومنها الرصد المبكر للسرطانات والأضرار قبل التحضير لاختبار مستضد البروستاتا النوعي. يقدم برنامج الرعاية الصحية «ميديكير» (Medicare) تغطية لإجراء فحص سنوي لمستضد البروستاتا النوعي للأفراد المستحقين البالغين من العمر أكثر من خمسين عاماً في حين يخضع الآخرون البالغون من العمر خمسين عاماً أو أكثر لفحص الدم ذاته في المملكة المتحدة.

الأعين: يجب أن يخضع كل فرد يبلغ من العمر أكثر من خمس وستين عاماً لفحص سنوي للأعين ففيه يجرى كشف عن مشكلات صحية تتعلق بالشيخوخة كالكتاركت (الماء البيضاء) – على سبيل المثال – وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأعين، ويوصى أيضاً بإجراء المزيد من الفحوصات بصورة متكررة إذا كنت تعاني من مشكلات في الرؤية؛ فهي السبيل الأفضل لعلاج الجلوكوما (الماء الزرقاء). وفي المملكة المتحدة، هذه الفحوصات متاحة بالمجان إذا كنت مصاباً بمرض السكري أو بناءً على توصية الطبيب المعالج، أو كنت تبلغ من العمر أكثر من أربعين عاماً وأحد أفراد أسرتك بأمس الحاجة لهذه الفحوصات لتشخيصه بالجلوكوما.

متلازمات الشيخوخة: أوصت «سانفورد» وزملاؤها أن يفحص الأفراد البالغين من العمر خمسة وستين عاماً أو أكثر لفترة وجيزة لمعرفة ما يعرف بمتلازمات الشيخوخة؛ وهي الضعف، والساركوبينيا (ضمور العضلات)، وفقدان الوزن، والخرف، ويكمن الأمل في أن مثل هذه الفحوصات يمكنها أن تؤدي إلى التشخيص المبكر وإجراء التدخلات المحددة، وأوضحت أن «الأمر كله يتعلق بتحديد وضعك الحالي حتى يمكننا وضع خط الأساس. فمع مرور خمسة أعوام من الآن وشعرت بالانزعاج، فيمكننا أن نفهم إذن أنه حدث تغيير».

ما هي اللقاحات التي يجب أن تحصل عليها في الستينات من عمرك؟

في الولايات المتحدة الأمريكية، أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه يجب أن يحصل جميع البالغين -وخصوصاً من يعاني ظروفاً صحية مزمنة- سنوياً على لقاح الإنفلونزا وبالمثل أيضاً لقاح كوفيد-19 للأفراد البالغة أعمارهم خمسة وستين عاماً أو أكثر، فهم يجب أن يحصلوا على جرعتين متباعدتين منه لمدة ستة أشهر بدلاً من جرعة واحدة، كما يجب أن يحصل الأفراد البالغون من العمر أكثر من خمسين عاماً أن يحصلوا على لقاح المكورات الرئوية المقترن. وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بلقاح فيروس الهربس النطاقي للأفراد البالغة أعمارهم أكثر من خمسين عاماً بينما أوصت به الخدمات الصحية الوطنية لجميع البالغين من العمر خمسة وستين عاماً في المملكة المتحدة.

أوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأفراد البالغ أعمارهم أكثر من خمسة وسبعين عاماً يجب أن يحصلوا على جرعة واحدة من لقاح الفيروس التنفسي المخلوي RSV، وكذلك الأفراد البالغين من العمر أكثر من ستين عاماً إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، منها الخطر المتزايد للإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي، وأمراض القلب والأوعية الدموية المزمنة، وأمراض الكبد المزمنة، أو الإقامة في دار رعاية للمسنين، كما أوصت الخدمات الصحية الوطنية بحصول الأفراد البالغين أعمارهم من خمسة وسبعين عاماً إلى تسعة وسبعين عاماً. وشددت «شراك» أنه «مع تقدمنا في العمر، من المهم أن نكون حريصين بشأن الحصول على لقاحات الإنفلونزا، والفيروس التنفسي المخلوي، وكوفيد؛ لأنه من المحتمل أن تصبح هذه الأمراض أكثر تكلفة بالنسبة لكبار السن».

ما هي مفاتيح طول العمر؟

أوضحت «شراك» أنه بشكل عام ثمة ثلاثة عوامل تؤثر على مدى تقدم الأفراد في العمر وهي الجينات، والخيارات الحياتية، والبيئة. إذ للبعض درجة من السيطرة على العاملين الثاني والثالث؛ لكن يمكن للعوامل الاقتصادية والاجتماعية أن تعقد هذا. على سبيل المثال، من الممكن للبالغين الأكبر سناً من ذوي الدخل المحدود أن يموتوا في سن صغيرة، لكن صرح الخبراء أنه بتحسين العوامل الاجتماعية المحددة لصحة هؤلاء من جميع الفئات العمرية أن تؤثر فيما بعد بشكل إيجابي على الصحة النفسية لهم في حياتهم. فكل فرد يمكنه الاستفادة من التأكد أنه يتردد بانتظام لمقدم الرعاية بإجراء فحص عمل دم، والخضوع لكشوفات صحية، والتأكد من الحصول على اللقاحات اللازمة، وترى «شراك» الخطأ هو عدم زيارة هؤلاء للطبيب لاتخاذ الإجراءات الوقائية التي تمكنهم من العيش فترة أطول، إضافة إلى أهمية النشاط، وتناول الطعام الصحي، والمشاركة الاجتماعية، وتحث «شراك» الأفراد على إدراك أنه لا يتعين عليهم التمرين بشدة لجني الفوائد.

الحركة – « ترتبط القدرة على الحركة بحرية وسهولة بشكل جيد، لكنها لم تحظ بالتقدير الكافي عندما نفتقدها» على حد تعبير «شراك»، فإن أي تمرين أفضل من لا تمرين، وعلى وجه الخصوص يمكن أن تكون التمارين الهوائية والاتزان مفيدة والتي تشمل – على سبيل المثال – المشي، والنهوض والجلوس على الكرسي، والوقوف على ساق واحدة. وذكرت «سانفورد» أن «أكبر عائد لك لشيخوخة ناجحة» هو الحركة والنشاط. فإذا كنت تخاف السقوط، زر أخصائي علاج طبيعي الذي يمكنه أن يعزز الثقة فيك للاستمرار في الحركة، وأردفت أن كونك نشيطاً يفيد الدماغ مع ممارسة التمارين التي تزيد تدفق الدم إلى الدماغ والتي بدورها توصل الأكسجين، والمغذيات. وأوضحت الأبحاث على البالغين بين عمر الخمسين عاماً وثلاثة وثمانين عاماً أنه التمرين فقط لمدة ثلاثين دقيقة يمكن أن يعزز الذاكرة. وتابعت أن الأفراد الذين يميلون إلى التحرك كثيراً وسريعا يتمتعون بصحة دماغية أفضل.

كيف تتوقف عن الخوف عندما تتقدم في العمر؟

أشارت «سانفورد» إلى أن المرضى الأكثر صمودا الذين تتعامل معهم هم الذين يبحثون عن الطرق لتذليل العقبات ومواصلة المضي قدماً، مؤكدة أنه يوجد أفراد بالغين من العمر خمسة وثمانين عاماً ما زالوا يلعبون البيكل بول ولا يشعرون بالألم رغم ذلك، ومن ثم تعد العقلية مهمة.

وتابعت أنه إلى جانب البقاء نشيطاً جسديا وعقليا، «من المهم أيضاً أن تحدد هدفاً يقودك لأن تكون صحياً» سواء إذا كان بالانضمام إلى مجموعة اجتماعية أو تقديم الرعاية للآخرين وقد لاحظت أن الأفراد الذين يشعرون بأنهم قادرون على المساهمة «أكثر نجاحاً عند التقدم في العمر»، لاسيما التطوع الذي يعد مفيداً؛ فقد أشارت الأبحاث أن البالغين الذين يتطوعون لا يصابون بالإحباط أو العزلة، بينما يزداد لديهم الشعور بالهدف وفقاً ل«غونزاليس»، وقد أوضحت بعض التجارب فوائد التطوع التي ترجمت إلى تحسن في الأداء المعرفي. وحث «غونزاليس» أيضاً الأفراد الخائفين من التقدم في العمر على النظر في تقبل التمييز على أساس السن، مشيرا إلى أن الكثير من الرسائل الاجتماعية حول الشيخوخة تتجذر في نظرتنا عنها، مختتما بقوله «حاول أن تعتبر الشيخوخة نعمة، فهي فرصة».

  • ترجمة: زينب محمد الأصفر
  • المصادر: 1