لماذا تحتوي كرات التنس على زغب؟ التفسير العلمي لهذه الميزة الفريدة

غالبًا ما يتساءل عشاق التنس عن سبب توقف اللاعبين المحترفين لفحص الكرات الجديدة بعناية. هل هو لتأخير الوقت؟ أم للتحقق من المُصنِّع؟ أم خوفًا من العبث؟ لكن الحقيقة أنهم يدرسون بتركيز ذلك الغطاء الزغبي الصغير.

الخصائص الفريدة لزغب كرات التنس

تختلف كرات التنس عن كرات السلة والقدم بغطائها الزغبي المميز. فهذه الميزة ليست للشكل فقط، بل تؤدي وظائف حيوية في اللعبة. فمن ناحية الاصطلاح العلمي، يُعرف الزغب تقنيًا باسم “الوبر”، وهو يتكون من قطعتين تشكّلان الخطوط المميزة للكرة، ويُصنع من الصوف أو النايلون أو القطن أو من مزيج هذه المواد. ومن فوائده في اللعب: التحكم في السرعة من خلال زيادة مقاومة الهواء حول الكرة، فيخفض سرعة الكرة من 240 كم/س إلى 80 كم/س عند الوصول للخصم. كما يجعل اللعبة أكثر إثارةً وتحديًا.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل الزغب على تعزيز الحركة الدورانية من خلال خلق تيارات هوائية خلف الكرة، إذ يعزز حركة الدوران العلوي أو الخلفي ويجعل مسار الكرة أكثر تعقيدًا. كما أنه يُحسّن الأداء لأنه يساعد في التصاق أفضل بالمضرب، ويمنح تحكمًا أدق في توجيه الضربات، ويحوّل اللعبة إلى تحدي رياضي مثير.

أما من الجانب الأمني، فبدون الزغب تصبح الكرة كقذيفة صاروخية تُشكّل خطرًا على اللاعبين والمشاهدين، وتحوّل اللعبة من رياضة استراتيجية إلى مواجهة خطيرة.

التطور التاريخي

في القرن التاسع عشر، كانت كرات التنس تُصنَع من القماش الفانيللي. أما في الوقت الحاضر، تستخدم شركة ويلسون مزيجًا من 70% من الصوف الطبيعي و30% من النايلون. وتمر مراحل التصنيع الحديثة بالخطوات التالية: لصق الغطاء بالحرارة، غسل الكرة لاستعادة نعومة الزغب، ثم تجفيف دقيق لضمان الجودة.

عندما يختار اللاعبون الكرات، فإنهم يبحثون عن زغب أملس لضربات أسرع في الكرات الجديدة، وعن زغب منتفخ لتحكم أكبر في الكرات المستخدمة.

من الحقائق الطريفة التي تثيرها كرة التنس لونها، إذ يتجادل الناس حول ماهيته: هل هو أصفر فاتح أو أخضر ليموني؟ لكن يتفق الجميع على أدائها الاستثنائي.

الزغب ليس مجرد مظهر زخرفي، بل هو عنصر أساسي يحوّل التنس من مجرد لعبة إلى فن رياضي متكامل، يوازن بين القوة والدقة، والإثارة والأمان.

  • ترجمة: أ. نورا بشير الشاقي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1