
الأورام الصلبة تستعين بخلايا مناعية خائنة لحماية نفسها من الهجمات
اكتشف العلماء أن الأورام الصلبة قادرة على استغلال نوع معين من الخلايا التائية كدرع واقٍ يحميها من هجمات الجهاز المناعي، في خدعة مناعية غير متوقعة تكشف عن ثغرة في استجابة جهازنا المناعي.
نشر هذه النتائج فريقٌ بقيادة اختصاصي المناعة الدكتور مارتن برليك من مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، في دورية Nature. وقد حدد الباحثون مجموعة فرعية من الخلايا التائية تتركز بكثافة في أورام الرأس والعنق، لكنها تغيب تمامًا عن الأنسجة الفموية الملتهبة الناتجة عن أمراض شائعة مثل التهاب اللثة.
– خدعة مناعية غير متوقعة
تبين أن هذه الخلايا التائية قد انحرفت عن وظيفتها المناعية الأساسية، فبدلًا من مهاجمة الخلايا السرطانية، تبدو وكأنها تسهم في حمايتها.
– تأثيرها في العلاج المناعي
يسلط هذا الاكتشاف الضوء على أحد أسباب ضعف فاعلية العلاجات المناعية ضد الأورام الصلبة، مقارنة بنجاحها الكبير في سرطانات الدم، رغم أن الأورام الصلبة مسؤولة عن النسبة الأكبر من وفيات السرطان عالميًا.
– التمييز بين الورم والالتهاب
من خلال مقارنة الخلايا المناعية في الأورام الصلبة بتلك الموجودة في أنسجة ملتهبة غير سرطانية، اكتشف الفريق نوعًا خاصًا من الخلايا التائية المُنظمة (T-regs)، يظهر بتركيز مرتفع داخل الأورام ويحمل علامتين بروتينيتين مميزتين: IL-1R1 وICOS.
– وظيفة الخلايا التائية المُنظمة (T-regs):
في الأحوال الطبيعية، تضبط هذه الخلايا الاستجابات المناعية لتمنع الأضرار التي قد تصيب الأنسجة السليمة. لكن في البيئة السرطانية، تتحول إلى أداة لقمع الهجوم المناعي، مما يخلق “بيئة مثبطة للمناعة” تحمي الورم.
– الأهمية السريرية:
تمثل هذه الخلايا هدفًا دوائيًا محتملًا. ويقترح الباحثون استخدام أجسام مضادة ثنائية النوعية (bispecific antibodies) لاستهداف كلا البروتينين معًا، مما قد يقضي على الخلايا التائية الضارة في محيط الورم دون الإضرار بالخلايا السليمة في بقية الجسم.
– الآفاق المستقبلية:
يعمل الفريق حاليًا على تطوير علاجات تهاجم هذه الثغرة المناعية مباشرة، مما قد يعزز من فعالية العلاج المناعي في الأورام الصلبة. وتكمن أهمية الاكتشاف في أن هذه الخلايا الشاذة رُصدت في 19 نوعًا مختلفًا من الأورام، ما يفتح الباب أمام تدخلات علاجية واسعة النطاق.
– الخلاصة:
يكشف هذا البحث عن آلية مبتكرة تلجأ إليها الأورام للتهرب من الجهاز المناعي، ويمهد الطريق لتطوير أدوية دقيقة تستهدف الخلايا التائية “الخائنة”، ما قد يحدث فارقًا حاسمًا في إنقاذ أرواح الملايين من مرضى السرطان.
- ترجمة: وداد عنتر
- المصادر: 1