ما السر وراء الاستيقاظ الساعة الثالثة فجرًا؟

تحيط بنا الأفكار المزعجة من كل جانب، فمثلًا تساقط الشعر وقنديل البحر أمران مزعجان، ولكن ليس هذا الوقت المناسب للهلع بشأنهما الساعة الثالثة فجرًا، فهل وجدت نفسك يومًا ما يقظًا في هذا الوقت تتساءل هل يمكن أن أتبوّل على نفسي بعد لسعة قنديل البحر؟ أم يراودني وحدي سؤالٌ كهذا؟

إذا صادفك سؤال مثله، فاعلم أنّ هذه خرافة ولا علاقة للتبوّل بلسعة قنديل البحر، وكل ما يترتب عليك فعله هو العودة إلى النوم.

في الواقع، قد تصحو بين الساعة الثالثة والرابعة فجرًا، واستيقاظنا مرات عدة ليلًا أمرٌ طبيعي، لكن لا نلقِ لهذا بالًا إلا عندما ننغمس في دوامةٍ من القلق.

وتمر دورة النوم بمراحل عدة، تبدأ بمرحلة النوم الخفيف ثم النوم العميق ثم النوم الموجي البطيء، بعد ذلك يتبعها مرحلة نشطة أكثر تسمى حركة العين السريعة REM، وعند الوصول لذروتها نستيقظ قبل أن نرجع للنوم مرة أخرى.

فيما تستغرق دورة النوم الكاملة نحو أربع ساعات، فمثلًا إن كنت معتادًا على النوم الساعة الحادية عشر مساءً، ستستيقظ الساعة الثالثة فجرًا، إلا أنّ هذه اليقظة لن تدوم سوى لحظات عابرة، ما لم تراودك أفكار سلبية، ستظل حينها صاحيًا ولن تتمكن من النوم مجددًا.

من ناحية أخرى، ليس التوتر سببًا رئيسًا للاستيقاظ ليلًا، ولكنه قد يحول تلك الصحوات العابرة إلى اضطرابات، غير إن تفكيرنا لن يكون عقلانيًا ليلًا كما يكون نهارًا، لذا نشعر بهول مشاكلنا بشكل أكبر في الثالثة صباحًا.

ويعزو عالم النفس والمعالج المعرفي غريغ موراي السبب إلى أننا نكون عاجزين عن فعل أي شيء حيال مشاكلنا أو عن إيجاد الحلول ليلًا، عكس حالنا في النهار، فلا يسعنا ليلًا إلا القلق وهو ما ينزع إليه عقلنا.

ويوصي موراي بالتدرب على التأمل الذهني، لأن التركيز على التنفس الصحيح يساعد على تهدئة العقل وإفشال فرصته بالاستسلام للقلق، ويساعد أيضًا على العودة إلى النوم بسرعة، ويقترح موراي في حال فشل هذه الطريقة قراءة كتاب ما، فالقراءة وسيلة جيدة لصرف الأفكار المزعجة كالقلق من قنديل البحر!

  • ترجمة: آيات حبيب
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1