أربع إشارات غامضة، قد تكون قادمة من حافة المجرات السحيقة!

التدفقات الراديويّة السريعة أشياء نسمع الكثير عنها في أوقاتنا الحاليّة، رغم إننا لا نعلم الكثير عنها.

بالتأكيد، نعلم أنّها أشياء موجودة، مدركين لها، لكن من أين أتت هو نطاقٌ مختلف كليًّا.

حقيقةً، لقد اكتشفنا هذه التدفقات الراديوية السريعة قرابة العام 2007 فقط، مما يجعلها جديدة نسبيًا لنا بالمجمل.

يعتقد بعض الأشخاص أنها ظهرت من أشياء مثل تصادم النجوم أو ربما حتى الثقوب السوداء بطريقة ما، لكن حقًا عندما يعود الأمر حول مكان مجيئها فنحن لسنا متأكدين.

قيل في البحث المنشور هذا الأسبوع: يبدو أنه يقترح أنّ أربعة على الأقل من التدفقات الراديوية السريعة آتية من حافة المجرات خارج مجرتنا.

بينما هذا لا يخبرنا الكثير، وبحسب د.بانداري الذي عمل على هذه الدراسة، فإنها تستبعد أن يكون مصدرها من الثقوب السوداء فائقة الكتلة.

من المؤكد أنه لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن التدفقات الراديوية السريعة، لكنها خطوة بالاتجاه الصحيح، أو ربما تبدو كذلك.

بينما يواصل الباحثون دراسة هذه التدفقات الراديوية السريعة فلا يوجد شك في رأيي بأننا سنكشف الغطاء عن الكثير من الأشياء الجديدة في هذا الصدد.

قال الدكتور بانداري على النحو التالي في بيان حول الموضوع: «كما يمكّنك اتصال الفيديو من مشاهدة زملائك في منازلهم وإعطائك لمحة عن حياتهم، فالنظر إلى المجرات المضيفة للتدفقات الراديوية السريعة تعطينا لمحة عن أصلها».

هذه التدفقات الراديوية السريعة المحددة بدّقة آتية من أطراف مجراتها الأم، مُبعدة بذلك إمكانية علاقتها بالثقوب السوداء فائقة الكتلة.

ومن أجل البحث عن التدفقات الراديوية السريعة، استخدم أولئك الذين عملوا على الدراسة، تيلسكوب راديوي (ASKAP) وهو مكشاف مؤقت مصمم خصيصًا في هيئة البحوث الأسترالية، وبينما كان التلسكوب قادرًا على حصر وتضييق المواقع الأربعة للتدفقات الرادوية السريعة تلك، أنجزت المجموعة الكثير في ذلك.

إنها الخطوة الأولى باتجاه معرفة الأشياء وراء هذه التدفقات الراديوية السريعة وأشياء أخرى مثلها.

من المحتمل أنّ هذه التدفقات الراديوية السريعة آتية من مسافة ثلاثة أو أربعة ملايين سنوات ضوئية، وكما تتوقع فإن النظر إليها لن يكون بالمهمة السهلة.

ملخص الدراسة كما لوحظت في الأعلى تكون على النحو التالي:

بدأ تلسكوب باثفندر الاسترالي بتحديد مكان التدفقات الراديوية السريعة بدقة ثانية قوسيّة من الكشاف للنبضة الواحدة، متيحًا بذلك تحديد مجراتها المضيفة على نحو موثوق.

ناقشنا الخصائص الشاملة للمجرات المضيفة لأول أربعة تدفقات، والمحددة بواسطة تلسكوب مصفوف باثفيندر الاسترالي، والتي تقع في نطاق الانزياح نحو الأحمر في المجال بين:

0.11<z<0.48

Z : معامل الانزياح نحو الأحمر

الأربعة جميعها مجرات ضخمة، وذلك حسب العلاقة اللوغارتمية للكتلة و اللمعان

(log(M */M ⊙) ~ 9.4–10.4)،

M ⊙ : الكتلة الشمسية

وهي علاقة تربط بمعدلات تكوين نجمي متواضعة تصل إلى 2 من كتلة الشمس خلال سنة 2M ⊙ yr−1، فهي مختلفة جدًا عن المجرة المضيفة لأول تدفق راديوي سريع متكرر، وهي مجرة قزمة بمعدل تكوين نجمي عالي محدد.

تقع التدفقات الراديوية السريعة المحددة بواسطة التلسكوب الراديوي(ASKAP) عادة في أطراف مجراتها المضيفة، والتي تظهر استبعاد للنماذج الرائدة للتدفقات الراديوية السريعة التي تستدعي نوى المجرة النشطة أو الأوتار الكونية التي تطفو بحرية.

تستبعد التجمعات النجميّة المشاهدة في هذه المجرات المضيفة أيضًا النماذج لجميع مناطق التدفقات الراديوية السريعة من النجوم المغناطيسية الشابة الناتجة من المستعرات العظمى فائقة اللمعان، كما هو مقترح للدتفق الراديوي السريع FRB 121120 الرائد.

تبقى مجموعة من نماذج رائدة أخرى(تتضمن عمليات اندماج الأجسام المتراصة والنجوم المغناطيسية الناشئة من انهيار بسيط لنواة مستعر أعظم) معقولة.

فما رأيك بكل هذا؟ ومن أين تعتقد أنّ التدفقات الراديوية السريعة قد تكون آتية؟

بالنسبة لي شخصيًا ربما سنعرف لاحقًا أكثر مما نتوقع.

إنّه اكتشاف مثير جدًا للإهتمام!

مصطلحات:

  1. FRBs: Fast Radio burst
    التدفقات الراديوية السريعة
  2. CSIRO’s: Commonwealth Scientific and industrial Research Organization
    منظمة برلمان المملكة المتحدة للبحث العلمي و الصناعي
    أو هيئة البحوث الأسترالية: هي منظمة حكومية مسؤولة عن الأبحاث العلمية.
  3. ASKAP:Australian Square Kilometer Array Pathfinder
    المستكشف الاسترالي مصفوفة الكيلومتر مربع وهو تيلسكوب راديوي.
  4. FRB 121102:
    إسم أحد التدفقات الراديوية السريعة
  5. Supernova:
    المستعر الأعظم
    هو إنفجار كبير في نهاية حياة النجم
  • ترجمة: علا عسكر
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1