10 عادات مؤذية لا نستطيع الإقلاع عنها
يذهب العلماء إلى أنه من طبيعة الإنسان المشاركة في نشاطات مضرة.
يبدو أن البشر لديهم رغبة بتدمير أنفسهم ذاتيًا. وذلك من خلال ملء البطاقة البنكية بالكامل، أو الشراهة في الأكل والتدخين، أو الدخول في علاقات سامة. ونحن على دراية بذلك، فعلى ما يبدو أنَّ رغبتنا الشديدة بالفوضى لا تنتهي. إن السلوكيات المدمرة ذاتيًا هي الأنشطة التي تسبب لنا الأذى، سواء أكان جسديًا أم علقيًا. وجب الانتباه إلى أن هذه السلوكيات ليست دوما مقصودة أو مخططا لها ويمكن أن تكون متهورة، أو نتيجة لعوامل خارجة عن السيطرة.
ما الذي يجعلنا نضع أنفسنا في خطر إذًا؟ هنالك العديد من التفسيرات العلمية لسبب براعة البشر في تصرفات التدمير الذاتي. قد يعود أحد الأجوبة المحتملة لمرحلة الطفولة: وجد الباحثون أن الصدمات المبكرة والرعاية الأبوية غير الكافية قد تسببان انخراط الأفراد في تدمير الذات كآليةٍ للتكيف. يمكن أن تؤدي التحديات التي تواجه الصحة العقلية، أو الأحداث المغيرة للحياة، أو الضغط المتعذر ضبطه، لسلوكٍ متهورٍ أيضًا.
حتى أن سيغمان فرويد كان مؤمنا أن لدى كل البشر رغبة بالموت. تطرح نظريته عن رغبة الموت أن البشر لديهم رغبة لاواعية بالموت، والتي قد تتجلى ظاهريًا على شكل عدوانية، أو عنف، أو حتى أذية النفس. وكغيرها من أفكار فرويد، فقد نقد علماء اليوم هذه النظرية المثيرة للجدل، لكن من الممكن أن أبا علم النفس فرويد كانت لديه نظرة صحيحة حول رغبة الإنسان الشديدة بالدمار.
إليكَ 10 تصرفات تدمير ذاتي قام بها معظمنا على الأقل مرة واحدة (هذا إذا لم يكن مرات قليلة) في حياتنا:
العطش للعنف
ليس من المفاجئ أن البشر يميلون إليه. أينما ننظر نرى أن العنف يسيطر على حياتنا، سواء في الأفلام، أم الكتب، أم على الشابكة. وجدت الأبحاث أن العنف ليس فقط حول المشاعر السلبية، كالغضب الذي قد يأتي معه. على ما يبدو فإنّ عقولنا تتعامل مع التصرفات العنيفة بنفس طريقة تعاملها مع الجوائز، ما يعني أنه من طبيعة الإنسان أن يقوم بالقتال ليلبي رغبةً.
تعاطي المواد
وهو تناول الكحول، والتدخين، والمخدرات، بإمكان هذه المواد أن تشكل بعضًا من أكثر الطرق الشائعة لتدمير البشر ذواتهم. علاوةً على ذلك فإنَّ الأفراد الذين يتعاطون هذه المواد يعانون من قدرة منخفضة على ضبط اندفاعهم نحو الكحول والمخدرات. يمكن لذلك أن يؤدي لمعركة شاقة ضد الإدمان، حيث يبدأ أداء الدماغ بالفشل.
العلاقات السامة
إنَّ قطع الاتصال مع الأفراد السامين – سواء أ كانوا من الأصدقاء، أو أفرادًا من العائلة، أو حتى الشريك- ليس بالخطوة السهلة. يمكن للإنكار في أغلب الأوقات أن يشكل جزءًا كبيرًا لبقاء شخصٍ في علاقة مضرة. يعمل الإنكار كآلية للتأقلم، وبالتالي يحول دون ملاحظتنا أننا نضع نفسنا في بيئة مؤذية.
التنمر على الآخرين
من الواضح أن تعرُّض الأفراد للتنمر يمكنه أن يسبب صدمة عقلية وعاطفية شديدة. ومع ذلك يبلّغ واحد من كل خمسة طلاب عن تعرضه للتنمر سنويًا. وغالبًا لا يتحسن الوضع عندما نكبر في السن. وجد الباحثون أن 30% من الموظفين تعرضوا للتنمر في مكان العمل.
القلق الزائد
لا شك أن القلق يمكن أن يؤثر سلبًا في الصحة الجسدية والعقلية. ورغم درايتنا بذلك فإننا لا نتركه. كلنا ينتابنا القلق حيال الأمور المهمة، أو الأعمال، أو العائلة، أو الأمور المادية، وحتى بعض الأمور الصغيرة أحيانًا كالوصول متأخرًا إلى الاجتماع. لكن التنشيط المستمر لهرمونات القلق يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية تبدأ بتدهور جودة حياتك على مر الوقت. لقد وجد الباحثون أنَّ القلق المزمن يمكن أن يساهم في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
التقليل من النوم
ألا تستطيع التوقف عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم؟ كلنا واجهنا ذلك، لكن من المهم إدراك أن عدم تخصيص وقت للنوم يمكن أن يضرك. في الواقع، الحصول على أقل من 7 ساعات نوم كل ليلة يترك تأثيرًا مزمنًا في العديد من المناطق في دماغك، من ضمنها الانتباه والتركيز، وزمن رد الفعل، والذاكرة واتخاذ القرار. أسهل طريقة لترك هذه العادة هي تخصيص وقت للراحة وممارسة عادة النوم الجيد.
التفوه بالأكاذيب
إذا قمت بعادة واحد من هذه القائمة فهي غالبًا هذه. لطالما كان سبب كذب البشر كثيرًا بمثابة لغزٍ لعلماء النفس. أتعلم أننا نستغرق زمنًا لنكذب أطول ب30% من الزمن لنقول الحقيقة؟ وضع العلماء على مر السنين نظريات حول أن الكذب يعد جزءًا مما يجعلنا بشرًا. يكمن السبب غالبًا في الاهتمامات الأنانية كالترويج لأنفسنا أو الدفاع عنها أو حتى للتغطية على أخطائنا. وبغض النظر عن ذلك فعلى ما يبدو أننا لا نسطيع تجنب العيش دون كذب.
الرغبة بالخيانة
يمكن أن تمتلك الخيانة، وهي سلوك جدلي ومعقد، تفسيرًا بسيطًا في الواقع: وجدت الأبحاث أن البشر يميلون للأنشطة التي تجعلهم يشعرون بالمتعة. يختلف الوضع من شخص لآخر لكن الخيانة تكون في أغلب الوقت نتيجة لرغبتنا البشرية الفطرية بالشعور بالمتعة، خصوصًا إذا ما كنا نفشل بالحصول عليها في علاقاتنا الحالية. وبالرغم من ذلك فإنَّ هذا التفسير قد لا يعمل دائمًا – كشفت دراسة أجريت سنة 2021 ثمانية أسباب رئيسية للخيانة، من ضمنها الغضب، وحب الذات، والحاجة للتنويع.
عدم القدرة على التوقف عن المقامرة
تبدو المقامرة، كالعديد من التصرفات في هذه القائمة، متأصلة بالطبيعة البشرية، ونستطيع ربما لوم رغبتنا الفطرية بطلب الجوائز. لا عجب أن حوالي 80% من الأمريكيين البالغين يقامرون مرة واحد على الأقل في حياتهم. كشف التفسير العلمي للمقامرة أن الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن المتعة، يُفرز عندما تكون الجائزة لرهان معين غير مؤكدة. ولذلك فإنَّ عدم اليقين في المقامرة يشجع على التصرف المتهور ويمكن أن يسبب الإدمان على نحوٍ شديد.
حب الثرثرة
يتوق البشر كمخلوقات اجتماعية بطبيعتها للمعلومات الجديدة، وغالبًا ما تكون الثرثرة هي الطريقة التي نحصل بها على هذه المعلومات. قد تبدو جلسة صغيرة من الثرثرة وكأنها ليست مشكلة كبيرة، وقد لا تكون كذلك إذا وُجهت بالطريقة الصحيحة. توجد الثرثرة بنوعيها الجيد والسيء. وبينما تتضمن الثرثرة الجيدة نشر المعلومات أو تبادلها بطريقة مسؤولة، فإنَّ الثرثرة السيئة – وهي نشر الأكاذيب ومشاركة معلومات غير دقيقة عن الآخرين للتفوق عليهم أو إلحاق الأذى بهم – تقوم بالعكس، ويمكن أن تؤذي الآخرين، إضافةً لكونها مدمِّرة ذاتيًا. ومع ذلك لا يجب أن تشعر بالسوء الشديد إذا وجدت نفسك تقوم بالثرثرة (نأمل أنها غير ضارة) مع زملائك، إذ وجد العلماء أن الدماغ قد يكون متحمسًا للرد على الثرثرة.
- ترجمة: شادي الصعوب
- تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
- المصادر: 1