متى تنفصل عن القطيع لاتخاذ القرار الأفضل

أُجريت دراسة في جامعة ولاية أوهايو بتاريخ التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر لعام 2021.

ملخص الدراسة

يتعلم الناس معلوماتٍ قيّمة عن المدة الزمنية التي يتردد فيها الآخرون قبل اتخاذ قرارتهم.

وجد الباحثون أنه عندما يرى الناس أُناسًا آخرين في مجموعتهم يترددون قبل اتخاذ قرار، ستجد أنهم أكثر عرضةً مرتين للانفصال عن المجموعة واتخاذ خيار مختلف.

وفقًا لإيان كرايبيتش، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ علم النفس والاقتصاد في جامعة ولاية أوهايو.

«هذا يجعل الناس أقل ثقةً في إجماع المجموعة ويحررهم من اتخاذ القرارات بناءً على معلوماتهم الخاصة. يمكن أن يساعد ذلك المجموعات على تجنب النتائج السيئة».

نُشرت الدراسة في مجلة Management Science

وأجراها كرايبيتش مع كاري فريدمان وهو الأستاذ المشارك في الشؤون المالية واقتصاد الأعمال في كلية مارشال للأعمال بجامعة جنوب كاليفورنيا.

وففًا لكرايبيتش فإن النتائج لها آثار على سلوك المجموعة في السياسة والتمويل والأزياء – أي موقف قد يظهر فيه سلوك القطيع.

ويضيف أيضًا: «حتى لو بدا في البداية أن الجميع يتبعون نفس الاتجاه، فقد يكشف التردد أنهم ليسوا جميعًا على نفس النهج».

«إذا بدأ الناس بملاحظة أن الآخرين يترددون قبل الانضمام إلى القطيع، فيمكن أن يوقف ذلك الزخم أو يغيره تمامًا».

على سبيل المثال، فكر في حملة سياسية يسعى فيها المرشح للحصول على موافقات من السياسيين الشعبيين. ويفسر كرايبيتش أن التأييد البطيء الذي يأتي في وقت متأخر من الحملة قد يشير إلى ضعف الدعم وأقل إقناعًا من التأييد الذي يأتي في وقت سابق من الحملة.

شملت الدراسة 72 طالبًا جامعيًا، شاركوا في الدراسة في ثمانية مجموعات.

في كل جولة من 30 جولة، مُنح المشاركون الثمانية حقائب افتراضية متطابقة تحتوي على ثلاث كرات، كلُّ واحدة منها تحمل علامة «A» أو «B» (أُجريت الدراسة على أجهزة الحاسوب). واحدة تلو الآخرى، سحب كل مشارك كرةً واحدةً، ورأى الحرف الموجود عليها، ثم خمّن الرسالة التي ظهرت بشكل متكرر في الحقيبة.

على سبيل المثال، تخيّل أن فردًا من المجموعة الأولى سحب كرةً من مجموعة الـ«A»، سيكون من المنطقي أن يعتقد هذا الفرد أن الحقيبة تحتوي على كرات أكثر من مجموعة الـ«A».

يمكن لكل شخص يلي سابقه رؤية ما خمَّنه المشاركون السابقون – ولكن ليس مضمون الرسائل الموجودة على تلك الكرات السابقة.

يضيف كرايبيتش: «إن ذلك ترك بعض المشاركين لاحقًا في السلسلة في مأزق».

ويشرح ذلك بقوله: «إذا كنت الرابع في عملية السحب وسحبت كرة A. قد يشير ذلك إلى وجود المزيد من الكرات في الحقيبة. لكنك ترى الأشخاص الثلاثة السابقين خمَّنوا B».

«يتوجب عليك أن تقرر ما إذا كنت ستذهب مع معلوماتك التي تقترح تخمين A، أو الذهاب مع القطيع وتخمين B».

«إن هذا هو المكان الذي يظهر فيه التردد. إذا رأيت أن الشخص السابق في السلسلة انتظر بعض الوقت قبل اختيار B، فقد تكون هذه إشارة مهمة. وفقًا لكرايبيتش».

ويضيف أيضًا أنه قد يكون هذا الشخص السابق قد سحب أيضًا كرة A، كما قمت أنت، وتردد قبل اختيار B مع القطيع. في هذه الحالة، قد يكون اختيار A منطقيًا بالنسبة لك.

يُبرر كرايبيتش ذلك بقوله إن هذا هو بالضبط عدد المشاركين الذين فسروا المواقف التي تتعارض فيها معلوماتهم مع المجموعة. عندما استجاب من سبقوهم ببطء، اختار المشاركون ضد القطيع قرابة 66٪ من الوقت، مقارنةً بـ33٪ فقط من الوقت الذي اختار فيه سلفهم بسرعة.

وأشار إنه في الحالات التي كانت المجموعة تتخذ فيها قرارًا خاطئًا، غالبًا ما أدى ذلك إلى انفصال الناس عن القطيع واتخاذ القرار الصحيح.

«يمكن أن يؤدي قراران سيئان في البداية إلى تضليل الجميع». يُعرّف كرايبيتش ذلك بقوله أن: «هذا هو سلوك القطيع».

«لكن ما وجدناه هو أنه إذا تمكن الناس من رؤية التردد في خيارات الآخرين، فيمكن أن يساعدهم ذلك في كسر السلسلة وتغيير مسار المجموعة».

يمكن أن تعمل نفس الظاهرة في الاتجاه المعاكس أيضًا. يمكن للقرارات السريعة من قبل الآخرين أن تعزز المعلومات الخاصة بالفرد. على سبيل المثال، إذا رأى شخص ما أصدقاءه يختارون بسرعة الحصول على لقاح لـCOVID-19، فقد يجعله ذلك أكثر راحةً في اتخاذ نفس الخيار، وفقًا لكرايبيتش.

يضيف أيضًا أنه إذا تردد الأصدقاء قبل الحصول على لقاح -حتى لو حصلوا عليه في النهاية- فقد يجعل ذلك الشخص أقل ثقةً بشأن ما إذا كان سيحصل على اللقاح.

يبيّن كرايبيتش أن نتائج هذه الدراسة ليست بالضرورة قاعدة شاملة. ربما ستكون هنالك بعض القرارات -والتي ستأخذ وقتًا طويلًا- قد تشير إلى خيارٍ أكثر عقلانيةً.

وأوضح قائلًا: «سيكون من المهم معرفة متى تشير القرارات السريعة إلى الثقة أو بدلًا عن ذلك إلى الطيش».

  • ترجمة: رهف ناصر البشر
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1