شركةٌ كنديّة تُصنّع درعاً خفيّةً مذهلة
الدكتور ألفريدو كاربينيتي، كاتبٌ أسبق ومراسلٌ لشؤون الفضاء، كتب يقول: من قبّعة أثينا الخفيّة إلى إتش جي ويلز وهاري بوتر، فإن فكرة جعل الذات غير مرئيّة كانت دائماً تجول في الخيال البشريّ، فقد جلبت التطوّرات التكنولوجيّة، على مدى السنوات القليلة الماضية هذه الأوهام إلى العالم الحقيقيّ بصورةٍ لا تُصدّق.
وأحدث التقنيّات غير المرئيّة ما يُسمّى Quantum Stealth، التي طوّرتها Hyperstealth، شركة تصميم تمويهٍ كنديّة، الدرع رقيقةٌ كالورق وغير مكلفةٍ ولا تتطلّب مصدراً للطاقة، وعلى الرغم من أنّها لا تعمل بصورةٍ مماثلةٍ للعباءة السحريّة، إلا أنّ لها أداءً جيّداً في الإخفاء، ومن المؤكد أنها تشوّش الرؤية عند النظر إليها.
والمبدأ الذي تعتمدههذه الدرع هو استخدام العدسات عدسيّة الشكل، وإذا رأيت إحدى تلك الصور التي تظهر ثلاثية الأبعاد، اعتمادًا على الطريقة التي تنظر بها إليها، فإنّك تعرف هذه التقنيّة.
وبطريقةٍ مماثلةٍ يمكن للدرع أن تثني الضوء بطريقةٍ تتيح فقط رؤية الأشياء القريبة جدًا أو البعيدة جدّاً، وبالتالي فإنّ الشخص أو الجسم الموجود خلفه على بعد مسافةٍ معيّنة يصبح غير مرئيّ، إذ للدرع قدرةٌ واسعة النطاق، كقدرتها على ثني الضوء من منتصف الأشعّة فوق البنفسجية إلى الأشعة تحت الحمراء، ونظراً للدقّة المنخفضة للكاميرات التي تعمل خارج طيف الضوء المرئي، يصبح التأثير أكثر وضوحاً عندما يتمّ عرض الدرع من خلالها.
والدرع لا تتأثّر بألوان ما تعمل على إخفائه، ولكنّها تشوه الخلفيّة، لذا فهي ليست عباءةً خفيّةً سحريّةً؛ فالناس يعلمون أنّ هناك شيئاً مخفيّاً خلفها، إلّا أنّهم لن يتمكنوا من تمييز تفاصيل ماهيّته.
بدأ غاي كرايمر، من هايبر ستيلث، تطوير هذه التكنولوجيا في عام 2010، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل مع المنظّمات العسكرية بغية تطويرها، وقد قدّم مؤخراً أربع براءات اختراعٍ عن هذه التكنولوجيا وغيرها من التقنيات ذات الصلة بها، ونشر سلسلةً من مقاطع فيديو عن كيفيّة عملها.
من الواضح أنّ التفاصيل تكمن تحت الأغلفة، لكنّ الفيزياء بسيطةٌ بصورةٍ مدهشة، ويعرف هذا المبدأ بقانون سنيل؛ لكلّ مادّةٍ مؤشر انكسارٍ محدّد، وهو كميّةٌ مرتبطةٌ بسرعة الضوء في تلك المادّة مقارنةً بسرعة الضوء في الفراغ.
يمكنك رؤية التأثير بسهولة؛ اجلب كوباً من الماءِ وضع ملعقةً فيه، ستبدو منحنية. ونفس التأثير يجعل برك المياه تبدو أقلّ ضحالةً ممّا هي عليه، فعندما يتحرّك الضوء بين مادّتين، تتغيّر الزاوية التي يتحرّك بها اعتمادًا على مؤشر الانكسار. إذاً باستخدام المواد بذكاءٍ يمكن بناء شيءٍ ذو نقطةٍ عمياء، وهذا هو المكان الذي يحدث فيه الاختفاء.
- ترجمة: هبة الزبيبي
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1