ملاحظة قيام الغربان بفعل شنيع لأمواتها
اجمع عدداً من الغربان مع بعضهم، وينتج عن ذلك مجزرة.
إذاً، ليس من المفاجئ ملاحظة انخراط الغربان المنفردين بعادات مشينة معينة من حين لآخر، تحديداً: ممارسة الجنس مع موتاهم.
نعلم مسبقاً قيام الغربان بسلوكيات غريبة حين يتعلق الأمر بالجثث، إذ أنهم يقيمون لها ما يدعى بالجنازات، وهو طقس يتضمن الكثير من التجمعات والنعيق ورفرفة الأجنحة، حيث.
يرتبط هذا الطقس بإدراك التهديدات المحتملة أكثر منه بمجرد الحزن على الأموات.
الآن، وبفضل دراسة جديدة نشرت مؤخراً في صحيفة “المراجعات الفلسفية B”، أصبحنا ندرك احتمالية ولع الغربان بالقليل من مجامعة الموتى.
طالبة الدكتوراه في كلية علوم البيئة والغابات بجامعة واشنطن ‘كايلي سويفت’ لاحظت هذا السلوك الشاذ لأول مرة في عام 2015 أثناء تصويرها جنازة لغراب.
كما أوضحت في مدونتها ‘أبحاث الغربان’، انطلق غراب إلى الجثة قبل أن يركب الجسد ويبدأ بالدفع، تساءل أحد أفراد الفريق عمّا إذا كان الغراب يجرب نوعًا من مناورة الإنعاش الرئوي للجثة، هذا لطيف، لكن الأمر لم يكن كذلك.
أدت هذه المشاهدة إلى دراسة امتدت لثلاث سنوات، حيث قامت سويفت بوضع جثة لغراب بالغ محنط أو غراب صغير أو حمامة أو سنجاب بجانب زوج من الغربان المتزاوجة والانتظار لرؤية رد فعلهما.
تقول سويفت: “لقد قمت باختبار 309 أزواج من الغربان كمجموع كلي، أو بعبارة أخرى، لقد أفزعت مجددًا العديد من قاطني سياتل المتسائلين عن سبب وجود امرأة تحمل كاميرا ومنظار وبعض الحيوانات النافقة المترامية أمام منزلهم لفترات طويلة”.
في الغالبية العظمى من الحالات، كانت الغربان تنعق عن بعد أو تنقض على الجثة، كما قد تتوقع منهم إذا اعتبروا غرابًا ميتًا كعلامة على الخطر، ولاحظ الباحثون أن الغربان قد تقترب بنسبة أكبر من الحيوانات التي يمكنها أكلها كالحمامات والسناجب.
لكن في بعض الأحيان، أصبحت الأمور شهوانية، في 24% من الحالات كان الغراب يقترب من جثة غراب آخر ويبدأ بنقر ولمس وسحب الجثة، وحوالي 4% من الأوقات، كان الغراب يحاول مجامعة الجثة.
أضافت سويفت: “في أكثر الحالات إثارة، كان الغراب يقترب من الغراب الميت مع إطلاق إشارات تنبيه، ثم يجامعه، وينضم لهذه الإثارة الجنسية قرينه المفترض، ثم يمزقان الجثة إلى أشلاء”.
للتحقق من أن الغربان لم تخلط بين الجثث والطيور الحية، أجرى الفريق تجربة ثانية بإحضار غراب ميت وغراب آخر يبدو حيًا، استجابت الغربان للغراب الذي يبدو حيًا وكأنه دخيل، وخلافًا للغربان التي كان موتها واضحًا، عندما حاولت الغربان مجامعة الغراب الذي يبدو حيًا، فعلوا ذلك دون إشارات التنبيه المرافقة للمجامعة، لذا من الواضح أنهم لم يخلطوا بين الغراب الميت والغراب الحي.
لا يعلم الباحثون السبب الحقيقي لحدوث ذلك، لكن لديهم بعض الافتراضات، وبشكل مثير للفضول، يكون هذا السلوك أكثر انتشارًا في موسم التكاثر.
تفسر ذلك سويفت: “ما نعتقد حدوثه هو أنه أثناء موسم التكاثر لا تستطيع بعض الطيور الاستجابة للمحفز (الغراب الميت) الذي يثير سلوكيات مختلفة، فبدلًا من ذلك يستجيبون له بجميع تلك السلوكيات، قد يكون هذا بسبب أن الغراب أقل خبرة، أو أكثر عدوانية، أو لديه مشكلة عصبية في قمع الاستجابات غير المناسبة”.
- ترجمة: حسام عبدالله
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1