السكاكر المضافة تزيد من خطر حدوث الأمراض القلبية الوعائية
وجدت دراسة أن استهلاك السكاكر المضافة يزيد من خطر حدوث الأمراض القلبية الوعائية بينما تناول الألياف الغذائية يساعد على خفض الخطورة.
حقق الباحثون في تأثيرات مختلف الكاربوهيدرات على صحة القلب والأوعية.
وجدوا أن استهلاك السكاكر المضافة يزيد من خطورة الأمراض القلبية الوعائية وأن الألياف الغذائية تقلل من ذلك.
خفض المدخول من السكاكر المضافة قد يخفض من خطر حدوث الأمراض القلبية الوعائية.
السكاكر هي كاربوهيدرات تتواجد على هيئتين: سكاكر حرة وسكاكر غير حرة.
السكاكر الحرة تتضمن السكاكر المضافة للغذاء والمشروبات كالشوكولا والألبان المنكهة. كما تتواجد السكريات الحرة في العسل، عصائر الفاكهة غير المحلّاة وعصائر الخضار.
السكاكر غير الحرة تتواجد في الأطعمة كالخضار، البقوليات، ومشتقات الألبان. وبما أن هذه السكاكر محتجزة داخل الجدار الخلوي فيصعب امتصاصها من قبل الجسم ولا تولد “نشوة السكر” كالسكريات الحرة.
يرتبط الاستهلاك المرتفع للسكريات الحرة بمستويات عالية للشحوم الثلاثية والتي ترتبط بأمراض القلب الإقفارية- انخفاض تروية الدم إلى القلب. كما أشارت الدراسات إلى أن المدخول المرتفع للألياف -هي أنواع أخرى للكاربوهيدرات مرتبط بخطورة أقل لحدوث الأمراض القلبية.
يؤدي فهم كيف يؤثر المدخول من الكاربوهيدرات على الصحة إى استراتيجيات وقائية أفضل لصحة الجهاز القلبي الوعائي.
في الآونة الأخيرة، حلل الباحثون البيانات الصحية لفهم المزيد حول كيفية ارتباط الكربوهيدرات بمخاطر القلب والأوعية.
وجدوا أن المدخول العال من السكريات الحرة مرتبط بارتفاع معدل الحوادث القلبية الوعائية ومستويات عالية من الشحوم الثلاثية.
“السكريات المضافة الموجودة في الوجبات الخفيفة الحلوة والمشروبات السكرية ضارة بالنسبة لنا كما قال آباؤنا – إن لم تكن أسوأ”، قال د. دانيال أتكينسون، طبيب عام ومشرف سريري في Treated، وهو غير مشارك في الدراسة، ل Medical News Today.
وأضاف، “لا يقتصر الأمر على إتلاف أسناننا فقط، ولكن صحة قلوبنا أيضًا. إذا كنت ترغب في إجراء بعض التغييرات لرعاية صحة قلبك، فمن المحتمل أن يكون الاستغناء عن الكولا أكثر فائدة من الاستغناء عن رقائق البطاطس.”.
تم نشر الدراسة في BMC Medicine.
السكريات، الألياف، وخطورة أمراض القلب
للدراسة، حلل الباحثون بيانات الرعاية الصحية من 110,497 مشترك في دراسة UK Biobank.
سجل المشتركون ما تناولوه على مدى 24 ساعة بين 2-5 مناسبات. قارن الباحثون هذه البيانات مع السجلات الصحية المفصّلة لتشخيص الحالات القلبية الوعائية وعوامل الخطورة كمستويات الشحوم الثلاثية. تم متابعة المشتركين على متوسط 9.4 سنوات.
خلال فترة المتابعة، سجل الباحثون 4188 حالة إصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، و3138 حالة إصابة بأمراض القلب الإقفارية، و1124 حالة إصابة بالسكتة الدماغية.
وجدوا أن أولئك ذوي المدخول العال من السكاكر الحرة كانوا على خطورة أعلى للأمراض القلبية الوعائية والسكتة. بينما، أولئك الذين استهلكوا الألياف بشكل أكبر كانت الخطورة لديهم أقل.
من خلال مزيد من التحليل، وجد الباحثون أن ارتفاع تناول السكريات الحرة مرتبط بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية. ووجدوا أيضًا أن استبدال 5% من الطاقة من السكريات الحرة بالسكريات غير الحرة كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
كيف تؤثر الكاربوهيدرات على الصحة؟
قال الدكتور إليكساندر أتكينسون، طبيب طب الأسرة في Novant Health في شارلوت، نورث كارولاينا، غير مشارك في الدراسة، ل MNT أن إحدى الخلاصات الرئيسية للدراسة هي أن الأنواع المختلفة من الكربوهيدرات تؤثر على مخاطر القلب والأوعية الدموية بشكل مختلف.
“المشكلة هي الكربوهيدرات البسيطة والمكررة والمعالجة – بشكلٍ مفرط. وأوضحت الدراسة في الواقع أن المستويات الأعلى من الألياف – الكربوهيدرات – تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب”، فسر د. أتكينسون.
عندما سئل كيف يمكن أن تزيد السكريات المضافة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، قال:
“إنها تفعل ذلك من عدة نواحي. إنها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب. يمكن أن ترفع أيضًا من ضغط الدم، وهو أيضًا عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب.
من الناحية الأيضية، قد لا يتمكن جسمك من معالجة كل هذا السكر بطريقة صحية، ويمكن أن يتسبب ذلك في زيادة الدهون الثلاثية، وهو ما شوهد في هذه الدراسة. ترتبط الدهون الثلاثية أيضًا بأمراض القلب. الأشخاص الذين يتناولون المزيد من السكر هم أكثر عرضة لزيادة الوزن، ومرة أخرى هذا عامل خطر للإصابة بأمراض القلب. “.
تحدثت MNT أيضًا مع الدكتور جون هيغينز، طبيب القلب الرياضي في مركز UTHealth Science في هيوستن – كلية الطب McGovern ومعهد Memorial Hermann Ironman Sports Medicine، هيوستن، تكساس. وأشار الدكتور هيغينز إلى أن التناول العال للسكر المضاف يمكن أن يزيد أيضًا من الالتهاب ويسبب خللًا في الأوعية الدموية، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قال الدكتور هومير ميرزا، طبيب القلب في ميموريال هيرمان في هيوستن، تكساس، غير المشارك في الدراسة، ل MNT: “هذا ارتباط غير مباشر. بالإضافة إلى ذلك، من غير الواضح ما إذا كان الارتباط ناتجًا عن زيادة تناول السعرات الحرارية وزيادة الوزن، أو عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل التدخين أو قلة التمارين الرياضية أو الخيارات الغذائية الأخرى، أو بسبب الاستهلاك الزائد للكربوهيدرات المكررة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز المستخدم في تحلية المشروبات”.
واستنتج الباحثون إلى أن أنواعًا مختلفة من الكربوهيدرات تؤثر على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل مختلف.
محدوديات الدراسة
عندما سئل عن قيود الدراسة، قال الدكتور ترينت أورفانوس، FACC، ABIHM، مدير أمراض القلب التكاملية والوظيفية في Case Integrative Health، غير مشارك في الدراسة، ل MNT:
“الحد الأساسي عند النظر في هذه الدراسة هو أن الكثير من البيانات الغذائية تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، لذلك فهي تخضع لمستوى معين من الخطأ. بالإضافة إلى ذلك، كان غالبية المشاركين في الدراسة من أصل أوروبي أبيض، من الصعب تطبيقها على مجموعات سكانية مختلفة”.
قال الدكتور تايلور والاس، الرئيس التنفيذي في Think Healthy Group والأستاذ في قسم التغذية ودراسات الغذاء في جامعة جورج ميسون، غير المشارك في الدراسة، ل MNT:
“قدم المشاركون تقييمين غذائيين على الأقل (5 كحد أقصى)، وهو ما لا يزيد كثيرًا عن 9 سنوات. فكر في نظامك الغذائي ككل وإذا كان يومين عشوائيين في 9 سنوات يمثلان نمطك الغذائي طويل المدى. لا تزال هذه دراسة جماعية قوية وجيدة للغاية. ومعظم هذه الأنواع من الدراسات لها نفس هذه القيود”.
وأضاف الدكتور إي أتكينسون: “بالنسبة لي، المشكلة الأكبر هي أن الدراسة تبحث فقط في الكربوهيدرات وأمراض القلب. نحن نعلم أن أمراض القلب متعددة العوامل. هذا يعني أن العديد من الأشياء تساهم في الإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك ضغط الدم والتاريخ العائلي والسكري وتاريخ التدخين ومستويات الكوليسترول والنشاط البدني. نظرًا لأن هذه لم يتم أخذها في الاعتبار في الدراسة، فمن الصعب القول إن التأثيرات التي شوهدت هي فقط من النظام الغذائي. ومع ذلك، نحن نعلم أن النظام الغذائي هو عامل خطر مباشر للإصابة بأمراض القلب، وهذه الدراسة تقدم دليلاً على ذلك”.
كما فسر، “أود أن أشير إلى أن الأمر ليس بهذه البساطة مثل مطالبة الناس بتناول كميات أقل من السكر. هناك العديد من العوامل التي تلعب هنا. ماذا لو لم يكن لدى شخص ما محل بقالة قريب ولم يكن لديه إمكانية الوصول إلى الخضار الطازجة؟ ماذا لو كانوا لا يعرفون كيف يطبخون وبالتالي يأكلون في الغالب عشاء الميكروويف؟ نعم، لا يزال يتعين علينا تشجيع الأنظمة الغذائية الصحية، لكننا بحاجة إلى التأكد من أنها في متناول الجميع أيضًا”.
الخلاصة
قالت بياتا ريديجر، بكالوريوس، RHN، أخصائية تغذية مسجلة في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، غير مشاركة في الدراسة، ل MNT:
“يقترح المؤلفون أنفسهم أن زيادة تناول الألياف واستبدال الحبوب المكررة والسكريات الحرة بالحبوب الكاملة والسكريات غير الحرة (السكريات الطبيعية الموجودة في الفاكهة على سبيل المثال)، قد يمنع أمراض القلب والأوعية الدموية. يساعد هذا على التحقق من صحة فكرة أن جودة، وليس كمية، الكربوهيدرات التي نتناولها مهمة للصحة.”.
وأضاف الدكتور هيجينز: “إن تجنب إضافة السكر إلى الأطعمة أو المشروبات يمكن أن يؤدي إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة الألياف واستبدال السكريات المكررة بنشا الحبوب الكاملة والسكريات غير الحرة قد يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية.”.
“لذا تخلص من وعاء السكر من المائدة أو غرفة القهوة/الشاي، وبدلاً من ذلك، احصل على نشويات الحبوب الكاملة (القمح والشوفان والشعير والجاودار والأرز) والسكر من الفواكه الطازجة (مثل الموز والتوت والفراولة والعنب الأحمر) والخضروات بدلًا من ذلك”.
- ترجمة: ناديا أبوسمره
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1