دراساتٌ حول أساليب التدريس التي تُحدث فارقًا في حياة الطلاب
الكفاءة في التدريس لا تتعلق بتحسين نتائج الاختبارات فحسب، بل بالكثير من العوامل الأخرى أيضاً.
عندما سألنا قرّاءنا عن صفات المعلم الذي يؤثر بشكل إيجابي في حياة الطلاب، أجابو بأنّ المعلمين الرائعين يجعلون طلابهم يشعرون بالأمان والحب، ويمتلكون شغفًا عارمًا للتعليم، ويثقون بقدرات طلابهم على النجاح، ويعرفون دائمًا متى يجب أن يكونوا صارمين لمساعدة الطلاب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
ولكن هل تتفق الأبحاث مع هذا الرأي؟ وما هي العوامل الأساسية التي يمكن للمعلمين الاستفادة منها لتحسين ممارساتهم وتطوير مهاراتهم، وتقديم مساهمةٍ ملموسة، أو حتى تغيير حياة طلابهم بشكلٍ كامل؟
قمنا بمراجعة ما يقارب اثنين وعشرين دراسةً في إعداد هذه المقالة، لذلك دعونا ننتقل مباشرةً إلى صلب الموضوع.
1. احرص على جمع الملاحظات المستهدفة بشكلٍ دائم
لكي تصبح معلمًا أفضل ليس عليك العمل على تحسين مهارات التدريس فحسب، بل يتطلب الأمر منك أيضًا تطوير الأدوات الملائمة لتقوية نقاط الضعف وتحديد الجوانب التي قد لا تكون واضحةً بالنسبة للمدرّس.
في دراسة أُجريت عام 2019، أجرى الباحثون مقابلات مع مدرسين حاصلين على جوائز، ووجدوا أنهم يتّبعون نمطًا متسقًا، على سبيل المثال: كانوا يطلبون بانتظام آراء الطلاب لتحديد ما هو ناجحٌ وما هو غير ناجحٍ في العملية التعليمية.
وكشفت الأسئلة التي طرحها الطلاب عن نواحٍ مهمة وصعبة التحديد تتعلق بتنظيم الدروس وسهولة الوصول للواجبات وسياسات التقييم وغيرها من الموارد الأساسية.
للحصول على بيانات ذات جودة عالية، يوصي مدرس الفيزياء في المدرسة الثانوية ‘كريستوفر باغان’ بالتركيز على تقديم التعليقات أو التقييمات بطريقةٍ تحفز الطلاب على التحسن دون إثارة القلق، وتركز على الممارسات التعليمية بدلاً من المحتوى.
يقول باغان: “يهدف الاستبيان إلى إعطاء طلابي صوتًا ليخبروني بالتغييرات التي يمكنني إجراؤها والممارسات التي يمكنني تنفيذها لمساعدتهم على الأداء بشكل أفضل في الصف. كما أنّ الاستبيان السابق لم يكن يتعلّق بالمحتوى، ولذلك لا يتضمن أسئلةً حول مادة الفيزياء”.
وفقًا لدراسة أجريت في عام 2018، يعد الاستماع لملاحظات الزملاء وتفهمها -وخاصًة عند الحصول عليها من شخصٍ لديه خبرة أكثر منك- استراتيجيةً ذات تأثير كبير يصل إلى 0.49، وهذا ما يجعلها استرتيجيّة أكثر فعاليةً في تحسين الممارسات التعليمية من البرامج التطويرية المهنية التقليدية.
بعض النصائح الأخرى:
▪️(استخدم استبيانات الطلّاب): تأكّد من إبلاغ الطلّاب بأن الملاحظات لن تكشف عن هويتهم، واستخدم مزيجًا من الأسئلة المحددة والمفتوحة، مثل: “هل المهام واضحة؟” و”ما الأشياء التي يجب الاستمرار فيها في هذا الصف؟”، وذلك لتحديد الجوانب التي يمكن تحسينها بسرعة.
▪️(قم بدعوة معلمين آخرين لزيارة صفك): اطلب الحضور من المعلمين الذين تحترمهم وتقدّر آراءهم، يمكنك تقديم هذه الدعوة على أنّها: “فرصةٌ للحصول على المشورة والتعاون في إيجاد الحلول”، حسبما اقترحت المتخصصة التعليمية ‘ميريام بلوتينسكي’.
▪️(يُنصح بتسجيل فيديو لنفسك أثناء التدريس): مشاهدة نفسك أثناء القيام بالعمل تمنحك الفرصة للتأمل في أدائك، مثلًا: هل تستدعي نفس الطلاب دائماً للإجابة؟ متى يبدو الطلاب أكثر تركيزاً أو أقل تشتّتًا؟
2. التركيز على العلاقات الإنسانية، وثقافة الصف
مرةً أخرى لجميع المهتمين: “العلاقات قبل التعلم”.
تقول ‘ليندا دارلينج هاموند’ في مقابلة مع إدوتوبيا: “في المدرسة، يحتاج الأطفال إلى الشعور بالانتماء ليصبحوا متعلِمين منتجين، أي أنّهم بحاجةٍ إلى الاتصال بزملائهم ومعلميهم، وتأكيد هويتهم بطريقةٍ إيجابيّة ومقبولة”.
حتى الجهود البسيطة يمكن أن تحقق نتائج قيّمة.
ففي دراسة أُجريت عام 2018، تبيّن أن قضاء المعلمين بضع دقائق في استقبال الأطفال عند باب الصف، حسّن انتباه الطلاب بشكلٍ كبير وخفض نسبة السلوكيات السلبية، وهذا الأمر أدى إلى زيادةٍ بمقدار ساعة إضافية من المشاركة الطلابية خلال مدة اليوم الدراسي.
وفي الوقت نفسه، أظهرت دراسة تمّت عام 2019، أنه عندما يستخدم المعلمون تقنياتٍ تركّز على إقامة وصيانة واستعادة العلاقات مع الطلاب طوال العام، فإن ذلك يؤدي إلى زيادةٍ بنسبة 33% في المشاركة الأكاديمية وانخفاضٍ بنسبة 75% في السلوكيات المزعجة، وهذا يعني أنه يمكن للمعلمين تحسين جودة التعليم وتحقيق نتائج إيجابية من خلال بناء وصيانة علاقاتٍ صحيّة وإيجابية مع الطلاب طوال العام.
بعض النصائح الأخرى:
▪️(تحقق يوميًا من حالة الطلاب ومزاجهم): قم بتحديد الأطفال الذين بحاجةٍ إلى دعمٍ إضافي، عن طريق إجراء اجتماعاتٍ صباحية لمدة 15 دقيقة، أو القيام بنشاط “وردة وشوكة”، أو فحص درجة حرارة الجسم اليومي. تهدف هذه الخطوات إلى بناء روابط المجتمع وتعزيز الانتماء، وتحديد الأطفال الذين يعانون من صعوباتٍ وتقديم الدعم اللازم لهم.
▪️(قم بإجراء مراجعات دورية للعلاقات مع الطلاب): يمكنك استخدام نموذج تتبّع العلاقات لجمع معلومات حول اهتمامات الطلاب وتفاصيلهم الشخصية، أو يمكنك اتباع نصيحةِ المعلم ‘تود فينلي’ وإنشاء قائمة مرجعية للإشادة بالطلاب المميزين كي تتمكن من توزيع الإشادة بشكلٍ متساوٍ وعادل.
▪️(كن متجاوباً مع الأفكار والاهتمامات التي يعبّر عنها الطلاب): يمكن لهذه الأفكار أن تنشّط الصف وتجعل الدروس أكثر إثارةً للاهتمام.
وكما ذكر أحد المعلمين في رسالته لموقع Edutopia: “أقوم بإجراء استطلاعاتٍ للطلاب كل تسعة أسابيع، وعند تنفيذي لأفكارٍ من ملاحظات الطلاب، أخبرهم بأني فعلت ذلك لأنني استمعت لهم ولأنهم يهمونني”.
3. لا تتنازل أبدًا عن المعايير الصارمة في التعليم
على الرغم من أن العلاقات الإنسانية تلعب دورًا هامًّا في التعليم، إلا أنها لا تكفي لتحقيق النجاح المطلوب.
لتحصل على أفضل النتائج من طلابك، عليك أن تحقق التوازن المناسب بين الاهتمام الشديد بالأطفال وتوفير فرص التحدي لهم من خلال تقديمك مواد دراسية صعبة تجعلهم يشعرون بالإحباط.
يقول معلم المرحلة الإعدادية ‘كريستين نابر’: “الافتراض الشائع هو أن المعلم يمكن أن يكون إما متعاطفًا أو صارمًا، ولكن ليس الاثنان معًا، وأن الأطفال لا يحبون الصرامة”.
ومع ذلك، فإنٍ وضع توقعات عالية يكون فعّالًا عندما يتم اتباع نهج “المطالب الدافئة/التحفيز الإيجابي الصارم” والعمل ضمن منطقة تنمية الطالب. قم ببناء علاقات قوية مع طلابك، ثم استفد من هذه الثقة بتحميل الطلاب مسؤولية التزامهم بالمعايير العالية والعمل المتميز.
تأثير الحفاظ على المعايير الأكاديمية العالية يمتد بعيدًا، فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن فرص التخرج من الجامعة بالنسبة للطلاب الذين توقع معلموهم الكثير من التفوق لهم كانت ثلاث مرات أكبر من فرص تخرج الطلاب الذين لم يكن لديهم هذا الدعم من معلميهم، حتى عندما كانت درجاتهم متطابقة.
نصائح إضافية:
▪️(كن مباشرًا): وجدت دراسة عام 2014 أن الطلاب الذين تلقوا رسائل تحفيزية لكنها تحمل طموحات عالية من معلميهم، مثل: “أنا أعطيك هذه التعليقات لأن لدي توقعات عالية جدًا وأعرف أنك قادر على تحقيقها”، كانوا على استعدادٍ لمراجعة عملهم بمعدل مرتين أكثر من غيرهم من الطلاب.
▪️(اعتمد على مفهوم “الفشل الإنتاجي” ): في دراسة أجريت عام 2008 على طلاب الصف الحادي عشر، خلص الباحثون إلى أن حل المشاكل التي تتسبب في “الفشل الإنتاجي” يؤدي إلى تحقيق تعلّم أعمق بشكلٍ أكبر مما يتحقق عند حل المشاكل البسيطة والسهلة التي توفر الإجابات الصحيحة بشكلٍ موثوق.
▪️(تجنب إعطاء الطلاب مهامًا دراسيّةً زائدة ومهامًا تدريبية تعويضية مملة): وضع توقّعاتٍ منخفضة للطلاب يمكن أن يصبح حقيقةً تتحقق بذاتها، ويؤثر سلبًا على تحفيزهم وإدراكهم لإمكانياتهم. وتوضح الأبحاث أن إعطاء الطلاب المتحمسين مهامًا تدريبية كثيرة ومملة يمكن أن يقضي على شغفهم ويحول دون تحقيقهم النجاح الأكاديمي.
4. اجعل إدارة صفك غير ملحوظة
إدارة الصف بأفضل طريقة تكون شبه غير مرئية أو ملحوظة.
تُستخدم استراتيجيات وقائية تركز على بناء علاقات قوية وتعمل خلف الكواليس لتحسين سلوك الطلاب دون إحداث ضجة وتضع حدًا للسلوكيات السلبية للطلاب قبل أن تبدأ.
هذه رؤية متعمقة ومهمة تم الكشف عنها في دراسة أُجرست عام 2021، حيث اكتشف الباحثون أن المعلمين الخبراء، بشكل خاص، يمتلكون فهمًا شاملًا لإدارة الصف وتعقيداته.
نظر معظم المعلّمين ذوي الخبرة لمنهج الانضباط في الصفّ بشكلٍ شامل، حيث يبحثون عن “الأسباب الجذرية” للسلوك غير السليم قبل النظر في العقوبة، ويضعون العلاقات المتينة بين الطلاب والمعلّمين كأولوية، ويعتبرون الانضباط جزءًا أساسيًا من طريقة تنظيم وإعطاء الدروس وترتيب البيئة المادية في الصف.
نصائح أخرى:
▪️(اختر معاركك بحكمة): في بعض الأحيان يتطلب منك الأمر مواجهة سلوكيات سلبية للطلاب، ولكن عندما تركز أو تسلط الضوء على كلّ سلوك سلبي صغير، فقد يتلقى الطلاب الانتباه الذي يرغبون فيه وتعزز بذلك سلوكهم السيء دون قصد. بدلاً من ذلك، ركز على التصرفات الإيجابية واعتمد على العلاقات وتفاعل الطلاب أثناء الدرس لتحقيق النتائج التي تريدها.
▪️(يجب أن تكون مرنًا): وفقًا لدراسة أُجريت عام 2021، فإن “إدارة الصف بنجاح تتطلب مرونةً في تطبيق مجموعةٍ من الاستراتيجيات المختلفة وليس الاعتماد على واحدة فقط”، لأنّ ما يناسب طالبًا واحدًا قد لا يناسب آخر، لذلك ينبغي التفكير في اختيار الاسترتيجية المناسبة للوضع ولاحتياجات كل طالب.
▪️(ينبغي إشراك الطلاب في وضع الإرشادات السلوكية): ويؤكد الباحثون أن القائمة وحدها لا يمكن أن تضمن الامتثال، لذا يُنصح بالعمل مع الطلاب لتحديد الإرشادات الرئيسية التي يجب على الطلاب اتباعها، مثل: “احترام الآخرين”، والتأمل فيها وتعديلها طوال العام الدراسي.
5. اجعل التعليم إنسانيًّا
يمكنك ضبط جداول الأجراس وترتيب مقاعد الصف بشكلٍ مثالي، لكن المشاعر العاطفية المتداخلة التي يشعر الطلاب بها يوميًا (من أملٍ وخوف وحزن وشغف وثقة) هي التي تحدد في النهاية جاهزيتهم الأكاديمية.
الاهتمام برفاهية الأطفال العاطفية هو جزءٌ لا يتجزأ من التعليم الفعال. صرح المعلمون في منشور حديث على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأمر يبدأ بالتفاصيل الصغيرة، مثل: معاملة الأطفال بطريقة إنسانية، وسحبِ كرسيٍّ للاستماع بتركيز وعناية إلى ما يريدون قوله.
تشير دراسات عديدة ومتزايدة إلى أنّ تخصيص 5 أو 10 دقائق لطلاب المدارس للتفكير الذاتي -سواءً من خلال كتابة مقالاتٍ قصيرة تساعدهم على التعامل مع قلقهم المدرسي أو تمارين النظر من منظورٍ مختلف أو فهم وجهات النظر الأخرى قبل الاختبارات- يمكن أن يساعد الطلاب على التقدم بشكلٍ ملحوظ في مجالات الاندماج في المجتمع المدرسي والثقة بالنفس ومن ثم النجاح الأكاديمي.
لا تستهِن بدور الهوية أو الصورة الذاتية للطالب في عملية التعلم، فالطلاب عادةً ما يكونون قادرين على التكيف مع التحديات، ولكن الضغوط الناتجة عن الأقران والشكوك بالقدرة الأكاديمية يمكن أن تؤدي بهم إلى الانهيار والإحباط.
في مقالٍ علمي نُشر في عام 2021 في مجلة ‘ساينتيفيك أميريكان’، خلص الباحثون إلى أن الطلاب -حتى في سنّ 7 سنوات- يدركون بوضوح سمعتهم الاجتماعية ويبدأون في ربط طلب المساعدة بالظهور غير كفؤٍ أمام الآخرين. يقترح الباحثون توفير وسائل تواصل خاصة بالطلاب للبحث عن المساعدة، ومحاولة الحد من الصورة النمطية السلبية المتعلقة بالأخطاء.
نصائح أخرى:
▪️(كن متسامحًا): إذا فوّت أحد الطلاب تسليم مهمةٍ ما، فقد يكون السبب خارجًا عن إرادته.
يقول مدرس المدرسة الثانوية ديفيد كاتلر: “تتيح إعادة الاختبارات للطلاب معرفة أنني أقدّر إنسانيتهم، وأن لدينا جميعًا أيامًا سيئة”.
▪️(اختر اختبارات سهلة الحل ولا تتطلّب جهدًا كبيرًا): فترة الاختبارات تعتبر بمثابة كابوس بالنسبة للعديد من الطلاب، حيث تؤدي إلى زيادة مؤشرات التعب والإجهاد البدني واضطراب دورة النوم، كما وتعتبر الاختبارات الدورية التي لا تستدعي القلق أو المجهود الزائد بمثابة حلول جذريّة، إذ تعتمد على طرق التعلم الإيجابية، وتقلل من قلق الطلاب، كما تحسّن بشكلٍ كبير القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات.
▪️(امنح الأطفال فترات راحة): أظهرت دراسة أُجريت عام 2021 أن الدماغ يعيد المعلومات التي تم تعلمها بشكلٍ متكرر وبسرعة عالية خلال فترات الراحة، مما يساعد على تركيزها وتعزيزها.
تؤيد الدراسة السابقة وبشدّة زيادة فترات الراحة، وتخلص إلى أنّ: “الراحة اليقظة تلعب دورًا مهمًا في عملية التعلم تمامًا كما يلعب الاستمرار في الممارسة دورًا مهمًا أيضًا”.
6. تحقق من عدم وجود تحيّزات مسبقة لديك
التحيز أمرٌ خفي، فهو يتسلل بشكل غير ملحوظ إلى المجالات التي نعتقد أنها محكمة الإغلاق.
في دراسة أجراها باحثون ألمان في عام 2021، لوحظ أن طلاب الصف السابع الذين يعانون من زيادة الوزن تم تقييمهم بشكلٍ أكثر قسوةً في مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات، وفي دراسة أخرى أجريت عام 2011، توصل الباحثون إلى أنّ المعلمين يميلون إلى اعتبار الأطفال الخجولين أو الهادئين أقل ذكاءً من الأطفال النشطين أو الثرثارين.
التحيز العرقي أمرٌ خطير ومنتشر بشكل كبير.
خلال دراسةٍ أجراها باحثون في عام 2020، تبين أن المعلمين يميلون بنسبة 13% إلى إعطاء درجات عالية لمقالات الطلاب في الصف الثاني إذا كان اسم شقيق الشخصية الرئيسية هو “كونور” (مما يشير إلى أن الطالب أبيض)، بدلاً من “داشون” (وهو اسمٌ يشير إلى كاتبٍ أسود).
وفي دراسة أخرى أجريت عام 2019، تم تحديد أنماطٍ مماثلة من التحيز العرقي في طريقة توزيع الإجراءات التأديبية والعقوبات.
نصائح أخرى:
- (استخدموا “معايير التقييم” ): أوضحت دراسةٌ تمّت عام 2020 أن استخدام معايير تقييمٍ واضحة وموحدة، وتطبيقها بدقة وصرامة، يقلل بشكل كبير من التحيز في التقييم.
- (احصل على رأيٍ ثانٍ): ينبغي لك بشكلٍ منتظم أن تطلب من المعلمين الآخرين مراجعة التقييمات معك، ويشيرُ البروفيسور ‘ديفيد كوين’ أستاذ التعليم في جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أنّه بمجرّد إدراكّ أنّ عمل الأشخاص سيتم مراجعته للتحقق من وجود أي تحيزٍ، يقلل من مستوى التحيز في عملية التقييم.
- (قم بإجراء تدقيقٍ ذاتيٍّ للمعايير): تحقق من موادك التعليمية للتأكد من شموليتها.
أظهرت الدراسات أن إدخال تعديلاتٍ صغيرة ومتعلقة بالثقافة في المناهج الدراسية، مثل: “إدراج إشارات وصور لشخصيات سوداء مهمة”، يمكن أن يزيد من نجاح الطلاب السود بمقدار درجةٍ كاملة تقريبًا.
7. الصدق والشغف هما المفتاح للنجاح!
لا تُضِع وقتك أبدًا في محاولة الوصول إلى معايير معلمين غير حقيقيين، أو الوقوع ضحية الفكرة الشائعة بأن المعلمين يجب أن يكونوا مسليين.
بكل بساطة، كن نفسك.
في مقابلة أجرتها مجلة ‘إيديوتوبيا’ عام 2019، أشار ‘سال خان’، المعلم المؤثر ومؤسس ‘أكاديمية خان’، إلى أنّ المعلمين يستطيعون بناء علاقات أقوى مع الطلاب عندما يظهرون طابعهم الخاص، ويشاركون في عملية التعلم بصور تعاونية (فوضوية).
وفي دراسة أجريت عام 2017، توصل الباحثون إلى أن الطلاب يفضلون المعلمين الذين يتحدثون بأسلوبٍ حواريٍّ وطبيعي وصادق، وأشارت الدراسة إلى أنّه عندما يكون المعلمون متحمسين للمواد التي يدرِّسونها، فإنّ ذلك يلهم الأطفال لاستثمار المزيد من الوقت والجهد في التعلُّم.
المعلمون الذين يحدثون تغييرًا في حياة الطلاب لا يتميزون بشغفٍ سطحي أو مجرد اهتمام سطحي بالمواد التي يدرسونها، بل يقضون وقتًا كل يوم في تحسين مهاراتهم، تمامًا كما يفعل المحترفون الموهوبون في أي مجال آخر، سواءً عن طريق قراءة الكتب والمقالات، أو التعلم من زملائهم، أو تجربة أفكارٍ جديدة.
نصائح أخرى:
- (لا تتوقف عن تطوير معارفك): من خلال القيام بجولات تعليمية (حيث يزور مجموعاتٌ من المعلمين صفوف بعضهم البعض لاكتساب أفكارٍ جديدة) والانضمام إلى نوادٍ للقراءة واستخدام تويتر لتطوير شبكة المعرفة المهنية الخاصة بك، يسعى المعلمون الذين قمنا بمقابلتهم في جميع أنحاء البلاد إلى توسيع خبرتهم التعليمية وتحسين كفاءتهم في التدريس.
- (اربط بين الدروس وشغفك الشخصي): يقول المعلم ‘هيوبرت هام’: “بغضّ النظر عن الموضوع الذي أدرسه، فإنني أجد طرقًا لدمج هواياتي في الصف الدراسي، على سبيل المثال: أنا مهووسٌ بالسيارات، لذلك عندما أدرس الفيزياء، أحاول توضيح المفاهيم باستخدام معرفتي عن السيارات”.
يساعد هذا الأسلوب على تحفيز الطلاب وتعزيز العلاقة بين المعلم والطالب.
8. انته من جميع الأعمال والمسؤوليات المتعلقة باليوم واستعد لليوم التالي.
لا يمكن تجاهل حقيقة أن التدريس يصبح أكثر صعوبة -وفي الكثير من الأحيان يصبح صعبًا للغاية-.
في ملخص بحثنا لعام 2021، راجعنا الأبحاث ورصدنا تدهورًا غير مسبوقٍ للحدود بين حياة المعلمين المهنية والشخصية، ووجدنا أنه كان يُطلب من المعلمين اعتماد تقنيات جديدة بدون الموارد والتجهيزات اللازمة لاستخدامها في التدريس بشكلٍ صحيح.
لتعليم الأطفال، يحتاج المعلمون إلى نهايةٍ واضحة ليوم عملهم ووقتٍ لتجديد نشاطهم، ويجب على أنظمة المدارس -وليس على المعلمين- التكيّف وفقًا لذلك.
ما الذي يجب القيام به بعد ذلك؟ في ملخص بحثنا، توصلنا إلى: “أنّ إنشاء سياساتٍ مدرسية صارمة تفصل أوقات العمل عن أوقات الراحة، والتخلص من اعتماد أدواتٍ تكنولوجيّة جديدة بدون الدعم اللازم، وتوزيع استطلاعات بانتظام لقياس رفاهية المعلم، وقبل كل شيء الاستماع إلى المعلمين لتحديد ومواجهة المشكلات المتنامية، قد يكون بدايةً جيدة إذا كان بإمكاننا الاعتماد على البحث”.
- ترجمة: نور بكداش
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1