كيف ينتقل الكحول عبر جسمك (ويجعلك ثملًا)
نعلم جميعًا أن الكحول يجعلك ثملًا إذا تناولت الكثير منه، لكن هل تعرف لماذا؟ أو كيف؟
حسنًا، سوف تفعل الآن! تابع القراءة لتتعلم بالضبط لماذا وكيف تنتقل من شارب إلى ثمل.
تعرّف على الإيثانول، اللاعب الرئيسي
الإيثانول، ويُعرف أيضًا باسم الكحول أو كحول الإيثيل أو كحول الحبوب، هو المكون الأساسي في المشروبات الكحولية. وهو العنصر الذي يسبب السُكْر.
الإيثانول هو سائلٌ صافٍ عديم اللون، كما أنه ناتجٌ ثانويٌّ لتخمر النبات. هذا يعني أنه لم يَنتج بمفرده، ولكن نتيجة لعملية أخرى.
إذا كنت ترغب في الحصول على المزيد من المعلومات عن الآلية، فإنّه يتشكّل عندما تُخمّر الخمائر السكريات الموجودة في النباتات. على سبيل المثال، تُصنع البيرة من السكريات الموجودة في الشعير المنقوع، والنبيذ من السكريات الموجودة في العنب، والفودكا من السكريات الموجودة في البطاطا.
يسبب الكحول الاكتئاب بشكل أساسي، إلّا أن له في الواقع تأثيرات محفزة عندما تشربه لأول مرة. ويبدأ تأثيره إلى حد كبير في اللحظة التي يدخل فيها فمك، وتصبح آثاره أكثر وضوحًا عندما يشق طريقه عبر جسمك. وسنقدم لك نظرة قريبة لما يحدث في هذه الرحلة.
ماذا يحدث في فمك؟
بمجرد أن يمر الكحول على شفتيك، سيدخل القليل منه إلى الدم عبر الأوعية الدموية الصغيرة في فمك وعلى لسانك.
ماذا يحدث في معدتك وأمعائك الدقيقة؟
ينتقل 20% من الكحول الذي تشربه إلى الدم عبر معدتك، ويدخل الباقي لاحقًا عبر أمعائك الدقيقة إلى دمك. وإذا كانت معدتك ممتلئة بالطعام، فسيبقى الكحول فيها لفترة أطول، أما إذا كانت معدتك فارغة فسينتقل الكحول إلى الدم بشكلٍ أسرع. وإذا شربت كميات كبيرة من الكحول دفعةً واحدة، ستصبح ثملًا.
ماذا يحدث في الدم؟
هذا هو المكان الذي تصبح فيه الأمور جدّية نوعًا ما.
ينقل الدم الكحول عبر جسمك بسرعة. مما يؤثر على مختلف الأجهزة في جسمك، إلى أن يتمكن الكبد من تفكيك الكحول. يُسبب وجود الكحول في الدم، تمدد الأوعية الدموية. مما قد يؤدي إلى احمرار الجلد وشعور مؤقت بالدفء وانخفاض سريع في درجة الحرارة وانخفاض ضغط الدم.
ماذا يحدث في دماغك وجهازك العصبي؟
يمكن أن يؤثر الكحول عليك بسرعة كبيرة، فهو يصل عادةً إلى دماغك في غضون 5 دقائق، ويمكنك الشعور بتأثيراته خلال 10 دقائق.
عندما يبدأ تركيز الكحول بالارتفاع في الدم، ستشعر بالرضا وبالسعادة وبأنك اجتماعي وواثق من نفسك. وذلك لأن الكحول يحفز إطلاق الدوبامين والسيروتونين، والتي تُدعى أحيانًا هرمونات «الشعور بالرضا».
عندما تسكر، ستشعر بالمزيد من الأعراض الجسدية، وذلك لأن الكحول يُثبّط جهازك العصبي المركزي ويتداخل مع مسارات التواصل في دماغك، مما يؤثر على كيفية معالجة عقلك للمعلومات، ويسبب أعراضًا مثل الكلام المبهم غير المفهوم واختلال التوازن وعدم وضوح الرؤية والدوخة.
يُفرز دماغك الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، والذي يخبر كليتيك بكمية الماء التي يجب الاحتفاظ بها، ويؤثر الكحول على إفرازه.
ماذا يحدث في كليتيك؟
عندما يثبط الكحول هرمون ADH، فإنه يسبب إفراز المزيد من الماء عبر الكليتين، مما يجعلك تتبول أكثر عندما تشرب.
يمكن أن يؤدي التبول كثيرًا وعدم الحصول على ما يكفي من السوائل غير الكحولية إلى الجفاف، مما يجعلك أكثر سُكرًا.
ماذا يحدث في رئتيك؟
نعم، يصل بعض الكحول الذي تشربه إلى رئتيك. يتبخر هذا الكحول من دمك عبر رئتيك ويخرج مع أنفاسك. لهذا السبب تفوح منك رائحة الجعة بعد ليلة من الشرب، وهو ما يكشفه جهاز اختبار الكحول في التنفس.
ماذا يحدث في كبدك؟
يُستقلب أكثر من 90% من الكحول في الكبد. بغض النظر عن حجمك، فإن كبدك لن يهضم سوى وحدة معيارية من الكحول (تعادل تقريبًا 8 غ من الكحول أو 10 مل) في الساعة.
لذلك، كلما شربت أكثر خلال فترة زمنية قليلة، زادت كمية الكحول الغير مُستقلبة، مما يودي إلى ارتفاع نسبة الكحول في الدم (BAC) وزيادة خطر الإصابة بالتسمم الكحولي.
العوامل التي يجب مراعاتها
تؤثر نسبة الكحول في دمك بالتأكيد على درجة الثمالة، لكنها ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على ذلك.، فهناك الكثير من الأشياء الأخرى التي قد تؤثر على شعورك بالثمالة، وتشمل.
-وزنك: إذا كنت نحيفًا، ستشعر بتأثيرات الكحول أكثر، لأنك لا تملك أنسجة كافية لامتصاصه، وسيصل إلى دمك بسرعة. أما إذا كنت بدينًا، فستعطي الكحول مجالًا أوسع للانتشار في جسمك.
-جنسك: تختلف معدلات استقلاب الكحول بين الذكور والإناث بسبب الاختلافات في تركيب أجسامهم. يحتوي جسم الأنثى كمية أكبر من الدهون، التي تحتفظ بالكحول لفترة أطول، كما أن جسم الأنثى يحوي كمية أقل من الماء، وبالتالي لا يستطيع تمديد الكحول. إضافةً إلى وجود عدد أقل من الأنزيمات التي تستقلب الكحول لدى الإناث.
-عمرك: مع تقدمك بالعمر، يتباطأ معدل الاستقلاب، وتزداد نسبة الدهون، وتنخفض كمية الماء في جسمك، مما يؤثر على طريقة تأثير الكحول عليك وكيفية تعامل جسمك معه.
-نوع الكحول: يختلف محتوى الكحول بين المشروبات. يمتص جسمك المشروبات التي تحوي تراكيز مرتفعة من الكحول بسرعة، مثل الفودكا والجن. كما يمتص المشروبات الغازية والفوّارة مثل الشمبانيا أو مزيج الصودا، بشكل أسرع من المشروبات الأخرى.
-سرعة شرب الكحول: يؤدي التجرع بدلاً من الاحتساء إلى زيادة كمية الكحول في الدم بسرعة، مما يجعلك تثمل أكثر.
-كمية الطعام الموجودة في معدتك: يُبطئ وجود الطعام في معدتك امتصاص الكحول. فإذا كنت تشرب على معدة فارغة، سيُمتص الكحول بسرعة أكبر، مما يجعلك تشعر بتأثيراته بشكل أقوى وأسرع.
-الأدوية التي تتناولها: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على امتصاص الكحول أو تتفاعل معه وتقوّي تأثيره.
-صحتك العامة: يمكن أن تؤثر بعض الحالات الصحية، مثل تلك التي تؤثر على وظائف الكبد والكلى، على كيفية معالجة جسمك للكحول وإزالته من الجسم.
خلاصة القول
من الثانية التي تأخذ فيها رشفة، يبدأ الكحول في شق طريقه عبر جسمك، مما يؤثر على كل شيء من مزاجك إلى عضلاتك. وتعتمد قوة تأثير الكحول عليك على الكثير من المتغيرات، مما قد يجعل من الصعب التنبؤ بتأثيراته عليك.
- ترجمة: ريم الاحمد
- تدقيق علمي ولغوي: عهد محروقة
- المصادر: 1