يكره الأشخاص الذين يشترون السيارات شاشات اللمس، وبدلًا من ذلك يحصلون على سيارات مستعملة بها أزرار ومفاتيح

يُقال إن الذين يشترون السيارات المستعملة لا يموتون أبدًا.

ابدلها

تُجهَّز السيارات الجديدة بالعديد من الأدوات الجذابة، مثل شاشات المعلومات الكبيرة التي تعمل باللمس، ما يجعل الجلوس في مقعد السائق أشبه بالجلوس داخل قمرة قيادة مركبة من «ستار تريك».

لكن يتجنب العديد من السائقين هذه الرؤية المستقبلية. وبدلًا من ذلك يشترون سيارات مستعملة لأنه، وفقًا لما يقوله دان نيل كاتب عمود السيارات في صحيفة وول ستريت جورنال، كل تلك التكنولوجيا الجديدة مشتتة للانتباه، وتُشعر بأنها أقل أمانًا، وصعبة التنقل مقارنةً بالأزرار والمفاتيح التقليدية.

هذا سبب من بين العديد من الأسباب التي تجعل هؤلاء «الرافضين للسيارات الجديدة» أو «المنشقين المتحمسين»، كما يسميهم نيل أيضًا، يتجنبون أحدث عروض شركات السيارات.

وبسبب هذه التفضيلات المتعددة للنماذج القديمة، وحقيقة أن السيارات الجديدة باهظة الثمن هذه الأيام (إذ ارتفع المتوسط إلى مبلغ مذهل يبلغ 47,000 دولار!)، ارتفع متوسط عمر المركبات الأمريكية على الطرق إلى 12.6 عامًا، وفقًا لما كتبه نيل، مستشهدًا بدراسة حديثة أجرتها S& P Global Mobility. وعلى النقيض من ذلك، كان متوسط العمر 11.2 عامًا فقط في عام 2012.

وكما يقول نيل بمرح: «التغيير صعب، سواءً كان تحت غطاء المحرك أو في المقصورة».

محركات الاحتراق

بالإضافة إلى اعتبار شاشة اللمس وغيرها من الأدوات الحديثة مشتتة، يكتب نيل أن البعض يعتقد، وكما يتفق العديد من الخبراء بشكل مؤكد، أن السيارات الجديدة التي تحتوي على التقنية الرقمية هي آلات مراقبة على عجلات ستُبلغ شركات التأمين أو حتى الصين.

ويعتقد البعض الآخر أن السيارات الأحدث ليست مبنية على نحو موثوق به كالسيارات القديمة. كما يعتقد بعض محبي السيارات أن كل تلك الأجهزة الفاخرة، وبرامج مساعدة السائق المتقدمة التي ستقوم بالكثير من التفكير نيابة عنك، تسرق من متعة القيادة التقليدية والاستمتاع بالشعور عندما تلامس الإطارات الأسفلت.

قال دان باركين، محرر صحيفة متقاعد من ولاية كارولاينا الشمالية، لنيل: «لقد اشترت زوجتي مؤخرًا سيارة تويوتا هايلاندر جديدة، تأتي مع فصل دراسي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتعلّم كيفية استخدام إشارة الانعطاف».

إن أيام السيارات القديمة معدودة، خاصةً مع الاتجاه في بعض الولايات وأجزاء أخرى من العالم إلى حظر بيع السيارات الجديدة بمحركات الاحتراق الداخلي.

لكن لا تخافوا، أيها المعارضون للتكنولوجيا، لأن الأزرار والمفاتيح قد تعود مجددًا.

إذ طلب مؤخرًا منظمو السيارات الأوروبيون من شركات صناعة السيارات إعادة تلك الضوابط التناظرية للحصول على تقييمات أمان أفضل. وتعمل شركات صناعة السيارات مثل فولكسفاغن على إعادة الأزرار.

وهذه أخبار جيدة للغاية لدرجة أننا نكاد نقوم بحركة «ويللي» في سيارتنا القديمة التي تعمل بالبنزين.

  • ترجمة: أسماء إبراهيم
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1