النباتيون (الفيجان) هم أكثر عرضةً للإصابة بكسور العظام

غالبًا ما يعاني النباتيون الفيجان والفيجيتيريان من نقص في العناصر الغذائية وانخفاض في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
وجدت الدراسة أن النباتيين الفيجان كانوا أكثر عرضةً بنسبة 43% للإصابة بالكسور مقارنةً بآكلي اللحوم. كما لوحظت نتائج مشابهة بالنسبة للفيجيتيريان واَكلي الأسماك، ولكن بدرجة أقل.
ويكمن الفرق الأساسي بين النباتيين الفيجان والنباتيين الفيجيتيريان أن النباتية الفيجان تعني الامتناع عن جميع المنتجات الحيوانية والمنتجات الثانوية وطرق الاستغلال، بينما تعني النباتية الفيجيتيريان ببساطة الامتناع عن اللحوم مع الاستمرار في تناول منتجات الألبان والبيض والعسل وارتداء الحرير والزغب والجلود.
من الممكن أن تكون بصحة جيدة على النظام الغذائي الفيجان، رغم أن ذلك يتطلب بعض التخطيط الاستراتيجي لتعويض العناصر الغذائية التي لا يمكن للنظام الغذائي النباتي توفيرها بسهولة.
قد تساعدك الأنظمة الغذائية الخالية من اللحوم في الحفاظ على الكوليسترول الصحي ووزن الجسم ومستويات السكر في الدم. لكن هذه الأنظمة، وخاصة النباتية الفيجان، قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالكسور، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة BMC Medicine.
وعلى الرغم من أن الأسباب ليست واضحة تمامًا، فقد اقترح الباحثون أن السبب قد يرجع إلى أن النباتيين لا يتناولون كميات كافية من الكالسيوم والبروتين، أو بسبب انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI)، مما يجعل الجسم أكثر عرضةً للكسور.
تُعدّ هذه الدراسة الأكبر حتى الآن حول العلاقة بين الكسور والأنظمة الغذائية الخالية من اللحوم. فقد فحص الباحثون بيانات من دراسة EPIC-Oxford طويلة الأمد، والتي أجرت استبيانات صحية لما يقرب من 55,000 فرد في المملكة المتحدة بين عامي 1993 و2001، وتابعتهم في عام 2010.
في الدراسة الأخيرة، جمع الباحثون بيانات متابعة إضافية في عام 2016 باستخدام سجلات هيئة الخدمات الصحية الوطنية. ولدراسة العلاقة بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالكسور، قسموا المشاركين إلى أربع مجموعات: آكلي اللحوم، وآكلي الأسماك والنباتيين (الفجيتيريان)، والنباتيين (الفيجان).
وبعد التحكم في المتغيرات مثل النشاط البدني، الجنس، التدخين، تناول المكملات الغذائية، واستهلاك الكحول، وجدت الدراسة أن النباتيين (الفيجان) لديهم خطر متزايد بنسبة 43% للإصابة بأي نوع من الكسور مقارنةً بآكلي اللحوم. أما بالنسبة للنباتيين (الفجيتيريان)، فكان الخطر المتزايد بنسبة 9%.
لقد أظهرت النتائج أن النباتيين (الفيجان) كانوا أكثر عرضةً بشكل خاص لكسور مفصل الفخذ، إذ عانوا من حالات تزيد بمقدار 2.3 مرة مقارنةً بآكلي اللحوم. كما كان النباتيون (الفجيتيريان) وآكلو الأسماك أكثر عرضةً للإصابة بكسور مفصل الفخذ، ولكن بدرجة أقل.
من إحدى التفسيرات المحتملة هي أن الأفراد الذين لا يتناولون اللحوم يستهلكون كميات أقل من الكالسيوم والبروتين. إذ يساعد الكالسيوم الجسم في بناء عظام قوية، خصوصًا قبل سن الثلاثين، عندما يبدأ الجسم بعد ذلك بفقدان كثافة المعادن في العظام (على الرغم من أن تناول كمية كافية من الكالسيوم من خلال النظام الغذائي أو المكملات يمكن أن يساعد في تعويض هذا الفقد). لذا فإن انخفاض كثافة المعادن في العظام يعني زيادة خطر الإصابة بالكسور.
ويبدو أن البروتين يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم عند استهلاكه بمستويات طبيعية. فقد أظهرت الدراسة الأخيرة، إلى جانب الأبحاث السابقة، أن الأفراد الذين لا يتناولون اللحوم يميلون إلى تناول كميات أقل من البروتين والكالسيوم. وعندما أخذ الباحثون في الاعتبار أولئك الذين لا يأكلون اللحوم ولكنهم استكملوا نظامهم الغذائي بالكالسيوم والبروتين، انخفض لديهم خطر الإصابة بالكسور، لكنه ظل ملحوظًا.
وهناك تفسير آخر يتعلق بمؤشر كتلة الجسم (BMI). إذ ينتهي المطاف بالأفراد الذين لا يتناولون اللحوم إلى أن يكون مؤشر كتلة الجسم عندهم أقل، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالكسور، وخاصةً كسور الفخذ. في الدراسة الجديدة، كان النباتيون (الفيجان) الذين لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض أكثر عرضةً للإصابة بكسور الفخذ. وقد يكون السبب في ذلك هو أن زيادة كتلة الجسم توفر توسيدًا واقيًا عند السقوط.
ومع ذلك، فإن الدراسة تحتوي على بعض القيود. أولًا، كان تمثيل النساء الأوروبيات ذوي البشرة البيضاء زائدًا في العينة. كما أن الباحثين لم يجمعوا بيانات دقيقة عن نوع مكملات الكالسيوم أو البروتين، أو جودة النظام الغذائي، أو أسباب الكسور.
وهناك عامل آخر يزيد من تعقيد الموضوع وهو أن صانعي المنتجات النباتية الفيجان، مثل الحليب النباتي، يعزّزون الأطعمة بشكل متزايد بالعناصر الغذائية مثل الكالسيوم والبروتين، مما يعني أن النباتيين الفيجان في العصر الحديث قد يكونون أقل عرضةً لخطر نقص هذه العناصر الغذائية.
وقد كتب الباحثون أن نتائجهم «تشير إلى أن صحة العظام لدى النباتيين الفيجان تتطلب المزيد من البحث».
إذًا، هل يؤدي النظام الغذائي النباتي الفيجان بالضرورة إلى تدهور صحة العظام؟
ليس بالضرورة. لكن من الأسلم أن نقول أنه يجب على الأفراد الذين لا يستهلكون اللحوم أو منتجات الألبان أو البيض أن يكونوا أكثر حرصًا على تناول ما يكفي من العناصر الغذائية الأساسية. وقد يكون ذلك أصعب مما يبدو.
أحد الأسباب الرئيسية هو أن الجسم يمتص العناصر الغذائية من الأطعمة الحيوانية بشكل أسهل مقارنةً بالمنتجات النباتية. فعلى سبيل المثال، قد يحتوي طبق من السلطة على كمية الكالسيوم نفسها الموجودة في كوب من الحليب، لكن الجسم يمتص كمية أكبر من الكالسيوم عند شرب الحليب. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الجزيئات والعناصر الغذائية التي لا يمكن الحصول عليها ببساطة من النباتات.
لذلك، يعتمد العديد من النباتيين الفيجان على المكملات الغذائية لاستكمال نظامهم الغذائي، بما في ذلك الزنك، والحديد، واليود، وأحماض أوميغا-3 طويلة السلسلة، والفيتامينات D، وK2، وB12، على سبيل المثال.
فإذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا نباتيًا أو تفكر في التحول إليه، من الأفضل استشارة أخصائي تغذية، والتأكد من الحفاظ على مؤشر كتلة جسم صحي (BMI).
ترجمة: ريم حلمي
تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين

  • ترجمة: ريم حلمي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1