6 عادات يومية تستنزف وقتك

من الممكن أن تكون ضمن ثمانية أشخاص من أصل عشرة من الذين يُستنزف وقتهم في العالم! ما أعنيه بكلمة استنزاف أنك تعاني من ضيق في الوقت، لديك الكثير من الأشياء لتفعلها ولا تملك وقت كافٍ للقيام بها. يؤثر الوقت على جميع الثقافات ويتجاوز جميع الطبقات الاقتصادية فقد يشعر معظمنا بأنه في حالة سباق مع الوقت.

أفادت الاحصائيات في عام 2012 أن حوالي 50٪ من الأمريكيين العاملين أنهم كانوا في سباق مع الوقت دائمًا، و70٪ لم يكن لديهم وقت كافٍ أبدًا، بينما في عام 2015 ذكر أكثر من 80% بأنهم لم يتوفر لديهم الوقت الذي يحتاجونه.

إن ضيق الوقت مشكلة خطيرة له تأثير جسيم على الأفراد والمجتمع. تُظهر البيانات التي جمعها الباحثون وجود علاقة متبادلة بين ضيق الوقت والشعور بالبؤس والتوتر وقلة الإنجازات، إذ أنهم قليلًا ما يمارسون الرياضة، ويأكلون الأطعمة الغنية بالدهون، ولديهم معدل أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إذ يجبرنا ضيق الوقت على تقديم تنازلات، فبدلًا من إعداد عشاء مغذي، نحضر رقائق البطاطس التي نأكلها بلا تفكير أثناء التحديق في شاشتنا.

التفسير الأكثر وضوحًا لقلة الوقت هو أننا ببساطة نقضي وقتًا أطول في العمل مقارنة بالأجيال السابقة ولكن الأدلة لا تدعم هذه المقولة. تُبيّن مراجعة أوقات الفراغ لدى الرجال في الولايات المتحدة على سبيل المثال، بأنها زادت من ست إلى تسع ساعات في الأسبوع خلال الخمسين عامًا الماضية، بينما زادت ساعات النساء من أربع إلى ثماني ساعات في الأسبوع.

لماذا إذًا نشعر بضيق الوقت أكثر من أي وقت مضى؟

لا ينشأ ضيق الوقت عن عدم التوافق بين الساعات المتوفرة لدينا والساعات التي نحتاجها؛ إنه ناتج عن طريقة تفكيرنا وتقديرنا لتلك الساعات. إنها تتعلق بالنفسية بقدر ما هي أمر يتعلق بالتنظيم. إننا على اتصال دائم بلا انقطاع مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو العمل على الانترنت، لذلك عندما يحين وقت الفراغ نكون غير مستعدين للاستفادة منه لذلك نضيعه أو نقول لأنفسنا أنه لا ينبغي لنا أخذ قسط من الراحة.

لتصبح ذكيًا في الاستفادة من الوقت فإن خطوتك الأولى هي تحديد الفِخَاخ/ العادات التي تستنزف حياتك وإليك 6 منها…

الفخ الأول: تقسّم التكنولوجية ساعاتنا إلى دقائق ضائعة!

توفر لنا التكنولوجيا الوقت لكنها أيضًا تستنزفه، وهذا ما يُعرف بمفارقة الاستقلالية. إننا نعتمد على تقنيات الهاتف المحمول لاكتساب استقلالية بشأن وقت ومدة عملنا، ولكن من المفارقات أن ينتهي بنا المطاف بالعمل طوال الوقت. الآن يُقاطع الزمن الطويل من أوقات الفراغ التي اعتدنا الاستمتاع بها باستمرار بواسطة أجهزتنا. هذا الموقف يُثقل كاهلنا معرفيًا ويشتت وقت فراغنا بطريقة تجعل استغلاله صعبًا.

أطلق باحثون على هذه الظاهرة اسم «قصاصات الوقت»، وهي أجزاء الثواني والدقائق الصغيرة التي تضيع بسبب تعدد المهام غير المنتجة. كل جزء صغير من الوقت الضائع ليس أمرًا سيئًا للغاية لكن تراكم هذه الأجزاء هو الضرر الكبير.

تأمل المثال التالي، لنفترض أن لديك ساعة راحة واحدة من الساعة 7 مساءًا. تتلقى خلال تلك الساعة رسالتين إلكترونيتين، تتحقق من كليهما وترد على واحدة، وأربعة تنبيهات على Twitter، ويمكنك استعراض الردود على أحدها، وثلاثة إشعارات من Slack من زملائك يطرحون عليك أسئلة أو خدمة، تجيب على واحد منهم وتتجاهل اثنين، ومنبه واحد يذكرك بالاتصال بوالدتك غدًا في عيد ميلادها، وأربعة رسائل نصية من صديق. كل ما سبق وأنت تحاول وضع خطط لعطلة نهاية الأسبوع المقبلة، تخيل وضعك وأنت ترد عليها جميعها.

يستغرق كل حدث من هذه الأحداث ثوانٍ فقط ولكنها مجتمعة تخلق تأثرين سلبيين. الأول هو الحجم الهائل للوقت الذي تستغرقه، إذ يمكن لبعض الانقطاعات التي تبدو غير ضارة أن تستحوذ على 10% من وقت الفراغ هذا. على الرغم من ذلك، تُظهر الأبحاث أن تقديراتنا لضياع الوقت ليست دقيقة لذلك قد تكون عادةً أسوأ من ذلك.

التأثير الثاني والأكثر تغلغلًا للدقائق الضائعة هو الطريقة التي تقسّم بها ساعة من الفراغ. توزَّع هذه المقاطعات عشوائيًا على مدار الساعة بحيث تصبح ساعة الفراغ عدة أجزاء أصغر، وأحيانًا تكون مدتها خمس أو ست دقائق فقط. حتى إذا كنت منضبطًا بشأن عدم الاستجابة بسرعة كبيرة، فإن الانقطاعات تقوض جودة تلك الأجزاء من وقت الفراغ من خلال تذكيرك بجميع الأنشطة التي يمكنك أو ينبغي عليك القيام بها.

كما يستغرق التعافي معرفيًا بعض الوقت من تحويل عقولنا من الحاضر إلى نشاط محفز للتوتر. ينتهي الأمر بالناس بالاستمتاع بوقت فراغهم على نحو أقل، وعندما يُطلب منهم التفكير في الأمر، قدر أن لديهم وقت فراغ أقل. الوقت يجعلنا نشعر بالفقر أكثر مما نحن عليه في الواقع.

الفخ الثاني: التركيز كثيرًا على المال

فخ آخر نقع فيه وهو هوس ثقافي بالعمل وكسب المال، لقد تعلمنا أن المال -وليس الوقت- سيجلب سعادة أكبر وهذا الأمر غير صحيح. تُظهر الأبحاث أن المال يُبعد الحزن لكنه لا يشتري الفرح. بمجرد أن نجني ما يكفي من المال لدفع فواتيرنا، ونوفر جزءًا للمستقبل ونستمتع بوقتنا؛ لنجد نهايةً أن المزيد من عمل لا يسعدنا.

اكتشف الباحثون في بيانات من 1.7 مليون شخص في 165 دولة، أن المبلغ الدقيق بالدولار الذي لا يؤدي فيه المال المضاف إلى زيادة السعادة يُقدر ب 65000 دولارًا أمريكيًا في السنة أو 60000 دولارًا أمريكيًا على مستوى العالم. يتوقف المال عن التنبؤ بمدى حسن أدائنا في الحياة بعد أن نجني 105000 دولار أمريكي في السنة (95000 دولار أمريكي على مستوى العالم).

بمجرد أن يحقق الناس الكثير من المال -105000 دولار في السنة في الولايات المتحدة- يبدأون التفكير في مقارنة حياتهم بأشخاص أكثر ثراءًا منهم.

امتلاك المال بالتأكيد يحمينا من الشعور بالتوتر والإرهاق فعندما تتعطل سيارتك؛ يوفر المال حلًا. كما أن وجود النقود في متناول اليد يوفر راحة البال في حالة عدم وجود أزمة، لكن تجنب النتائج السلبية يختلف عن خلق السعادة.

سأكرر هذه النقطة لأنها مهمة جدًا.. المال لا يشتري السعادة.

تعتقد الثقافة المهووسة بكسب المزيد من المال أن تملك وقتًا أكثر يعني أن تصبح أكثر ثراءًا من الناحية المالية وهذا الأمر خاطئ. نقول في أذهاننا سأعمل بجد وأحقق المزيد حتى يصبح لدي وقت فراغ لاحقًا، هذا الحل خاطئ. يؤدي التركيز على تجميع الثروة فقط إلى زيادة التركيز على الثروة.

الفخ الثالث: التقليل من قيمة الوقت

يحمي الكثير من الناس أموالهم بسبب الهوس الثقافي بالمال، بطرق تؤدي إلى نتائج عكسية لتوفير استنزاف الوقت. أفاد 52٪ من الأشخاص في أحد الاستطلاعات، أن لديهم اكتفاء مالي ولكنهم مضغوطين من ناحية الوقت للغاية -آباء عاملين لديهم أطفال صغار- بأنهم يفضلون الحصول على أموال أكثر من وقت أكثر. عند سؤالهم عن الكيفية التي سينفقون بها جائزة افتراضية قدرها 100 دولار لزيادة سعادتهم، قال 2٪ فقط من الآباء العاملين إنهم سينفقون هذه الأموال لتوفير الوقت مثل توصيل البقالة. من الواضح أن الأشخاص الذين يمكنهم تحمل تكلفة تقدير الوقت -الأشخاص الذين لديهم متوسط ​​3 مليون دولار في البنك- لا يزالون يقولون إنهم يفضلون الحصول على المزيد من المال.

من الصعب علينا قياس قيمة الوقت حتى لو كنا نجري مقايضة سيئة بين الوقت والمال -مثل القيادة لمسافة ميلين بعيدًا عن مسارك لتصل إلى محطة وقود توفر فيها 10 سنتات للغالون الواحد من البنزين- لا يبدو الأمر خيارًا سيئًا لأننا لا نعرف قيمة الوقت الذي خسرته. مثال على ذلك، عندما تحجز رحلة مع رحلات أخرى متصلة بها للحصول على سعر أرخص قليلًا، فإنك تقع في فخ استنزاف الوقت. لنفترض أنك وفرت 300 دولارًا على تلك الرحلة لكن الأمر يستغرق 8 ساعات إجمالًا من وقت إجازتك ويزيد من إجهادك وتوترك لأنك يجب أن تستيقظ مبكرًا وعليك تبديل الطائرات. هل تدفع 300 دولارًا مقابل ثماني ساعات إضافية من الإجازة -وهو ما يكافئ ماديًا قيمة يوم عمل كامل- وما يرافقه من توتر وتعب أقل؟

الفخ بسيط! إننا تلقائيًا نفضل الأقل تكلفة وهذا الأمر خاطئ. دعونا نلقي نظرة على مثال البنزين عن كثب، أنت تقود باستمرار ست دقائق إضافية إلى محطة مختلفة لتوفير 15 سنتًا للجالون، وتذهب لتعبئة سعة 15 جالونًا أربع مرات في الشهر. ظاهريًا يبدو الأمر يستحق العناء، ست دقائق ليست بهذا القدر الكبير بل سيزيد التوفير المادي.

15 سنتًا × 15 جالونًا = 2.25 دولارًا وُفرت لكل رحلة، 2.25 دولارًا أمريكيًا × 4 زيارات شهريًا = توفير 9.00 دولارات أمريكية شهريًا، 9.00 دولارات أمريكية شهريًا على مدار 12 شهرًا = توفير 108 دولارات أمريكية سنويًا.

لكن أي شخص على دراية باستنزاف الوقت سيرى الأمر على نحو مختلف:

6 دقائق لكل رحلة × 4 زيارات في الشهر = خسارة 24 دقيقة في الشهر، 24 دقيقة في الشهر × 12 شهرًا = 4.8 ساعة ضائعة سنويًا.

بالنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، فقد قضيت ما يقرب من خمس ساعات لتوفير 108 دولارات. لا يُأخذ هذا في الاعتبار تكلفة الفرصة البديلة لما كان يمكن أن تفعله بهذه الساعات الخمس بدلًا من القيادة بعيدًا عن طريقك لتوفير المال. قد لا تزال تشعر أن هذه المقايضة تستحق العناء لكن القيام بهذه الحسابات، يظهر أسلوبًا مختلفًا للقيمة الزمنية، والتي نميل إلى التقليل من شأنها على نحو كبير.

الفخ الرابع: اعتبار الانشغال رمز للحالة

ترتبط هوياتنا بالعمل أكثر من أي وقت مضى. تُظهر أفضل البيانات أن الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة يتطلعون على نحو متزايد إلى العمل للعثور على هدف، وليس الأصدقاء أو العائلات أو الهوايات. ذكر 95٪ من الشباب في دراسة استقصائية أجريت عام 2017، أن التمتع بمهنة ممتعة وذات مغزى أمر بالغ الأهمية وذلك بالنسبة لهم.

نظرًا للأهمية التي نوليها للعمل فإن الانشغال به يحمل مكانة كأننا نرتديه مثل وسام الشرف. نريد أن يُنظر إلينا على أننا الموظف الذي يعمل لساعات أطول حتى عندما تكون هذه الساعات غير منتجة. يؤدي انعدام الأمن المالي أيضًا إلى العمل الزائد عن حده. يشعر الناس على نحو متزايد بعدم الأمان بشأن مستقبلهم المالي -بغض النظر عن مكانتهم الحالية- عندما يصبح المجتمع منعدم المساواة. فالأشخاص الذين يقومون بعمل جيد يقلقون بشأن الوقت الذي يمكن أن يفشلوا فيه، وأولئك الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم يخشون من التراجع أكثر.

يتأقلم معظمنا من خلال العمل أكثر ومحاولة كسب المزيد من المال، ونشعر بالذنب بشأن إنفاق الأموال على الأشياء التي تجعلنا سعداء مثل تناول الطعام في الخارج أو الإجازات. إن المظهر الاجتماعي للانشغال يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا، نظرًا لانغماس هويتنا الذاتية في العمل والإنتاجية. كما أن تركيز انتباهنا على شيء آخر غير العمل يمكن أن يهدد مصدر رزقنا ومكانتنا. إننا قلقون من عدم تقديرنا وهذا الأمر من حقنا ولو جزئيًا.

تبيّن أن أرباب العمل يكافئون في الغالب عبادة الانشغال. تظهر الأبحاث أن الموظفين الذين يتفاخرون بالعمل دون توقف وكونهم مشغولين للغاية ينظر إليهم من قبل الآخرين على أنهم أفضل العمال الذين لديهم المزيد من المال والمكانة، حتى لو لم يكونوا كذلك، يُعتقد أنهم أكثر جاذبية جسديًا. حتى لو كان من الجيد في الوقت الحالي أن يرد موظف على بريد إلكتروني في يوم العطلة الأسبوعية في الساعة 8:30 مساءًا، فإن هذا السلوك يساهم في حياة غير صحية وغير سعيدة.

الفخ الخامس: النفور من الكسل

إننا لا نزال نخلق ضغوطًا زمنية لأنفسنا حتى لو عشنا في مجتمع متساوٍ تمامًا، لأن البشر لم يُخلقوا للعيش ببطالة. يُسمي الباحثون هذا الأمر بالنفور من الكسل، وهو ما يجعلنا نفعل بعض الأشياء الغريبة. وضع دان جيلبرت، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد، بعض طلاب الجامعات في غرفة فارغة ولم يمنحهم شيئًا ليفعلوه. فضل الكثيرون تعريض أنفسهم لصدمات كهربائية خفيفة على تركهم بمفردهم مع أفكارهم. وأظهرت دراسة أخرى أن الآباء العاملين شعروا «بالملل» و «الإجهاد» أثناء الأنشطة الترفيهية، مما يُشير إلى أنه حتى معظم الأوقات التي يجب أن تكون مصدر سعادة لنا لا نعرف كيف نسترخي بها.

قد تساعدنا التكنولوجيا في تجنب أن نشعر بالوحدة مع أفكارنا، لكنها فخ يُساهم في التوتر واستنزاف الوقت. إن الاستخدام المستمر لأجهزتنا يمنع الدماغ من الاسترخاء، ويحافظ على مستويات مرتفعة من التوتر ويخرجنا من الوقت الحاضر. لقد ثبت أن الكسل في الواقع هو شكل ثمين من أشكال الترفيه، ويمكن أن يزيد شعورنا بالوقت. الفوائد الجسدية والعقلية للتخلص من انشغال الدماغ أكثر قيمة بكثير من الإجهاد الناتج عن إبقاء العقل منشغلًا في جميع الأوقات.

الفخ السادس: نعتقد أن لدينا وقت في المستقبل أكثر مما نمتلك الآن

معظمنا متفائل جدًا بشأن مستقبلنا لذلك نعتقد على نحو خاطئ أنه سيكون لدينا وقت في المستقبل أكثر مما لدينا اليوم. يُشار إلى هذا الأمر باسم «مغالطة التخطيط» وأنا أُسميها «نعم… اللعنة!»، دعني أوضح.

سألتني صديقة يوم الإثنين الماضي، عما إذا كان بإمكاني مساعدتها في الانتقال من منزلها يوم السبت، لا مشكلة في ذلك. طلبت مني زميلة يوم الثلاثاء، النظر في تقريرها بحلول يوم السبت؛ ووافقت. دعاني صديق آخر يوم الأربعاء، لتناول العشاء يوم السبت في مطعم جديد أردت تجربته، أيضًا وافقت. قلت نعم مرارًا وتكرارًا حتى صباح يوم السبت، وقتها استيقظت وفكرت «اللعنة! بماذا كنت أفكر!».

أفضل مؤشر إحصائيًا على مدى انشغالنا الأسبوع المقبل هو مدى انشغالنا الآن. كثيرًا ما تنسى أذهاننا هذه النقطة المهمة وتخدعنا للاعتقاد بأنه سيكون لدينا المزيد من الوقت في وقت لاحق عما لدينا الآن. هذا التفاؤل المفرط يعني أننا متعجرفون بإيجابياتنا، حتى بالنسبة للأشياء الصغيرة التي لا نريد القيام بها. نريد أيضًا أن نساعد الآخرين، وهو ما نراه وسيلة للتغلب على الكسل والشعور بالإنتاجية والتواصل والتقدير والاحترام والحب.

ولكن من أين يأتي وقت تلبية هذه الالتزامات؟ من وقت الفراغ الذي يمكن أن نستخدمه لنشعر بمزيد من امتلاكنا له بالطبع. ومن المفارقات أن الانشغال الدائم يقوض الأهداف التي وضعناها لكي نحققها، بسبب انشغالنا في المقام الأول.

في حين أن هذه هي الفخاخ أو العادات الستة الأكثر شيوعًا، إلا أن هناك بالطبع العديد من الأسباب الأخرى التي تجعلنا نفشل في تحديد أولويات الوقت. يجب أن يكون هدفك في الوقت الحالي، هو التعرف على الفخاخ الزمنية أو عادات استنزاف الوقت التي تقع فيها في أغلب الأحيان وتوثيقها. ضع في اعتبارك، أن الفخاخ الزمنية الخاصة بك أو عادات استنزاف وقتك لن تكون مثل الآخرين. ما يجعله استنزاف بالنسبة لك هو أنه يجعلك تعيسًا ويسرق الوقت الذي كنت ستستخدمه بطريقة تجعلك سعيدًا.

لدينا جميعًا القدرة على التغلب على استنزاف الوقت الذي وقعنا ضحية له مثل أنه يتطلب الحصول على لياقة بدنية وجود المزيد من الوقت لاتخاذ خطوات صغيرة ومدروسة كل يوم للحصول على مزيد من وقت الفراغ والاستمتاع به، وهو أمر ليس سهل في البداية. فكل من مجتمعنا وعلم النفس يجعلان هذا الاستنزاف جذاب للغاية.

تظهر الدراسات أننا عندما نشعر بالانشغال نتولى في الواقع مهام صغيرة يسهل إكمالها لأنها تساعدنا على الشعور بمزيد من التحكم في وقتنا. إنه شعور زائف بالسيطرة في هذه الحالة، ولا يخفف من السبب الجذري لانشغالنا.

على الرغم من أن ضيق الوقت يشعر به الجميع، إلا أن توفره يبدو مختلفًا بالنسبة للجميع. قد يعني ذلك قضاء 15 دقيقة أخرى في العزف على الجيتار بدلًا من استخدام هاتفك أو الاستغراق 10 دقائق في التأمل أو تعلم كيفية استثمار مدخراتك بدلًا من التراخي في الثرثرة أثناء العمل.

بغض النظر عن الوقت المناسب لاستغلال وقتك بالنسبة لك، فإن أسعد الناس وأكثرهم ثراءًا بيننا هم الذين يتعمدون قضاء أوقات فراغهم. العمل من أجل ثراء الوقت يدور حول التعرف على لحظات استنزاف الوقت في حياتنا والتغلب عليها والحصول على لحظات أكثر سعادة وذات مغزى أكبر كل يوم.

  • ترجمة: رؤى بستون
  • تدقيق علمي ولغوي: آية ياسر
  • المصادر: 1