هل نعيش في محاكاة حاسوبية؟ على الأرجح. إليك 15 دليلًا
نحن نعيش في المصفوفة-Matrix.
توقعت سلسلة من سبع حلقات حول فلم من عام 1999 تقريبًا كل شيء عن الحياة بعد عشرين سنة.
ونحن، مثل نيو، نعيش في محاكاة حاسوبية مشابهة للمصفوفة ابتكرتها كائنات أكثر تطورًا، ومن المحتمل أنها من مرحلة ما بعد الإنسان؟ على نحو شبه مؤكد، على الأقل وفقًا للدلائل الآتية -المتراوحة من المقنع، لنصف المقنع، وصولًا لما قد لا يكون مقنعًا جدًا- في نقاش جرى في العديد من مجتمعات ريديت sub-Reddits حول الموضوع شديد المتعة «هل نعيش في محاكاة؟» والخلل في المصفوفة.
1. تأثير مانديلا
يدَّعي بعض الناس تذكرهم للتغطية التلفزيونية لوفاة نيلسون مانديلا في الثمانينيات بالرغم أنه توفي في 2013. وبالتالي يُعتقد أن «تأثير مانديلا» هو دليل أن ذلك المسؤول عن المحاكاة يغير الماضي. (أو بدلًا من ذلك، فإنَّها دليلٌ على الأكوان المتوازية وانتقال بعض الأفراد من كونٍ آخر، إذ توفي مانديلا في الثمانينات لكوننا، إذ عاش لعمر الـ95). تتضمن الأمثلة الإضافية عن هذه الظاهرة تذكر كتابة اسم كتاب الأطفال الدببة بيرنستين Berenstain على الشكل الآتي «Berentstein» وتذكر الآخرين لفلم غير موجود من التسعينيات يدعى Shazaam، يظهر فيه الكوميدي Sinbad على هيئة جني.
2. غياب الفضائيين
لقد أنفقنا مليارات على إرسال المسابير للفضاء الخارجي ويجب أن نكون قد وجدنا دليلًا على الكائنات الفضائية بحلول هذا الوقت، أليس كذلك؟ ليس بهذه السرعة: سيكون الفضائيون على الأرجح أكثر تطورًا منا بكثير، لذا فإنَّ حقيقة أننا لم نحدد موقعهم تقترح أننا نعيش في محاكاةٍ وجدوا طريقةً للخروج منها. أو ربما الحاسوب الذي نحن فيه يمتلك ذاكرة تخزين عشوائية (RAM) تكفي فقط لمحاكاة حضارة كوكبية واحدة في كل مرة.
3. الإلكترونات التي لا تستطيع أن تقرر ماهيتها
في تجربة الشقين الفيزيائية الشهيرة، تُطلق الإلكترونات على شاشة حساسة للضوء عبر شقوق في صفيحة نحاسية، منتجةً بالعادة نمط تداخل يشير للسلوك الموجي. لكن عندما تجرى التجربة نفسها تحت المراقبة، فإنَّ الإلكترونات تتصرف كالجسيمات، ليس كالأمواج، وليس هناك نمط تداخل. اعتبر بعض الناس أن ذلك يعني أن المحاكاة تحافظ على مواردها وتستدعي أشياء محددة فقط عندما تدرك أننا ننظر إليها.
4. الحمض النووي (DNA) الذي يتضمن فايروسًا حاسوبيًا
أثبتت مجموعة متعددة المهام من الباحثين في جامعة واشنطن في 2017 أن بإمكانهم تضمين شيفرة حاسوبية ضارة في خيوط الـDNA الحقيقية. كان هدفهم هو إظهار أن الحواسيب العاملة في مجال تسلسل الجين ضعيفة ويمكن مهاجمتها. لكنهم ربما قد اكتشفوا دون قصد أن الواقع الحيوي الذي ندركه كان في الواقع شيفرة حاسوبية طوال الوقت.
5. التغير المناخي؟ يا له من مقنع!
توجد حضارتنا (مصادفة وحسب؟) في نقطة انتقالية من الفوضى البيئية، ما يقترح أننا يمكن أن نكون محاكاة للأسلاف ابتكرت على أمل أن نظهر لمبتكرينا كيف نحل أزمة الطاقة. تتداخل هذه النظرية بعض الشيء مع نظرية خروج الفضائيين من المحاكاة المذكورة أعلاه: إذا ما وجدنا حلًا مبتكرًا لأزمة المناخ، فإنَّ الفضائيين قد يعودون لسرقة النتائج.
6. ألعاب الحاسوب التي تبدو كالحياة الواقعية
يؤمن إيلون ماسك بفرضية المحاكاة لنيك بوستروم-Nick Bostrom، التي تطرح فكرة أنَّه إذا ما استطاعت البشرية النجاة لمدة تكفي لصنع تقنية قادرة على تشغيل أكثر من محاكاة مقنعة للواقع، فإنَّها ستصنع العديد من النسخ وبالتالي سيكون هناك العديد من الوقائع-realities المحاكاة و«واقع أساسي» واحد فقط – لذا إحصائيًا فمن المرجح كثيرًا أننا نعيش في محاكاة حاليًا. هنالك دليلٌ إضافي على كوننا نعيش في المصفوفة، وفقًا لماسك، وهو كم أن ألعاب الفيديو رائعة هذه الأيام. شرح في 2016: «منذ 40 عام، كان لدينا بونغ-Pong. مستطيلان ونقطة. الآن، بعد 40 عام، لدينا ألعاب واقعية ثلاثية الأبعاد وملايين الأشخاص الذين يلعبون في الوقت ذاته. إذا افترضتَ أي معدل معين من التطور، فإنَّنا لن نستطيع تمييز الألعاب عن الواقع، حتى ولو انخفض معدل التطور 1000 مرة عمَّا هو الآن. من المسلم به أننا نسير فعلًا في طريق سنصل عبره لامتلاك ألعاب لا يمكن تمييزها عن الواقع. على ما يبدو أنه يجب علينا اتباع فكرة أن احتمال كوننا في الواقع الأساسي هو 1 في المليارات».
7. الأخبار الغريبة
اقترح البعض أن الأحداث المؤخرة التي لم نتوقعها، متضمنةً انتخاب دونالد ترمب، وبريكست، خلط ظروف جوائز الأوسكار 2017، وعودة فريق Super Bowl بـ25 نقطة، يمكن أن تعني أننا في محاكاة متعطلة أو أن ذلك الذي يضغط على الأزرار يتلاعب بنا.
8. الكواركات التي تحوي على شيفرة حاسوبية
يدَّعي عالم الفيزياء النظرية جيمس غيتس، والذي لا يبدو مجنونًا، أنه اكتشف ما يبدو كشيفرة حاسوبية حقيقية مضمنةً في معادلات نظرية الأوتار التي تصف الجسيمات الأساسية في كوننا. يقول أنه وجد «شيفرات لتصليح الأخطاء – وهي ما يجعل متصفحات (الويب) تعمل. لذلك لم كانت هذه الشيفرات في المعادلة التي كنت أدرسها عن الكواركات والإلكترونات والتناظر الفائق؟».
9. لماذا يمتلك كوننا «قوانين» بالدرجة الأولى؟
لقد أشار عالم الكونيات في MIT ماكس تيغمارك-Max Tegmark لقوانين فيزياء كوننا الصارمة كدليلٍ ممكنٍ على عيشنا في لعبة فيديو: «إذا ما كنت شخصية في لعبة حاسوب، فإنّي سأكتشف في النهاية أن القوانين بدت رياضية وثابتة تمامًا». تمثل سرعة الضوء في هذه النظرية -وهي أعلى سرعة يستطيع أي جسيم السفر بها- أقصى سرعة لنقل المعلومات ضمن شبكة المحاكاة.
10. من غير الممكن إثبات أننا لا نعيش في محاكاة
يمكن أن يكون إثبات أننا نعيش في محاكاة أسهل من إثبات عكس ذلك. يؤمن عالم الفيزياء النووية زوهره دافودي-Zohreh Davoudi أن الأشعة الكونية -وهي أكثر الجسيمات طاقة يعرفها الإنسان- ستظهر كقطع تشبه البكسل إذا ما كنا في محاكاة، وومضات غير منتهية إذا ما كنا في واقع أساسي. وفي غضون ذلك يشكُّ الفيلسوف ديفيد شالمرز-David Chalmers في NYU بإمكانية إثبات عدم عيشنا في محاكاة: «لن تستطيع الحصول على دليل أننا لسنا في محاكاة، لأن أي دليل نحصل عليه يمكن أن يكون محاكى».
11. نطاق الحياة
توجد الكرة الأرضية في ما يدعوه علماء الأحياء الفلكيون نطاق الحياة، على مقربةٍ كافيةٍ من نجم فتستطيع الغازات الدفيئة حفظ الحرارة للحفاظ على الماء السائل، لكن بعيدة بما يكفي كي لا تصبح بيتًا دافئًا كالزهرة. إنَّ عيشنا في هذه البقعة المدارية الجميلة هو دليل غير مباشر على محاكاة: إذا ما أرادنا مصممو المحاكاة أن ننجح، فإنَّهم سيضعوننا في مثل هذه البيئة الميسرة.
12. الأمر أكثر منطقيةً من «الأشباح»
إنَّ الأحداث الخارقة للطبيعة ليست أماكن مسكونة بالأرواح أو مقابلة الفضائيين، بل خللٌ في المحاكاة. تعد هذه النظرية أحد أكثر النظريات المتباحث فيها في منتديات ريديت مثل:
r/Are We Living in a Simulation?
وr/Glitch in the Matrix، إذ يدرس المستخدمون أفكار الفلسفة الهامة مع التركيز على تفاصيل الأمر الشاذ أو الغامض. توجد واجهة محل في قرية يومًا ما، ثم تختفي؛ تتضمن التفسيرات انزلاقًا بين الأوقات الزمنية المتوازية، أو ظهورًا فجائيًا. يرى راكب سيارة العالم «يتشكل-render» في السماء، كما لو أنه يدخل لقسم جديد من لعبة فيديو. تعد المصاعد أماكن تتكرر فيها قصص الخلل؛ على ما يبدو فإن الانتقال بين الطوابق يحفز انزلاقًا بين الأبعاد.
13. نحن نعلم مسبقًا ما هي «القطع» التي تشكل مصفوفتنا
وفقًا للمؤمنين بالمحاكاة، فإنَّنا قد نكون وجدنا مسبقًا قطعة بناء الكون المساوية لحجم بكسل: طول بلانك، النقطة التي لا تعد عندها قوانين الجاذبية والزمكان سارية. إذا ما كان عالمنا محاكى، فإنَّ طول بلانك سيعادل بت واحد من المعلومات، أو بكسل.
14. نحن نجيد إجراء عمليات المحاكاة بالفعل، وحتى إننا نصبح أفضل في ذلك
وصل مركز هارفرد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية في عام 2014 بين 8000 حاسوب لإنشاء محاكاة بحجم 350 مليون سنة ضوئية للكون وجعلوه يشيخ على مدى 13 مليار سنة رقميًا. وبما أن لعبة Sims قد باعت أكثر من 125 مليون نسخة خلال عقدها الأول فإنَّ ذلك يظهر أننا مهتمون باللعب بالمحاكاة أيضًا. إذا ما امتلكت مرحلة ما من البشرية القدرة على إنشاء وقائع حقيقية محاكاة، فإنًّه لن يكون بالأمر المفاجئ إذا اختارت استخدامها.
15. ياني ضد لوريل
هل تذكر في 2015 عندما انقلب العالم لأننا نظرنا كلنا لنفس الصورة ورأى بعضنا فستانًا أزرقًا، في حين رأى الآخرون فستانًا ذهبيًا؟ أو خيبة ياني/لوريل في 2018؟ (كان هناك أيضًا الجدال المتفجر الذي قلب العالم بين الأزرق والذهبي والأبيض في 2016). تستطيع قول ما تشاء حول درجة الصوت والحجم وتشبع الألوان، لكن هذه الخلافات أوضحت شيئًا واحدًا: يعيش كل واحد منا في عالمه الخاص. نعم، الكلام جدي. ما نعتبره واقع هو في الحقيقة محاكاة صنعت أدمغتنا جزءًا منها (باستخدام تجاربنا السابقة) لتساعدنا في معالجة أجزاء البيانات التي نتلقاها. بعبارة أخرى (بحسب فيلم Matrix): ليس هناك ملعقة.
- ترجمة: شادي الصعوب
- تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
- المصادر: 1