الأزمات المناخيّة من ألفها إلى يائها: جذورها وآثارها ووضعها الحالي

إن تغير المناخ العالمي نتج عن اعتماد الناس الشديد على الوقود الأحفوري وقطع الغابات المُخزِّنة للكربون.

مقدمة

حتّى في عالمٍ تلطمه تقلبات الطقس باستمرار، كانت موجة حر صيف 2021 شمال غرب المحيط الهادئ بارزة بنحو ملحوظ. وقد أودت درجات الحرارة القياسية التي شهدتها مدن مثل فانكوفر وبورتلاند وسياتل، والتي استمرّت لعدة أيام في أواخر يونيو، بحياة مئات الأشخاص. وفي 29 حزيران/ يونيو، سجلت الحرارة في قرية لايتون، وهي قرية في مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، 49.6 درجة مئوية وهو رقمٌ قياسيٌّ في درجات الحرارة؛ وفي اليوم التالي، اشتعلت النيران في القرية.

وفي غضون أسبوع، حللت مجموعة دوليّة من العلماء هذه الحرارة الشديدة وخلصت إلى استحالة ألّا تكون ناتجة فعليًّا عن التغير المناخي الذي يسبّبه البشر. فقد ارتفع متوسط حرارة سطح الكوكب بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية منذ مستويات ما قبل العصر الصناعي بين الأعوام 1850 و1900. والسبب يعود إلى أنّ الناس يحمّلون الغلاف الجوي بالغازات الدفيئة الناتجة من حرق الوقود الأحفوري كالفحم والغاز، ومن قطع الغابات.

قد يبدو ارتفاع الحرارة لدرجةٍ واحدةٍ ليس بالأمر المهم، لكنّه كافٍ لإحداث تغيّرٍ جذريٍّ في كيفية توزع الطاقة حول الكوكب. وعواقب هذا التغيّر السريع تظهر في كلِّ مكان، منها: ذوبان الجليد، وبالتالي ارتفاع مستويات سطح البحر الذي يُغرق الدول الجزرية المنخفضة والمدن الساحلية، والجفاف وعطش الأراضي الزراعية، واستعار الغابات بالحرائق، وزيادة كمية الأمطار وتغيّر أنماط الطقس.

يعود فهم الحالة المناخية الطارئة هذه إلى أكثر من قرنٍ ونصف، لكن لم يبدأ العلماء حتى الخمسينيات من القرن الماضي في إجراء القياسات التفصيلية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لإثبات كمية الكربون المتدفقة من النشاطات البشرية. ومنذ بداية الستينيات، طوّر الباحثون نماذج حاسوبيةٍ شاملةٍ لتوضّح الآن شدّة التغيّرات المقبلة.

لذا، نحن اليوم مسؤولون لأنّنا نعلم أنّ التغير المناخيّ وعواقبه حقيقية. إنّ الانبعاثات التي أطلقها الناس لقرون، جاعلةً من السفر لمسافاتٍ طويلةٍ ومن النمو الاقتصادي ومن الحياة الماديّة أمرًا ممكنًا، وضعتنا مباشرةً على مسار الارتفاع الحراري. وفقط التخفيضات الجذرية في انبعاثات الكربون، المدعومة بالإرادة العالمية الجماعية، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.

يقول عالم الكيمياء الجيولوجية في معهد سكريبس لعلوم المحيطات في لا جولا في كاليفورنيا، رالف كيلينغ: «مايحدث ليس أمرًا اعتياديًّا، إنّنا في أزمةٍ كوكبيّة».

تمهيد الطريق

في يوم من أيام منتصف القرن التاسع عشر، وضعت العالِمة الهاوية والناشطة في حقوق المرأة، يونيس نيوتن فوت، مرطبانين في ضوء الشمس. كان الأوّل يحوي مزيج الهواء العاديّ المكوّن من النيتروجين، والأكسجين وغيرها من الغازات بما فيها ثاني أكسيد الكربون، أمّا الثاني يحوي فقط ثاني أكسيد الكربون، ووضعت بالاثنين ميزان حرارة. وعندما هبطت أشعة الشمس، لاحظت أنّ المرطبان الذي يحوي فقط ثاني أكسيد الكربون سخن أسرع، وكان أبطأ في التبريد من الذي يحوي الهواء.

دفعت النتائج فوت إلى دراسة العلاقة التي تربط ثاني أكسيد الكربون والكوكب والحرارة. وكتبت في مقال نُشر عام 1856 يُلخّص النتيجة: «إنّ جوًّا من هذا الغاز سيرفع درجة حرارة أرضنا».

وأظهر الفيزيائي الأيرلندي جون تيندال جاهلًا باكتشاف فوت، بعد ثلاث سنوات من العمل المستقلّ، الفكرة الأساسية نفسها مفصّلةً أكثر. بعد استخدام مجموعة من الأنابيب والأجهزة لدراسة انتقال الحرارة وإرسال أشعة ما تحت الحمراء عبر أنبوبٍ مملوء بالغاز، وجد أنّ ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء يمتصّان الحرارة أكثر من الهواء وحده. وجادل أن مثل هذه الغازات ستحبس الحرارة في الغلاف الجوي الأرضي كما تحبس ألواح الزجاج الحرارة في البيوت الزجاجية، وبالتالي ستغيّر المناخ.

اشتهر تيندال باكتشاف أنّ ما نسميه اليوم الغازات الدفيئة تسخّن الكوكب، ما أكسبه مكانًا بارزًا في تاريخ علم المناخ. أّما فوت فقد تلاشت في غموضٍ نسبيّ، جزئيًّا بسبب جنسها، وجزئيًّا لأن قياساتها كانت أقل حساسيّة. إلّا أنّ نتائجهما ساعدت في إطلاق استكشافٍ علميٍّ لكيفية تأثير تركيبة الغازات في الغلاف الجوي الأرضي في الحرارة العالميّة.

تراكم الكربون

بدأ تأثير البشر في الغلاف الجوي منذ بداية القرن التاسع عشر مع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا؛ فقد أحدثت المصانع التي تحرق أطنانًا من الفحم؛ والمحركات البخارية العاملة بالوقود الأحفوري، ثورةً في النقل والصناعات الأخرى. ومنذ ذلك الوقت، استُخدِم الوقود الأحفوري، بما فيه النفط والغاز الطبيعي، لدفع الاقتصاد العالمي. وكل هذه الأنشطة تبعث الغازات في الهواء.

ومع ذلك، لم يكن عالم الكيمياء الفيزيائية السويدي، سفانت أرينيوس، قلقًا بشأن الثورة الصناعية عندما بدأ التفكير في أواخر القرن التاسع عشر في التغيرات في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وبدلًا من ذلك، كان فضوليًّا بشأن العصور الجليدية، لا سيّما من انخفاض الانفجارات البركانية الباعثة لثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي والتي ستؤدّي إلى عصرٍ جليدي. وحسَبَ لأشهرٍ مستوى الرطوبة وانتقال الحرارة في الغلاف الجوي في مناطق مختلفةٍ من خطوط العرض. وفي العام 1896، ذكر أنّ خفض كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى النصف يمكن أن يؤدي بالفعل إلى عصرٍ جليدي، وأنّ مضاعفة كميّته سترفع درجات الحرارة العالميّة ما يقرب من 5 إلى 6 درجات مئوية.

لكنّ نتائجه لم تكتسب اهتمام العلماء الآخرين في ذلك الوقت. وقد بدا النظام المناخي كبيرًا جدًّا ومعقدًا وخاملًا فلا يمكن تغييره بأي طريقةٍ ذات مغزى على نطاقٍ زمنيٍّ من شأنه أن يكون وثيق الصلة بالمجتمع البشري. على سبيل المثال، أظهرت الأدلة البيولوجيّة أنّ العصور الجليديّة استغرقت آلاف السنين لتبدأ وتنتهي. فما الذي يدعو للقلق؟

ومع ذلك، ظن أحد الباحثين الفكرة تستحق المتابعة. فدوّن المهندس البريطاني والعالِم الهاوي في أرصاد الجو، جاي ستيوارت كاليندار، سجلات الطقس بمرور الوقت، بقلقٍ كافٍ لتحديد أن متوسط درجات الحرارة كان يرتفع في 147 محطة أرصاد جوية حول العالم. وفي ورقة بحثية نُشرت عام 1938 في مجلة الجمعية الملكية للأرصاد الجوية، ربط ارتفاع درجة الحرارة هذا بحرق الوقود الأحفوري. وقد قدّر كاليندار أنّ حرق الوقود الأحفوري تسبّب بنحو 150 مليار طنٍ متريٍّ من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ أواخر القرن التاسع عشر.

ولم ينظر كاليندار، كالعديد من أبناء زمنه، إلى الاحتباس الحراري كمشكلة. فمن المؤكد أنّ ثاني أكسيد الكربون الإضافي سيحفز النباتات على النمو ويسمح بزراعة المحاصيل في مناطق جديدة. وقد كتب: «مهما يكن، يجب تأجيل عودة الأنهار الجليدية القاتلة إلى أجلٍ غير مسمّى». لكنّه أحيا النقاشات التي تعود إلى تيندال وأرينيوس عن كيفيّة استجابة النظام الكوكبي لمستويات تغير الغازات في الغلاف الجوي. وبدأ في توجيه المحادثات إلى كيفية تأثير الأنشطة البشرية على هذه التغيرات.

وقد ظهر علم المناخ عقب التمهيد لما يسمّى بـ «العلوم الكبيرة» عند اندلاع الحرب العالميّة الثانية.

منحنى كيلينغ

إنّ السنة الجيوفيزيائية الدولية التي استمرت 18 شهرًا في خلال العامين 1957 و1958، والتي تضمّنت ترتيبًا واسعًا من الحملات الميدانيّة العلميّة بما فيها استكشاف القطب الشمالي والقطب الجنوبي، تعدّ أحد المجهودات الرئيسة. لم يشكّل التغيّر المناخي أولويّةً بحثيةً عاليةً في هذه السنة، لكنّ بعض العلماء في كاليفورنيا، والذين يرأسهم روجر ريفيل من معهد سكريبس، استخدموا تدفق التمويل لبدء مشروع لطالما رغبوا في تنفيذه. وكان الهدف منه قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون بدقّةٍ وثباتٍ في مناطقَ مختلفةٍ حول العالم.

وقد وقعت المهمة على عاتق عالم الكيمياء الجيولوجية تشارلز ديفيد كيلينغ، الذي وضع شاشاتٍ عالية الدقة لمراقبة ثاني أكسيد الكربون في القطب الجنوبي وفوق بركان مونا لوا في هاواي. نفدت الأموال سريعًا في سبيل الحفاظ على سجلّ القارة القطبية لكن قياسات منطقة البركان استمرّت. وهكذا وُلِدت واحدةٌ من أشهر مجموعات البيانات في جميع العلوم، المسمّاة “منحنى كيلينغ”، والذي يقيس ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

عندما بدأ كيلينغ قياساته في العام 1958، كان ثاني أكسيد الكربون يشكّل 315 جزءًا بالمليون من الغلاف الجوي العالمي. وفي غضون سنواتٍ قليلةٍ فقط، أصبح واضحًا أنّ هذا الرقم يزداد سنةً تلو الأخرى؛ فالنباتات تمتصّ هذا الغاز في أثناء نموّها في الربيع والصيف وتطلقه في أثناء تحلّلها في الخريف والشتاء. إذًا، فإنّ تركيزاته انخفضت وارتفعت كل عامٍ بشكلٍ دوري. لكنّ النسبة كانت ترتفع باستمرار.

وقد قال ابنه رالف كيلينغ: «سطعهذا الرسم البياني في كل مكان، لقد كان مجرّد صورة مذهلة». وأضاف بارتفاع المنحنى على مر السنين، «كان له دور تاريخي مهم في توعية الناس بمشكلة التغير المناخي». وظهر “منحنى كيلينغ” في عددٍ لا يحصى من كتب العلوم، وجلسات الاستماع في الكونغرس، وفي الفيلم الوثائقي «حقيقة مزعجة» من تأليف آل جور عام 2006.

ويستمر المنحنى في الارتفاع كل عام؛ ففي عام 2016، تجاوز مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 400 جزء من المليون كما قيس في خلال الحد الأدنى السنوي المعتاد في أيلول/ سبتمبر، ويسجل اليوم 413 جزءًا من المليون (كان مستواه قبل بدء الثورة الصناعية مستقرًّا عند قرابة 280 جزء من المليون).

وفي الوقت نفسه الذي بدأت فيه قياسات كيلينغ، ساعد ريفيل في تطوير حجةٍ مهمةٍ مفادها أنّ ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية يتراكم في الغلاف الجوي للأرض. وفي العام 1957، نشر هو وهانز سويس أيضًا من معهد سكريبس، ورقةً بحثيةً عن تدفق الكربون المشعّ عبر المحيطات والغلاف الجوي. وأظهرا أنّ المحيطات ليس بإمكانها امتصاص الغاز بالكفاءة التي ظنوها، وبدلًا من ذلك فإنّ جزءًا كبيرًا منه يتسرب إلى الغلاف الجوي. وقد كتبا أشهر جملةٍ في تاريخ علوم الأرض، وهي: «إنّالبشر يقومون الآن بإجراء تجربةٍ جيوفيزيائيةٍ واسعة النطاق لم تحدث في الماضي ولن يعاد تطبيقها في المستقبل».

هنا كانت البصيرة الكامنة وراء علم المناخ الحديث؛ فثاني أكسيد الكربون آخذٌ بالازدياد، والبشر يسببون هذا التراكم. وقد أصبح ريفيل وسويس آخر قطعةٍ في لغزٍ يعود تاريخه إلى سفانت أرينيوس وجون تيندال. وقال المؤرّخ البيئي في كلية ريد في بورتلاند- أوريغون، جوشوا هاو: «أُخبر طلابي أنه لفهم أساسيات التغير المناخي، أنتم بحاجةٍ لامتلاك أحدث علوم الستينيات وأحدث رياضيات التسعينيات من القرن التاسع عشر، وأحدث كيمياء خمسينيات القرن العشرين».

تراكم الأدلة

إنّ البيانات، المُلاحظة والمُجمّعة في النصف الثاني من القرن العشرين، ساعدت الباحثين في بناء فهمهم تدريجيًّا عن كيفية تغيير الأنشطة البشرية للكوكب.

تقدّم العينات الجليديّة المسحوبة من الصفائح الجليدية، مثل تلك الموجودة فوق غرينلاند، بعضًا من أكثر الرؤى المعبّرة لفهم التغير المناخي في الماضي. في كل عام، يتساقط الثلج على الجليد وينضغط في طبقاتٍ جديدةٍ من الجليد ممثّلًا الظروف المناخيّة في الوقت الذي تشكلت به. وتتيح وفرة بعض الأشكال، أو نظائر الأكسجين والهيدروجين الفيزيائيّة الموجودة في الجليد، للعلماء حساب الحرارة التي تشكّلت عندها. وتكشف فقاعات الهواء المحبوسة داخل الجليد عن كمية ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الموجودة في الغلاف الجوي في ذلك الوقت. لذا، فإنّ الحفر أسفل الصفائح الجليديّة يشبه قراءة صفحاتٍ من كتاب تاريخ يعود بالزمن إلى الوراء كلّما تعمّقت أكثر.

في بداية الستينيات من القرن الماضي، بدأ العلماء بقراءة هذه الصفحات باستخدام عيّناتٍ جليديّةٍ محفورةٍ في قاعدةٍ عسكريّةٍ أمريكيّةٍ في شمال غرب غرينلاند. وعلى عكس التوقّعات التي تقول إنّ المناخات الماضية كانت ثابتة، أشارت العيّنات إلى أنّ التحوّلات المناخيّة المفاجئة حدثت على مدار المئة ألف عام الماضية. وفي عام 1979، سحبت مجموعةٌ دوليّةٌ من الباحثين عيّنةً جليديّةً عميقةً أخرى من مكانٍ ثانٍ في غرينلاند، وقد أظهرت أيضًا أنّ تغيًّرا مناخيًّا مفاجئًا حدث في الماضي. وفي أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، استعاد مشروعا حفر بقيادةٍ أوروبيةٍ وأمريكيّةٍ عينات أعمق بالقرب من قمة الصفيح الجليديّة، ما أرجع الرقم القياسي لدرجات الحرارة السابقة إلى ربع مليون عام.

أتاحت العيّنات الجليديّة، مع مصادر أخرى من المعلومات مثل العيّنات الترسبيّة المسحوبة من قاع البحر والجزئيات المحفوظة في الصخور القديمة، للعلماء إعادة بناء تغيرات درجات الحرارة الماضية بدقةٍ رائعة. وقد حصلت أغلب هذه التغيّرات بنحوٍ مقلقٍ وسريع. على سبيل المثال، دَفِئ المناخ في غرينلاند بنحوٍ مفاجئٍ أكثر من 20 مرّةٍ في الثمانين ألف سنةٍ الأخيرة، مع التغيّرات التي حدثت في غضون عقود. مؤخّرًا، انتهت فترة البرد، التي حدثت منذ ما يقارب 13000 عام، منذ 11500 عام، وارتفعت درجات الحرارة في غرينلاند 10 درجات مئويّة في عقد من الزمن.

إنّ الأدلّة على مثل هذه التحوّلات الشديدة دفنت أي أفكار باقية مفادها أنّ التغير المناخي سيتباطأ ومن المستبعد حدوثه في نطاق زمني يجب أن يقلق البشر بشأنه. وقالت عالمة المناخ في جامعة أريزونا في توسون، جيسيكا تيرني: «إنّه تذكيرٌ مهمٌّ لمعرفة كم قد تكون الأشياء [غير مستقرة]».

أتت المزيد من الأدلة على التغيّر العالمي من الأقمار الصناعيّة الراصدة للأرض، والتي جلبت بداية من الستينيات منظورًا جديدًا على مستوى الأرض حول ظاهرة الاحتباس الحراري. فقد قاست، من حيث توجد في السماء، الارتفاع في مستوى سطح البحر العالمي الذي يسجّل حاليًّا 3.4 ملم في السنة ويتسارع، مع زيادة احترار المياه وذوبان الصفائح الجليديّة، بالإضافة إلى الانخفاض السريع في الجليد العائم في القطب الشمالي كل صيفٍ في نهاية موسم الذوبان. ومنذ العام 2002، قامت الأقمار الصناعيّة لاستشعار الجاذبيّة بوزن الصفائح الجليديّة في قارة أنتاركتيكا وفي غرينلاند من أعلى، مسجّلةً فقدان أكثر من 400 مليار طنٍّ متريٍّ من الجليد كل عام.

وكذلك تؤكّد ملاحظات درجات الحرارة المأخوذة من محطات الأرصاد الجويّة حول العالم أنّنا نعيش في أكثر السنوات حرارة. ومنذ بدء حفظ السجلات عام 1880، حدثت السنوات العشر الأدفأ منذ العام 2005؛ وأتت تسع سنوات من هذه العشر منذ العام 2010.

تنبؤات مقلقة

مع حلول ستينيات القرن الماضي، لم يكن هناك إنكارٌ أنّ الكوكب كان دافئًا. لكن فهم عواقب هذه التغيرات، بما فيها تهديد صحة ورفاهيّة الإنسان، يتطلّب أكثر من بيانات المراقبة. ويعتمد التطلّع إلى المستقبل على عمليات المحاكاة الحاسوبية، أي الحسابات المعقدة لكيفية تدفقّ الطاقة عبر النظام الكوكبي.

كان ربط الملاحظات اليومّية للطقس بمفهوم التنبؤ بالمناخ في المستقبل الخطوة الأولى في بناء مثل هذه النماذج المناخيّة. وفي خلال الحرب العالميّة الثانية، صوّر عالم الرياضيات البريطاني، لويس فراي ريتشاردسون، عشرات الآلاف من علماء الأرصاد الجوية، وكان كل واحدٍ منهم يحسب الظروف لجزءٍ صغيرٍ من الغلاف الجوي، ولكنهم معًا يخيطون توقعات عالمية.

ولأنّ انتصار الحلفاء اعتمد على التنبؤات الجوية في الحرب، موّلت الحكومة الفيدرالية العلماء لتحسين هذه التنبؤات. وفي عام 1950، استخدم، فريق بقيادة عالمة الأرصاد الجويّة جولي تشارني، جهاز إينياك (ENIAC: Electronic Numerical Integrator And Computer)، وهو أول حاسوب إلكتروني أمريكي قابل للبرمجة، لإنتاج أول توقعاتٍ جويةٍ إقليميةٍ تعتمد على الحاسوب. وعلى الرغم من أنّ التنبؤ كان بطيئًا وبدائيًّا، إلّا أنّه بُني على أفكار ريتشاردسون في تقسيم الغلاف إلى مربعات أو خلايا، وحساب الطقس لكل جزءٍ منها. ومهّد هذا العمل لمتابعة عقود من النمذجة المناخية.

ومع حلول العام 1956، أنتج نورمان فيليبس وهو أحد أعضاء فريق تشارني، أول نموذج دورانٍ عامٍ في العالم، والذي التقط كيفية تدفق الطاقة بين المحيطات والغلاف الجوي والأرض. وهكذا وُلِد مجال النمذجة المناخية. وقد كان العمل أساسيًّا في البداية لأنّ أجهزة الحاسوب القديمة لا تملك قوةً حسابيّةً كبيرةً لمحاكاة جميع جوانب النظام الكوكبي.

وقد حدث اكتشاف مهمٌّ في عام 1967، عندما نشر عالما الأرصاد الجوية سيوكورو مانابي وريتشارد ويثرالد، وكلاهما في مختبر ديناميات السوائل الجيوفيزيائية في جامعة برينستون الذي ولد من مجموعة تشارني، ورقةً في مجلة علوم الغلاف الجوي التي صممت الروابط بين سطح الأرض والغلاف الجوي وحسبت كيف يمكن أن تؤثر تغيرات ثاني أكسيد الكربون في درجة حرارة الكوكب. وكان هذان العالِمان أول من أنشأ نموذجًا حاسوبيًّا يلتقط العمليات الملائمة التي تحرّك المناخ والتي تحاكي بدقّةٍ كيفية استجابة الأرض لهذه العمليّات.

وسمح ظهور نمذجة المناخ للعلماء بتصورٍ أدق لتأثيرات الاحتباس الحراري. وفي العام 1979، اجتمع تشارني مع خبراء آخرين في وودز هول في ماساتشوستس، في محاولة لتكوين إجماعٍ علميٍّ على ما يعنيه ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون للكوكب. وخلُصت نتيجة «تقرير تشارني» إلى أنّ ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سيؤدي إلى تغيرٍ مناخيٍّ إضافيٍّ وكبيرٍ.

وفي العقود التالية، أصبحت نمذجة المناخ مسألةً معقّدةً بنحوٍ متزايد. ومع ترسيخ علم المناخ، أصبح تغيّر المناخ قضيّةً سياسيّة.

ردود الفعل

برز الوعي العام المتزايد حيال التغير المناخي، والمعارك حول ما يجب فعله تجاهه، جنبًا إلى جنب مع الوعي بالقضايا البيئيّة الأخرى في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وقد حفّز كتاب راشيل كارسون”الربيع الصامت” المنشور عام 1962 والذي أدان استخدام المبيد ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان (DDT) لتأثيراته البيئيّة، النشاط البيئي في الولايات المتّحدة وأدّى إلى أول إعلان ليوم الأرض عام 1970.

وفي عام 1974، اكتشف العلماء تهديدًا بيئيًّا عالميًّا رئيسيًّا آخر، وهو ثقب الأوزون في القارة القطبيّة، والذي كان له بعض أوجه الاختلاف والتشابه مع قصة التغير المناخي. وأفاد الكيميائيان ماريو موليناوف. شيروود رولاند من جامعة كاليفورنيا- إيرفين، أنّ المواد الكيميائيّة المعروفة باسم CFC: chlorofluorocarbon والمستخدمة في المنتجات مثل علب الرش والمبردات تسبّب سلسلة من التفاعلات التي تثقب طبقة الأوزون الحامية في الغلاف الجوي. ويتيح هذا الثقب المتشكل فوق القطب الجنوبي كل ربيع، لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس بالوصول إلى الغلاف الجوي فسطح الأرض، مسبّبةً سرطان الجلد وتلف العين.

عملت الحكومات تحت رعاية الأمم المتحدة لصياغة بروتوكول مونتريال عام 1987، والذي حدّ بصرامة تصنيع هذا المبيد. وفي السنوات اللاحقة، بدأ ثقب الأوزون بالالتحام. لكن ثبت أنّ مكافحة التغير المناخي تمثّل تحدّيًّا أكبر. إنّ تحويل قطاعات الطاقة بكاملها لتقليل انبعاثات الكربون أو إزالتها أصعب من استبدال مجموعة من المواد الكيميائية الصناعيّة.

ومع ذلك؛ ففي العام 1980، اتخذّ العلماء خطوةً مهمةً للتكاتف معًا بهدف ترسيخ الفهم العلمي للتغير المناخي ولفت الانتباه لصانعي السياسات الدولية. وبدأت الخطوة بمؤتمرٍ صغيرٍ في مدينة فيلاخ في النمسا، بشأن جديّة هذه المشكلة. وتحدّث عالم الأرصاد السويدي، بيرت بولين، مع مشاركين آخرين عن الحاجة إلى تحليلٍ أوسع وأعمق وأكثر دوليّة. وفي عام 1988، ولد مجلس تابع للأمم المتحدّة سُمّيَ بالهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي IPCC: Intergovernmental Panel on Climate Change، وكان بولين رئيسها.

أصبحت هذه الهيئة أكثر تأثيرًا وتفرّدًا. ولم تجرِ أيّ بحثٍ علمي، بل على العكس جمّعت ولخّصت المؤلفات الهائلة عن علم المناخ ليدرسها صانعي السياسات، من خلال التقارير الضخمة الصادرة كل عامين. وتوقّع أوّل تقرير لها عام 1990 أنّ متوسط حرارة سطح الكوكب سيرتفع في القرن القادم بسبب زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي أكثر من أي وقت في آخر عشرة آلاف عام.

وأدت تقارير الهيئة دورًا أساسيّا في تزويد معلومات علمية للدول المناقِشة لكيفية تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة. وبدأت هذه العملية في قمة ريو للأرض عام 1992، والتي أسفرت عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وأدّت الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة لمعالجة التغير المناخي إلى الالتزامات الدولية الأولى لخفض الانبعاثات وهو بروتوكول كيوتو لعام 1997. وبموجبه، التزمت الدول المتقدمة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى. وبحلول العام 2007، أعلنت الهيئة الحكومية الدولية للتغير المناخي أنّ حقيقة الاحترار المناخي «لالبس فيها». وحصلت المجموعة مع آل غور، في ذلك العام، على جائزة نوبل للسلام لعملهم في مجال التغير المناخي.

ضمنت عملية IPCC أنّ يملك صانعو السياسات أفضل علم عندما يأتون إلى الاجتماع لمناقشة خفض الانبعاثات. وبالتأكيد، لم تلتزم الدول بهذا العلم كما لا تفعل غالبًا. وطوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ناقشت الاجتماعات الدولية المناخية العلوم الأقل تشدّدًا والمزيد من قضايا العدالة. وأشارت دول مثل الصين والهند أنها بحاجة إلى الطاقة لتطوير اقتصادها، وأنّ الدول المسؤولة عن الانبعاثات الأضخم عبر التاريخ كالولايات المتّحدة بحاجةٍ إلى تمهيد الطريق لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

وفي الوقت نفسه، اكتسب رؤساء بعض الدول الأضعف، مثل الجزر المنخفضة والمهددة بارتفاع مستوى سطح البحر، وضوحًا ونفوذًا في منتديات التفاوض الدولية. وتقول الخبيرة في سياسة المناخ في اتحاد العلماء المهتمين في معهد ماساتشوستس في كامبريدج، راشيل كليتس: «إنّالقضايا المتعلقة بالعدالة كانت تمثّل تحدّيًّا فريدًا في مشكلة العمل الجماعي هذه».

وبحلول العام 2015، أحرزت دول العالم بعض التقدّم في خفض الانبعاثات كما مرّت في بروتوكول كيوتو، لكنّه ما زال غير كافٍ لتحقيق تخفيضات عالمية كبيرة. وفي تلك السنة، أصدر مؤتمرٌ أساسيٌ للأمم المتحدة حول المناخ في باريس اتفاقيةً دوليةً لتجربة الحد من الاحترار العالمي درجتين مئويتين، ويفضل إلى درجةٍ ونصف مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

لدى كل بلد مقاربته الخاصة حيال التحدي المتعلق بالتغير المناخي؛ ففي الولايات المتّحدة، التي تحصل تقريبًا على 80% من طاقتها من الوقود الأحفوري، أدّت الجهود المعقّدة إلى التقليل من شأن العلم ونقده إلى تأخيراتٍ كبيرةٍ في العمل المناخي. ولعقود، عملت شركات الوقود الأحفوري الأميركية مثل إكسون موبيل للتأثير على السياسيين لاتخاذ أقل قدرٍ ممكنٍ من الإجراءات لخفض الانبعاثات.

نجحت مثل هذه التكتيكات بلا شك في تغذية تأخير العمل المناخي للسياسيين في الولايات المتحدة، ومعظمهم كان من الجمهوريين. سحب جورج دبليو بوش الدول من بروتوكول كيوتو عام 2001، كما رفض ترامب اتفاقية باريس عام 2017. وفي أواخر العام 2015، أحضر رئيس لجنة البيئة في مجلس الشيوخ، جيمس إنهوف، كرة ثلجٍ من أوكلاهوما إلى الكونغرس في يومٍ باردٍ من أيام الشتاء ليقول إنّ تسبب الإنسان بالاحتباس الحراري هو مجرد «خدعة».

وفي أستراليا، أبقى المزيج المشابه من الإنكار اليميني ومصالح الوقود الأحفوري التزامات التغير المناخي في تغيرٍ متواصل، فقد صوت رؤساء الحكومات مع وضد في نقاشاتٍ عشوائيةٍ لمعرفة كيفية تصرف الدول حيال المناخ. ومع ذلك، تقدّمت دولٌ أخرى، فبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، سعت بقوةٍ لاستخدام الطاقات البديلة بما فيها الهواء والماء.

وقد اتخذت الصين، وهي أكثر دولةٌ باعثةٌ للكربون، عدة خطواتٍ معتدلةٍ في العام 2021 لخفض الانبعاثات، وقالت إنها ستتوقف عن بناء محطات طاقة تعمل بالفحم ما وراء البحاء. أمّا الهند فأعلنت أنّها تسعى إلى صفر انبعاث في العام 2070. وما زالت هذه التعهدات تُنتقد، لأنّ كلًّا من الهند والصين والولايات المتحدة لم يلتزموا بتخفيف استخدام الفحم.

مواجهة المستقبل

في الكثير من الحالات، كانت التغيرات أسرع مما توقّع العلماء طوال العقود الماضية؛ فقد أصبحت المحيطات أكثر حموضة لأنّها تمتص ثاني أكسيد الكربون، ممّا يؤذي الكائنات البحريّة الدقيقة التي تبني أصدافًا واقيًة من كربونات الكالسيوم، والتي تشكّل القاعدة الأساسيّة لشبكة الغذاء البحريّة. وكذلك تَبيّض الشعاب المرجانية من المياه الدافئة. أمّا درجات الحرارة المرتفعة فتدفع الحيوانات والنباتات إلى العيش بأماكن لم تعش فيها سابقًا، ما يؤدّي إلى زيادة خطر انقراض الكثير منها، كما أدّت إلى موجات جفاف شديدة جفّفت الغطاء النباتي وأمّنت شعلةً إضافيةً لحرائق الغابات، مثل تلك التي دمّرت أستراليا ومنطقة الشرق الأوسط وغرب أميركا الشماليّة في السنوات الأخيرة.

لا يوجد مكان في الكوكب غير متأثّر بهذه المشكلة. فهناك القطب الشمالي، حيث ترتفع الحرارة أكثر من ضعف المعدل العالمي وتكون المجتمعات في طليعة التغيير. وتذوب الكتلة الجليديّة مزعزعةً بالتالي استقرار المباني وخطوط الأنابيب والطرقات. ويقلق رعاة الأيل والرنّة من ارتفاع خطر الطفيليّات على صحة حيواناتهم. وقرية شعوب الأسكيمو في جزيرة شيشمارف في ألاسكا مهدّدة بالغرق في البحر بسبب قلة الجليد البحري الذي يحمي الساحل من التآكل وقت العاصفة.

يواجه أولئك الذين يعتمدون على النظم البيئية السليمة، في كل أنحاء الكوكب، أكبر تهديدٍ لحياتهم من التغير المناخي. وأول من يشعر بالتغير المناخي هم أولئك الذين يملكون أقل الموارد للتكيف معه.

هذا أحد الأسباب الذي دفع تقرير IPCC الصادر عام 2021 إلى التركيز على مستويات الاحتباس الحراري المتوقعة. هناك فرقٌ كبيرٌ بين ارتفاع حرارة الكوكب 1.5 درجةٍ مئويّةٍ وبين ارتفاعها درجتين إلى درجتين ونصف؛ فكل جزء من الارتفاع يزيد خطر الظواهر المتطرفة مثل موجات الحرارة والأمطار الغزيرة مؤدّيةً بالتالي إلى دمارٍ عالميٍّ كبير.

ويتوقّف المستقبل على مدى استعداد الدول للالتزام بخفض الانبعاثات وما إن كانوا سيلتزمون بها. فنحن بحاجة إلى عمل توازن جغرافي سياسي لم يشهد العالم مثله من قبل.

يمكن للعلم، لا بل يجب عليه، العمل حيال هذا الأمر. ستوضّح النماذج المناخية المعدّلة أي تغيراتٍ متوقّعة على المستوى الإقليمي، ممّا يساعد المسؤولين من حكوماتٍ وصناعات على الاستعداد وعلى القيام بدورهم. يمكنهم الاستثمار في التكنولوجيا مثل حجز الكربون للمساعدة في إزالة الكربون من الاقتصاد وتحويل المجتمع نحو استخدام المزيد من الطاقة البديلة.

لكن تبقى الكثير من الأسئلة. هل للمصوتين القدرة على طلب انتقالاتٍ كبيرةٍ في الطاقة من حكوماتهم؟ وكيف تؤدي قيادة التجارة والعسكر دورًا أكبر في توجيه العمل المناخي؟ وماذا ينبغي أن يكون دور مصادر الطاقة منخفضة الكربون مثل الطاقة النووية على الرغم من سلبيّاتها؟ وكيف تحقق الدول النامية مستوى معيشيًّا أفضل لسكانها من دون أن تكون باعثةً للغازات الدفيئة؟ كيف نحمي الفئات الضعيفة من التعرّض للأذى بشكلٍ غير متكافئٍ في أثناء الظواهر المتطرّفة، وندمج العدالة البيئيّة والاجتماعيّة في مستقبلنا؟

تزداد هذه الأسئلة إلحاحًا كلّ عام بسبب تراكم ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجويّ. ويشهد الكوكب اليوم أعلى مستويات لهذا الغاز من أي وقتٍ مضى في الثلاث ملايين سنة الأخيرة.

ووافق الدبلوماسيون من جميع أنحاء العالم، في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في غلاسكو، على الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري. ومع ذلك، لم يضعوا أهدافًا صارمة بما يكفي لإبقاء احترار العالم تحت 1.5 درجة مئويّة.

لقد مرّ أكثر من قرن على إدراك الكيميائي أرينيوسعواقب زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. ومع ذلك، لم توحد الجهود لتجنّب العواقب الأخطر للتغير المناخي.

والوقت ينفد بسرعة…