10 أشياء تقنية رائجة لعام 2023 على الجميع الاستعداد لها
كتب Bernard Marr:
بصفتي عالماً مستقبلياً فإن وظيفتي هي أن أتطلع قدماً، لذلك أقوم كل عام بتغطية اتجاهات التكنولوجيا الناشئة التي ستشكل عالمنا الرقمي في الأشهر ال 12 المقبلة.
ما هي التقنيات التي تكتسب جاذبية أكبر؟ ما هي أهم الأعمال الرائجة التي يجب على أصحاب الأعمال ان يستعدوا لها؟
1- الذكاء الاصطناعي في كل مكان:
في عام 2023، سيصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة في المنظمات. سيُمكِّن الذكاء الاصطناعي الذي لا يتطلب خبراتٍ برمجية أيّةَ شركة من الاستفادة من واجهاته سهلة الاستخدام لتزيد طاقتها في إنشاء منتجات وخدمات ذكية.
نحن نشهد بالفعل هذا الاتجاه في سوق التجزئة. تستخدم شركة Stitch Fix خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوصية عملائها بالملابس التي تتناسب مع أحجامهم وأذواقهم.
بدون أي اتصال، سيكون التسوق الذاتي والتسليم أيضاً رائجاً بشكل كبير في عام 2023. سوف يسهل الذكاء الاصطناعي على المستهلكين دفع ثمن السلع والخدمات واستلامها.
سيعمل الذكاء الاصطناعي أيضاً على زيادة العمل تقريباً في كل عملية تجارية عبر المؤسسات. سيستخدم المزيدُ من تجار التجزئة الذكاء الاصطناعي لإدارة وأتمتة عمليات إدارة المخزون المعقدة التي تحدث خلف الكواليس، لذا فإن هذه التغييرات الملائمة مثل الشراء عبر الإنترنت والتقاطها في الرصيف (BOPAC) والشراء عبر الإنترنت والاستلام في المتجر (BOPIS) والشراء عبر الإنترنت والإعادة إلى المتجر (BORIS) ستصبح شيئاً معتمداً.
سيكون الذكاء الاصطناعي أيضاً المحرك وراء أحدث عمليات التسليم المؤتمتة التي يقوم تجار التجزئة بتجريبها وطرحها، وسيحتاج الكثير من عمال التجزئة إلى التعود على العمل جنباً إلى جنب مع الآلات للقيام بوظائفهم.
2- سيصبح الميتافيرس حقيقي جزئياً:
لا أهتم بشكل خاص بمصطلح “ميتافيرس”، لكنه أصبح اختصاراً لعالم الإنترنت أكثر شموليةً حيث سنكون قادرين على العمل واللعب والتواصل الاجتماعي على منصة ثابتة.
يتوقع الخبراء أن الميتافيرس سيضيف 5 تريليونات دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، و2023 سيكون العام الذي يحدد اتجاه الميتافيرس للعقد المقبل.
ستستمر تقنية الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) في التقدم. أحد المجالات التي يجب مراقبتها هي بيئة العمل في الميتافيرس في عام 2023، أتوقع أنه سيكون لدينا بيئات شاملة للاجتماعات نتحدث فيها ونأتي بأفكار حديثة ونخترع معاً.
في الواقع، تقوم شركة Microsoft وNvidia بالفعل بتطوير منصات ميتافيرس للتعاون في المشاريع الرقمية.
سنرى أيضاً المزيد من تقنيات الأفاتار المتقدمة في العام الجديد. يمكن أن يبدو الأفاتار الحاضر الذي نعرضه أثناء تفاعلنا مع مستخدمين آخرين في الميتافيرس تماماً كما نفعل في العالم الحقيقي، وستمكن ميزة التقاط الحركة الأفاتار لدينا من تبني لغة جسدنا وإيماءاتنا الفريدة.
قد نشهد أيضاً مزيداً من التطور في استقلالية الذكاء الاصطناعي للأفاتار الذي يمثل وجودنا في الميتافيرس، حتى لو لم ندخل إلى العالم الرقمي.
تستخدم الشركات بالفعل تقنية ميتافيرس مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإجراء التدريب والتوظيف، وسوف يتسارع هذا الاتجاه في عام 2023.
وقد أنشأت شركة Accenture العملاقة للاستشارات بالفعل بيئة ميتافيرس تسمى Nth Floor. يتميز هذا العالم الافتراضي بنسخ طبق الأصل من مكاتب Accenture الواقعية، بحيث يمكن للموظفين الجدد والموظفين الحاليين تنفيذ المهام المتعلقة بالموارد البشرية دون الحاجة إلى التواجد في مكتب فعلي.
3- تطور ال Web3:
ستتطور تقنية Blockchain أيضًا بشكل ملحوظ في عام 2023 حيث تقوم الشركات بإنشاء المزيد من المنتجات والخدمات اللامركزية.
على سبيل المثال، في الوقت الحالي، نقوم بتخزين كل شيء سحابياً -ولكن إذا قمنا بجعل تخزين البيانات لامركزي وقمنا بتشفير تلك البيانات باستخدام blockchain، فلن تكون معلوماتنا أكثر أماناً فحسب، بل سيكون لدينا طرق مبتكرة للوصول إليها وتحليلها.
ستصبح الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) أكثر قابلية للاستخدام وعملية في العام الجديد. على سبيل المثال، ستمنحك تذاكر NFT للحفلات الموسيقية إمكانية الوصول إلى تجارب تُحفر بالذاكرة وراء الكواليس. قد تكون NFTs هي المفاتيح التي نستخدمها للتفاعل مع العديد من المنتجات والخدمات الرقمية التي نشتريها، أو قد تمثل العقود التي نبرمها مع أطراف أخرى.
4- الوصل بين العالم الرقمي والمادي:
نحن نشهد بالفعل جسراً ناشئاً بين العالمين الرقمي والمادي، وسيستمر هذا الاتجاه في عام 2023. هناك مكونان لهذا الدمج: التكنولوجيا الرقمية المزدوجة والطباعة ثلاثية الأبعاد.
التوائم الرقمية هي محاكاة افتراضية لعمليات، أو عمليات، أو منتجات في العالم الحقيقي يمكن استخدامها لاختبار الأفكار الجديدة في بيئة رقمية آمنة. يستخدم المصممون والمهندسون التوائم الرقمية لإعادة إنشاء أشياء مادية داخل عوالم افتراضية، حتى يتمكنوا من الاختبار في ظل كل حالة يمكن تصورها دون التكاليف الباهظة للتجارب الواقعية. في عام 2023، سنرى المزيد من التوائم الرقمية، من المصانع إلى الآلات إلى السيارات إلى الرعاية الصحية الدقيقة.
بعد الاختبار في العالم الافتراضي، يمكن للمهندسين تعديل المكونات وتحريرها، ثم إنشاؤها في العالم الحقيقي باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
على سبيل المثال، تقوم فرق Formula 1 حالياً بجمع البيانات المنقولة من أجهزة الاستشعار أثناء السباقات، إضافة إلى درجات حرارة مضمار السباق وظروف الطقس، لمعرفة كيف تتغير السيارات أثناء السباقات. ثم يقومون بدفق البيانات من المستشعرات إلى التوائم الرقمية للمحركات ومكونات السيارة وتشغيل السيناريوهات لإجراء تغييرات في التصميم أثناء التنقل. ثم تقوم الفرق بطباعة قطع غيار السيارات ثلاثية الأبعاد بناءً على نتائج الاختبار.
5- طبيعة قابلة للتعديل بنحوٍ متزايد:
سنعيش في عالم يمكننا فيه إجراء تغييرات على المواد والنباتات وحتى البشر من خلال تعديلها. ستمكننا تقنية النانو من إنشاء مواد ذات ميزات جديدة تماماً، مثل مقاومة الماء وقدرات الشفاء الذاتي.
كان CRISPR-Cas9 (وهي تقنية للتعديل الجيني) موجوداً منذ بضع سنوات، ولكن في عام 2023 سنرى تسارع تقنية تعديل الجينات لمنحنا القدرة المتزايدة على “تعديل الطبيعة” عن طريق تغيير الحمض النووي.
يعمل التعديل الجيني إلى حد ما مثل معالجة الكلمات، حيث يمكنك إخراج بعض الكلمات وإضافة كلمات أخرى -ولكن يمكنك القيام بذلك باستخدام الجينات. يمكن استخدام التحرير الجيني لتصحيح طفرات الحمض النووي، أو حل مشكلة الحساسية الغذائية، أو زيادة صحة المحاصيل، أو حتى تعديل الخصائص البشرية مثل لون العين والشعر.
6- تقدم علم الكم:
في الوقت الحالي، هناك سباق عالمي لتطوير الحوسبة الكمومية على نطاق واسع.
الحوسبة الكمومية، التي تستخدم الجسيمات دون الذرية لإنشاء طرق جديدة لمعالجة المعلومات وتخزينها، هي قفزة تكنولوجية من المتوقع أن تجلب لنا أجهزة كمبيوتر قادرة على التشغيل تريليون مرة أسرع من أسرع المعالجات التقليدية المتاحة اليوم.
يكمن الخطر المحتمل للحوسبة الكمومية في أنها قد تجعل ممارسات التشفير الحالية لدينا عديمة الجدوى -لذا فإن أيّة دولة تقوم بتطوير الحوسبة الكمومية على نطاق واسع يمكن أن تكسر تشفير الدول الأخرى والشركات وأنظمة الأمان وغيرها. هذا اتجاه يجب مراقبته بعناية في عام 2023 حيث تضخ دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وروسيا الأموال في تطوير تكنولوجيا الحوسبة الكمومية.
7- تقدم تكنولوجيا صديقة البيئة:
أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم الآن هو كبح جماح انبعاثات الكربون لدينا حتى نتمكن من معالجة أزمة المناخ.
في عام 2023، ابحث عن التقدم المستمر حول الهيدروجين الأخضر، وهو مصدر جديد للطاقة وحرق نظيف ينتج عنه ما يقرب من الصفر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تقوم شركتا Shell وRWE، وهما شركتان أوروبيتان رئيسيتان في مجال الطاقة، بإنشاء أول خط أنابيب رئيسي صديق للبيئة من محطات طاقة الرياح في البحر الشمالي.
سنرى أيضًا تقدمًا في تطوير شبكات الطاقة اللامركزية. يوفر توليد الطاقة الموزعة باستخدام هذا النموذج نظامًا لمولدات الطاقة الصغيرة والتخزين الموجودة في المجتمعات أو المنازل الفردية، حتى يتمكنوا من توفير الطاقة حتى في حالة عدم توفر الشبكة الرئيسية. في الوقت الحالي، تهيمن شركات الغاز والطاقة الضخمة على نظام الطاقة لدينا، لكن مبادرات الطاقة اللامركزية لديها القدرة على إضفاء الطابع الديمقراطي على السلطة في جميع أنحاء العالم مع تقليل انبعاثات الكربون.
8- ستصبح الروبوتات أكثر شبهاً بالإنسان:
في عام 2023، ستصبح الروبوتات أكثر شبهاً بالبشر، في المظهر والقدرة. سيتم استخدام هذه الأنواع من الروبوتات في العالم الحقيقي كمستقبلين في التجمعات، وسقاة، وبوابين، ورفاق لكبار السن. سيقومون أيضًا بأداء مهام معقدة في المستودعات والمصانع حيث يعملون جنباً إلى جنب مع البشر في التصنيع والخدمات اللوجستية.
تعمل إحدى الشركات جاهدة لإنشاء روبوت شبيه بالإنسان سيعمل في منازلنا. في يوم Tesla للذكاء الاصطناعي في سبتمبر 2022، كشف إيلون ماسك عن نموذجين أوليين لروبوتات أوبتيموس، وقال إن الشركة ستكون جاهزة لتلقي الطلبات في غضون 3 إلى 5 سنوات مقبلة. يمكن للروبوت أن يؤدي مهامَّ بسيطة مثل رفع الأشياء وسقي النباتات؛ لذلك ربما نتمكن قريباً من الحصول على “خدم آليين” يساعدون في المنزل.
9- التقدم في الأنظمة المستقلة:
سيستمر رواد الأعمال في التقدم لإنشاء أنظمة مستقلة، لا سيما فيما يتعلق بالتسليم والخدمات اللوجستية. أصبحت العديد من المصانع والمستودعات بالفعل مستقلة جزئياً أو كلياً.
في عام 2023، سنرى المزيد من الشاحنات والسفن ذاتية القيادة، بالإضافة إلى روبوتات التوصيل؛ وحتى المزيد من المستودعات والمصانع ستطبق تقنية النظام المستقل.
(اوكادو) وهو سوبر ماركت بريطاني عبر الإنترنت يصف نفسه بأنه “أكبر بائع تجزئة مخصص للبقالة عبر الإنترنت في العالم”، يستخدم الآلاف من الروبوتات المستقلة في مستودعاته الآلية للغاية لفرز مواد البقالة ورفعها ونقلها. يستخدم المستودع أيضاً الذكاء الاصطناعي لوضع العناصر الأكثر شيوعًا في متناول الروبوتات. تقوم شركة Ocado الآن بطرح التكنولوجيا المستقلة خلف مستودعاتها الناجحة إلى تجار التجزئة الآخرين في البقالة.
10- تكنولوجيا مستدامة أكثر:
أخيراً، سنرى دفعة نحو تكنولوجيا أكثر استدامة في عام 2023. الكثير منا (إن لم يكن معظمنا) مدمن على التكنولوجيا مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر؛ ولكن من أين تأتي المكونات لتصنيع أدواتنا المفضلة؟ سوف يفكر الناس أكثر في المكان الذي تنشأ فيه مكونات الأرض النادرة لأشياء مثل رقائق الكمبيوتر وكيف نستهلكها.
نحن نستخدم أيضًا خدمات سحابية مثل Netflix وSpotify، والتي لا تزال تعمل في مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات هائلة من الطاقة.
في عام 2023، سنرى اندفاعاً مستمراً نحو جعل سلاسل التوريد أكثر شفافية، حيث يطالب المستهلكون بأن تكون المنتجات والخدمات التي يستثمرون فيها موفِّرة للطاقة ومدعومة بتكنولوجيا أكثر استدامة.
- ترجمة: محمد ياسين
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1