ماذا لو فقدت أسنانك ليلاً؟
ماذا لو استيقظت في أحد الأيام لتجد أنّه ليس فقط سنٌّ واحد أو اثنان بل جميع أسنانك قد اختفت وأنت الآن بلا أسنانٍ لبقيّة حياتك؟
كيف سيؤثّر ذلك على جهازك الهضميّ وعلى لثّتك العارية المعرّضة للعدوى؟ هل ستفقد قدرتك على النّطق؟
لنتعرّف الآن على أسنانك قبل أن تفقدها نهائيَّاً.
يحتوي فمك على 32 سنَّاً، مقسّمين إلى خمس مجموعات، ففي المقدّمة توجد القواطع، وعددها ثمانية وهي مسؤولةٌ عن تقطيع الطّعام، تليها الأنياب وعددها أربعة وهي الأسنان الأكثر حدّة في فمك، ووظيفتها تفتيتُ الطّعام إلى أجزاء.
خلف الأنياب توجد الضّواحك وعددها أربعة أيضاً، وأخيراً نجد الأضراس وعددها ثمانية تليها الرّحى الثّالثة أو ما يُعرف بأضراس العقل التي لا تظهر عند معظم الأشخاص ولكن للبعض الآخر قد تسبّب اكتظاظ الأسنان ويتوجّب إزالتها.
بما أنّك الآن على درايةٍ بما سبق، حان الوقت لتقول وداعاً لهذه الأسنان البيضاء كاللّؤلؤ، فأسنانك لن تختفي كالسّحر بل ستقوم بابتلاعها، هل هذا ممكن؟
لسوء الحظّ، نعم.
إنّ الأسنان صغيرةٌ بشكل يكفي لأن تعبُر أصغر الأجزاء في القناة الهضميّة، وأوّل ما ستلاحظه أنّ النّطق أصبح صعباً جدَّاً لأنّ الأسنان تلعب دوراً هامَّاً في تدفّق الهواء أثناء الكلام فالعديد من الكلمات أو الأصوات تتطلّب استخدام اللّسان بالتنسيق مع الأسنان في عمليّة النّطق.
سيحدث التّغيير الكبير التالي مباشرةً عندما ستتناول وجبة الطّعام الأولى وبالطّبع جميع الوجبات التي تليها.
كما أشرنا سابقاً، تعدّ مينا الأسنان الجزء الأكثر صلابةً في جسم الإنسان وتعادل قوّة العضّ عند الإنسان 90-113 كيلوغراماً أي (200-250) رطلاً.
بدون الأسنان لن تستطيع المضغ حيث ستحتاج اللّثة والفكّين للقيام بعملٍ إضافيٍّ كي يتفتّت الطعام بشكلٍ يمكّنك من ابتلاعه وسيصبح أشبه بالمستحيل أن تتناول الأطعمة الصّلبة، وقيامك بذلك بشكل دوريّ قد يؤدّي إلى عدوى لثويّة أو غيرها من الأمراض.
كما قد يؤدّي ذلك إلى هضمٍ غير مكتمل، فعدم مضغ الطّعام يمنع خروج المغذّيات منها ويصبح القولون أرضاً خصبةً للبكتيريا ما يعني أنّك ستلجأ إلى نظامٍ غذائيّ يقوم على السّوائل فقط، أي استبدال الفاكهة والخضروات واللّحوم بالعصائر أو الحساء.
كما سيصبح من الصّعب الحصول على جميع العناصر الغذائيّة والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسمك وسيجب عليك أن تخطّط لجميع وجباتك كي تحافظ على صحّتك.
شيءٌ صادمٌ آخر سيحدث في غياب الأسنان ألا وهو ضعف عظم الفكّ، فالفكّ في حالة تغيّر مستمرّة لأنه يستجيب للضّغط الذي تطبّقه الأسنان ومن دون هذا الضّغط سيصبح الفكّ أكثر عرضةً للكسور؛ لذلك كن حذراً فحتّى أقلّ كدمة على الوجه ستسبّب ألماً شديداً.
نأمل أن يكون لديك عادات صحيّة للعناية بأسنانك لأنه وبدون الأخيرة ستصبح المعركة ضدّ البلاك والبكتيريا أكثر صعوبةً. يوجد في فمك ما يقارب 700 نوع من البكتيريا بعضها جيّد والآخر سيّء.
تعتبر العقديّات الطّافرة (سوسة الأسنان) أكثر أنواع البكتيريا ضرراً لأنها تقوم بتحويل السّكر والكاربوهيدرات إلى أحماض تهاجم الأسنان.
بدون الأسنان ستصبح اللّثة مكشوفةً كليَّاً، ما يجعلها أكثر عرضةً للعدوى البكتيريّة كالتهاب اللّثة أو التهاب الرّباط (التهاب حول السّن) وعادةً ما تبدأ هذه الأمراض مع تسوّس الأسنان الذي يمكن أن يؤدي إلى التعفّن لينتهي بها الأمر بالسقوط أو الخلع.
لحسن الحظّ، أسنانك ستكون مفقودة مسبقاً لذلك سيكون عليك أن تتعامل فقط مع اللثة الملتهبة مالم تُعالَج بالمضادّات الحيويّة والتنظيف العميق المستمر، ستعاني وقتاً طويلاً من آلام شديدة وطعم سيء في الفم ورائحة نفس كريهة جدَّاً، بالإضافة إلى حرمانك من جميع أنواع الأطعمة الصّلبة التي تحبّها.
ربّما لا يجب عليك أن تقلق حول سيناريو تخسر فيه كلّ أسنانك بين ليلةٍ وضحاها فمن الأفضل أن تفكّر بالعناية بها جيِّداً طالما لا تزال في فمك.
- ترجمة: إيلين فرح
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1