دراسة تكشف عن ارتفاع نسبة النساء في التخصصات العلمية
كشفت دراسة طولية لبحوث مؤرشفة لملايين الباحثين حول العالم عن زيادة فرص النساء في مجال البحث العلمي الآن أكثر مما كانت عليه قبل 20 عامًا. لكن اقل احتمالًا في مواصلة حياتهن الأكاديمية مقارنةً بأقرانهن من الذكور، وينشرن عمومًا عددًا أقل من الأوراق البحثية.
نشر عالم فيزياء الكم لودو والتمان Ludo waltma من جامعة لايدن في هولندا مع زملائه في أرشيف أرخايف arXiv نتائج لدراسةٍ شاملة عن قاعدة البيانات سكوبس Scopus الضخمة لخلاصات البحث العلمي التابعة لشركة الطباعة إلزيفير Elsevier. حيث سلطوا الضوء على مجالات النشر لنحو ستة ملايين باحث حول العالم، نشروا ما لا يقل عن ثلاث أوراق بحثية بين عامي 1996 و2018.
وجد مؤلفو الدراسة أن نسبة النساء اللاتي يبدأن مهنة متعلقة بالعلوم ارتفعت مع مرور الزمن. حيث كان %33 من النساء الباحثات في عام 2000 قد بدأن حياتهن المهنية في مجال النشر؛ ونمت تلك النسبة إلى %40 في السنوات الأخيرة (لاحظ مخطط الفجوة الجنسانية). قال والتمان: «على الرغم من أن النتائج ليست مفاجئة، إلا أنه من المهم أن يكون لدينا الآن إحصاءات ملموسة تؤكد الاتجاه السائد في العديد من البلدان والتخصصات العلمية».
التدرج الوظيفي:
واصل والتمان وفريقه بحثهم إلى أبعد من ذلك من خلال تتبع سجلات منشورات الباحثين لمعرفة ما إذا كانوا قد استمروا في تأليف الأوراق العلمية والذي يعد دليلًا على استمرار حياتهم المهنية في مجال العلوم. اكتشفوا أن احتمال استمرار النساء في نشر الأوراق البحثية أقل من الرجال، بغض النظر عن العام الذي بدأن فيه حياتهن المهنية.
قال والتمان: «فاجأتنا احتمالية استمرار النساء في نشر الأوراق البحثية حيث كانت أقل بقليل من الرجال، رغم أن هناك مشكلة معروفة تتمثل في أن عدد النساء اللاتي يتقدمن لمناصب عليا في العلوم أقل من الرجال». ووجدوا أن نسبة %54 من النساء اللواتي بدأن النشر في عام 2000 قد هبطت بعد 15 عامًا، مقابل %52 من الرجال.
قال والتمان: «في حين أن المدة الزمنية للمهن العلمية للرجال والنساء متشابهة تمامًا، إلا أن هناك اختلافات مهمة بين الرجال والنساء في الطريقة التي تتطور بها حياتهم المهنية العلمية». بشكلٍ عام، يبدو أن الرجال يتقدمون إلى مناصب عليا بسرعة أكبر من خلال ظهورهم كآخر المؤلفين. نشر الرجال في المتوسط أيضًا أبحاث أكثر من النساء بنسبة %(15-20) خلال الفترة الزمنية لجمع البيانات، على الرغم من وجود تباين كبير عبر المجالات المختلفة.
كان أحد القيود المهمة للدراسة أنها استبعدت البيانات من الهند والصين، واللذين يشكلان معًا حوالي ثلث سكان العالم. لأن خوارزميات المؤلفين كافحت لتعيين الجنس لأسماء من هذه الدول على نحوٍ لا لبس فيه. كما أنه لم يأخذ في الحسبان المؤلفين غير الثنائيين (الجندريين).
الصورة الإيجابية:
يتفق عالم الاجتماع فلامينيو سكوازوني Flaminio Squazzoni من جامعة ميلانو في إيطاليا، على أن نقص البيانات من الهند والصين يمثل فجوة كبيرة. ويتوقع سكوازوني أنه من المحتمل أنه إذا كانت لدينا بيانات عن هذين البلدين، فإن المنظور الخاص بالنساء الأكاديميات يمكن أن يكون أسوأ قليلاً.
قال سكوازوني: «ومع ذلك، فهي دراسة صادقة وقاعدة البيانات سكوبس هي مصدر غني للمعلومات». حيث نشر فريقه دراسةً عام 2021 تُظهر أن هناك القليل من التحيز بين الجنسين في عمليات مراجعة الأقران. مضيفًا: «إن هذا يشير إلى أن الاستثمارات في خطط التنوع الجنساني في العلوم يمكن أن تؤتي ثمارها، جنبًا إلى جنب مع هذه الدراسة الأخيرة».
قال والتمان: «إنه على الرغم من أن الصورة العامة تبدو إيجابية بالنسبة لمزيد من النساء اللواتي يدخلن العلوم، فمن المهم أن نتذكر أن الزيادة هي المتوسط للعديد من البلدان والتخصصات العلمية، وأن هناك تباينًا كبيرًا في الأرقام. كما إشار إلى أن المهن العلمية تتضمن أشياء أكثر من مجرد عدد مرات النشر». مضيفًا: «إن عدسة تحليل الاستشهادات المرجعية للعديد من الدراسات بما في ذلك دراستنا، التي تنظر إلى التنوع في العلوم هي عدسة ضيقة جدًا».
- ترجمة: بهجت بن صبيح
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1