11 معلومة قد لا تعرفها عن نيل أرمسترونج

بصرف النظر عن الإنجازات التي سيحققها السفر الفضائي الخاص أو الحكومي في المستقبل، سيظل رائد فضاء ناسا نيل أرمسترونج (1930 – 2012) محتفظًا بمكانته إلى الأبد كأول إنسان تطأ قدمه أرضًا صلبةً خارج غلافنا الجوي. بخطو “خطوة واحدة صغيرة” على سطح القمر في 20 يوليو 1969 ألهم أجيالًا من الطموحين للوصول إلى أهدافهم وأقصى غاياتهم في الحياة. في الذكرى الخمسين لمهمة أبولو 11، دعونا نلقي نظرة على حياة هذا البطل الأمريكي.

1. عرف نيل أرمسترونج كيف يطير قبل حصوله على رخصة القيادة.

أصبح أرمسترونج، الذي ولد في 5 أغسطس 1930 في واباكونيتا بولاية أوهايو، مشغولًا وشغوفًا بالطيران في وقت مبكر من عمره. وفي عمر السادسة، اصطحبه والده في جولة على متن طائرة فورد ثلاثية المحرك (Ford Trimotor)، واحدة من أشهر الطائرات في العالم. وفي عمر الخامسة عشر، كان قد درس وتعلم من دروس الطيران ما يكفيه للتحكم بقمرة الطائرة، وذلك قبل أن يحصل على رخصة قيادة سيارة. وخلال الحرب الكورية، طار أرمسترونج في 78 مهمة قتالية قبل أن ينتقل إلى اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الجوية (NACA)، التي كانت بمثابة تمهيد لالتحاقه بناسا.

2. اقتباس نيل أرمسترونج الشهير لم يُسمع بشكل صحيح على الأرض.

عندما هبط أرمسترونج وباز ألدرن على سطح القمر، أصيب مئات الملايين من مشاهدي التلفاز بحالة من الذهول والانبهار. وسُمع أرمسترونج وهو يقول: “هذه خطوة صغيرة للإنسان، قفزة عملاقة للبشرية That’s one small step for man, one giant leap for mankind”. لكن هذا ليس بالضبط ما قاله. فوفقًا لأرمسترونج، فإن تصريحه كان كالتالي “هذه خطوة صغيرة لرجل، قفزة عملاقة للبشرية That’s one small step for a man, one giant leap for mankind”. قد يكون حرف ال “a” انقطع ولم يظهر بوضوح عند الإرسال أو ربما لم يكن واضحًا بسبب الطريقة التي لفظ بها أرمسترونج عبارته. وكما جاء في كتاب (First Man: The Life of Neil. A. Armstrong)، فقد صرح أرمسترونج قائلًا: “أنا لست متأكدًا تمامًا. ربما كان صوت الحرف مكبوتًا فلم يلتقطه الميكروفون. عندما استمعت إليه، بدا لي أنه لم يكن هناك وقت للكلمة لتكون موجودة. من ناحية أخرى، أعتقد أن الأشخاص العقلاء سوف يدركون أنني لم أتعمد الإدلاء ببيان ساذج بلا معنى، وأن حرف ال” a “كان بالتأكيد مقصودًا، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعل العبارة منطقية. لذلك آمل أن يغفر لي التاريخ إسقاط هذا المقطع اللفظي، ويُفهم أنه كان مقصودًا بكل تأكيد حتى لو لم يقال، على الرغم من أنه قد يكون قيل بالفعل”. تجدر الإشارة إلى أن أرمسترونج زعم أن البيان كان عفويًا، لكن شقيقه وآخرين زعموا أنه كتبه قبل المهمة.

3. ليس لدينا صورة جيدة حقًا لنيل أرمسترونج على القمر.

وقع أحد أكثر الإنجازات البشرية شهرة في القرن العشرين في وقت كانت تتوفر فيه الكاميرات الثابتة وتقنيات الفيديو بسهولة، ومع ذلك هناك عدد قليل من الصور القيّمة لأرمسترونج وهو يمشي بالفعل على سطح القمر. (واحدة من أكثر اللقطات شهرة، هي صورة ألدرن الموجودة بالأعلى، التي يظهر فيها أرمسترونج فقط على شكل انعكاس على زجاج خوذة ألدرن). والسبب، وفقًا لأرمسترونج، هو أنه لم يكن مهتمًا بالأمر حقًا، ولم يفكر أن يطلب من ألدرن التقاط بعض الصور. قال أرمسترونج لجيمس آر. هانسن كاتب سيرته الذاتية: “لا أعتقد أنه كان لدى باز أي سبب لالتقاط صورتي، ولم يخطر ببالي أبدًا أنه عليه أن يفعل ذلك. لطالما قلت أن باز كان أكثر أفراد الطاقم جاذبية”.

4. ربما كان لمفصل باب أثرٌ بالغٌ في مهمة أبولو 11

تكثر التساؤلات حول السبب في كون أرمسترونج أول من يطأ سطح القمر وليس باز ألدرن. فمن المتعارف عليه أنه (في مهمات جيمناي Gemini، يسير مساعد الطيار في الفضاء، بينما يبقى القائد في المركبة. وفي مهمة أبولو 11، كان أرمسترونج هو القائد). والإجابة عن هذا التساؤل قد تتمثل في وجود مشكلة بسيطة في لوجستيات الخروج من المركبة القمرية الخاصة بهما؛ حيث كان للمخرج مفصل أيمن يفتح للداخل، ما يعني أن الشخص الجالس على اليسار (في هذه الحالة أرمسترونج) هو الذي يستطيع أن يخرج من المركبة دون عوائق كثيرة تعترضه وذلك مقارنة بالشخص الجالس على اليمين. هذا يعني أنه كان على ألدرن أن يقفز فوق أرمسترونج ليخرج أولًا.

5. كان نيل أرمسترونج مهتمًا بالهبوط على القمر أكثر من اهتمامه بالسير عليه.

استحوذت الفكرة الرومانسية المتعلقة بسير الإنسان في الفضاء على خيال الكثيرين وتفكيرهم، ولكن في حالة أرمسترونج فقد كان الوصول إلى هناك سالمًا هو الإنجاز الحقيقي. فقد كان من الضروري إنزال الوحدة القمرية التي يقودها أرمسترونج على سطح القمر من ارتفاع 50,000 قدم، مع تجنب الصخور والحفر وغيرها من العوائق أثناء محاولة العثور على موقع مناسب للهبوط. ونظرًا لعدم وجود مقاومة للهواء، فلا شيء يمكن أن يبطئ هبوطهم، لذا اضطروا لاستخدام الدفّاعات لتوجيه المركبة لأسفل. هذا يعني أنه لم يكن هناك وقود كاف سوى لتجربة الهبوط مرة واحدة فقط. أما “مهمة” النزول على السلم، فقد كانت أقل أهمية من وجهة نظر أرمسترونج.

6. كان نيل أرمسترونج يحمل حقيبة تقدر قيمتها ب1.8 مليون دولار.

عندما قام أرمسترونج باستكشاف سطح القمر، جمع حقيبة من التراب حتى يفحصها علماء ناسا. وعلى الرغم من أنه من غير القانوني بيع أو شراء عينات القمر الخاصة برحلة أبولو، فعلى ما يبدو أن هذا لم يكن الحال مع “حقيبة تراب القمر” التي استخدمها أرمسترونج لحمل العينات. ففي عام 2015، اشترت نانسي لي كارلسون المقيمة في شيكاغو، الحقيبة من موقع مزادات حكومي مقابل 995 دولارًا. لكن بيعها على ما يبدو كان عن طريق الخطأ: فعندما أرسلت كارسلون الحقيبة لناسا لتتأكد من أصالتها، قالت ناسا أن هذه الحقيبة ملكها ورفضت إعادتها إلى نانسي، لذلك لجأت كارلسون إلى القضاء. وحكم القاضي لصالح كارلسون مؤكدًا ملكيتها للحقيبة، وفي 2017 باعت نانسي الحقيبة مقابل 1.8 مليون دولار في مزاد سوثبيز.

7. اضطر نيل أرمسترونج ورفاقه رواد فضاء أبولو 11 لقضاء ثلاثة أسابيع في الحجر الصحي.

عندما عاد أرمسترونج وألدرن ومايكل كولينز (الذي ظل في وحدة القيادة، بينما هبط أرمسترونج وألدرن على سطح القمر) إلى الأرض وجلبتهم السفينة يو إس إس هورنت، حظوا بترحيب ملكي، المشكلة الوحيدة أنهم اضطروا أن يتمتعوا بشهرتهم وشعبيتهم الوليدة من داخل غرفة مغلقة؛ حيث وضِع الرجال الثلاثة في الحجر الصحي لمدة ثلاثة أسابيع تحسبًا لإمكانية التقاطهم أي فيروس فضائي غريب. وعندما زارهم الرئيس ريتشارد نيكسون حياهم من خلال نافذة الغرفة الزجاجية.

8. صنعت شركة Playtex بدلة نيل أرمسترونج الفضائية

أجل، نفسها شركة بلاي تكس، الشركة المتخصصة في صناعة الملابس الداخلية. ففي أوائل الستينيات من القرن الماضي، وزعت ناسا عقود العمل الخاصة ببدلاتها على الموردين الحكوميين، ولكن Playtex (أو بالأحرى شركة لاتكس الدولية) وفهمها للأقمشة والدرزات هو ما دفع ناسا إلى إسناد مسؤولية تصنيع بدلات مهمة أبولو لها. وارتدى أرمسترونج بدلتهم A7 L لعزل نفسه عن فراغ الفضاء القاسي أثناء هبوطه الشهير على القمر. ووصفها أرمسترونج بأنها “موثوقة” وحتى “محببة”.

9. نيل أرمسترونج أستاذًا جامعيًا

بعد تقاعده من وكالة ناسا في عام 1971، كان أرمسترونج متحفظًا حيال فكرة البقاء تحت الأضواء. ورغم كونه مطلوبًا في كل مكان تقريبًا، فإنه لم يكن راغبًا حقًا في أن يتحول إلى مجرد ميكروفون متحرك يردد إنجازاته الفردية. بدلًا من ذلك، قبِل وظيفة أستاذ هندسة في جامعة سينسنياتي وظل في الكلية مدة ثماني سنوات.

10. رفع أرمسترونج دعوى قضائية على هولمارك

أُجبِرت هولمارك على الدفاع عن نفسها عندما قام أرمسترونج بمقاضاة الشركة لاستخدام اسمه وصورته بدون إذن لتزيينات عيد الميلاد الخاصة بمنتجاتها، وذلك في عام 1994. ويظهر أرمسترونج على المصباح، الذي يأتي معه شريحة صوتية تنطق بعبارات مثل “هبط النسر”. وقد توصل الطرفان إلى تسوية غير معلنة ولكن “كبيرة” في عام 1995، ووفقًا لكتاب First Man فقد تم التبرع بقيمتها لجامعة برودو (مخصومًا منها الرسوم القانونية).

11. أرمسترونج وجهًا إعلانيًا لسيارات كرايسلر

على مدى عقود، فضَّل أرمسترونج الحياة الخاصة والابتعاد عن الأضواء، لكن كان هناك استثناء واحد بارز في حياته. حيث وافق على الظهور في إعلان لشركة السيارات كرايسلر ضمن إعلانات مباراة الSuper Bowl في عام 1979. قال أرمسترونج أنه قد فعل ذلك لأنه أراد أن تُحسن شركة صناعة السيارات الأمريكية المتعثرة مبيعاتها وتواصل المساهمة في الاقتصاد المحلي. تجدر الإشارة إلى أنه لم يُذكر في الإعلان أن أرمسترونج هو رائد فضاء.

  • ترجمة: رنا عبد الرحمن
  • تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
  • المصادر: 1