شجرة حياة متوفرة على الإِنترنت تربط الآن 2.2 مليون نوع حي
استغرق العُلماء 10 سنوات لإِنشاء “جوجل إيرث لعلم الأحياء”.
أَكمل باحثون بريطانيّون العمل على OneZoom وهي شجرة تفاعلية للحياة تُمَكنك من استكشافِ الروابط التطورية بينَ أَكثر من مليونيّ نوع.
تُعرَف شَجرة الحياة على أَنها طريقة توضّح كيفية ارتباط جميع الأَنواع على الأَرض بالتطور.
يتم تمثيل كل نوع على شكلِ ورقة واحدة، ويُمَثل موضع تلك الورقة على الشجرةِ، مدى ارتباطها الوثيق بالأَنواع الأُخرى.
فَمثلًا، لأَن البَشّر يشتركون في سَلفٍ مُشترك حديث مع الشمبانزي، فإِنَ ورقة الشمبانزي تقع بجوارِ ورقة البشر على نفسِ الفرع، لكن ورقة الإِشريكية القولونية -قريب بعيد- تقع على الجانبِ الآخر من شجرةِ الحياة.
وقال روزندل: “لقد عَملنا بجدٍ لجعل الشجرة سهلة الاستكشاف للجميع. ونأَمل أَيضًا في إِرسالِ رسالة قوية: أَنَ الكثير من التنوع البيولوجي الحالي يتعرض للتهديد”.
وأضاف: “يمكن أَن تُساعد هذه الأداة في تمثيل جميع أَنواع الأرض، واعطاء فرصة للزوار بالتعرف على التهديد الحالي لنوعهم”.
مُنذُ أَكثر من عقدٍ من الزمان، بَدأ جيمس روزندل -باحث التنوع البيولوجي في إمبريال كوليدج لندن- ويان وونغ -عالم الأَحياء التطوري في جامعة أكسفورد- العمل على OneZoom (شجرة الحياة التفاعلية).
كان الهدف أَن يُصبح الموقع بمثابةِ “جوجل إيرث للبيولوجيا” ومع 2.2 مليون ورقة، أَصبح الموقع الآن شجرة الحياة الأكثر شمولًا التي تم إِنشاؤها على الإِطلاق.
بَدلًا من مُجرد وضع الأوراق على الشجرة، ذهبَ الباحثون خطوة أَبعد من ذلك; حيث قاموا بترميز كل ورقة بالألوان; لتدل على مدى قُربِ الأَنواع من الانقراض:
الأخضر (غير مُهَدد) والأحمر (مُهَدد) والأَسود (المُنقرض مؤخرًا) والرمادي (خطر الانقراض غير معروف).
كان أَملهم هو أَنهُ من خلالِ استكشاف شجرة الحياة، قد يحصل الناس على فكرةٍ أَفضل عن كيفية مُلاءمة البَشّر للوضعِ الحالي على الأرضِ وربما يكون مصدر إلهام للحفاظِ على التنوع البيولوجي لكوكبنا.
“مليوني نوع يمكن أَن يبدوا وكأَنهُ عدد كبير جدًا، ولا مُتحف أَو حديقة للحيوان يُمكن أَن يحصي كُلًا منهم. لكن أداتنا يُمكن أَن تُساعد في تمثيل جميع أنواع الأَرض، وتسمح للزوار بالبقاءِ على صلةٍ مع المَخاطر التي تُهددهم”.
ترتبط بيانات كل ورقة ارتباطًا مباشرًا بشعبيةِ الأَنواع التي تُمثلها الورقة، والتي يَتم تحديدها من خلالِ عدد المشاهدات التي تتلقاها صفحتها على ويكيبيديا.
يعد البَشّر حاليًا أكثر الأنواع شيوعًا بشكلٍ عام. أما بالنسبةِ لأنواع النباتات الأكثر شيوعًا، فإِنَ (القنب) يأخذ الرتبة الأولى.
المال الآتي من دعم الأوراق الممثلة للأنواع يموّل أيضًا جمعية OneZoom الخيرية، التي تتمثل مهمتها في “تعزيز تثقيف العامّة حول مواضيع التطور والتنوع البيولوجي، والحفاظ على تنوع الحياة على الأرض”.
جيمس روزندل: “نَأمل أَن نرسل رسالة قوية: أَن الكثير من التنوع البيولوجي لدينا يتعرض للتهديد”.
إذن، ما أهمية ذلك؟
مَنعُ الأَنواع من الانقراض ليس مهما فقط لهذا النوع، فقد يؤثر فقدان نوع واحد على الأَنواع الأُخرى صعودًا وهبوطًا في السلسلة الغذائية، مما يؤدي إلى تأثير مضاعف في جميع أنحاء النظام البيئي.
إِنَ الكوكب المتنوع بيولوجيًا مُفيد أَيضًا لصحة الإنسان.
تأتي العديد من الأدوية المفيدة من النباتات والحيوانات والفطريات، وكلما زاد عدد الأنواع التي يتعين علينا دراستها، كانت فُرَصُنا في العثورِ على أنواعٍ جديدة أفضل.
- ترجمة: وداد عنتر
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1