هذه الألماسة الزرقاء تعد فعليًا معجزة طبيعية

تطلق كلمة (فاخر) في المجال الصناعي على الأحجار الكريمة ذات اللون الطبيعي، وهذا تحديدًا ما جعلنا نطلق على الألماسة Okavango ذات ال 20,46 قيراط المستخرجة من بواتسوانا الزرقاء بالفاخرة. وقد انفردت بجمالها من بين 99,98% عن باقي الألماس المستخرج في العالم.

وقد عُرِضت الألماسة بحجمها المميز وبقياس قوقعة حبة اللوز في المتحف الأميركي الحديث للتاريخ الطبيعي في نيويورك الأسبوع الماضي.

ومن المرجح أنها تشكّلت على عمق أكثر من 415 ميلًا تحت الأرض، أسفل جزء من جوف الأرض ويدعى منطقة الانتقال.

وظهر الحجر في شهر أيار من عام 2018 في منجم اورابا، بوتسوانا. وقد وُجدِت من قبل شركة Okavango للألماس.

ولكن المدهش حقًا في هذه الجوهرة هي درجة لونها، فهي قد أخذت لونها الأزرق السماوي من عنصر البورون، والذي يعود لمياه البحر.

يحتوي الألماس عادة على النيتروجين بنسبة أعلى من البورون، وذلك لوجوده أكثر في المحيط البيئي، في حين أن البورون لا يكون عادة موجود في أعماق الأرض حيث تتشكل المعادن.

لكن الألماسة Okavango قد غيّرت مجرى الطبيعة باحتوائها على نسبة بورون أعلى من النيتروجين.

كيف دُمِجَ العنصر الخامس مع هذه الألماسة؟

يحتوي المحيط على بورون والذي يُعاد تدويره في حجر الأساس وعباءة الأرض عبر عملية تدعى الاندساس.

عند تصادم الصفيحة التيكتونية طبيعيًا في المحيط مع الصفيحة القارية وتنزلق تحتها، يدفع غاز البورون إلى أسفل منطقة الانتقال بين الصفيحتين. وتمحى الآثار عبر مرور الوقت لينتهي به الأمر ليتشكل ألماسًا.

يقول عالم الآثار وأمين قاعة المجوهرات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي جورج هارلو بأن هذا دليل آخر يدعم نظريتنا حول كيفية عمل الكوكب.

وقد وضعت الألماسة Okavango في المتحف الأميركي على سبيل الإعارة من قبل جمهورية بوتسوانا.

يقولو أيضاً هارلو بأن العلماء قد تعلموا فقط عن الاندساس منذ حوالي 50 عامًا، لذلك فإن نظريتنا حول تشكل الألماسة Okavango مازالت مبنية على فهمنا المبكر لمسيرة الكون.

ومع ذلك، فإن السبب الدقيق للتركيب الكيميائي للألماسة مازال يراوغ العلماء.

يقول هارلو: “مازلنا لا نفهم تمامًا سبب انخفاض نسبة النيتروجين”.

الألماس ذو النسب العالية من النيتروجين تميل لأن تأخذ لونًا أصفر، لذلك فإن الماسة بهذه النقاوة قد تعد اكتشافًا هائلًا.

إلى حين إيجادنا لمصطلح يلائم وصف هذه الألماسة الخارقة، فإن (خيالية) سوف تفي بالغرض.

  • ترجمة: ريم الاحمد
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1