تنخفض حالات سرطان عنق الرحم بنسبة قد تصل ل 90% في الجيل الذي تطعم ضد فيروس الورم الحليمي البشري

لقد وجد أن سرطان عنق الرحم كان أقل ب 78 مرة لدى النساء اللواتي كُنّ ضمن برنامج التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشروي HPV في بريطانيا.

هذا ما أعلنت عنه مجلة لانسيت، وكان ذلك متوقعاً في ضوء الدراسات التي تهتم بالسلائف السرطانية.

بالرغم من ذلك، إنّنا بحاجة لنكون متأكدين من الدراسات إذا كان ذلك يخص حياة الآلاف من الأشخاص.

الوثيقة كانت قد أعلنت أيضًا عن كم الرفض الذي تعرضت له تلك الدراسة من قبل المناهضين لبرنامج التلقيح في بعض الدول.

الدراسة بينت أنّ الاغلبية الساحقة من حالات سرطان عنق الرحم طُوّرت بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشروي HPV، وذلك بسبب سلالتين من مئات السلالات التابعة له، كما يعد سببًا لحدوث بعض السرطانات النادرة في الحلق والمستقيم والمهبل.

نتيجة لذلك، تقرر إحداث جزيئات شبيهة بالفيروس تقوم بتحفيز استجابة مناعية ضد الفيروس داخل الجسم، وكان لذلك القرار دور في إنقاذ حياة ربع مليون شخص سنويًا.

رغم ذلك، فإنه عادة يكون هناك فترة طويلة فاصلة بين الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وتطور السرطان، وتكون أطول عند التطعيم، وهذا ما منع الباحثين الطبيين من التأكد من فعالية عمل برنامج التلقيح وهو ما استغله معارضو التطعيم.

المؤلفون كانوا قد حددوا تشخيص السرطان في طوره الثالث والذي سمي بورم خلايا ظهارة عنق الرحم طور ثالث CIN3 وقد صنف بأنّه ورم خبيث لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين ال 20 وال 64 المقيمات في المملكة المتحدة بين عامي 2006-2019.

لقد تم إجراء مقارنة بين اللواتي تلقين اللقاح في عمر ال12-13 سنة، واللواتي أعمارهن أكبر بقليل وتتراوح مابين 14-18 سنة، ومابين الفتيات اللواتي أصبحن بالغات قبل أن يتوفر اللقاح.

باستخدام بيانات أُحدِثت على مدى أكثر من 13 سنة، وجد بأن النساء اللواتي تلقين اللقاح في عمر 12-13 سنة كان لديهن خطر تطور السرطانات أقل بنسبة 87% مقارنة باللواتي لم يلتقينه بذات الأعمار.

بينما كان الخطر أقل بنسبة تتراوح مابين 34-62% لدى أخريات من فئات عمرية مختلفة (اعتمادا على السن الذي تلقين اللقاح وقته).

نتيجة لذلك، فإنه ووفقاً لتلك الحسابات حالات كثيرة من حالات سرطان عنق الرحم قُدّرت ب 448 حالة وأكثر من 17000 حالة من ال CIN3 منعت من الظهوروالتطور نتيجة للقاح، والأرقام في تزايد هذا ماتم الإفصاح عنه في 30 يناير عام 2019.

“لقد كان من المذهل تأثير لقاح الورم الحليمي البشري، يمكننا الآن الإثبات بأنه قد منع تطور السرطان لدى مئات النساء في إنجلترا” هذا ماقاله البروفيسور بيتر ساسيني المؤلف في الكلية الملكية في لندن.

كما أضاف: “لقد عرفنا منذ عدة سنوات أن لقاح الHPV فعال في منع تطور سلالات من هذا الفيروس، لكن إثبات ذلك كان أمراً يستحق العناء حقًا”.

تنفي هذه النتائج الحجج التي كان يقدمها معارضو اللقاح.

لكن لاحقاً، وبعد معرفة أن فيروس الHPV ينتقل بالاتصال الجنسي، زعم المنتقدون -وفقاً لرئاسة الوزراء البريطانية- بأنّ اللقاح يمنح الإذن للأطفال في عمر ال12 سنة بممارسة الجنس غير الشرعي.

لذا فقد وقع الاختيار على عمر ال8 سنوات ليتم فيه أخذ اللقاح وذلك قبل أن يصبح الطفل نشطًا جنسيًا.

بالنهاية، فإن عددًا من الدراسات أكدت على أن اللقاح بإمكانه أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، بدءاً من انخفاض العدوى بالفيروس إلى منع تطور الثآليل الجنسية والخلايا ماقبل السرطانية.

معظم تلك الأبحاث أجريت باستخدام لقاح غارداسيل والذي يعد أغلى ثمنًا من لقاح سيرفيكس ولكنه استهدف أربع سلالات لفيروس الHpV ارتفعت مؤخراً لتصل إلى تسعة سلالات.

  • ترجمة: سنى صهيوني
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1