التخلص من الأغراض القديمة قد يغيرحياتك

التبسيط والتنظيم وجذور الرفاهية

النقاط الرئيسية

  • إن امتلاك القليل يؤدي إلى حياة أكثر سعادة وذات معنى أكبر.
  • إن التخلص من الأشياء غير الضرورية ينظف مساحتك الجسدية والعقلية.
  • يجب عليك إعطاء الأولوية للتجارب الحياتية على الممتلكات.

مع حلول الإجازات هذه السنة، طلبت (أنا سوزي) من زوجي (جيمس) أن لا يشتري لي أشياء جديدة. وعلى الرغم من أني لم أرغب في أن أبدو «متذمرة» إلا إنني أملك بالفعل الكثير من الأغراض وأنا بالتأكيد لا أحتاج إلى المزيد من الكماليات. وليس لدي الرغبة في جلب أشياء إضافية وأنا لا أملك في منزلي غرفة إضافية تتسع لكل هذه الأغراض.

مع ذلك، ذكرت أن هناك تحذيرًا واحدًا بشأن الهدايا، إذ أوضحت إنني سأقبل أي شيء يمكن استهلاكه مثل: النبيذ والشوكولاته أو الزهور. والأشياء التي لا تترك أثرًا ولا اضطر للقلق بشأنها أن تنكسر أو اضطر لصيانتها أو خسارتها.

تدخل طفلنا واقترح بحكمة أن أضيف «التجاربالحياتية» إلى قائمتي لأنها أكثر أهمية من الأشياء المادية وهي أشياء استمتعت عائلتنا به. لقد كنت سعيدة جدًا باقتراحه ووافقته الرأي على الفور.

إن ذكريات التجارب الحياتية تعيش في قلوبنا وتقوّينا، وهو ما يتناقض مع طبقات الغبار المتراكمة على الأغراض العديدة التي لدينا ونكتسبها على مر السنين، والتي غالبًا ما تؤدي في النهاية إلى إجهادنا.

«الإفراط في شيء ينبع من الكآبة لا من الفرح»، نيتشه

كنت دائمًا أقول لجيمس إن الأغراض الزائدة تشوش ذهني، تمامًا كما تشوش الكلمات الزائدة ذهنه. وباعتباره فيلسوفًا وأهلًا للثقة ودقيقًا جدًا في انتقاء كلماته، فقد وافقني على ذلك فورًا، ونحن الآن في مهمة شخصية لتنظيف منزلنا للعام 2024.

عُرِض منزل طفولتي للبيع مؤخرًا. وقضيت أنا وإخوتي الكثير من الوقت في تنظيفه وفرز قطع الأثاث المختلفة والسيراميك قبل أن نغلقه. ومن أجل إفساح المجال لبعض الإرث في منزلنا العائلي المحبوب، قمنا بالتخلي عن الأشياء التي لم تعد ذات أهمية، أو في حالة سيئة، أو لم تعد «تثير الفرح»، المصطلحالذي أشاعته ماري كوندو.

يبدو أن العلم يدعم طريقة التبسيط هذه

في مراجعة الأدبيات التجريبية لعام 2021 لثلاثة وعشرون دراسة شملت أكثر من مئة ألف مشارك، وجد الباحثون علاقة إيجابية بين «البساطة الطوعية» (عادةً ما يُستخدم هذا المصطلح بالتبادل مع التبسيط) والرفاهية.

لقد صاغ الفيلسوف ريتشارد غريغ مصطلح البساطة الطوعية لأول مرة. وهو مؤلف كتاب شهير يعود للعام 1936 بعنوان «قيمة البساطة الطوعية». إذ عرّف هذا المصطلح على أنه «أسلوب حياة يحِدّ من الممتلكات والفوضى للعيش بشكل مثالي وفقًا لهدف الفرد».

ومنذ ذلك الحين، شرح آخرونهذه الفكرة وتلك المتعلقة بالتبسيط التي تتداخل معها. إذ يشترك كلا المصطلحين في الجوهر الأساسي المتمثل في التقليل من الاستهلاك، وإعادة توجيه انتباه المرء من التجميع المادي والسلع إلى الإثراء الشخصي ومصلحة الإنسان.

ووفقًا لما ورد في دراسة مراجعة الأدبيات التي نُشرت مؤخرًا في مجلة علم النفس الإيجابي، فإن هناك الكثير من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى لممارسة عادة البساطة الطوعية، بما في ذلك تحسين المزاج وزيادة اليقظة الذهنية. إضافة إلى انخفاض مستويات التوتر والقلق وتحسين العلاقات.

تكشف الأبحاث الحديثة ما نعرفه نحن البشر ونشعر به غريزيًا عندما نكون في محيط مزدحم. حينما نقوم بترتيب البيئة المادية المحيطة بنا فإن مساحتنا العاطفية غالبًا ما تحذو حذوها وتُنَظف بشكل طبيعي.

وفيما يلي بعض الاقتراحات لمساعدتك على اكتساب فوائد تنظيم منزلك:

1- أعِد تقييم ممتلكاتك، تخلص من ما لم يعد مفيدًا أو مسليًا

تخلص من الفوضى الزائدة. ابسط وشارك الفائض الخاص بك مع الآخرين. تبرع للجمعيات الخيرية، وتخلص من أي شيء في حالة سيئة مثل: الأشياء الممزقة أو المكسورة أو التي تسبب لك التوتر.

2- قاوم الرغبة المفاجئة التي تدفعك لشراء شيء جديد

اسأل نفسك: هل أحتاجه حقًا أم أريد فقط شراؤه لملء الفراغ؟ ربما قد تكون الرغبة في الشراء هي محاولة لكبح بعض المشاعر غير المريحة. وإذا كان الأمر هكذا، فهناك طريقة أفضل من شراء الأشياء: كالتكلم مع صديق، والذهاب للمشي سويًا في الخارج لتصفية ذهنك.

3- قم بإعادة النظر عند شراء التذكارات، وبدلًا من ذلك، اهدِ التجاربالحياتية

يرتبط إنفاق الأموال على التجارب الحياتية بدلًا من السلع بالكثير من الرفاهية. إذ لن تشعر بالفرح والإيجابية في هذه اللحظة فحسب، بل سوف تشعر بها أيضًا طوال الرحلة الكاملة من خلال الذكريات التي سوف تقوم بصناعتها. إنه ربح للجميع.

4- قم باستعادة ذكرياتك من خلال تصويرها

كما كتبنا في منشور سابق، فإن التقاط الذكريات رقميًا هو أحد هذه الأشياء. وهذه طريقة رائعة لاسترجاع ذكرياتك المحبوبة بدون شغل مساحة تخزين محددة في المنزل. وبهذه الطريقة يمكنك العودة لزيارة هذه الكنوز الثمينة وقتما تشاء.

5- أعِد الاستثمار في العلاقات

تذكر إن العلاقات هي مفتاح الرفاهية، إذ كلما قلّ اهتمامنا بالبيئة المادية، زاد الوقت الذي نستثمره في أمور أكثر أهمية مثل: علاقاتنا مع الأصدقاء والعائلة.

باختصار، إن تبسيط بيئتنا المادية يساعدنا في تنظيف بيئتنا العاطفية. كما إن التخلص من الفوضى يساعدنا على الشعور بالخفة وأقل إرهاقًا. ونتيجة لذلك نشعر بحضورنا في تلك اللحظات، ويمكننا من التواصل بشكل أعمق مع أنفسنا ومع الآخرين.

  • ترجمة: غزل عزام
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1