أضرار المشروبات المحلاة بالسكر على الدماغ

نستهلك كل يوم ما يقارب من أربعة أرطال (1.81 كغم) من الطعام، وحوالي لترين إلى أربعة لترات من السوائل. مشكّلةً كمية كبيرة من البيانات لأجسامنا لمعالجتها، وكلها يمكن أن تؤثر على صحة دماغنا ووظيفته.

لسوء الحظ، نحن، بشكل عام، نستهلك المزيد من السعرات الحرارية من مصادر سيئة، وسعرات أقل من أنواع الأطعمة والمشروبات المرتبطة بصحة دماغية أفضل.

وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2021 في JAMA أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و19 عامًا، جاء ما يقارب من 70 بالمائة من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة (المعروفة أيضًا باسم الوجبات السريعة). من بين كل هذه السعرات الحرارية غير المرغوب فيها، قد لا يكون هناك شيء مثير للقلق على صحة الدماغ أكثر من المشروبات المحلاة بالسكر.

المشروبات المحلاة (SSBs) مجموعة كبيرة من المشروبات المحلاة بأشكال مختلفة من أنواع السكر (على سبيل المثال، الجلوكوز والفركتوز وشراب الذرة وشراب الذرة عالي الفركتوز والدبس وسكر الذرة وما إلى ذلك). هذه المشروبات منتشرة بصورةٍ لا تصدق، وهي من بين المشروبات الأكثر شعبية في السوق. إذ تُسوّق هذه السوائل المستنزفة للدماغ على أنها مشروبات الطاقة ومشروبات القهوة والصودا ومشروبات الفاكهة والشاي والمياه الرياضية وغيرها.

وفقًا لبحث نُشر على مدى العقد الماضي، فإن حوالي نصف البالغين يشربون المشروبات على مدى اليوم، وهو معدل يرتفع إلى 63 في المائة لدى الشباب. من الناحية الإحصائية، من المحتمل أنك تستهلك هذه المشروبات السامة بانتظام. إذن، لماذا تعد هذه المشروبات سيئة للغاية للدماغ؟

1. تدمير التمثيل الغذائي الصحي

واحدة من أكثر النتائج قابلية في دراسة تأثير المشروبات ارتباطها بزيادة الوزن غير الصحيّ (السمنة) لدى الأطفال والبالغين، ويعني أن المزيد من استهلاكها يسبب زيادة الوزن (ولذلك فإن التخلص منها يساعد في فقدان الوزن).

وتربط الأبحاث استهلاكها بخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 (أظهر تحليل واحد أنه لكل 250 مل من المشروب المحلى يوميًا، يزيد خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 15 بالمائة).

وتشير البيانات إلى أنه مع زيادة الوزن، قد تواجه أدمغتنا مشكلة أكبر في الاستشعار الصحي للسكر الموجود في المشروبات المحلاة، مما يؤدي إلى دورة تغذية متسلسلة وذلك بزيادة الرغبة في تناول المزيد منها، ومن ثم يتكرر الدور بصورةٍ متزايدة.

السمنة والسكري والخلل الأيضي العام كلها ناتجة عن استهلاكها، وكل منها عامل خطر معروف لأمراض الدماغ مثل الاكتئاب والتدهور المعرفي.

2. تزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية في الدماغ مثل السكتة الدماغية

مشاكل الأوعية الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، إذ إنها تضر الدماغ بشكلٍ لا يصدق. كل من هذه يمكن أن تسهم في الخرف، وكل منها مرتبطة بخيارات الطعام والشراب لدينا.

لسوء الحظ، فإن استهلاكنا للمشروبات المحلاة عامل خطر رئيسي لكل من هؤلاء.

في التحليل الشامل لعام 2023 ل 72 مقالة، ارتبط ارتفاع استهلاكها بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والوفاة في وقت مبكر من أمراض الأوعية الدموية.

3. تزيد من خطر الخرف

من خلال الإضرار بصحة التمثيل الغذائي، والعبث بنظام الأوعية الدموية في الدماغ، وزيادة الالتهاب، فلا عجب أن ارتفاع استهلاكها مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف. في الوقت الحالي، هناك أكثر من 50 مليون شخص مصاب بالخرف، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى أكثر من 150 مليون في العقود القليلة المقبلة. إذا كان التقليل من استهلاكها يمكن أن ينقذ حتى جزءًا بسيطًا من الضرر، فنحن بحاجة حقًا للنظر بجدية في الموضوع.

4. تزيد من خطر الاكتئاب

يؤثر الاكتئاب على مئات الملايين من الناس حول العالم. تعتمد الرعاية المعتادة وبمعدلات كبيرة منها على الأدوية والعلاج النفسي. ويمكن أن تكون هذه الخيارات فاعلة للبعض، لكننا بحاجة أيضًا إلى مزيد من التركيز على الوقاية من الاكتئاب.

يرتبط استهلاك المشروبات المحلاة بخطر أعلى بكثير للإصابة بالاكتئاب. أولئك الذين يشربون ثلاث علب من الكولا يوميًا قد يرتفع لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 25 في المائة. وأيضًا مع الأخذ بالاعتبار العوامل الأيضية والالتهابية.

ما الذي يجب عليك فعله بشأن هذه المعلومات؟

يُفضل العديد من خبراء الصحة فكرة «الاعتدال في كل شيء». الواقع أنه لا يوجد كمية من المشروبات الغازية المحلاة تعد جيدة لمعظم الناس.

فلا يستفيد تقريبًا أحد من السعرات الحرارية الزائدة، والأهم من ذلك، فإن زيادة مستويات السكر في الدم، واضطراب التمثيل الغذائي، والمشاكل الالتهابية والوعائية الناتجة عن استهلاك المشروبات الغازية المحلاة من المرجح أن تكون لها تأثير تراكمي مع مرور الوقت. ويعني أن خفض كمية استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بصورةٍ كبيرة أو التخلص منها تمامًا من حياتك خطة ممتازة.

هل يمكن استبدالها بالمحليات الصناعية؟

أحد الأسئلة الشائعة جدًا التي تأتي من الأبحاث المقنعة حول الأضرار الناجمة عن المشروبات الغازية المحلاة هو ما إذا كان بإمكاننا ببساطة استبدال السكر ببديل للسكر.

مع وجود المحليات الصناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز المتاحة في المطاعم والمتاجر في جميع أنحاء البلاد، من المفروض أن تكون أكثر أمانًا، أليس كذلك؟

للأسف، أظهرت عدة دراسات حديثة أن المحليات الصناعية الخالية من السعرات الحرارية قد تكون ضارة أيضًا، فقد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والخرف والاكتئاب، وغيرها من الأمراض.

ماذا عن المحليات الطبيعية؟

هناك الكثير من أنواع المحليات «الطبيعية» التي يمكننا استخدامها في مشروباتنا. وتتنوع بين كحول السكر مثل: الإريثريتول والإكسيليتول إلى الخيارات الخالية من السعرات الحرارية المشتقة من النباتات، مثل ستيفيا وفاكهة الراهب إلى السكريات النادرة مثل الأليلوز. وهناك جدل واسع يتعلق أيضًا بصحة السكر البني مقابل السكر الأبيض، أو ما إذا كان سكر التمر أو سكر جوز الهند أو العسل أفضل لنا بالفعل من قصب السكر.

ومع أن الأبحاث لا تزال مستمرة، هناك خيارات ممكنة كحلول مناسبة:

* الحد من استهلاك كحول السكر (إريثريتول، إكسيليتول)، سكر التمر، سكر جوز الهند، شراب القيقب.

* استهلاك العسل باعتدال، (تشير بعض الأبحاث إلى فوائده في عملية التمثيل الغذائي).

* استخدام بدائل السكر منخفضة السعرات الحرارية، مثل: ستيفيا، أليلوز، فاكهة الراهب.

أفضل الخيارات الشاملة

بقدرِ ما تريد أدمغتنا الغش ببدائل السكر والسكريات الصحيّة المحتملة (مثل العسل)، فإن الحقيقة أنه من الأفضل تعليم أدمغتنا عدم الرغبة في السكر والحاجة إليه مع مشروباتنا. قد يكون انتقالًا صعبًا وقد يستغرق بعض الوقت، لكنه يستحق ذلك لعقلك وصحتك العامة.

من الخيارات الصحيّة المقترحة:

  • شرب الشاي والقهوة غير المحلاة.
  • شرب مياه فوارة منكهة (ولكن غير محلاة).
  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1