تكشف دراسة عن السّمات الأكثر قيمة في الشريك الرومانسي، وهي مفاجأة سارّة
يُعَد عالم المواعدة الجديد وحشيًّا، وذلك لخلقه مناقشات رائجة وسطحية، وقد انتُقِدت تطبيقات المواعدة لإبرازها أسوأ جوانبها، حتى عند أفضل الظروف فإنها تُعد رحلة مليئة بالتحديات، إذ أنه من الصعب تجنب الإرهاق الناتج عنها.
ولكن نستطيع جميعًا أن نستمد بعض الشجاعة من دراسة جديدة أُجريت على 800 شخص تشير إلى أن الذكاء واللطف -ليس بالمظهر الجيد أو المال- هما أكثر السّمات القيّمة في الشريك الرومانسي. على الأقل هذا ما أفاد به المشاركون في البرازيل.
أخبر العالم النفسي Joao Francisco Goes Braga Takayanagi في جامعة Sao Paulo ل Eric W. Dolan موقع PsyPost: “إذا أردت جذب المزيد من الشركاء المحتملين، فإن العمل على تطوير عقلك وشخصيتك سيكون أفضل رِهان بالنسبة لك”.
وجد Takayanagi وزملاؤه أن هذه التفضيلات تبقى صحيحة بغض النظر عن التوجه الجنسي للمشاركين وأجناسهم، مما يشير إلى وجود بعض الشمولية لها.
خُصّص عدد محدود من النقاط ل 778 متطوع برازيلي، تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عام، إذ تتوزّع تلك النقاط بين الصفات التي قد يجدونها مهمة في الشريك المثالي، وشملت هذه الصفات الجاذبية الجسدية والحالة الاجتماعية والاقتصادية والصحة واللطف والذكاء.
عندما توفّرت المزيد من النقاط في سيناريوهات ‘المجموعة المرتفعة’، كان من المرجح أن يقوم المشاركون بتوزيع نقاطهم بالتساوي خلال جميع السّمات، ولكن في حالات ‘المجموعة المنخفضة’ اضطر المتطوعون إلى تحديد الأولويات.
تم إعطاء الأولوية للطيبة والذكاء أكثر على جميع السمات الأخرى التي تضمنت الجنسين والتوجهات الجنسية المشمولة في الدراسة، على الرغم من أن الرجال بشكل عام يميلون إلى إعطاء الأولوية للمظهر الجيّد أكثر من النساء.
ووفقًا لما كان متوقعًا، كان الأشخاص الذين يبحثون عن علاقات طويلة الأمد مقارنةً بالعلاقات قصيرة الأمد أكثر ميلًا إلى تفضيل اللطف والذكاء.
كتب Takayanagi وفريقه: “مع زيادة حجم المجموعة، حصل الذكاء واللطف -اللذان سجلا بالفعل درجات عالية في حالة المجموعة المنخفضة- على نسب أكبر من النقاط مقارنة بالسمات الأخرى”.
أضف إلى ذلك أنه بمجرد الوصول إلى مستوى معين من الجاذبية الجسدية أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، يقلّ تفضيل الناس لهذه السّمات مقارنة بالسمات الأخرى.
وشرح الباحثون: “لقد وجدنا أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي كان سمة ذات أولوية منخفضة لجميع المجموعات بما فيها النساء من الجنس المغاير، على خلاف دراسات سابقة لمهمة تخصيص الميزانية”.
أما بالنسبة الرجال، كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي له أولوية منخفضة بشكل خاص.
قد يرجع سبب الاختلاف عن الدراسات السابقة إلى تضمين المزيد من سمات الشريك المثالي، مثل: الصحة والذكاء.
وكتب Takayanagi وزملاؤه: “من الممكن أن تكون القيمة الكامنة وراء المستوى الاجتماعي والاقتصادي للشريك مرتبطة بقدراته المعرفية الضمنية أو مدى عمره المتوقع، أو من الممكن أن يكون السبب في ذلك هو أن هذه الدراسة الجديدة أُسست في منطقة عالمية مختلفة عن الدراسات السابقة. كما أن هذه النتائج لا تعكس بدقة الثقافات المختلفة، ولا تترجم التفضيلات المبلَّغ عنها ذاتيًا دائمًا بشكل جيد إلى سلوكيات فعلية”.
وينبه الباحثون إلى أن الدراسات التي تستخدم إعدادات واقعية مطلوبة للحصول على صورة أكثر دقة.
لكن على الرغم من هذه القيود والمطالب المزعجة والمحبطة عبر الإنترنت التي تدّعي أننا جميعًا نتنافس على النسبة القليلة من الأشخاص ذوو الشكل الأفضل أو الأغنى، فإن الدراسة الجديدة تدعم تصوُّر مُبشِّرًا بالخير بأن الناس تبحث حقّاً عن شريك لمدى الحياة يقدرّون العواطف الدافئة والذكاء على الصفات السطحية.
- ترجمة: حلا عمران
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1