لماذا يبدو وكأنه لا يوجد أحد يستحق المواعدة

في مدينة تضم 8 ملايين نسمة، ربما لا يوجد سوى 111 احتمالًا حقيقيًا.

تستخدم معادلة دريك، التي ابتكرها الدّكتور فرانك دريك في عام 1961، لتقدير عدد الحضارات المؤهّلة لدعم حياة تواصليّة خارج كوكب الأرض في مجرّة درب التّبّانة (معهد سيتي، 2016).

نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح. إنّها تعطينا تقديرًا لعدد الكائنات الفضائيّة الموجودة هناك. المعادلة عبارة عن تخمين تقريبيّ؛ حيث تلغي سلسلة من التّقديرات الزّائدة والمقلّل من شأنها بعضها البعض موفرةً رقمًا دقيقًا نسبيًّا.

قد قام الدّكتور بيتر باكوس، وهو محاضر في الاقتصاد في المملكة المتّحدة، بتكييف هذه المعادلة في وقت لاحق لمعرفة عدد النّساء المتاحات ضمن دائرة المواعدة الخاصّة به. وباستخدام البيانات السّكّانيّة المتوفّرة وإدخال تفاصيل حول ما كان يبحث عنه في شريكة حياته، توصّل إلى 26 شريكة محتملة (باكوس، 2010).

فيما يتعلّق بالانجذاب، قدر أنّه سيجد ما يقارب 5 في المئة من مجموعة الشّريكات المتاحات اللّواتي يتمتّعن بالجاذبيّة (باكوس، 2010).

لدواعي الفضول، استخدمت أنا أيضًا هذه المعادلة، بما في ذلك المعايير التي أدخلتها عادة طيلة سنوات المواعدة عبر الإنترنت. ومع اتّباع منهجية أكثر تفاؤلا، ذهبت مع احتماليّة أن أرى 20 في المئة من المجموعة المحتملة جذابِين، وأنّ 20 في المئة من هؤلاء الأشخاص سيجدونني جذّابًا، وهي نسبة استخدمتها أيضًا الدّكتورة هانا فراي في كتابها “رياضيّات الحب” (فراي، 2015). انطلاقًا من تعداد سكّان مدينة نيويورك البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين نسمة، انتهيت ب 111 رجلًا محتملًا، مع وضع بعض التّفاصيل فقط مثل العمر، والحصول على درجة البكالوريوس أو أعلى، وحالته العازبة. وبصورة أساسية، لم أقم بتضمين أيّ شيء مبالغ فيه (أو مفرط بالنّسبة لي).

ما سبّب أهميّة ذلك؟

من المهم فهم مقدار السّرعة التي يمكن أن تتضاءل بها دائرة المواعدة لدينا. حيث قد يتوهّم البعض أنّ هناك المئات، إن لم يكن الآلاف من الأشخاص الّذين يمكن أن يتوافقوا معهم على مواقع وتطبيقات المواعدة. بيد أنّه عند إدراج القيم أو المعتقدات أو الخصال التي ترغب في غربلتها يؤدّي ذلك إلى تقليص حجم المجموعة بشكل كبير.

هذا ليس بأيّ حال من الأحوال تكتيكًا يرمي إلى إخافة روّاد المواعدة عبر الإنترنت أو الإيحاء بأنه يجب عليك التّخلّي عمّا هو مهم بالنّسبة لك. ومع ذلك، إلّا أنّ هذا يجب أن يحثّ على التّفكير مليًّا فيما تراه أساسياً للعلاقة قبل اختيار الخانات المطلوبة بشكل متسرع أثناء البحث. إذا قمت بتصفية بعض الأشخاص باستخدام خيارات تشعر بالتّردّد بشأنها، فلربما تفقّد فرصة التّعرّف على بعض الأشخاص الرّائعين حقًّا.

قبل التّأشير على الخانات، خذ بعض الوقت للتّفكير الذّاتيّ وفكر فيما تقدره وترغبه من الشريك المرتقب. نتمنّى لك نقرات سعيدة.

  • ترجمة: ميساء أبو حمرة
  • تدقيق علمي ولغوي: الأيهم عبد الحميد
  • المصادر: 1