كم مرة يجب عليك أن تقيس وزنك فعليًا؟

كم مرة يجب عليك أن تقيس وزنك فعليًا؟

تُثير بعص المواضيع الجدل في مجال الصحة أكثر من قيمة الميزان المنزلي البسيط. يوصي بعض الخبراء بقياس الوزن اليومي لتعزيز المسؤولية خلال محاولة ضبط الوزن، خاصةً عندما نتبع برنامجًا غذائيًا وتمارين رياضية لخسارة الوزن.

في المقابل، يقترح آخرون التخلي عن قياس الوزن تمامًا، حيث أنه يمكن أن يسبب ردود فعل نفسية سلبية وسلوكيات غير صحية عندما لا نحب، أو لا نفهم، الرقم الذي نراه على الميزان.

يوصي الكثيرون مثلي باستخدام الميزان لقياس وزنك أسبوعيًا، حتى حين لا تحاول إنقاص وزنك. وإليك السبب:

1. يُساعد قياس الوزن الأسبوعي في ضبط الوزن

تؤكد الأبحاث أن قياس الوزن المنتظم هو استراتيجية فعالة لفقدان الوزن وضبطه، وذلك لأنه يساعد على زيادة الوعي بوزننا الحالي وأيّ تغييرات فيه.

وجدت مراجعة منهجية ل 12 دراسة أن المشاركين الذين قاسوا أوزانهم أسبوعيًا أو يوميًا على مدار عدة أشهر فقدوا من 1 إلى 3 وحدات من مؤشر كتلة الجسم (BMI) واستعادوا وزنًا أقل مقارنةً بالمشاركين الذين لم يقيسوا أوزانهم بانتظام. كانت فائدة فقدان الوزن واضحة مع القياس الأسبوعي؛ ولم يكن هناك فائدة إضافية مع القياس اليومي.

قياس الوزن هو أداة أساسية لضبط الوزن مع تقدمنا في العمر. حيث يميل البالغون إلى اكتساب الوزن تدريجيًا في منتصف العمر. ورغم أن الزيادة في الوزن تكون عادةً بين 0.5-1 كغ في السنة، إلا أن هذا التراكم الطفيف للوزن يمكن أن يؤدي إلى السمنة مع مرور الوقت. يساعد القياس الأسبوعي وتسجيل النتائج على تجنب زيادة الوزن غير الضرورية.

يمكن أن تساعد مراقبة وزننا أيضًا في اكتشاف المشكلات الطبية مبكرًا. فقد تكون التغيرات الكبيرة في الوزن علامة مبكرة على بعض الحالات، بما في ذلك مشاكل الغدة الدرقية، والهضم، ومرض السكري.

2. يأخذ القياس الأسبوعي في الاعتبار التغيرات الطبيعية.

يمكن أن يتغير وزن جسمنا خلال اليوم الواحد وأيضًا على مدار أيام الأسبوع. تظهر الدراسات أن وزن الجسم يتغير بنسبة 0.35% خلال الأسبوع ويكون عادةً أعلى بعد عطلة نهاية الأسبوع.

هناك عدة أسباب لتغيرات الوزن اليومية أو تغيراته من يومٍ ليوم، ويرتبط العديد منها بمحتوى الماء في أجسامنا. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا:

نوع الطعام الذي تناولناه

فعندما نتناول عشاءً غنيًا بالكربوهيدرات، سنزن أكثر في اليوم التالي. ينجم هذا التغيير عن حمل أجسامنا مؤقتًا كميات إضافية من الماء. حيث نحتفظ ب 3-4 غرامات من الماء لكل غرام من الكربوهيدرات المتناولة لتخزين الطاقة التي نحصل عليها من الكربوهيدرات.

كما يزيد محتوى الماء في أجسامنا عندما نتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح. حيث تحاول أجسامنا الحفاظ على توازن الصوديوم والماء. فعندما تزيد نسبة الملح في مجرى الدم، تتحفز آلية لاستعادة التوازن عن طريق احتباس الماء لتخفيف الملح الزائد.

كمية الطعام

سواء كانت 30 غرامًا من المكسرات أو 65 غرامًا من اللحم الخالي من الدهون، فإن كل ما نأكله ونشربه له وزن، ويزيد من وزن الجسم مؤقتًا بينما يهضم الجسم ويمتص ما استهلكناه.

يميل وزننا أيضًا إلى أن يكون أقل في الصباح الباكر بعد فترة صيام طوال الليل وأعلى في المساء بعد تناول الطعام والشراب خلال اليوم.

ممارسة التمارين الرياضية

إذا قسنا وزننا في النادي بعد التمرين، فهناك احتمال كبير أن يكون وزننا أقل بسبب فقدان السوائل الناتج عن التعرق. يختلف مقدار الماء المفقود بناءً على عوامل مثل شدة التمرين ومدته، ودرجة الحرارة والرطوبة، إضافةً إلى معدل التعرق ومستوى ترطيب الجسم. وسطيًا، نفقد حوالي لتر واحد من العرق خلال ساعة من التمرين المعتدل.

التغيرات الهرمونية

تؤثر التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية أيضًا على توازن السوائل. فقد تعاني النساء من احتباس السوائل وزيادة مؤقتة في الوزن تتراوح بين 0.5-2 كغ خلال هذه الفترة. خاصةً، في الطور الأصفري، الذي يمثل النصف الثاني من دورة المرأة، ويؤدي إلى انتقال السوائل من البلازما الدموية إلى الخلايا، مما يسبب الانتفاخ.

حركات الأمعاء

يمكن أن يؤدي دخول الحمام إلى فقدان وزن طفيف ولكنه فوري مع التخلص من الفضلات من الجسم. ورغم اختلاف كمية الوزن المفقود، إلا أننا نتخلص عادةً من حوالي 100 غرام من الوزن من خلال حركات الأمعاء اليومية.

كل هذه التغيرات طبيعية، وليست مؤشرًا على تغيرات كبيرة في دهون الجسم أو كتلة العضلات. ومع ذلك، تؤدي رؤية هذه التقلبات إلى توتر غير ضروري وتركيز زائد على وزننا.

3. يُجنب القياس الأسبوعي الهوس بالميزان والإضرار بمحاولات فقدان الوزن.

يمكن أن يؤدي القياس المتكرر للوزن إلى هوس بالرقم الذي يظهر على الميزان ويضر أكثر مما ينفع.

فغالبًا ستكون ردة فعلنا حين نرى الرقم لا يتحرك في الاتجاه الذي نريده أو نتوقعه هي تقييد تناول الطعام أكثر أو اتباع حميات غذائية سريعة. إضافةً إلى كون هذه الحميات غير ممتعة وغير مستمرة، فإنها في النهاية تزيد من الوزن بدلًا من إنقاصه.

وأكدت هذا دراسة طويلة الأمد، قارنت فقدان الوزن المتعمد بين أكثر من 4000 توأم. حيث وجد الباحثون أن احتمالية زيادة الوزن بحلول سن 25 كانت أكبر بكثير للتوأم الذي اتبع حمية لخسارة 5 كغ أو أكثر. وهذا يشير إلى أن الحميات المتكررة تجعلنا أكثر عرضة لزيادة الوزن في المستقبل.

إذًا، ما الذي ينبغي عليك فعله؟

يوفر قياس الوزن الأسبوعي معيارًا أكثر دقة لتغيرات الوزن مع مرور الوقت.

حاول قياس وزنك في نفس اليوم، وفي نفس الوقت، وفي نفس الظروف كل أسبوع، على سبيل المثال، صباح كل يوم جمعة حين تستعد لأخذ حمام سريع، أو بعد دخول الحمام، ولكن قبل أن تشرب أو تأكل أي شيء.

استخدم أفضل نوع من الموازين. وغيّر البطاريات بانتظام وتحقق من دقتها باستخدام وزن “معروف” -على سبيل المثال، صفيحة وزن 10 كغ-. ضع الوزن “المعروف” على الميزان وتحقق من أن القياس يتوافق مع الوزن “المعروف”.

وتذكر أن الرقم على الميزان هو مجرد جزء من كيفية التعامل مع الصحة والوزن. فقد يمنعك التركيز عليه فقط من ملاحظة المؤشرات الأخرى، مثل كيفية ملاءمة ملابسك وتغير قياسات جسمك. ومن المهم أيضًا أن نولي اهتمامًا متساويًا لكيفية شعورنا جسديًا وعاطفيًا.

لذا، توقف عن قياس وزنك -بأيّ فاصل زمني- إذا كان ذلك يسبب لك القلق أو التوتر، وتواصل مع أخصائي الرعاية الصحية لمناقشة الأمر.

  • ترجمة: عهد محروقة
  • المصادر: 1