
يمكن أن يكون موسم الأعياد مصدرًا للتوتر والقلق
إليك كيفية جعله ممتعًا ومثيرًا مرة أخرى.
يمكن أن يكون موسم الأعياد ممتعًا ومثيرًا، ولكن كما تعلم، قد يكون أيضًا سببًا للتوتر والقلق. بالإضافة إلى الزحام الناتج عن التسوق لشراء الهدايا والفعاليات العائلية، وأيضًا الأمراض الشائعة التي تنتشر في فصل الشتاء، والعائلات التي تعاني من أمراض أكثر خطورة، والضغوطات المالية، بالإضافة إلى الدراما العائلية المستمرة. نريد أن نشعر بأفضل حالاتنا عند الاجتماع مع العائلة والأصدقاء، لذا سألت خبيرة الصحة في CNN، الدكتورة ليانا وين، عن بعض النصائح. الدكتورة وين هي طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وقد شغلت سابقًا منصب مفوض الصحة في بالتيمور.
CNN: لماذا يبدو أن العديد من الأشخاص يشعرون بالتوتروالإرهاق قبل الأعياد؟
الدكتورة ليانا وين: أحد الأسباب ببساطة التوتر اللوجستي. فالأشخاص الذين يسافرون أو يستضيفون الآخرين في منازلهم قد يشعرون بالقلق بشأن مقدار التخطيط اللازم. وأولئك الذين لديهم أطفال في سن المدرسة قد يحتاجون إلى رعاية الأطفال بمجرد انتهاء الدراسة. والكثير من الناس يحصلون على إجازة خلال موسم الأعياد، لكن الكثيرين لا يحصلون على ذلك، وقد يفكرون في كيفية إنهاء أعمالهم في أثناء الاعتناء بعائلاتهم. وللكثيرين تُعتبر الضغوط المالية أيضًا عاملًا مؤثرًا، مع الضغوط المالية الإضافية المتعلقة بتقديم الهدايا واستضافة الآخرين.
سبب آخر هو التوتر الناتج عن العلاقات، فالأعياد هي وقت يلتقي فيه الناس بأفراد العائلة الذين قد يكون لديهم معهم خلافات سابقة أو حتى تجارب مؤلمة. قد يتوقعون محادثات غير مريحة ويبدؤون في الاقتراب من التجمعات مع شعور بالخوف.
في هذا السياق، غالبًا ما تُثير الأعياد القضايا الصحية النفسية الكامنة، ويمكن أن يؤدي التوتر الناتج عنها إلى تفاقم القلق الموجود بالفعل. فالأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الذين فقدوا أحد أحبائهم قد يشعرون بفقدانهم بصورة أكثر حدة في هذه الفترة، كما أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب استخدام الكحول قد يواجهون صعوبات إضافية خلال هذه الفترة بسبب التوتر ووجودهم في أماكن يكون فيها استخدام الكحول شائعًا.
CNN: إذا شعر شخص ما بالإرهاق الشديد، ماذا ينبغي عليه أن يفعل؟
وين: أول شيء أفعله هو محاولة تحديد السبب. هل هناك شيء يمكنك تحديده يفسر شعورك بالتعب؟ على سبيل المثال، ربما كنت تواجه صعوبة في النوم مؤخرًا. هذا قد يفسر سبب شعورك بالتعب بشكل خاص. وربما تتعافى من مرض تنفسي، وحتى نزلة برد خفيفة قد تؤدي إلى شعور الأشخاص بالتعب الشديد. وإذا كان نقص الضوء في الشتاء يجعلك تشعر بالحزن، فقد يكون لديك اضطراب عاطفي موسمي؟
إذا لم يكن السبب واضحًا على الفور أو لم يفسر تمامًا كيف تشعر، فإنني أوصي بتحديد موعد مع مقدم الرعاية الأولية. ومن المهم استبعاد الأسباب الطبية المستمرة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي فقر الدم أو قصور الغدة الدرقية إلى الشعور بالتعب، وتحتاج هذه الحالات إلى تشخيص، ويجب تحديد السبب وعلاجه. من الجيد أيضًا دائمًا إجراء فحص للاكتئاب والقلق. فهذه الحالات الشائعة غالبًا ما تظل غير مشخصة، لكن توجد علاجات فعالة متاحة.
إذا لم تظهر مشكلات طبية واضحة تفسر أعراضك، يمكنك ومقدم الرعاية الصحية الخاص بك البدء في النظر في عوامل نمط الحياة. كيف كانت نوعية نومك؟ إذا لم تكن جيدة، فهل كانت دائمًا على هذا النحو أم حدث تغيير مؤخرًا؟ قد تكون تقييمات النوم مفيدة، إذ إن انقطاع النفس النومي قد يؤدي بالتأكيد إلى الشعور بالتعب، بالإضافة إلى مجموعة من المشكلات الطبية الأخرى. هل تغير استهلاكك للكحول أو القنب أو السجائر أو أي مواد أخرى؟ هل كنت تواجه ضغطًا شديدًا في العمل أو ظروفًا شخصية صعبة؟
CNN: ما الأعراض التي ينبغي أن تدفع شخصًا ما للبحث عن تخفيف التوتر؟
وين: التوتر هو استجابة فسيولوجية طبيعية، إذ تفرز أجسامنا هرمونات تؤدي إلى تأثيرات مثل تسارع ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم.
على المدى القصير، لا تمثل استجابات التوتر مشكلة، بل يمكن أن تساعد الأشخاص على أن يكونوا أكثر كفاءة. لكن المشكلة تحدث عندما تكون استجابة التوتر مستمرة. فقد يعاني الأشخاص مشكلات صحية نفسية وتجليات جسدية مثل الصداع، وآلام الظهر، وتقلصات البطن، وخفقان القلب، وصعوبة التركيز، وإذا تطورت هذه الأعراض لدى شخص ما، ينبغي عليه التفكير في اتخاذ إجراءات لتقليل مستوى التوتر لديه.
CNN: ما الذي يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والشعور بالإرهاق؟
وين: مؤخرًا، تحدثنا عن فوائد “حمام الغابة”، وهو ممارسة بدأت في اليابان تتضمن الانغماس في الطبيعة، وترتبط بتقليل القلق، وتحسين المزاج والنوم، وانخفاض ضغط الدم، والمساعدة في الاستجابة للتوتر. يمكن للجميع تجربة هذه النشاط، وليس من الضروري الذهاب إلى غابة، إذ يكفي أن يكون لديك حديقة في الحي أو مكان يحتوي على بعض الأشجار ليعتبر حمام غابة.
كما أن ممارسة الرياضة، سواء في الهواء الطلق أم في الداخل، تساعد أيضًا على تقليل التوتر. تعمل الأنشطة البدنية على خفض هرمونات التوتر وزيادة الإندورفينات، مما يحسن الشعور بالرفاهية، ومن الضروري أيضًا التأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم للجميع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنشطة والأساليب الأكثر فعالية تختلف من شخص لآخر. أظهرت دراسة حديثة أن 46% من الأمريكيين أفادوا بقضاء وقت أقل بمفردهم في موسم الأعياد. وقد يكون هذا مريحًا لبعض الأشخاص الذين يرغبون في التواجد حول الآخرين، لكن آخرين قد يحتاجون إلى تخصيص وقت لنفسهم. من جهة أخرى، هناك أشخاص يتوقعون أن يكونوا وحدهم خلال الأعياد لكنهم يتمنون التواجد مع الآخرين. فكر في قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائك أو حاول الانخراط في أنشطة تطوعية إذا كنت ترغب في التواجد مع الآخرين.
بعض الناس يؤمنون بممارسات مثل اليوغا وتأمل اليقظة. هذا أمر رائع، وينبغي عليهم العمل على دمج هذه الأنشطة في جدولهم اليومي. أما الذين لم يمارسوا هذه الأنشطة كثيرًا، فيمكنهم البدء بتجربة تقنيات التنفس العميق أو اليوغا على الكرسي.
من المهم بنفس القدر الحديث عن الأمور التي ينبغي تجنبها، كما هو الحال مع مناقشة ما يمكن القيام به. فبعض الأشخاص قد يلجؤون إلى الكحول، والسجائر، ومواد أخرى لتحسين شعورهم. قد تكون هذه حلولًا مؤقتة، لكنها لا تعالج القضايا الأساسية مثل الاكتئاب والقلق، كما أن الاستخدام المزمن لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى.
CNN: ما الاستراتيجيات الأخرى التي يمكن أن تساعد الناس في تحسين شعورهم قبل الأعياد؟
وين: أولًا، حدد الأنشطة والتفاعلات التي تسبب لك أكبر قدر من القلق. هل توجد طرق يمكنك من خلالها تقليل هذه الأنشطة أو تخفيف التفاعلات؟ إذا كان ما يسبب لك التوتر هو أمور لوجستية، فهل يمكن أن يساعدك إعداد قائمة وتحديد أولويات المهام لجعلها أكثر قابلية للإدارة؟ هل يمكنك طلب المساعدة من الآخرين حتى لا تكون المسؤول الوحيد عن كل العمل؟
وعلى الجانب الآخر، فكر في جميع الأشياء التي تتطلع إليها خلال الأعياد. وهنا أيضًا، يمكن أن تساعد قائمة في ذلك. فقد تكون الأنشطة بسيطة مثل مشاهدة تساقط الثلوج، أو كبيرة مثل لقاء حفيد جديد. الرجوع إلى هذه القائمة يمكن أن يساعد في إثارة حماستنا، مما يجعلنا نشعر بالفرح بدلًا من التعب عند اقتراب موسم الأعياد.
- ترجمة: ماسه فؤاد كريم
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1