يقول العلماء: أَن تصبح شقيا؛ يساعد على الحماية من تدهور الادراك
أخبار سارّة للجميع! وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة The Journal of Sex Research فأن اللجوء بانتظامٍ إلى العلاقة الجنسية؛ من شأنه أَن يُساعد كثيرًا في حمايةِ كِبار السِّن من تدهور الادراك لديهم.
استخدمت الدراسة بيانات من المشروع الوطني للحياة الاجتماعية والصحّة والشيخوخة بجامعةِ شيكاغو (NSLHA) والتي وصفها المركز الوطني لأبحاثِ الرأي بالجامعةِ بأَنها «أول دراسة على الصعيد الوطني تمثل نقاط التقاطع بين العلاقات الاجتماعية والحميمة والصحّة في مرحلةِ الشيخوخة».
لتحديدِ ما إذا كان يمكن ربط الحياة الجنسية لكبار السن بأَي شكل من الأشكال بتدهور الادراك لديهم مع تقدمهم في العمر.
قالت كاتبة الدراسة شانون شين- الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع في كلية هوب في ميشيغان، لموقع PsyPost عن بحثها: «أنا مهتمة -وبشكلٍ عام- بكيفية ارتباط العلاقات الاجتماعية بخطرِ المشاكل الصحّية في وقتٍ لاحق من تقدم العمر» مضيفة إِن الجنس هو جزء «غالبًا ما يتم تجاهله» من حياة كبار السن الأمريكيين. وتابعت قائلة: «على الرغم من وجود قدر كبير من الأبحاث حول تدهور الادراك، إلّا أَن هناك القليل من الأبحاث التي تُؤخَذ بعين الاعتبار عن كيفة أَن العلاقات الاجتماعية الحميمة مفيدة لوظيفة الادراك».
باستخدامِ بياناتٍ (NSLHA) حددت شين عينة الدراسة ب 1683 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 62 عامًا فما فوق، وجميعهم قدموا بيانات كاملة عن صحتهم الادراكية وكانوا مرتبطين جنسيًا على نحو ما، كما ذكرت صحيفة (PsyPost) إن كل الذين تم اختيارهم للدراسة كانوا «إما متزوجين أو يعيشون المساكنة أو كان لديهم شريك رومانسي أو جنسي».
وكانت النتائج مذهلة؛ حيث وجدت (شين) أَن كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و90 عامًا والذين يمارسون الجنس مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، ثبت أَنهم قد أظهروا وظيفة إدراكية أَفضل من نظرائهم الذين كان نشاطهم الجنسي أقل وعلى وجه التحديد كبار السن الذين لم يمارسوا الجنس خلال العام الماضي في وقتِ الاستطلاع؛ حيث لم يكن لديهم نشاط جنسي مطلقًا.
والأكثر من ذلك، -وفقًا للدراسة- إن الجنس ليس كله متساوٍ. فبالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 62 و74 عامًا كانت نوعية الجنسية أَساسية في تحديد ما إذا كان النشاط الجنسي يوفّر بالفعل فوائد إدراكية أم لا. وفقًا للبحث، فإِن أولئك الذين دخلوا في شراكة جنسية ولكنهم أبلغوا عن عدم الرضا في حياتهم الجنسية؛ لا يبدو أنهم يختبرون نفس تعزيز حماية الدماغ مثل أولئك الذين أبلغوا عن حياتهم الجنسية على أَنها مُرضية ومُمتعة، مما يعني أَن الهدف من البحثِ ليس إلزام كبار السن بممارسة الجنس لأسباب صحّية فقط.
وقالت شين لموقع (PsyPost): «بالنسبة لكبار السن الأمريكيين الذين يعيشون مع شريك، فإن الجنس مهم للوظيفة الادراكية فيما بعد، ولكن هذا يعتمد على العمر وجانب العلاقة الجنسية». «بالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و90 عامًا فان ممارسة الجنس لمرة واحدة في الأسبوع أو أكثر مرتبطة بوظيفة إدراكية أفضل بعد خمس سنوات، مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوا الجنس».
هناك أيضًا عنصر مؤثّر طويل المدى، فقد وجدت (شين) أَن ممارسة الجنس بطريقةٍ جيدة الآن قد يبدو أن له تأثير وقائي على الوظيفة الإدراكية لسنوات قادمة.
وأضافت الباحثة: «وبالنسبة للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 62 و74 عامًا فإن الحصول على نوعية جنسية أفضل يعني المزيد من المتعة الجنسية والرضا العاطفي؛ وبالتالي يرتبط بوظيفة إدراكية أفضل لبعد خمس سنوات».
كما هو الحال مع معظم الأبحاث المماثلة، فإن الدراسة لا تخلو من التحذيرات. على الرغم من أخذ عوامل مثل العرقية والعنصرية والدخل التي اُخذت بعين الاعتبار، إلّا أَن البحث «درس فقط كبار السن الذين يعيشون في المجتمع؛ لذا فأن النتائج لا تتحدث عن كبار السن الذين يعيشون في دور رعاية المسنين».
وأضافت شين: «ثانيًا لم تكن هناك أسئلة في مجموعة البيانات تتناول الموافقة الجنسية والتي قد يكون لدى الشخص الذي يعاني من أشكال أكثر حدة من التدهور الادراكي قدرة محدودة على تقديمها».
ومع ذلك، فإن النتائج مثيرة للاهتمام. ربما يكون هذا سببًا أيضًا لأولئك الذين ينتمون لفئاتٍ عمرية أُخرى للتفكير في علاقاتهم الحميمة والمعايير والأحكام التي قد نقدمها لكبار السن على وجه الخصوص.
- ترجمة: احلام العبسي
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1