كشف 8 أساطير حول الجثث

يوجد الكثير من الألغاز المحيطة بالموت، ولكن الافتراضات الخاطئة أدناه لا يجب أن تكون من بينها. فإذا افترضت أن الجثث خطيرة وأن الأظافر تستمر في النمو بعد وفاتك، فتابع القراءة.

الأجساد غريبة بما فيه الكفاية، لكن الجثث هي التي تثير الفضول الحقيقي. فحقيقة أن معظمنا لا يقضي الكثير من الوقت حولها تعني أنه من الصعب التفريق بين الحقيقة والخيال. كان يُعتقد أن الجثث مسؤولة عن الأوبئة وأنها تحمل خصائص علاجية سحرية. فيما يلي بعض الأساطير حول الجثث التي لا تتخلى عن الروح – وشرح للعلم الحقيقي وراءها في الحياة الواقعية.

1. ينمو الشعر والأظافر بعد الوفاة

غير صحيح! تتوقف عملية تقسيم الخلايا التي تدفع نمو الشعر والأظافر عندما يموت الجسم، ويتوقف القلب عن ضخ الدم المشبع بالأكسجين في جميع أنحاء الجهاز الدوراني. ومع ذلك، يبدو أن الأشياء ما زالت تنمو، فعندما يفقد جلد الجثة الرطوبة، ينكمش وهذا الانكماش على سرير الأظافر يجعلها تبدو وكأنها تطول. أما فيما يتعلق بالشعر، فإن الجلد الجاف على الوجه والرأس “ينسحب نحو الجمجمة، مما يجعل اللحية تبدو أكثر بروزًا”، كما تكتب كلوديا هاموند لشبكة الإذاعة البريطانية (BBC). “يمكن أن تزيد ظاهرة القرقرة الناتجة عن انقباض عضلات الشعر من التأثير”.

2. الجثث خطرة

لا توجد علوم تدعم فكرة أن الجثة المتحللة ضارة للأحياء، فقط بسبب كونها ميتة. قد يبدو هذا واضحًا، لكن كانت الاعتقادات في السابق أن المرض يأتي من تنفس الهواء الملوث بالجثث شائعة.

كانت نظرية الدخان السام، كما كانت تُعرف، اعتقادًا واسع الانتشار بين أفراد الطب (والجمهور) في القرن التاسع عشر. كانت الدخان السام، وهي كلمة يونانية قديمة تعني “التلوث”، هي الهواء السيء القادم من “الجثث الفاسدة، ونفخات الأشخاص الآخرين الذين أصيبوا بالفعل بالعدوى، والصرف الصحي، أو حتى النباتات المتعفنة” وكان يُعتقد أنه مسؤول عن انتشار المرض، وفقًا لورقة بحثية من عام 2001 في مجلة BMJ. ولحسن الحظ، استُبدل هذا الاعتقاد في النهاية بنظرية الجراثيم.

3. الجثث المتعددة خطر إضافي.

في نشرة لمنظمة الصحة العالمية، شرحت دونا إبروين في عام 2005 أن الاعتقاد بأن الجثث تنشر المرض “يظل مشكلة مزمنة في جهود إغاثة الكوارث.” بعد الكوارث الطبيعية، يكون هناك غالبًا ذعر حول الجثث والاندفاع لدفنها على الفور، مما يشتت جهود الإغاثة عن الاهتمام بالمشاكل الأكثر إلحاحًا. “الميكروبات التي تشارك في تحلل الجثث ليست نوعًا يسبب المرض”، تكتب إبروين. “ومعظم الفيروسات والبكتيريا التي تسبب المرض لا يمكن أن تبقى على قيد الحياة لأكثر من بضع ساعات في جثة”.

توجد بعض الاستثناءات. فمستوى فيروس إيبولا في الضحايا الأموات قد يظل مرتفعًا، ويجب أن يتعامل مع بقاياهم فقط الأشخاص الذين يرتدون ملابس واقية (وتُدفن بسرعة). يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية البقاء على قيد الحياة لمدة تصل إلى 16 يومًا في جثة محتفظ بها تحت التبريد، ويمكن أن تشكل الفيروسات الناقلة للدم مثل فيروس التهاب الكبد، بالإضافة إلى السل والعدوى الهضمية، خطرًا. وقد كتبت إبروين: “يمكن تقليل خطر العدوى باستخدام احتياطات بسيطة والنظافة السليمة”.

4. عملية التحنيط تجعل الجثث أكثر أمانًا

“عملية التحنيط لا توفر أي فائدة صحية عامة”، وفقًا لتحالف مستهلكي مراسم الجنازة (جمعية غير ربحية متخصصة في توفير خدمات الموت بأسعار معقولة)، مستشهدة بمراجع من مركز مكافحة الأمراض والسلطات الكندية. في حين قد يقولون إنه يجب تحنيط الجثة قبل المشاهدة أو الدفن، إلا أن هذه العملية ليست مطلوبة قانونًا إذا كانت الجثة ستحرق أو ستوضع في التبريد للمشاهدة قبل الدفن أو الحرق. إضافة إلى ذلك، نظرًا لأن الجثة عادة لا تشكل خطرًا بحد ذاتها، فإن التحنيط لا يجعلها أكثر أمانًا بأي شكل من الأشكال. وعلى الجانب الآخر، تكون المواد التحنيطية سامة للغاية، ويجب على من يقوم بعملية التحنيط تغطية جسمه بالكامل وارتداء جهاز تنفس في أثناء العمل.

5. الجثث تجلس على الطاولة الطبية

هذا الخرافة المأخوذة من أفلام الرعب ليست حقيقية. ففي أثناء التحلل، قد تحدث حركات تشنجية أو حركات صغيرة وأصوات بسبب الغازات والفضلات التي تفرج عنها البكتيريا. يمكن لجثة متحللة التحرك بالتأكيد قليلاً، لكن الجلوس بشكل مستقيم فهذا لن يحدث بالطبع.

6. دفن الجثة دون تابوت أو قبة سيؤدي إلى تلوث مياه الجوف

لا ! يجري الدفن عادة على عمق 3.5 أقدام تحت سطح الأرض، في حين يمكن أن تكون مياه الشرب على عمق 75 قدمًا تحت الأرض. ويوضح مجلس الدفن الأخضر: “تضمن المسافات الإلزامية من مصادر المياه المعروفة أيضًا عدم تعرض المياه السطحية للخطر”، بالإضافة إلى ذلك، فإن الكائنات الدقيقة الحية في التربة ستقوم بتحليل المركبات الكيميائية التي تبقى في الجثة، لكننا في الواقع “نطلق الكثير من المواد الكيميائية السامة خلال يوم من الحياة، مقارنة بما يحدث في أثناء تحلل الجثة بأكملها”.

7. رماد الحرق هو الرماد

مع أننا في كثير من الأحيان نتحدث عن “تبديد الرماد”، إلا أن رماد الحرق أكثر تعقيدًا قليلاً. إذ بمجرد أن يحرق الجسم المخصص للحرق في ما يسمى بالمجهز، سيوضع ما تبقى في آلة الكريمولاتور، بشكل ما يشبه الخلاط، تستخدم الكريمولاتور كرات صلبة أو شفرات دوارة لطحن العظام والبقايا الأخرى إلى “مادة خشنة بلون رمادي، تشبه الحصى الدقيقة”، كما يصف موقع HowStuffWorks.

8. ربما الموت ليس مرعبًا كما نعتقد

وفقًا للعالم النفسي كورت غراي، ربما لا يكون الموت مرعبًا كما نعتقد.

درس غراي استجابات المدانين في سجون الإعدام، والمرضى الذين يعانون من أمراض مميتة، بالإضافة إلى تلك التي تخيلت أنها تعاني من سرطان لا يمكن علاجه، ووجد أنه: “من الطبيعي أن نخاف من الموت بشكل مجرد، ولكن كلما اقترب الإنسان أكثر منه، أصبح أكثر إيجابية”، كما يوضح لمجلة نيويورك. قد يرجع ذلك إلى شيء يُسمى “المناعة النفسية”، وهو مصطلح ابتكره العالم النفسي دان جيلبرت في كتابه “Stumbling on Happiness”. وفقًا لغراي، أوردت مجلة نيويورك: “تُشغل المناعة النفسية لدينا عندما تحدث أشياء سيئة. لذلك عندما يواجه الشخص الموت، يدخل كل أنواع العمليات العقلية للتبرير وصنع المعاني”. قد يبدو هذا وكأن دماغك يحاول إلقاء اللوم على الآخرين، ولكنه أفضل بكثير من العيش في الرعب.

نُشرت نسخة من هذه المقالة في عام 2017؛ جرى تحديثها عام 2024.

  • ترجمة: محمد عمر الدهان
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1