ما المشترك بين الإله وميكانيكا الكم والوعي؟

تخيل أنه كان لديك صديق في العشرينات من عمرك اسمه غالاغر Gallagher لم تتحدث معه منذ عقود، كان غالاغر شخصًا لامعًا ومثقفًا وذو تعليم عالي ووريث عائلة ثرية. كان بإمكانهِ فعل أي شيءٍ يبتغيه. عَمِلَ في العديد من المجالات منها علم الأعصاب والقانون والفلسفة وغيرها. لكنه كان شديد الانتقاد وصعب الإرضاء، لدرجة أنه لم يستقر على أي مهنةٍ أبدًا. لا شيء كان مُرضيًا بالنسبة له، ولم ينال الحب لنفس السبب. كما إنه استخف بخيارات أصدقائه لدرجة أنه هجرهم. إلى أن انتهى به الأمر بالمرارة والوحدة. على الأقل هذا ما تعتقده.

كونك شديد الانتقاء، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأشياء مثل العمل والحب والطعام، وحتى أكثر الأشخاص انتقاءً في تناول الطعام يجب أن يأكلوا شيئًا ما في النهاية، وهذا الدرس الذي تعلمته من غالاغر. ولكن عندما يميل الأمر للإجابة على الألغاز الكبرى، فإن معظمنا ليس صعب الإرضاء في النهاية. وكما قال الصحفي والمؤلف الأمريكي، جون هورغان John Horgan: «نحن نتمسك بإجاباتٍ لأسبابٍ زائفة، فمثلًا لأن والدينا أو القساوسة أو الأساتذة يؤمنون بذلك. نحن نعتقد أنه يجب علينا أن نؤمن بشيءٍ ما، ولكننا لا نفعل ذلك في الواقع. يمكننا، بل يجب علينا أن نقرر أنه لا وجود لإجاباتٍ مُرضية كفايةً. يجب أن نكون لاأدرييون!».

يخلط بعض الناس بين اللاأدرية Agnosticism «عدم المعرفة» واللامبالاة Apathy «عدم الاهتمام». خذ مثلًا، عالم الوراثة الذي يدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، فرانسيس كولينز Francis Collins. فهو مسيحي متدين يؤمن أن يسوع صنع المعجزات ومات من أجل خطايانا وبُعثَ من بين الأموات. ففي كتابه الأكثر مبيعًا لعام 2006 «لغة الإله The Language of God»، يصف كولينز اللاأدرية بـ «عذرٌ أقبحَ منَ ذنبِ». في مقابلة أجراها هورغان مع كولينز، أشار هورغان إلى كونه لاأدري معترضًا بذلك على وصف كولينز للاأدرية بـ «عذرٌ أقبحَ منَ ذنبِ».

قال كولينز معتذرًا: «كان ذلك استنقاصًا لا ينبغي قوله عن اللاأدريين المعتزمين الذين نظروا في الأدلة وما زالوا لا يجدون إجابة. كنت أتجاوب مع اللاأدرية التي أراها في المجتمع العلمي، والتي لم تعتنق بدراسةٍ دقيقة للأدلة». درس هورغان الأدلة المتعلقة بالمسيحية، ووجدها غير مقنعة. فهو غير مقتنع بأي قصص عن الإبداع العلمي، مثل تلك التي تصور كوننا على أنه فقاعة في بحرٍ من الأكوان المتعددة.

انتُقِدَ هورغان من الأشخاص الذين يقتدي بهم لكونه شديد الشك. أحدهم هو الفيلسوف الديني الراحل هستون سميث Huston Smith، والذي وصف هورغان بـ «واهن اليقين». الآخر هو الخبير الصحفي روبرت رايت Robert Wright، صديق قديم لهورغان إذ كان يتجادل معه كثيرًا عن علم النفس التطوري والبوذية. سأل رايت ذات مرة هورغان ساخطًا «ألا تؤمن بأي شيء؟». في الواقع، يؤمن هورغان بالكثير من الأشياء، فمثلًا يؤمن هورغان بأن الحرب مؤذية ويجب منعها.

يقف هورغان مع فولتير عندما يتعلق الأمر بالنظريات حول الواقع المطلق. قال فولتير ذات مرة: «الشك ليس وضعًا مريحًا، ولكنَّ اليقين سُخْف». الشك يحمينا من الجَزْميَّة Dogmatism أي الجمود الفكري، إذ يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ الخاصة لدرجة رفضهِ الاطلاع على الأفكار المخالفة، وكما وصفها ويليام جيمس William James «الختام المسبق لقصتنا مع الواقع». أدناه، يجادل هورغان مدافعًا عن اللاأدرية كموقف تجاه وجود الإله، وتفسيرات ميكانيكا الكم ونظريات الوعي. فعند التفكير في الإجابات المزعومة على هذه الألغاز الثلاثة، يجب أن نكون انتقائيين وناقدين مثل صديقك القديم غالاغر.

معضلة الشر

لماذا نحن موجودون؟ الجواب؛ وفقًا للديانات التوحيدية الرئيسية، بما في ذلك العقيدة الكاثوليكية التي نشأ فيها هورغان، هو أن كيانًا خارقًا للطبيعة هو الذي خلقنا. هذا الإله يحبنا، كالأب البشري الذي يحب أبناءه، ويريد منا أن نتصرف بطريقة معينة. إذا كنا صالحين، فسوف يكافئنا. إذا كنا سيئين، فسوف يعاقبنا. (أستخدم الضمير «هو» لأن معظم الكتب المقدسة تصف الإله كذكر).

اعتراض هورغان الرئيسي على هذا التفسير للواقع هو معضلة الشر. إن إلقاء نظرة عابرة على تاريخ البشرية والعالم اليوم، يكشف عن معاناة وظلم هائلين. إذا كان الإله يحبنا وقادر على كل شيء، فلماذا تكون الحياة مرعبة جدًا لكثير من الناس؟ الرد المعياري على هذا السؤال هو أن الإله أعطانا الإرادة الحرة. يمكننا الاختيار في أن نكون سيئين وكذلك صالحين.

في كتابه «أحلام النظرية النهائية Dreams of a Final Theory» جادل الفيزيائي الملحد الكبير ستيفن واينبرغ Steven Weinberg، والذي توفي في 23 يوليو/تموز 2021، منتقدًا حجة الإرادة الحرة. يسأل واينبرغ في إشارة إلى أن النازيين قتلوا العديد من أقاربه في الهولوكوست: «هل كان يجب أن يموت ملايين اليهود حتى يتمكن النازيون من ممارسة إرادتهم الحرة؟ لا يبدو ذلك عادلًا. وماذا عن الأطفال المصابين بالسرطان؟ هل من المفترض أن نعتقد أن الخلايا السرطانية لديها إرادة حرة؟».

في المقابل، فإن الحياة ليست جحيمية دائمًا. نختبر الحب والصداقة والمغامرة والجمال المفجع للقلب. هل يمكن أن يأتي كل هذا حقًا من الاصطدامات العشوائية للجسيمات؟ حتى واينبرغ يقر بأن الحياة تبدو أحيانًا أجمل مما تقتضيه الضرورة المطلقة. إذا كانت مشكلة الشر تمنع هورغان من الإيمان بإلهٍ محب، فإن مشكلة الجمال تمنع هورغان من أن يكون ملحدًا مثل واينبرغ. وبالتالي يكون هورغان لاأدري.

معضلة المعلومات

تعد ميكانيكا الكم أقوى نظريات العلم التي تصف الواقع وأكثرها دقةً. لِمَ لا وقد تنبأت وانتجت تجارب وتطبيقات لا تحصى. تكمن العلة في أن الفيزيائيين والفلاسفة يختلفون في فهم مقصد النظرية الكمية، أي تفسيرات النظرية الكمية عن آلية عمل العالم. يتخذ العديد من الفيزيائيين تقريبًا، تفسير كوبنهاغن Copenhagen interpretation الذي طرحه الفيزيائي الدنماركي نيلز بور Niels Bohr. لكن هذا نوع من مناهضة التفسير، والذي يدل على أن الفيزيائيين لا يحاولون فهم ميكانيكا الكم؛ على خلاف ذلك وكما قال الفيزيائي ديفيد ميرمين David Mermin ذات مرة: «اخرس واحسب».

في كتابه: «فلسفة الفيزياء: النظرية الكمية Philosophy of Physics: Quantum Theory»، أشار الفيلسوف تيم مودلين Tim Maudlin مستنكرًا هذا الوضع إلى أن العديد من تفسيرات ميكانيكا الكم تصف آلية عمل العالم بالتفصيل. وهذا يشمل نظرية غيراردي-ريميني-ويبر GRW Theory ونظرية الموجة التجريبية Pilot-wave theory للفيزيائي ديفيد بوم David Bohm وفرضية العوالم المتعددة Many-worlds hypothesis للفيزيائي هيو إيفرت Hugh Everett. لكن هنا المفارقة؛ كان مودلين دقيقًا جدًا في الإشارة إلى ثغرات هذه التفسيرات، لدرجة أنها تعزز شكوك هورغان. فجميع النظريات تبدو غير متناسقة ومنافية للعقل بشكلٍ يائس.

لا يتَقصَّى مودلين التفسيرات التي تعيد صياغة ميكانيكا الكم كنظرية عن المعلومات. للاطلاع على منظور إيجابي عن التفسيرات القائمة على المعلومات، راجع كتاب «ما خلف العجائب Beyond Weird» للصحفي فيليب بول Philip Ball وكذلك «بزوغ المعلومات The Ascent of Information» لعالم الأحياء الفلكية كاليب شارف Caleb Scharf. لكن في نظر هورغان، فإن التفسيرات القائمة على المعلومات عن ميكانيكا الكم هي أقل منطقية من التفسيرات التي يتَقصَّاها مودلين. ولا معنى لمفهوم المعلومات دون وجود كائنات واعية لإرسال المعلومات وتلقيها والتصرف بناءً عليها.

إدراج الوعي في الفيزياء يضعف موقفه الموضوعي. غير أن الوعي وعلى حد علمنا، ينشأ فقط في كائنات حية معينة وجِدَت لفترةٍ وجيزة على الأرض. إذن كيف يمكن أن تنطبق ميكانيكا الكم إذا كانت نظرية معلومات وليست مادة وطاقة، على الكون بأكمله منذ الانفجار العظيم؟ تبدو نظريات الفيزياء القائمة على المعلومات وكأنها عودة إلى مركزية الأرض، التي افترضت أن الكون يدور حولنا. بالنظر إلى المشاكل مع جميع تفسيرات ميكانيكا الكم، فإن اللاأدرية ولمرةٍ أخرى، تبدو لهورغان موقفًا معقولًا.

معضلة العقل والجسد

الجدل عن الوعي أكثر انقسامًا من الجدل عن ميكانيكا الكم. كيف تخلق المادة عقلًا؟ قبل بضعة عقود، بدأ الإجماع في الظهور. في كتابه «الوعي مفسرًا Consciousness Explained»، أكد الفيلسوف دانيال دينيت Daniel Dennett أن الوعي ينبثق بوضوح من العمليات العصبية، مثل النبضات الكهروكيميائية في الدماغ. اقترح فرانسيس كريك Francis Crick وكريستوف كوخ Christof Koch أن الوعي يتولد من شبكات من الخلايا العصبية المتذبذبة بشكلٍ متزامن.

انهار هذا الإجماع تدريجيًا بعد أن أَخفقَ العلماء في تحقيق التدليل التجريبي للنظريات العصبية للوعي. كما أشار هورغان في كتابه الأخير «معضلة العقل والجسد Mind-Body Problems». هناك الآن العديد من نظريات الوعي المذهلة. صب كريستوف كوخ تركيزه على نظرية المعلومات المتكاملة IIT والتي ترى أن الوعي قد يكون صفة لكل المادة لا فقط للأدمغة. وبالمثل تعاني هذه النظرية من نفس مشاكل النظريات القائمة على المعلومات لميكانيكا الكم. توقع علماء الفيزياء النظرية مثل الفيزيائي روجر بنروز Roger Penrose الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020، أن التأثيرات الكمومية تدعم الوعي، لكن هذه النظرية تفتقر إلى الأدلة التجريبية أكثر من نظرية المعلومات المتكاملة.

لا يستطيع الباحثون الاتفاق حتى على المجال الذي يجب أن تتخذه نظرية الوعي. هل يجب أن تكون أطروحة فلسفية؟ أو نموذج رياضي بحت؟ أو خوارزمية عملاقة؟ أو ربما قائمة على حساب بايزي؟ هل يجب أن تقتبس مبادئ من البوذية، مثل عقيدة اللاذات أناتا؟ كل ما سبق؟ لا شيء مما سبق؟ الإجماع يبدو أبعد من أي وقت مضى. وهذا شيء جيد، يجب أن نكون متحررين بشأن أفكارنا.

إذن ما هو الفرق بين هورغان وصديقك القديم غالاغر؟ يعتقد هورغان أنها مسألة أسلوب. استخف غالاغر باختيارات الآخرين. كان يشبه أحد هؤلاء الملحدين الدنيئين الذين يسبون المؤمنين على معتقداتهم. يحاول هورغان ألا يكون جزميًا في عدم إيمانه، وأن يتعاطف مع أولئك الذين وجدوا إجابات تناسبهم مثل فرانسيس كولينز. تمتع هورغان أيضًا بأفكار عن النظريات الإِبداعِية لكل شيء بالرغم من أنه لم يعتنقها، مثل نظرية It from bit للفيزيائي جون ويلر John Wheeler ومبدأ التنوع الأقصى Maximum diversity للفيزيائي فريمان دايسون Freeman Dyson.

بالتأكيد فإن هورغان شديد الشك. حتى أنه يشك في أننا سنعرف ما إذا كان الإله موجودًا، وما تعنيه ميكانيكا الكم، وكيف تخلق المادة عقلًا. يعتقد هورغان أن الألغاز الثلاثة هذه هي جوانب مختلفة للغز واحد مُبهَم في جوهر الأشياء. ولكن إحدى نِعم اللاأدرية ولربما أعظم نِعمة بالنسبة لهورغان، هي أنه يستطيع الاستمرار في البحث عن الأجوبة آملًا أن ينتظره الإلهام عند الأفق.

مصطلحات

اللاأدرية Agnosticism: «وهي توجه فلسفي يُؤمن بأن القيم الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة ولا يمكن لأحد تحديدها، خاصةً تلك المتعلقة بالقضايا الدينية كوجود الله وعدَمِه وما وراء الطبيعة، والتي تُعتبر غامضة ولا يمكن معرفتها. ووفقًا للفيلسوف ويليام رووي William Rowe، فإن اللاأدري هو هذا الشخص الذي لا يُؤمن ولا يكفُر بالذات الإلهية، بينما المؤمن هو الذي يؤمن بها، والملحد هو الذي يكفُر بها».

اللامبالاة Apathy: «حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية، معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة وإن كان هذا في غير صالحه. مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج. أو هي قمع الاحاسيس مثل الاهتمام والإثارة والتحفز أو الهوى، فاللامبالي هو فرد لا يهتم بالنواحي العاطفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك قد يبدي الكسل وعدم الحساسية».

الجَزْميَّة Dogmatism: «هي حالة من الجمود الفكري، إذ يتعصب فيها الشخص لأفكارهِ الخاصة لدرجة رفضهِ الاطلاع على الأفكار المخالفة، وإن ظهرت لهُ الدلائل التي تثبت لهُ أن أفكارهُ خاطئة، سيحاربها بكل ما أوتي من قوة، ويصارع من أجل إثبات صحة أفكارهِ وآرائهِ، وتعتبر حالة شديدة من التعصب للأفكار والمبادئ والقناعات، لدرجة معاداة كل ما يختلف عنها».

تفسير كوبنهاغن Copenhagen interpretation: «هو من أحد أهم التفسيرات شيوعًا في علم ميكانيكا الكم، ويفترض التفسير أن ميكانيكا الكم لا تسفر عن وصف الظواهر الطبيعية بشكلٍ موضوعي ولكن تتعامل فقط مع احتمالات الرصد والقياس، ولعل أغرب فروض هذا التفسير أن عملية القياس تؤثر على سلوك النظام الكمي بمعنى أن عملية القياس تسبب ما يعرف بـ انهيار الدالة الموجية، وقد وضعت المفاهيم الأساسية لهذا التفسير من قبل نيلز بور وفيرنر هايزنبرج وماكس بورن وغيرهم في السنوات 1924-1928م».

نظرية غيراردي – ريميني – ويبر GRW Theory: «هي نظرية انهيار تلقائي في ميكانيكا الكم، اقترحها في عام 1986 جيانكارلو جيراردي وألبرتو ريميني وتوليو ويبر. الافتراض الأول لنظرية GRW هو أن دالة الموجة (أو متجه الحالة) تمثل أدق المواصفات الممكنة لحالة النظام الفيزيائي. هذه ميزة تشترك فيها نظرية GRW مع التفسير المعياري لميكانيكا الكم وتميزها عن نظريات المتغيرات الخفية، مثل نظرية دي برولي-بوم De Broglie-Bohm، وفقًا لذلك لا تعطي الدالة الموجية وصفًا كاملًا للنظام الفيزيائي».

نظرية الموجة التجريبية Pilot-wave theory: «في الفيزياء النظرية، كانت نظرية الموجة التجريبية، والمعروفة أيضًا بالميكانيكا البومية، أول مثال معروف لنظرية المتغير الخفي، وقدمها لويس دي برولي في عام 1927. نسختها الأكثر حداثة، نظرية دي برولي-بوم، تفسر ميكانيكا الكم كنظرية حتمية، وتتجنب المفاهيم المزعجة مثل ازدواجية موجة-جسيم، وانهيار دالة الموجة الآنية، ومفارقة قطة شرودنغر. لحل هذه المشاكل، فإن النظرية غير موضعية بطبيعتها. تعد نظرية الموجة التجريبية دي برولي-بوم أحد التفسيرات العديدة لميكانيكا الكم (غير النسبية)».

فرضية العوالم المتعددة Many-worlds hypothesis: «هو تفسير لميكانيكا الكم يؤكد أن الدالة الموجية الكونية هي حقيقية بشكل موضوعي ويؤكد أيضًا عدم وجود انهيار للدالة الموجية. يتضمن ذلك أن كل القياسات الكمومية تُدرك فيزيائيًا في عالم معين أو كون معين. على عكس بعض التفسيرات الأخرى، مثل تفسير كوبنهاغن، يُعد تطور الواقع في تفسير العوالم المتعددة حتميًا بشكل جامد».

نظرية المعلومات المتكاملة IIT: «تحاول نظرية المعلومات المتكاملة توفير إطار قادر على شرح سبب وعي بعض الأنظمة الفيزيائية (مثل الأدمغة البشرية)، ولماذا تشعر بالطريقة الخاصة التي تقوم بها في حالات معينة، مثلًا، لماذا يبدو مجالنا البصري ممتدًا عندما نحدق في سماء الليل، وما الذي يتطلبه الأمر حتى تكون الأنظمة الفيزيائية الأخرى واعية (هل الكلاب واعية؟ وماذا عن الأطفال الذين لم يولدوا بعد؟ أو أجهزة الكمبيوتر؟)».

نظرية It from bit: «تشير نظرية it from bit إلى أن الفيزياء وخاصة فيزياء الكم، لا تتعلق حقًا بالواقع، ولكن هي فقط أفضل وصف لدينا لما نلاحظه. لا يوجد عالم كمي، هو فقط أفضل وصف لدينا لكيفية ظهور الأشياء لنا. كما قال نيلز بور: من الخطأ الاعتقاد بأن مهمة الفيزياء هي معرفة كيف تكون الطبيعة. بل تتعلق الفيزياء بوصفنا للطبيعة».

مبدأ التنوع الأقصى Principle of Maximum diversity: «التنوع الأقصى هي عملية اختيار مجموعة فرعية من العناصر إذ يُعظم التنوع بين العناصر المختارة. تمت بالفعل دراسة العديد من مقاييس التنوع في الأدبيات، مما أدى إلى تحسين المشكلة التي نُظِرَ فيها في نهج أحادي الهدف».

  • ترجمة: بهجت بن صبيح
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1