لماذا تحتاج الخيول إلى حدْوة، بعكس الأبقار؟

بسبب حقيقة أن حدوة الحصان تتمثل في كونها رمز للهو وأداة لجلب الحظ السعيد، فإن معظم الناس يعرفون شكل «حدْوة» الحصان. ومع ذلك، لا يعرف الكثير منهم بالضبط لماذا ترتدي الخيل هذه الأقواس المصنوعة من المعدن (أو من مواد أخرى).

الإجابة بسيطة: إن الخيول تنتعل الحدْوات لنفس السبب الذي نرتدي الأحذية من أجله، وهو حماية حوافرها من أن تنجرح عند الاحتكاك بالأسطح الخشنة و/أو من التلف والتهالك بس القيام بالأعمال الشاقة. إذ من المسلّم به أن أطراف الخيل أكثر قوة من أطرافنا: فالجدار الخارجي للحافر، الذي يغطي الجزء العلوي من الحافر ويشكل حافة حول الجزء السفلي، لا يحتوي على أعصاب أو أوعية دموية. يمكن للخيول المشي بأمان على الحواف الأربعة، ولكن ذلك قد يؤدي إلى تآكل جدار الحافر كلما تعرض للاحتكاك بالأرض. في الخيول البرية، تحدث هذه العملية عادةً بمعدل مناسب وتدريجي (لأنها تتكيف مع الظروف البيئية) أثناء تجاوزها للتضاريس الطبيعية.

لكن، وكما توضح قناة «Horse & Country»، تؤدي الخيول المستأنسة وظائف وأعمال متنوعة على مجموعة من الأسطح المختلفة، وهناك مجموعة من الأسباب لاحتياج العديد منها إلى الحدْوات. إذ بالنسبة لبعض الخيل، خاصة تلك التي تجر عربات أو تحمل أحمالًا أخرى، قد يتآكل جدار حافرها بسرعة أكبر مما يمكن أن ينمو مرة أخرى، ويمكن أن تساعد الحدْوة في منع ذلك. وقد يحتاج البعض الآخر إلى الحدْوات في أعمال الجر إذا كانت معرّضة للسير بشكل متكرر على الأسطح الجليدية أو الرطبة أو الطينية.

ثم هناك تلك التي تعاني من حالات مرضية مثل التهاب المفاصل، وحمى الحافر (وهي مشكلة في الأنسجة الرابطة بين جدار الحافر والعظام المجاورة)، أو مرض هشاشة العظام/حلقة العظام (وهو مرض مفصلي تنكسي يحدث في المفصل مسببًا نمو عظمي إضافي). وهناك بعض الخيول التي بطبيعتها تملك حوافر أضعف من غيرها أو غير متوازنة. وفي جميع هذه الحالات، يمكن أن تساعد الحدْوة في توازن وتقوية حوافر الخيل، كما تساعد فيالحفاظ على صحتها.

ومع ذلك، هناك خيول تبلي بلاءً حسنًا دون الحاجة إلى الحدْوة على الإطلاق، أو تحتاج إلى ارتدائها في بعض الأحيان. يمكن للبيطار، وهو العامل الذي يقوم بتركيب الحدْوات وتشذيب وعناية وموازنة حوافر الخيل بشكل عام، مساعدة أصحاب الخيول في تحديد أفضل طريقة للتعامل معها ونوع الحدْوة المناسبة لكل استخدام. وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يعارضون بشدة استخدام هذه الأحذية، مفضّلين الطريقة الطبيعية، فإن ذلك يعتمد حقًا على احتياجات الخيل الفردية.

لقد ذكر إيسكو بوف، مالك إيسكو بوف بروفيشنال فرير سيرفيس للبَيْطَرَة، لمجلة Practical Horseman: «غالبًا ما يتحدث الناس عن الحوافر غير المنتعلة والحوافر منتعلة الحدوة كما لو كانت منافسة. إنها ليست هذا أو ذاك، إنما ما هو الأفضل للخيل».

لماذا لا تحتاج الأبقار أيضًا إلى حدوة؟

بشكل عام، من غير المتوقع أن تقوم الأبقار بنفس الأنشطة الكثيرة كما تفعل الخيول (واجتيازاها لأشكال واسعة من التضاريس). فنحن لا نستخدمها في السباقات؛ ولا في أعمال المزرعة على غرار ما يحدث في منتزه يلوستون، وكذلك لا نجعلها تحمل السُيّاح في عربات في حديقة سنترال بارك، وهكذا.

في الماضي، عندما كانت الثيران تُستخدم بشكل شائع كحيوانات جر لأعمال المزرعة، حتى خلال القرن العشرين، كانت غالبًا ما ترتدي الحدْوة. ونظرًا لأن الثيران، مثل الأبقار، لديها حوافر مشقوقة، أي منقسمة إلى قسمين، فإنها في الواقع كانت ترتدي «حدوة» منفصلة على كل حافر على حدة.

لكن، وبينما تعمل الأبقار عادةً بشكل جيد بطبيعتها بدون أحذية، إلا أن حوافرها تحتاج إلى الرعاية: فيجب تقليمها نحو مرتين في السنة، على الرغم من أن ذلك يعتمد على البقرة نفسها.

  • ترجمة: ريم حلمي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1