أتريد توفير المزيد من المال؟ قم بتجربة هذه الطرق الثلاث المدعمة بالأدلة

ندمت خبيرة الاقتصاد السلوكي (ويندي دي لا روسا) على كمية المال الذي أنفقته، لكنها شعرت بأنها لا تستطيع التوقف. لذا، فهي تشاركنا الحيلة التي جعلتها تتحكم بمقدار الإنفاق – بالإضافة لطريقتين لتوفير المال.

جميعنا نعلم أن التوفير أمر مهم يتوجب علينا القيام به بشكلٍ أكبر. لكن على الرغم من ذلك، معظمنا يقوم به بشكلٍ قليل. هل السبب أننا لا نفقه شيئاً عندما يتعلق الأمر بالمال أو أننا نفقد العزيمة اللازمة؟

كلا – تعتمد الكمية التي نوفرها من المال بشكلٍ كبير على الإشارات المحيطة بنا. أنا خبيرة بالاقتصاد السلوكي والشريكة المؤسسة لمختبر Common Cents وهو مختبر أبحاث موجود في جامعة دوك (Duke University) يستخدم العلوم السلوكية لمساعدة الأمريكيين في تحسين حياتهم المالية.

إليكم مثال عما أعنيه، في عام 2017، قمنا بدراسة كان فيها الناس المستهدفون – وهم الناس الذين حصلوا على فوائد من برنامج المساعدة على التغذية التكميلية SNAP – مقسمين إلى مجموعتين. قمنا بإظهار إيرادات الفوائد لإحدى المجموعتين على نسقٍ شهري. وللمجموعة الأخرى، على نسقٍ أسبوعي.

وجدنا بأن الناس الذين رأوا إيراداتهم على نحو أسبوعي خططوا لطرق إنفاقهم بشكلٍ أفضل من الناس الذين رأوا إيراداتهم على نسقٍ شهري. المبلغ كان نفسه تماماً، لذا قمنا بتغيير البيئة المحيطة – التي هي هنا التوقيت – التي جعلتهم يفهمون إيراداتهم.

لماذا كان هذا مساعداً؟ معظم فوائد برنامج SNAPتوزع دفعة واحدة مرة واحدة في الشهر. نعلم من علم الاجتماع، أن تلقي المال دفعة واحدة يكوّن عقلية (الكسب الكبير المفاجئ) والذي يقود إلى إحساس خاطئ بالاستقرار المادي ويعيق قدرتنا على تنظيم إنفاقنا. بالنتيجة، نصبح أكثر قابلية لأن نسيء تخصيص أموالنا.

تأثير الكسب الكبير المفاجئ هو أمر جميعنا سريعو التأثر به. جميعنا نشعر بتدفق أكبر في اليوم الذي نتلقى فيه المال – وهذا يؤدي إلى إنفاق المزيد من المال في النهاية – بالمقارنة مع اليوم الأخير من دورة تلقي الأموال. يمكنك الاستفادة من دراستنا من خلال التفكير براتبك كمبالغ أسبوعية بدلاً من مبالغ سنوية أو شهرية.

إليكم ثلاث طرق أخرى تمكنكم من صنع قرارات مالية أفضل:

1. قم باستهداف مشترياتك الصغيرة المتكررة.

في مختبر Common Cents قمنا بإجراء دراسات طفيفة مختلفة وطلبنا من الناس إخبارنا أي مشتريات ندموا عليها بالدرجة الأكبر. الشيء الذي ندموا عليه بالدرجة الأكبر كان الأكل في الخارج. إنه أمر متكرر يقوم به معظمنا بشكلٍ اعتيادي، لكنه كالموت البطيء، كوب من القهوة هنا، صحن بوريتو هناك، كلها أمور تجتمع وتقلل من ادخاراتنا.

عندما كنت أعيش في مدينة نيويورك، كان أكثر ما ندمت عليه هو تطبيقات ركوب السيارات. عندما نظرت إلى نفقاتي في شهر من الشهور، أدركت أني أنفقت أكثر من ألفي دولار على هذه التطبيقات. كان ذلك أكثر من إيجاري الشهري!

أخذت عهداً على نفسي أن أقوم بالتغيير، وفي الشهر القادم، عندما نظرت إلى نفقاتي، رأيت أني قد أنفقت ألفي دولار! بغض النظر عن عهدي، لم يكن هناك أي تغيير. لماذا؟ المعلومات التي حصلت عليها عن إنفاقي لم تكن كافية لي لأغير من سلوكي، بالرغم من أني كنت أرغب أن أقوم بذلك بشدة. الأمر انعكس سلباً عليّ لأني لم أقم بأي شيء لأغير البيئة المحيطة بي.

قررت أن أقوم بأمرين. الأمر الأول: فصلت بطاقة ائتماني عن تطبيقات ركوب السيارات ووصلت هذه التطبيقات ببطاقة أخرى كان فيها 300 دولار. إذا احتجت المزيد من المال، سيتطلب مني الأمر أن أقوم بإضافة المزيد من المال للبطاقة أو أن أحول الأمر إلى بطاقة أخرى. حسب الأبحاث، علمت بأن كل ضغطة وكل حاجز يؤثر على سلوكنا، يكون تغلبنا عليها أقل احتمالاً.

الأمر الثاني: وضعت لنفسي حداً. نحن البشر لسنا كالرجال الآليين، نحن لا نحمل في عقولنا جداول تجعلنا نجمع ما قمنا بإنفاقه ونقارن ذلك بالمقدار الذي أردنا إنفاقه. على كل حال، عقولنا جيدة جداً في التركيز على الأرقام الأبسط، مثل عدد المرات التي قمنا فيها بعمل شيء ما. لذا قلت لنفسي أني سأستخدم التطبيقات ثلاث مرات في الأسبوع أو اثني عشر مرة في الشهر فقط. كان ذلك اختزالاً كبيراً بالنسبة لسلوكي الاعتيادي – كنت أستخدمهم خمسين إلى خمس وسبعين مرة في الشهر. أجبرني وضع الحد أن أقوم بتقنين رحلاتي.

انظر إلى النفقات في حياتك، وقم بمعرفة مشترياتك التي تندم عليها أكثر. ثم قم بتعديل البيئة المحيطة بك لجعل إنفاقك أمراً أكثر صعوبة. قلّد الطرق الخاصة بي، ويمكنك أيضاً أن تكون مبدعاً بنفسك. إذا كان الشيء الذي تشتريه موجوداً على موقع الكتروني، قم بحذف معلومات الدفع والعنوان الخاصين بك من الموقع والمتصفح ليتوجب عليك إدخالهما في كل مرة تشتري فيها. إذا كنت تشتريه عن طريق تطبيق – لكن يمكن شراؤه من دون تطبيق – قم بإزالة تثبيت التطبيق من جوالك. بدلاً من بطاقة عليها مبلغ محدود من المال، يمكنك سحب ذلك المبلغ نقداً من ماكينة الصراف الآلي وأن تمنع نفسك من اتباع تلك الطريقة.

2. افرض الادخار على نفسك الأفضل – والتي تعرف بنفسك المستقبلية –

في الواقع، نحن البشر نفكر بأنفسنا على نحوين مختلفين: فهناك نفسنا الحالية وهناك نفسنا المستقبلية. لدينا نظرة متفائلة حول نفسنا المستقبلية. فهي نفسنا التي ستقوم بتأدية التمارين، ستقوم بمكالمة أهلنا أكثر، وستقوم بالادخار للتقاعد. ومن الأسباب التي لا تجعلنا ندخر هو إيماننا بأن نفسنا المستقبلية ستعتني بنفسها. نحن ننسى أن نفسنا المستقبلية تشبه نفسنا الحالية تماماً وأن نفسنا الحالية عليها أن تبدأ بالعمل الجيد الآن.

في مختبر Common Cents نحن نعلم أن استلام الناس تعويضاً عن الضرائب يعتبر من أفضل الأوقات لهم للادخار. لذا قمنا بإجراء دراسة. قمنا بسؤال المجموعة الأولى من الناس في أوائل شهر شباط – على أمل أنهم لم يستلموا تعويض الضرائب – “إذا استلمتم تعويضاً للضرائب، ما النسبة التي ستقومون بادخارها؟” هذا سؤال صعب الإجابة، فالناس ليست بالضرورة على علم بأنها ستتلقى تعويضاً أو كم ستكون قيمته، لكننا سألناهم على أية حال وأخبرناهم بأن إجاباتهم ستكون ملزمة.

سألنا المجموعة الأخرى من الناس بعد أن استلموا التعويض: “ما هي النسبة التي تودون ادخارها؟” وإجاباتهم ستكون ملزمة كما في المجموعة السابقة.

إليكم ما حدث. المجموعة الثانية من الناس – الذين تلقوا للتو تعويض الضرائب – قالوا بأنهم يريدون ادخار حوالي 17 بالمئة منه. لكن المجموعة الأولى – الذين لم يتلقوا التعويض بعد – قالوا بأنهم يريدون ادخار حوالي 27 بالمئة منه، أكثر ب 10 بالمئة من المجموعة الثانية.

لما هذا الاختلاف؟ نحن نعتقد أن السبب هو أننا طلبنا من المجموعة الأولى الإجابة بالنيابة عن نفسهم المستقبلية، وبالطبع، نفسهم المستقبلية بإمكانها ادخار المال أكثر. يمكننا الاستفادة من الأمر بالتفكير بكيفية إلزام نفسنا المستقبلية على ادخار المال. على سبيل المثال، يمكننا تسجيل الدخول في تطبيق ما – مثل Qapital, Digit or Chime – ذلك يسمح للناس باتخاذ قرارات الادخار مسبقاً.

على أية حال، من المهم أن يكون للالتزام نتائج حقيقية – لا يمكن أن يكون تعهداً فارغاً يمكننا الفرار منه بسهولة. لا بد للقرار الذي نتخذه اليوم أن يكون مهماً لنفسنا المستقبلية. في تجربتنا حول ادخارات الضرائب، قام المستخدمون بالتزام حقيقي عندما أخبرونا بالكمية التي خططوا ادخارها، هم علموا بأن مال التعويض سيتم تحويله مباشرة إلى حساباتهم الادخارية.

3. اجعل الانتقال من صالحك.

في عام 2017 قمنا بإجراء تجربة باستخدام موقع يساعد كبار السن على مشاركة السكن الخاص بهم. قمنا بإنشاء إعلانين مختلفين على مواقع التواصل الاجتماعي واستهدفنا بالإعلانين البالغين من العمر الرابعة والستين. كان الإعلان في أحد المجموعات: «مرحباً، أنت تكبر في السن. هل أنت مستعد للتقاعد؟ يمكن لمشاركة السكن المساعدة.» أما في المجموعة الأخرى كان الإعلان أكثر تحديداً، فكان: «أنت في الرابعة والستين وستصبح في الخامسة والستين من عمرك. هل أنت مستعد للتقاعد؟ يمكن لمشاركة السكن المساعدة».

ما كنا نفعله مع المجموعة الثانية هو أننا كنا نسلط الضوء على فكرة أن الانتقال أمر يحدث في حياة الناس. ورأينا أن معدل نقر الناس على الإعلان – وأيضاً معدل تسجيل الدخول – ارتفع في النهاية.

في علم النفس، ندعو هذا الشيء “تأثير البداية الجديدة.” فكروا بالأمر، إن كانت البداية بداية سنة جديدة أو بداية فصل جديد، معنوياتك ترتفع. قم بتطبيق هذا الأمر في حياتك الخاصة من خلال جعل تاريخ دعوة اجتماع ما بعد يوم ميلادك القادم. قم بالتعرف على الأمر المالي الذي ترغب بفعله أكثر – ربما يكون الأمر فتح حساب تقاعدي للادخار أو توحيد قروض أو ديون تلامذتك – وقم بتلبية هذه الدعوة التي لا تستطيع إلغائها أو تأجيلها.

  • ترجمة: فارس علي
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1