كشف العلماء أن إنسان النياندرتال كان ذكيًا مثل الإنسان العاقل

يعرف إنسان النياندرتال كيفية السيطرة على النار، وكيف يستخدمها لطهي الطعام، تعلم الباحثون عن عاداتهم ونظامهم الغذائي من الآثار التي عثرو عليها بالقرب من المواقد التي كانوا يستخدمونها للطهي والتدفئة.

إن حقيقة أن إنسان النياندرتال كان قادرًا على إشعال النار واستخدامها، من بين أمور أخرى، للطهي، تثبت ذكائه.

وهذه يؤكد ملاحظاتنا ونظرياتنا من الدراسات السابقة ويوضح دييغو انجلوتشي عالم الآثار في جامعة تورنتو: “كان إنسان النياندرتال قادرًا على التفكير الرمزي ويمكنه إنشاء أشياء فنية ويعرف كيف يزين أجسادهم بإستخدام الحلي الشخصية”.

وكان لديه نظاما غذائيا متنوعا للغاية أضف إلى ذلك أنه بناء على النتائج التي توصلنا إليها يمكننا القول أنهم كانو عادة يتناولون الطعام المطبوخ. وتؤكد هذه القدرة على أنهم كانوا ماهرين مثل الإنسان العاقل الذي عاش بعد الاف السنين.

ولكن كيف علمنا ان إنسان النياندرتال يعرف كيفية إستخدام النار؟

هناك اتفاق عام بين علماء الآثار على أنهم يعرفون كيفية إستخدام النار. ومع ذلك شك البعض في أنهم استخدموا النار التي اشعلتها العمليات الطبيعية مثل البرق وقاموا بتغذيتها بالخشب واستخدامها للطهي والتدفئة والدفاع عن النفس. في هذه الدراسة نثبت أنه ليس هناك شك أن إنسان النياندرتال كان بإمكانه إشعال النار وأن النار كانت عنصرًا أساسيًا في حياتهم اليومية.

عشرون عامًا من التنقيب:

إن هذه المقالة توثق وتقارن بين بقايا الحرائق التي عثر عليها من نفس الموقع غروتاي اوليفرا في وسط البرتغال وهو أحد أهم المواقع الأوروبية الأثرية في العصر الحجري القديم الأوسط والأمر الاستثنائي في هذا الكهف هو إن عمليات التنقيب تمت بشكل ممنهج وبدقة كبيرة لأكثر من 20 عامًا بين عام 1989 وال 2012.

يعد الكهف جزءًا من نظام الموندا كارست وهو عبارة عن شبكة واسعة من الكهوف الموضوعة على ارتفاعات مختلفة فوق نبع كبير كان ماهولا في فترات مختلفة خلال عصور ما قبل التاريخ تعود أقدم طبقات غروتادي اوليفرا التي تضم عددًا من الممرات إلى قرابة (120,000 – 40,000) سنة ماضية ويعتقد أن إنسان النياندرتال سكن هذا المكان ما بين (100.000 – 70.000) سنة خلت.

“بالنسبة إلينا نعتبر قرية الموندا التي تحوي هذا الكهف هدية تستمر في تقديم القطع الأثرية المتنوعة والبقايا التي عثرنا عليها منذ سنوات بدءًا من البقايا التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم السفلي وحتى الحجارة المتكسرة للثقافة الموسترية هناك حقًا كل شيء” علق انجلوتشي.

المواقد وبقايا الطعام:

في هذه الحالة ما لفت انتباه علماء الآثار هو أثار المواقد التي تم بناؤها واستخدامها عمدًا في الكهف وعثر علماء الآثار على نحو 12 موقدًا على مستويات طبقية مختلفة في منطقة تنقيب تبلغ مساحتها حوالي 30 مترًا مربعًا وعمق ستة امتار.

كانت الهياكل الدائرية التي تشبه الحوض مليئة بالبقايا وبينت النتائج التي تم العثور عليها داخل المواقد وبقربها أن سكان الكهوف كانوا يطبخون طعامهم حيث وجدنا عظامًا محروقة وخشبًا محروقا وبقايا رماد والصخر الموجود تحتها “يتابع انجلوتشي، احمرت بسبب الحرارة وهذا التفصيل بالغ الأهمية لأنه يخبرنا أن الهيكل محافظ على وضعه الأساسي.

النار عنصر اساسي في حياتهم اليومية يجعل المكان مريحًا ويساعد على التنشئة الاجتماعية إنه يعيد الفكرة الأساسية عن الوطن والتي ربما يمكن أن تنطبق عليهم أيضًا.

ماذا كان ياكل انسان نياندرتال؟

لقد تمكنا من معرفه ماذا كانوا ياكلون وأيضا عرفنا تقنيات الطبخ التي كانوا يستخدمونها لقد عثرنا على بقايا عظام محترقة للماعز المطبوخ والغزلان والخيول والأرخص أي الثيران المنقرضة ووحيد القرن والسلاحف التي ربما كانت موضوعة على درعها ومطهية على الحجارة الساخنة كانت اللحوم على قائمة الطعام في هذا الكهف الداخلي.

ولكن عمليات التنقيب الأخرى في الكهوف المطلة على غرب البحر المتوسط قريبًا من قرطاجه اسبانيا عثر على بقايا الأسماك وبلح البحر والرخويات وحتى حبات الصنوبر المحمصة حيث اثبتنا بالفعل من عام 2020 في ورقة بحثية أخرى ظهرت في مجلة science أن إنسان الياندرتال كان لديه نظام غذائي متنوع ولكن الحفريات البرتغالية أكدت كذلك أنهم استخدموا النار لطهي الطعام.

وعلى الرغم من أعمال التنقيب لم يستطع علماء الآثار تحديد كيف بدأ إنسان النياندرتال إشعال النار ربما فعلوها على طريقة العصر الحجري الحديث حيث ضربوا صخور الصوان بصخور أخرى لإلقاء الشرر على مادة قابلة للاشتعال مثل العشب الجاف.

على سبيل المثال هذه التقنية تقنية من عصور ما قبل التاريخ تم اكتشافها من خلال دراسة اودي رجل الجليد ولكن حتى الآن لم نجد أي دليل على ذلك ومع ذلك فان التنقيب في سلسلة من الطبقات التي تغطي 30,000 سنة اعطى علماء الآثار الفرصة للمقارنة بين البيانات مع مواقع أخرى في نفس المنطقة والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري القديم الأعلى وتنطوي على فترة أحداث حيث تم تأكيد وجود الإنسان العاقل في المنطقة.

لم نجد أي فرق، لقد عاشوا في الكهوف بطرق مماثلة مهاراتهم هي أيضًا علامة على ذكائهم لم ينتموا إلى أنواع مختلفة بل أود أن أقول إنهم كانوا اشكالًا بشرية مختلفة.

تظهر هذه المقالة نهاية عمل طويل لتحليل البيانات تتناول 30 عامًا من النتائج.

  • ترجمة: صبا شاهين
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1